أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2017
371
التاريخ: 14-8-2017
511
التاريخ: 23-8-2017
331
التاريخ: 23-8-2017
423
|
نظرية التأثرات الانفعالية أو Poob-Poob
يري أصحاب هذا الرأي أن اللغة الإنسانية بدأت في صورة شهقات و تأوهات صدرت عن الإنسان بشكل غرزي لتعبر عن فرح أو دهشة أو غضب أو ألم و نحو ذلك من انفعالات قوية. و معظم المنادين بهذه النظرية لم يحملوا أنفسهم مشقة البحث في طبيعة تلك الشهقات أو التأوهات، بل أخذوها قضية مسلمة، وأسسوا عليها فكرتهم. و يدين أصحاب هذا الرأي بما نادي به «دارون» في نظرياته المشهورة الخاصة بتطور الكائنات الحية. فقد بين «دارون» أن الإنسان لا يعدو أن يكون تطوراً لأرقي الأجناس من الحيوان. ولم يقتصر تفكير «دارون» على التطور الجسماني، بل شمل أيضا التطور الفكري والعقلي. و من ثم كان ينكر أن الإنسان هو المخلوق المتميز وحده بالفكر والنطق، بل يشركه في هذا أيضاً بعض الحيوانات الراقية مع تفاوت في درجة التفكير أو النطق. فإلانسان ينطق والحيوان ينطق و ليس الفرق بينهما إلا في الدرجة فقد تعددت و تنوعت أصوات الإنسان، في حين أن أصوات الحيوان ظلت محدودة. ولذالك ربط «دارون» بين النشأة اللغوية للإنسان، و بين تلك الأصوات الغريزية والانفعالية من آهات أو تأوهات و أصوات الدهشة والتعجب، و جعلها جميعاً الأساس الأول الذي منه استمدت اللغة الإنسانية نشأتها.
و حاول «داروين» الربط بين هذه الأصوات و بين تقلصات أعضاء النطق أو انبساطها. أي انه حاول تفسيرها تفسيراً فسيولوجياً، فيقرر أن الشعور بالازدراء أو الغضب بصحبه عادة ميل الى النفح بالفم أو من الأنف، و من هنا ينشأ صوت مثل Poob في الإنجليزية، أو «أف» في العربية.
ص18
و كذلك الحال حين يدهش المرء أو يفزع يميل عادة الى فغر فمه كما لو كان يتنفس بعمق، فإذا زفر هذا الهواء الذي تنفسه حين فغر فاه وجدنا الفم يميل الى الاستدارة قليلا، و مثل هذا الوضع للشفتين يولد لنا صوت اللين المسمي بالضمة، و هي حين تطول قد يتصل بها صوت بشبه الهاء. ويترتب على هذا أن تنشأ تأوهات مثل oh و هو الصوت الذي نسمعه عادة من جمهور المتفرجين حين يفاجأون بمنظر بالغ الدهشة.
أما في حالة الألم فتتقلص أعضاء الجسم كلها بما في ذلك الوجه، مما يترتب عليه أن الشفتين تأخذان الوضع المناسب لصوت اللين «A» أي الفتحة، و يؤدي هذا الى صوت مثل ah أو ach!!
ويعترض بعض العلماء على هذه النظرية بأن هذه الأصوات أصوات فجائية منعزلة عن الكلام أو التكلم الذي يصدر عن المرء بصورة إرادية، فبينها و بين الكلمات فجوة تجعلنا نعد تلك الأصوات صورة سلبية للكلام، فليست تصدر عن المرء إلا حين يصيبه القول أو حين يأبي الكلام. هذا الى أن كثيراً من تلك الأصوات يشتمل على عناصر صوتية لانكاد نسمعها في كلام البشر، مثل أصوات اللين المهموسة و مثل Clicks التي تنشأ مع الشهيق أي في أثناء دخول الهواء الى الفم والرئتين.
والحقيقة أن تلك الشهقات والتأوهات لاتعدو أن تكون أصواتاً عرفية تختلف باختلاف الشعوب والأمم. فصوت الدهشة عندنا هو «ah» وليس «oh» كما هو الحال عند الإنجليز الذين استقي منهم «داروين» ملاحظته. فلكل شعب صوت خاص عند البكاء أو الأنين أو الدهشة أو الازدراء و نحوها من الانفعالات الغرزية.
وقد كتب «كيلنج» في إحدي رواياته يصف إحدي الشخصيات فقال لاأظن أن هذا الرجل من الأفغان لأن الناس هناك يبكون بالصوت «أي أي» ai ai، كذلك لاأظن أنه هندستاني لأنهم يبكون بالصوت oh oh، إن الرجل يبكي كما يبكي الرجل الأوربي فيقول ow-ow !
ص19
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|