أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
3235
التاريخ: 2-4-2017
4480
التاريخ: 2023-02-21
3619
التاريخ: 18-4-2017
3085
|
روى الشيخ الطبرسي و جمع آخر انّه: قدم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)وفد نجران فيهم بضعة عشر رجلا من أشرافهم و ثلاثة نفر يتولّون أمورهم، العاقب و هو أميرهم و صاحب مشورتهم الذي لا يصدرون الّا من رأيه و أمره و اسمه عبد المسيح، و السيد وهو ثمالهم و صاحب رحلهم و اسمه الأيهم، و أبو حارثة بن علقمة الاسقف و هو حبرهم و امامهم و صاحب مدارسهم و له فيهم شرف و منزلة و كانت ملوك الروم قد بنوا له الكنائس و بسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من علمه و اجتهاده في دينهم فلمّا وجّهوا الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)جلس أبو حارثة على بغلة و الى جنبه أخ له يقال له: كرز، و بشر بن علقمة يسايره، اذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز: تعس الأبعد- يعني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست، قال له: و لم يا أخ؟ فقال: و اللّه انّه النبي الذي كنّا ننتظره، قال كرز: فما يمنعك ان تتبعه؟ فقال: ما صنع بنا هؤلاء القوم شرّفونا و مولونا و أكرمونا و قد أبوا الّا خلافه، و لو فعلت نزعوا منّا كلّ ما ترى، فأضمر عليها منه أخوه كرز فلمّا قدم على النبي أسلم.
قال: فقدموا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقت العصر و في لباسهم الديباج و ثياب الحبرة على هيئة لم يقدم بها أحد من العرب، ... ثم أتوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فسلّموا عليه فلم يردّ عليهم السلام و لم يكلّمهم فانطلقوا يتتبعون عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف و كانا معرفة لهم، فوجدوهما في مجلس من المهاجرين فقالوا: انّ نبيّكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له فأتيناه و سلّمنا عليه فلم يرد سلامنا و لم يكلّمنا، فما الرأي؟ فقالا لعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟ قال: أرى أن يضعوا حللهم هذه و خواتيمهم ثم يعودون إليه، ففعلوا ذلك فسلّموا فردّ عليهم سلامهم ثم قال: و الذي بعثني بالحق لقد أتوني المرّة الاولى و انّ ابليس لمعهم.
ثم ساءلوه و دارسوه يومهم و قال الأسقف: ما تقول في المسيح يا محمد؟ قال هو عبد اللّه و رسوله قالوا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): هل رأيت ولدا من غير ذكر؟ فنزلت: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59] فلمّا طالت المناظرة و الحّوا في عصيانهم و خصومتهم، أنزل اللّه تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61] فقالوا للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) نباهلك غدا و قال أبو حارثة لأصحابه: انظروا محمدا في غد، فان غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته، و ان غدا بأصحابه فباهلوه فانّه على غير شيء، فذهب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) صباحا الى بيت عليّ (عليه السّلام) فأخذ بيد الحسن و الحسين و خرج من المدينة و بين يديه عليّ (عليه السّلام) وفاطمة (عليها السّلام) تتبعه فلمّا رأى ذلك رؤساء نجران قال أبو حارثة: من هؤلاء الذين معه؟ قالوا: هذا ابن عمّه زوج ابنته يتقدمه، و هذان ابنا ابنته و هذه بنته أعزّ الناس عليه و أقربهم الى قلبه و تقدم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)فجثا على ركبتيه فأخذ السيد و العاقب أولادهم و جاءوا للمباهلة.
قال أبو حارثة: جثا و اللّه كما جثا الأنبياء للمباهلة، فكع و لم يقدم على المباهلة، فقال له السيد: أين تذهب؟ قال: لا انّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة و انا أخاف أن يكون صادقا فلا يحول واللّه علينا الحول و في الدنيا نصراني يطعم الماء، و في رواية أخرى انّه قال: انّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الارض نصراني الى يوم القيامة.
ثم جاء أبو حارثة الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: يا أبا القاسم انّا لا نباهلك و لكن نصالحك، فصالحنا على ما ننهض له فصالحهم على ألفي حلّة قيمة كل حلّة أربعون درهما و على عارية ثلاثين درعا و ثلاثين رمحا و ثلاثين فرسا ان كان حرب فكتب لهم بذلك كتابا فانصرفوا راجعين الى بلادهم .
قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) والذي نفسي بيده لو لا عنوني لمسخوا قردة و خنازير و لاضطرم الوادي عليهم نارا و لاستأصل اللّه نجران و أهله حتى الطير على رءوس الشجر و لما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلّهم فلمّا رجع وفد نجران لم يلبث السيد و العاقب الّا يسيرا حتى رجعا الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فأسلما.
وروى صاحب الكشاف و جمع من العامة في صحاحهم عن عائشة انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)خرج و عليه مرط كساء مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم فاطمة ثم عليّ ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] .
وقال الزمخشري أيضا: فان قلت: ما كان دعاؤه الى المباهلة الّا ليتبيّن الكاذب منه و من خصمه، و ذلك امر يختص به و بمن يكاذبه، فما معنى ضمّ الابناء و النساء؟.
قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله، و استيقانه بصدقه، حيث استجرأ على تعريض أعزّته وأفلاذ كبده و أحبّ الناس إليه لذلك و لم يقتصر على تعريض نفسه له، وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبّته و أعزّته هلاك الاستئصال ان تمّت المباهلة، و خصّ الابناء والنساء لانّهم أعزّ الاهل و الصقهم بالقلوب، و ربما فداهم الرجل بنفسه و حارب دونهم حتى يقتل، و من ثمّت كانوا يسوقون مع انفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب.
وقدّمهم في الذكر على الأنفس لينبّه على لطف مكانهم و قرب منزلتهم، و ليؤذن بأنهم مقدّمون على الانفس مفدون بها، و فيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء (عليهم السّلام).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|