المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الخطوط الارشادية التي أوصى باتباعها في رعاية الطفل
2023-03-01
في تقسيم السور إلى آيات
4-1-2016
رتبة الحشرات الشبحية (العصوية والورقية)
24-5-2016
شعر لأبي محمد الكلاعي
2024-01-16
عثمان بن سعيد العَمْري
29-8-2016
عناصر الخطط الوظيفية وأهم اهدافهـا
23-5-2020


قصة المباهلة مع نصارى نجران  
  
17640   02:50 مساءً   التاريخ:
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص131-134.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

روى الشيخ الطبرسي و جمع آخر انّه: قدم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)وفد نجران فيهم بضعة عشر رجلا من أشرافهم و ثلاثة نفر يتولّون أمورهم، العاقب‏  و هو أميرهم و صاحب‏ مشورتهم الذي لا يصدرون الّا من رأيه و أمره و اسمه عبد المسيح، و السيد وهو ثمالهم و صاحب رحلهم و اسمه الأيهم، و أبو حارثة بن علقمة  الاسقف و هو حبرهم و امامهم و صاحب مدارسهم و له فيهم شرف و منزلة و كانت ملوك الروم قد بنوا له الكنائس و بسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من علمه و اجتهاده في دينهم فلمّا وجّهوا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)جلس أبو حارثة على بغلة و الى جنبه أخ له يقال له: كرز، و بشر بن علقمة يسايره، اذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز: تعس الأبعد- يعني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست، قال له: و لم يا أخ؟ فقال: و اللّه انّه النبي الذي كنّا ننتظره، قال كرز: فما يمنعك ان تتبعه؟ فقال: ما صنع بنا هؤلاء القوم شرّفونا و مولونا و أكرمونا و قد أبوا الّا خلافه، و لو فعلت نزعوا منّا كلّ ما ترى، فأضمر عليها منه أخوه كرز فلمّا قدم على النبي أسلم.

قال: فقدموا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقت العصر و في لباسهم الديباج و ثياب الحبرة على هيئة لم يقدم بها أحد من العرب، ... ثم أتوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فسلّموا عليه فلم يردّ عليهم السلام و لم يكلّمهم فانطلقوا يتتبعون عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف و كانا معرفة لهم، فوجدوهما في مجلس من المهاجرين فقالوا: انّ نبيّكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له فأتيناه و سلّمنا عليه فلم يرد سلامنا و لم يكلّمنا، فما الرأي؟ فقالا لعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟ قال: أرى أن يضعوا حللهم هذه و خواتيمهم ثم يعودون إليه، ففعلوا ذلك فسلّموا فردّ عليهم سلامهم ثم قال: و الذي بعثني بالحق لقد أتوني المرّة الاولى و انّ ابليس لمعهم.

ثم ساءلوه و دارسوه يومهم و قال الأسقف: ما تقول في المسيح يا محمد؟ قال هو عبد اللّه‏ و رسوله‏  قالوا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): هل رأيت ولدا من غير ذكر؟ فنزلت: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59] فلمّا طالت المناظرة و الحّوا في عصيانهم و خصومتهم، أنزل اللّه تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61] فقالوا للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) نباهلك غدا و قال أبو حارثة لأصحابه: انظروا محمدا في غد، فان غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته، و ان غدا بأصحابه فباهلوه فانّه على غير شي‏ء، فذهب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) صباحا الى بيت عليّ (عليه السّلام) فأخذ بيد الحسن و الحسين و خرج من المدينة و بين يديه عليّ (عليه السّلام) وفاطمة (عليها السّلام) تتبعه فلمّا رأى ذلك رؤساء نجران قال أبو حارثة: من هؤلاء الذين معه؟ قالوا: هذا ابن عمّه زوج ابنته يتقدمه، و هذان ابنا ابنته و هذه بنته أعزّ الناس عليه و أقربهم الى قلبه و تقدم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فجثا على ركبتيه فأخذ السيد و العاقب أولادهم و جاءوا للمباهلة.

قال أبو حارثة: جثا و اللّه كما جثا الأنبياء للمباهلة، فكع‏  و لم يقدم على المباهلة، فقال له السيد: أين تذهب؟ قال: لا انّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة و انا أخاف أن يكون صادقا فلا يحول واللّه علينا الحول و في الدنيا نصراني يطعم الماء، و في رواية أخرى انّه قال: انّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الارض نصراني الى يوم القيامة.

ثم جاء أبو حارثة الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: يا أبا القاسم انّا لا نباهلك و لكن نصالحك، فصالحنا على ما ننهض له فصالحهم على ألفي حلّة قيمة كل حلّة أربعون درهما و على عارية ثلاثين درعا و ثلاثين رمحا و ثلاثين فرسا ان كان حرب فكتب لهم بذلك كتابا فانصرفوا راجعين الى بلادهم‏ .

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) والذي نفسي بيده لو لا عنوني لمسخوا قردة و خنازير و لاضطرم الوادي عليهم نارا و لاستأصل اللّه نجران و أهله حتى الطير على رءوس الشجر و لما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلّهم فلمّا رجع وفد نجران لم يلبث السيد و العاقب الّا يسيرا حتى رجعا الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فأسلما.

وروى صاحب الكشاف و جمع من العامة في صحاحهم عن عائشة انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)خرج و عليه مرط كساء مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم فاطمة ثم عليّ ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] .

وقال الزمخشري أيضا: فان قلت: ما كان دعاؤه الى المباهلة الّا ليتبيّن الكاذب منه و من خصمه، و ذلك امر يختص به و بمن يكاذبه، فما معنى ضمّ الابناء و النساء؟.

قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله، و استيقانه بصدقه، حيث استجرأ على تعريض أعزّته وأفلاذ كبده و أحبّ الناس إليه لذلك و لم يقتصر على تعريض نفسه له، وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبّته و أعزّته هلاك الاستئصال ان تمّت المباهلة، و خصّ الابناء والنساء لانّهم أعزّ الاهل و الصقهم بالقلوب، و ربما فداهم الرجل بنفسه و حارب دونهم حتى يقتل، و من ثمّت كانوا يسوقون مع انفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب.

وقدّمهم في الذكر على الأنفس لينبّه على لطف مكانهم و قرب منزلتهم، و ليؤذن بأنهم مقدّمون على الانفس مفدون بها، و فيه دليل لا شي‏ء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء (عليهم السّلام).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.