أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2017
685
التاريخ: 23-8-2017
1271
|
رقي الدلالة
فكما قد تنحط الدلالة قي الألفاظ قد تقوي في ألفاظ أخري، غير أن شعف الدلالة أو انحطاطها أكثر ذيوعاً في اللغات يوجه عام.
ويحدثنا فندريس(1) أن لفظ «مارشال» قد انحدر إلينا من «خادم الاسطبل» وأن لفظ knighr التي كانت تعبر في فروسية القرون الوسطي عن مركز مرموق انحدرت إلي لغات دوربا من معني أصلي هو «ولد خادم».
وفي لغتنا العربية أتي علي الكلمتين «ملاك و رسول» عهد كانتا فيه بمعني الشخص الذي يرسله المرء في مهمة مهما كان شأنها، ثم تطورنا وأصبح لها تلك
ص121
الدلالة السامية التي نألفها الان.
وكانت كلمة «السفرة» تعني في الأساليب القديمة طعام المسافر وهي الآن علي ألسنة تجار الأثاث ذات شأن. بل حتي كلمة «العفش» التي لم تكن تفيد سوي «سقط التاع» نسمعها الآن في كثير من الأحيان تطلق علي جهاز العروس. وأثلثها الثمين الغالي؛ وكذلك السيارة الفخمة يتواضع الناس الأن ويطلقون عليها لفظ »العربية» !!
وحين يستعرض الاستعمال العربي القديم للفظي «السلطان والملك» لا نكاد ناصح فرقاً واضحاً بينهما، فكان كل منهما يطلق علي صاحب الولاية والحكم مهما صغر شأنه، حتي كان القرن السابع الهجري فأصبح كل من اللفظين لقباً عظيما من ألقاب الحكام والولاة، ووجدنا الحاكم يؤثر أن يلقب بلفظ «السلطان» ، ويستشر معه عظمة الحكم أكثر من استشاره مع لفظ «الملك» ، رغم أن حكام المماليك والأيوبيين كانوا يلقبون بهما معاً ، فيقال مثلا «السلطان الملك فلان ، غير أن لقب السلطان كان دائما أسبق في النصوص، وأوضح في الدلالة علي عظمة الحاكم، بل كان يقتصر عليه في بعض الأحيان. ويقال إن أول من لقب بلقب «ملك» وزير من وزراء الفاطميين يسمي «رضوان» لقب بالملك الأفضل (2) . أما في العصر الحديث فأصبح «الملك» لقبا أرقي ومركزا أسمي بين الحكام من لقب «السلطان».
هذا ويروي لنا أن المراكز العلمية في القرن السادس الهجري قد استقرت علي حال معينة، فأصبحت محددة العالم متدرجة الرتب في سلسلة من الألفاظ التي اصطلح عليها (3) وهي :
المعلم، فالمؤدب، فالمدرس، فالعيد، فالشيخ، فالأستاذ، فالرحالة، فالعالم، فالإمام !!
ومن المرجع أن رواة هذه السلسلة من الألقاب العلمية قد أسرفوا بعض الإسراف، فتلك مراحل كثيرة لا نظن أنها كانت كلها ملتزمة في الترقي العلمي. بل لا نظن أن «الرحالة» كان لقبا أرقي من الأستاذ، ولعله كان من ألقاب لعض الأساتذة الذين اشتهروا بالتجول والأسفار. وعلي كل حال يلحظ هنا أن لقب المدرس أقل منزلة من «المعيد» ، وأن المعيد في ذلك العصر كان يعادل عندنا الآن الأستاذ المساعد !!
ص122
_________________
(1) Language. P. 227.
(2) صبح الأعشى جـ 9 ص 5398
(3) كتاب التربية عند العرب ص 36 - 53 : تأليف خليل طوطح- المطبعة التجارية بالقدس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|