المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المعجزات التي رافقت ولادته (صلى الله عليه واله)  
  
4001   02:33 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص45-46.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / الولادة والنشأة /

روى ابن شهر أشوب وصاحب كتاب (الانوار) وغيرهما عن آمنة (رضي الله عنها) انها قالت : لما قربت ولادة النبي (صلى الله عليه واله) أصابتني دهشة عظيمة، ففزعت من ذلك، فاذا قد دخل علي طير ابيض ومسح بجناحه على بطني، فزال عني ما كنت أجده من الخوف، فبينما أنا كذلك إذ دخل علي نسوان طوال يفوح منهن رائحة المسك والعنبر، وسمعت كلاما لا يشبه كلام الادميين، وبايديهن اكواب من البلور الابيض، قالت امنة : فقلن لي : اشربي يا امنة من هذا الشراب، فلما شربت اضاء نور وجهي، وعلاه نور ساطع وضياء لامع، ثم قلن : يا امنة، اشربي من هذا الشراب وابشري بسيد الاولين والاخرين محمد المصطفى ثم قمن النسوة وخرجن، فاذا باثواب من الديباج قد نشرت بين السماء والارض، وقائل يقول : خذوه من اعز الناس، ورأيت رجالا وقوفا في الهواء بايديهم أباريق، ورأيت مشارق الارض ومغاربها، ورأيت علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والارض في ظهر الكعبة، فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما سقط الى الارض سجد تلقاء الكعبة رافعا يديه الى السماء كالمتضرع الى ربه، ورأيت سحابة بيضاء تنزل من السماء حتى غشيته، فسمعت نداء : طوفوا بمحمد شرق الارض وغربها، والبحار لتعرفوه باسمه ونعته وصورته، ثم انجلت عنه الغمامة، فاذا انا به في ثوب ابيض من اللبن وتحته حريرة خضراء وقد قبض على ثلاثة مفاتيح من اللؤلؤ الرطب، وقائل يقول : قبض محمد (صلى الله عليه واله) على مفاتيح النصرة والربح والنبوة، ثم اقبلت سحابة اخرى فغيبته عن وجهي أطول من المرة الاولى، وسمعت نداء : طوفوا بمحمد الشرق والغرب، واعرضوه على روحاني الجن والانس والطير والسباع، واعطوه صفاء ادم، ورقة نوح، وخلة ابراهيم، ولسان اسماعيل، وجمال يوسف، وبشرى يعقوب، وصوت داود، وزهد يحيى، وكرم عيسى، ثم انكشف عنه فاذا انا به وبيده حريرة بيضاء قد طويت طيا شديدا، وقد قبض عليها وقائل يقول : قبض محمد (صلى الله عليه واله) على الدنيا كلها، لم يبق شيء الا دخل في قبضته ثم رأيت نفر كان الشمس تطلع من وجوههم في يد أحدهم ابريق فضة ونافجة مسك، وفي يد الثاني طشت من زمردة خضراء لها أربعة جوانب، من كل جانب لؤلؤة بيضاء، وقائل يقول : هذه الدنيا فاقبض عليها يا حبيب الله، فقبض على وسطها، وقائل يقول : قبض الكعبة، وفي يد الثالث حريرة بيضاء مطوية، فنشرها فاخرج منها خاتما تحار أبصار الناظرين فيه، فغسل بذلك الماء من الابريق سبع مرات، ثم ضرب الخاتم على كتفيه، وتفل في فيه، فاستنطقه فنطق، فلم أفهم ما قال، الا انه قال : في أمان الله وحفظه وكلاءته قد حشوت قلبك ايمانا وعلما ويقينا وعقلا وشجاعة أنت خير البشر، طوبى لمن اتبعك، وويل لمن تخلف عنك، ثم ادخل بين اجنحتهم ساعة، وكان الذي فعل هذا به رضوان، ثم انصرف وجعل يلتفت اليه ويقول : ابشر يا عز الدنيا والاخرة، ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء، ورايت قصور الشامات كأنها شعلة نار، ورايت حولي من القطا امرا عظيما قد نشرت اجنحتها.

وفي (المناقب) ايضا بأسناد معتبر عن عبد المطلب، قال : لما انتصف تلك الليلة اذا انا ببيت الله قد اشتمل بجوانبه الاربعة وخر ساجدا في مقام ابراهيم، ثم استوى البيت مناديا : الله اكبر، رب محمد المصطفى، الان قد طهرني ربي من انجاس المشركين وارجاس الكافرين، ثم انتقضت الاصنام وخرت على وجوهها، واذا انا بطير الارض حاشرة اليها، واذا جبال مكة مشرفة عليها، واذا بسحابة بيضاء بإزاء حجرتها فأتيت امنة وقلت : أنا نائم او يقظان؟ قالت : بل يقظان، قلت : فأين نور وجهتك؟ قالت : قد وضعته وهذه الطير تنازعني ان ادفعه اليها فتحمله الى اعشاشها، وهذه السحاب تظلني، لذلك قلت : فهاتيه انظر اليه؟ قالت : حيل بينك وبينه الى ثلاثة أيام، فسللت سيفي وقلت : لتخرجيه او لأقتلنك؟.

قالت : أنك واياه، فلما هممت ان الج البيت بدر الي من داخل البيت رجل وقال لي : ارجع وراءك فلا سبيل لاحد من ولد ادم الى رؤيته او ان تنقضي زيارة الملائكة، فارتعدت وخرجت.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.