المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



مشكلة اللفظ والمعنى لدى نقاد الشعر  
  
640   12:06 مساءً   التاريخ: 16-8-2017
المؤلف : د. فايز الداية
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص54- 69
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / الدال و المدلول /

 

لقد بينا في الفقرات السابقة من هذا الفصل المواضع التي تتضح فيها الدلالة الفردية للفظ مميزة من (القصد) المجمل لعبارة مؤلفة من عدد من الكلمات. ومن الغرض الجزئي لمجموعة أبيات. وهذا الصنيع هو ما نهدف إليه من تفصيلنا لمشكلة اللفظ والمعنى ههنا لدى نقاد القرن الرابع. فنتبين إدراكهم للحدود المعجمية أو ما فوقها من ظلال المعنى في مصطلح المحدثين. أو أحوال تطورية للدلالة في اللفظ المفرد. ونضيف الى هذه الصورة من الاستخدام للمصطلح الآفاق التي تصل إليها تفريعات الاصطلاحات الدائرة في فلك اللفظ والمعنى في نقد الشعر.

وقد أولى الآمدي دراسة الألفاظ المفردة وتحليلها عنايته. وخصص لها جهداً بارزاً القياس الى النقاد الآخرين. وكان الدافع الى هذا الاهتمام هو تتبع أخطاء أبي تمام خاصة. وما قد يلحظ من حالات مشابهة عند الشعراء قديمهم ومحدثهم. وينفرد الآمدي في هذا المجال بأمر يؤدي النظر فيه الى استجلاء قضايا

ص54

دلالية ذات اهمية كبيرة في الموروث النقدي. فهو يقوم بعمل تطبيقي يدأب فيه على تفصيل جوانب دلالة اللفظة ويبحث في الوضع الصحيح لها. ويقارن بينها وبين مرادفات لها. أو يقرن حكمه بالسياق ومدى الملاءمة بين هذه اللفظة بحدودها الدلالية الفردية والسياق الذي يتشكل من مفردات أخرى تضم إليها في قصد معين. ولكن الآمدي لا يحرص على ضبط المصطلح في كل مرة يعرض لهذا الضرب من التحليل. ونحن نقف على أمثلة يستعمل فيها اصطلاحات اللفظ والمعنى في حدود الدلالة الفردية. إلا أن عدداً كبيراً من الشواهد يفتقد النص على الاصطلاح . وقد رأيت أن أدرج المجموعة كلها في إطار واحد ما دامت الخصائص المميزة لها. عن طرق تناول الدلالة. موجودة ضمنها بقدر متقارب. ويثير هذا النهج لدى الآمدي قضية وعي النقاد بمسائل الدلالة وتحليلها من غير استخدام كلمات اصطلاحية. وسنعرض لنماذج مما جاء لديهم بعد ان نمر بأمثلة من الموازنة.

أ- ومن المواضع التي صرح فيها الآمدي بمصطلحي اللفظ والمعنى قاصداً الدلالة المفردة تعليقة على بيت أبي تمام.

هنّ عوادي يوسفٍ وصواحبه           فعزماً فقدماً أدرك النأي طالبهُ

فقول الشاعر. عوادي يوسف. معناها. صوارف. يقال. عداني عنك كذا أي صرفني. أراد هُنّ صوارف يوسف وصواحبه. وصوارف ههنا. لفظة ليست قائمة بنفسها. لأنه يحتاج أن يعلم صوارفه عن ماذا. اللفظة القائمة بنفسها أن لو قال.. هواتن يوسف. أو. شواعف يوسف. أو نحو ذلك. وكأنه أراد صوارف يوسف عن تقاه. أو عن هواه. او عن صحيح عزمه حتى هم بالمعصية. وإنما يتم معنى الكلمة بمثل هذه الألفاظ أن لو وصلها بها (1).. وفضلاً عن التنبيه الى المصطلح يوضح الناقد في هذا المثال أن دلالة اللفظة في بعض الأحيان لا تكون

ص55

وافية ما لم تخصص. فهي تصلح لأكثر من وجه دلالي بحسب الموقف الذي يجري فيه الحديث كما في (صوارف) بينما نجد ألفاظاً أخرى تفي بالمراد بنفسها. اي أن الظلال ليست بالتعدد والتداخل بحيث تلغز أو تضفي على اللفظة تعتيماً لا يبين معه المراد (هواتن. شواعف).

وتتضح مصطلحات اللفظ والمعنى عندما يناقش الآمدي استخداماً لأبي تمام يرى أنه أخطأ فيه. وتعتمد المناقشة على حدود دلالة اللفظة المحورية في تركيب ؛ ذلك أن بيت الشاعر.

ما لامرئ خاض في بحر الهوى عُمرٌ                إلا وللبين فيه والسهلُ الجلدُ

يشتمل على تركيب. ما لا مرئ... عمر إلا.. واللفظة المستعملة في مثل هذا المقام ينبغي ان تدل على ما هو أكثر من واحد. وهو خطأ. إن كان الشاعر أراد بالعمر مدة الحياة. لأنه اسم واحد للمدة بأسرها فهو لا يبعّض. فيقال لكل جزء منه عمر. كما في التعبير الصحيح. ماله ضلع إلا مكسور. فلفظة ضلع تدل على متعدد.

وثمة احتمال يسوغ فيه عمل أبي تمام. وهو أن يكون. اراد بالعمر منزله الذي يتوطنه ويعمره.. وينكر الآمدي على الشاعر إعطاء هذه الصيغة (عمر) مدلول (دلالة) المنزل ؛ فالصيغة المقبولة والمشهورة هي (معمر). ويقول. وما علمت أحداً سمى المنزل عمراً إلا أن يكون دير النصارى فإنهم يسمونه عمراً. وما كان يمنعه أن يقول (وطن) مكان (عمر) لأن لفظهما (الوزن) ومعناهما واحد. وقد يكون للإنسان عدة أوطان يوطنها (2)..

وهكذا يتخذ الناقد تحليل دلالة كل لفظة أداة لتصحيح التركيب ولفهم القصد بكلام أبي تمام.

ونعرض مثالاً لدرس الألفاظ تعالج فيه الصيغة بأكثر مما يلتفت الى

ص56

السياق. فالإشكال متمثل في مدلول اللفظ اساساً. فقد درج العامة لعهد أبي تمام على استعمال (الصلف) بمعنى التيه والكبر. مما جعل الشاعر يقع في الخطأ عندما جاري العامة إذ يقول.

ما مقرب يختال في أشطانه              ملآن من صلفٍ به وتلهوق

فالعرب لا تستعمل (الصلف) على هذا المعنى. بل هناك عدد من المواقف لا يتفق أي منها مع هذه الدلالة (1) فيقال قد صلفت المرأة عند زوجها. إذا لم تحظ عنده. وصلف الرجل كذلك إذا كانت زوجته تكرهه. (2) والصليف في الصيغة الأسمية. الذي لا خير فيه. (3) وثمة مثل يضرب يقول (رب صلف تحت الراعدة) يعنون به الرعد بغير مطر (3). ويرى الآمدي أن الإتيان بهذه الكلمة في بيت الشاعر يغدو (بعد معرفة بعدها الدلالي المأثور عن العرب) ذماً للفرس من حيث أريد مدحه.

ويبدو لي أن الناقد قد ذهب بعيداً في تشدده ومنعه لقبول التطور الذي يحتمل وقوعه في اللفظة (بل المادة كلها). خاصة وأن عصر أبي تمام كان لا يزال قريباً من عصور الاحتجاج والاستشهاد. وبنظرة مدققة يُلاحظ الرابطُ بين مدلول (الكبر واليته) في (الصلف) والمترتب على تعدّد الصور. التي يظهر فيها شخص كارهاً الآخرين (الزوج والزوجة) سواء أكانت الأسباب مقنعة الناس أو كانت واهية.

وتتّابع عملية التحليل في إطار السياق الذي يتطلب لفظة ملائمة له. ولا يمكن لنا أن نفترض مدلولاً معيناً للفظ لا يتأثر عند الاستعمال بما حوله من كلمات وهيئة تركيبية. فيقف الآمدي أولاً (4) عند بيت لأبي تمام يذكر فيه صنيعة لممدوحه.

وليستُ بالعوانِ العَنسِ عندي             ولا هيَ منكَ بالبكْر الكعاب !

ص57

ويعيب الشاعر في استخدامه صيغة (عنس) في البيت ؛ لأنها لا تدخل في الأصل إلا على (الناقة التي انتهت في شدتها وقوتها). وهذا المعنى لا يتوافق مع كلمات هي أوصاف مستعارة من أوصاف المرأة. فالعوان والبكر – وإن كان قد وصف بهما غير المرأة من البهائم وغير البهائم – فإن البكر (في البيت) لا تكون مستقاة إلا من أوصاف النساء من أجل ما اقترن بها من لفظ الكعاب. التي هي مخصوصة بوصف (الفتاة) التي قد كعب ثديها. فلا تكون العوان في صدر البيت من أوصاف النوق والبكر في آخره من اوصاف النساء. وبذا يظهر لنا أن أبا تمام أراد بالعنس دلالة صيغة أخرى قريبة هي (العانس). وهي يحبسها أهلها عن التزويج حتى جاوزت حدّ الفتاة. ولكن الشعر تحكم بصاحبه فأرسلها إرسالا دون مراجعة أو تصحيح.

ويدفع الناقد محاولات التأويل لمعنى كلّ من (العوان) موصوفة بها الناقة. والعنس محدداً فكرة السياق. فإنه يستدل ببعض الألفاظ على بعض. كما يستدل على المعنى بما يقترن ويتصل به فيكون في ذلك بيان وإيضاح (5).

ويعترض الآمدي على اشتمال بيت يمدح فيه أبو تمام الخليفة الواثق بالله. على لفظة غير مناسبة للسياق إذ يقول.

فيهم سكينةُ ربّهم وكتابهُ              وإمامتاهُ واسمهُ المخزونُ

فالسكينة من السكون وهو الوقار. وهذه لفظة لا تلائم البيت كل الملاءمة. لأنه لا وجه لأن يقول. فيهم وقار ربهم. لا سيما وقد قال. كتابه وإمامتاه (النبوة والخلافة) واسمه المخزون (يعني اسم الله الأعظم الذي إذا دعي أجاب). فالوقار ليس من هذه الأشياء في شيء (6). ولكننا لا نستطيع قبول ما رآه الناقد

ص58

من تعارض بين دلالة (سكينة) ومجمل كلمات البيت. فأبو تمام إذ يمدح الخليفة العباسي. يريد أن يستجمع له ما يدعم وظيفته الدينية فيذكر القرآن والنبوة. ويوحي بأن هذا المتسنم سدة الحكم يتحلى بصفات الحلم المستمد من عمق إيمانه. فيضفي الهدوء. ويمنح الطمأنينة للناس. هذا إذا حملنا (السكينة) على الاطمئنان كما في الآية {هو الذي أنزل  السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم} [الفتح 48/4].

وفي سياق آخر يجد الآمدي أن الدلالة رغم تقاربها واشتراكها بين لفظين لا تصح إلا بواحد منهما. فأبو تمام يقول.

كانت لنا صنماً نحنو عليه ولم                   نسجد كما سجد الإفشين للصنم

فقوله (كانت لنا صنماً) أراد أن يقول. نعكف عليه. فلم يستقم له. فقال. (نحنو عليه). وهي لفظة غير مستعملة في هذا الموضع. وإن كان لها اقتراب من (نعكف) ومشاركة (7).. فالموقف يتطلب لفظاً دقيقاً في أدائه لدلالة ترتبط بسائر أطراف السياق.

ويناقش الآمدي مسألة أداء اللفظة لدلالتها العامة. وللدلالات الفرعية التي تجنح إليها في حالات خاصة. فلا يصح تداول اللفظ وهو في صورته العامة لنشير به الى حالة معينة. فقول أبي تمام (8).

لو كان في عاجلٍ من آجلٍ بدلّ          لكانَ في وعْدهِ من رفدِه بدلٌ

يثير عدداً من التأويلات لفكرة البيت بسبب إيراده لفظي (عاجل. وآجل) بصورة مطلقة دون إضافة الى اسم آخر يحدّد المقصود لتقوم المفاضلة بين

ص59

مرتبتين من التعجيل والتأجيل.. وكان وجه الكلام الذي يصح به المعنى ويستقيم أن يقول. لو كان في عاجل قول بدل من آجل فعل كان في وعده من رفده بدل ‌. ونستيطع أن نرى في كلام الآمدي الذي يوجهه الى أنصار أبي تمام خلافا في تصور لقدرة السياق على تحديد دلالة اللفظين ؟ فالناقد يعتقد أن الاضافة تفيد المطلوب. وثمة آخرون يجدون في الشطر الثاني من البيت قرينة قد تغني عن التفصيل. الذي يبدو لازما إذا ما كان النص بلا قرينة كا‏لتي يشتمل عليها بيت الشاعر. ويريد الآمدي أن يؤكد ما يذهب إليه. فيذكر أن الأصمعي قد تنبه الى هذه المسألة عندما أنكر على ذي الرمة استخدامه لفظة  (حلقوم)  بصوره مطلقة دون تحديد إضافتها الى ما يبين الغرض منها في الصوت التي يقول فيها الشاعر.

كأ‏نه في نياط القوس حلقوم

‏وكان يجب أن يقول. حلقوم طائر < أو حلقوم قطاة. ونحوها مما يثبه الوترفي الدقة وإلا فقد يكون الحلقوم حلقوم فيل. أو حلقوم بعير. ويحرص الآمدي على القاعدة العامة في هذا المجا. فيعقب على حكم الأصمعي بأنه  (إنكار صحيح)  على الرغم من أن حالة ذي الرمة بالقياس إلى أبي تمام أنفٌ وطأة لتقدمه. ولأن العرب لا تشبه الوتر إلا بحلقوم طائر كقول الراجز.

/ لأمٍ كحلقوم الحباري/

وقول آخر:                / لأمٍ ممر مثل حلقومٍ النغر/

وقال آخر                 /لأم كحلقوم القطاة يعرف / (9)

‏ومن قبيل الموازنة بين الدلالة العامة. والدلالة الخاصة في ض شعري تعليق الآمدي على لفظة  (عكاظ)  في بيت أبي تمام.

قد عهدنا الرسول وهي  عكاظٌ                 للصبا تزدهيكَ حُسناً وطيباً

ص60

إذ هو يقترح استبدالها بلفظة أخرى تحمل الدلالة المشتركة إلا أنها تحقق المراد على نحو أكثر شمولاً من جهة. وأقرب الى المألوف من جهة أخرى. وهي (السوق) ما دام الشاعر يقصد (قد عهدنا الرسوم وهي معدن للصبا. أو مألف او وطن فقال (عكاظ) أي سوق للصبا يجلب إليها. ولأنها من أعظم الأسواق التي تجتمع إليها العرب).

ويتساءل الناقد عن سبب اختيار أبي تمام للفظة معينة. فالسوق قد تكون عظيمة آهلة وعكاظ أيضا سوق. فما وجه التخصيص في موضع العموم والعموم أجود واليق (10)  ؟ وتتحكم في هذه المسألة أفكار الناقد التي تطفى على تذوقه. وتجعل من التحليل الدلالي أداة قاصرة  عن تبين ما تحمله اللفظة الخاصة  الجزئية  من إيماءات وظلال تزيد على مجرد اجتماع الناس وكثرتهم للبيع والشراء. إن عكاظ لا تعني الشاعر في بيعها ولا تعني بضائعها. وإنما يريد الإشارة الى الموسم وإلى تلك الجماعات من الفتيان والصبايا في أطراف المحفل الكبير وهي تمرج. وتنمو أواصر وصلات تلونها الأحلام والأماني بسعادة بريئة. وحب يدرج في مرابعه العشاق والمحبون. إن اللفظة تحمل عند اختيارها كل ما يمكن أن تزودها به التجارب الشخصية أو تخيلها كما ‏في حالة الشعراء المحدثين العباسيين أحيانا.

‏ويسهم القاضي الجرجاني في واحدة من مناقشاته في مسألة تحليل دلالة اللفظة المفردة وذلك عندما يعرض لبيت المتنبي.

‏حلت محل البكر من معطى وقد      زفت من المطي زفاف الأيم

‏فالشاعر قابل بين البكر. والأيم بما ينبىء بالتضاد. إلا أن لفظة الأم عامة بحيث تتمضن البكر فهي  (التي لا زوج لها) . والناقد يذكر راي أهل اللغة في

ص61

‏هذه الكلمة لنقف على صحة كلام الشاعر واستوائه. ولم يذهبون الى أن ثمة دلالتين تختلفان اتساعا وضيقا. الأولى ( أن المرأة قد تكون أيما إذا لم يكن لها زوج. وإن لم تكن نكحت قط ). وبهذا لا يستقم التضاد بين الأم والفتاة البكر. أما الثانية من الدلالتين فهي..أن المرأة لا تكون أيماً إلا وقد نكحت. ثم خلت بصوت أو طلاق بكراً كانت أو غير بكر بنى عليها الزوج. أو لم يبن. ويقال. تأيمت المرأة إذا لم تنكح بعد موت زوجها(11). وعلى هذا المعنى يحمل بيت المتنبي.

‏ب- ونلحظ كثرة ‏تداول النقاد لمصطلحات (الألفاظ. والمعاني) في المجال العام للدلالة أي بعيدا عن الدلالة الفردية. وهذا يجعلنا بحاجة الى النص على الأعمال التي تبرز فيها العناية بالمفردة الواحدة في إطار قليل النصوص وشرحها. وفي المناقشات النظرية أو ما يقرب منها (1) فهناك ضروب من التحليلات اندرجت في مفهوم الصواب والخطأ كان الناقد فيها يشرح  دلالة لفظة. أو أكثر من لفظة واحدة. ويبين كيف حاد الشاعر عن الدقة في استخدامها. أو يبين هذا الناقد حكمه على أساس من معرفة مجال اللفظة الدلالي. وإننا سنقف عند هذه الظاهرة في فصل آخر من دراستنا. ونورد أمثلة عليها تظهرنا على مشاركة عدد من أصحاب التأليف النقدية في تتبع ألفاظ يظن أنها من أخطاء الشاعر أو مشكلاته التي تسبب انحرافا في فهم الغرض. أو غومضا يضطرب معه الكلام. مما يحوج الى تلك المناقشات والمحاورات الدلالية التي لم يحرص هؤلاء النقاد على

ص62

‏تصنيفها بالمصطلح المميز. اللفظ والمعنى. (2) وهناك نمط درس المفردات من حيث التطور الذي طرأ عليها. والأحوال التي عاشتها وبيان الفروق بين هذا الوضع الأخير الذي يستعمل فيه الشاعر الكلمة إذ ينشئ. قصيدته. وذاك الأصل الذي كانت عليه من قبل. وفي مثال هذا النمط من التحليل الدلالي يقدم لنا الناقد حلقات من الدلالات للفظة فيما بينها في الجوانب إذا ما فسرت على النحو المنطقي. اتضح لنا أن كل واحدة من الدلالات أي الحدود يزاد فيها فتغدو أكثر تخصيصا أو ينقص من أطرافها فتبح أكثر عموماً. وقد يكون التبديل في وحدات التعريف أو الحث فتنتقل اللفظة من مجال إلى آخر. وهكذا نجد اهتمام النقاد واخص هنا الشراح ينحو منحى دلاليا ويتناول الدلالة المفردة بثكل واضح من غيرالعناية بترتيب المواد نحن اصطلاحات خاصة للفظ والمعنى.

‏ج- ولقد كان للنقاد مذهب آخر يغاير ما عرفناه في قليلهم مدلول الكلمة المفردة. ذلك ما يمكن إدراجه تحت عنوان (صفات الألفاظ). وفي هذا الباب من الدرس يأتلف جانبان من العمل النقدي خلال مصطلحات (اللفظ والألفاظ). فليس المقصود ههنا إبراز تفصيلات الدلالة لكل لفظة ومن ثم تقصي استعمالاتها وبحالاتها. والقيام بمقارنات وتقويمات لها. بل يتجه الناقد الى إصدار أحكام جالية تستحسن اللفظ أو تستهجنه في سلسلة من النعوت بحب المقام. وما يناسبه من ضروب التعبير. أي أن القضية ذوقية إما محدودة بشخصية الناقد. وما يذهب إليه ويتخيره من الخصائص الفنية. أو ترجع إلى الذوق العربي القديم المتوارث من خلال أحكام وآراء مبثوثة في المصنفات ومحفوظة عن الرواة والأدباء وعلماء العربية. ويتجلى الجانب الدلالي لـ‏ (صفات الألفاظ) فيما تشف عنه من سمات تتعلق بأصوات اللفظة وتشكيلها الصرفي وحدة مميزة في الكلام. فالعذوبة والحلاوة والسهولة إنما  تكون في الحرف وائتلافه مع حروف متناسبة فيما بينها. وكذلك  في النعوت في اللفظة المنتقاة من بين مقاربات

ص63

‏لها في الدلالة. فهي مفضلة لدى الشاعر ومستحسنة من القراء والنقاد لدقة أدائها المدلول. والجمال شكلي فيها. وعندما نقرر أن عملا كهذا يشمله مفهوم (الدلالة) ثم فإننا نستند الى أن مدلول اللفظة يعد محصلة مجموعة من العوامل منها الإيقاع الصوتي وإيحاؤه. ومن ثم مدى قدرته على الانتظام في العبارة الواحدة وفي السياق اللفظي والفرض المعبر عنه. وندرك كذلك أننا أمام أم عامة غير تفصيلية تتناول العلاقات بين الأصوات وما ينتج عنها. أو تتبع الصيغة الصرفية وتؤرخ لها أو تناقش تأثيرها واختلافه عن الصيغ الأخرى. وجهد هؤلاء النقاد ههنا أقرب إلى أن يحتسب في إطار عام للحس الدلالي - بلغة عصرنا - الذي كان سيؤتي ثماره فيما لو توبع بقدر أكبر من الاهتمام والتركيز العلمي.

‏وقد عبر النقاد من صفات الكلة المفردة بصوت مباشره. إذ كانوا يستعملون مصطلح (اللفظة) أو ما يقوم مقامه من مثل (الاسم) أو (الكلمة) أو اللفظ منصرفا إلى الأفراد لا إلى اسم الجنس. وكذلك تنوولت المفردة مز خلال مصطلح (الألفاظ) الذي يتوجه إلى الواحدة من الجنس رغم عموميته الظاهرة. وسنرى أمثلة لهذين الأسلوبين عند النقاد في القرن الرابع.

‏أ- يعترض الآمدي على لفظة (اللائين) في بيت البحتري.

        ‏قفا في مغاني الدار نسأل طلولها      عن النفر اللائين كانوا حلولها

‏فهي تسبب فساد ابتداء في القصيدة لأنها ليست (بالحلوة) وليست (مشهورة) (12). أي اجتمع نعتان يحولان دون قبولها. الوقع غير المستحب صوتا. وقلة دورانها في الشعر والكلام صيغة في بابها (موصولية).

‏ويدفع إيثار النغمة اللطيفة هذا الناقد إلى أن يطلب من الشاعر تصرفا فنيا يتجاوز الواقعية المباشرة. التي تحرص على ذكر أساء المواقع والأماكن رغم

ص64

غرابتها وثقلها في السمع أحيانا. ويريد ليؤكد فكرته هذه فيروي عن القدماء نحوا مما يذهب إليه. و كان الباعث على الحوار بيت أبي تمام.

‏يقول أناس في حبيناء عاينوا                   عارة رحلي من طريف وتالد

‏ويرى الآمدي أن (حبيناء). وهو اسم موضع في غاية القبح والهجانة. فإنهم وإن كانوا قالوا ما قالوا له في هذا الموضع فإنه يكُ مضطرا الى ذكره. والقاعدة التي ينبغي أن تتبع في الصياغة الشعرية هي. ألا يذكر الشاعر إلا ما حسن من أسماء المواضع. وان يعتمد أسماء المواضع الغريبة المتكررة في أشعار الفصحاء. والشهادة في هذا المقام لواحد من الشعراء المبرزين هو الفرزدق. فقد أنكر على (مالك بن أسماء بن خارجة) ذكر (بونا) في شعره.. حبذا ليلتي بتل بونا.. وعندما علل (مالك) صنيعه بقوله.. في بونا كان ذلك". أجابه الفرز‏دق..وإن كان (13).. ويؤدي مطلب الآمدي والفرزدق قبله الى مسألة دلالية. أشرت إلى واحدة من صورها (السوق وعكاظ). والموقف مختلف (هنا) في أن البديل المقترح من اللفظة الواقعية هو الرمز الأدي. فإلى أي حد يستطيع هذا الرمز الوفاء بإيحاء الأصل الجزئي. الذي يمكن أن يتصور بؤرة لتجربة الشاعر ومشعا الظلال الدلالية التي تنقل الى المتلقي جوهر العمل الشعري ؟ وإننا نقف ههنا في نقف أبي تمام ومالك. فاللفظة تكسب قيمة من ‏روج النص كما ‏تعطي هي بدورها قيماً داخلة.

‏وقد كان مما يأخذه الصاحب بن عباد على المتنبي أنه. رغم بعد مرماه. وكثرة الإصابة في نظمه - ربما يأتي بالفقرة المجودة والمشهود بحثها. وقد أتبعت بالكلمة (اللفظة) العوراء الشائنة. ويور على ذلك أمثلة كقول الشاعر.

‏روادق العز حولك مسبطر                 ‏وملك عليّ ابنك في كمال

ص65

‏‏مشيرا الى لفظة (المسبطر) منكرا استخدامها في سياق خاص هو (مرائي النساء (14)). وكذلك يستثقل (الآخاء) لم التي تضر الى مثيلاتها من لغات المتنبي الشاذة وكلماته النادّة في قوله.

‏كل آخائه كرام بني الدنـ        ولكنه كريم الكرام

‏" فلو وقع الآخاء في رائية الشماخ لا ستثقل (15)..

‏ب) وفي رأي الأصفهاني صاحب (الواضح في مشكلات المتنبي). أن التجويد إنما يتم بعد اختيار الفكرة وذلك بأن يعنى الشاعر بمفرداته. وبالسمات الصوتية المقبولة. إضافة إلى الهيئات الصحيحة للتركيب. فالمعاني مطروحة نصب العين. وتجاه الخواطر يعرفها نازلة الوبر وساكنة المدر. والقرائح تشترك فيها. وإنما المعنى في سهولة مخرج اللفظ وكثرة الماء وجودة السبك (16)..

‏ومن أمثلة تناول الكلمة المفردة وخصائصها من خلال مصطلح (الألفاظ) ما جاء لدى الآمدي في تعقيبه على ابتداء لأبي تمام.

‏ (قدك اتئب أربيت في الغلواء)

‏" فهذه ألفاظ فصيحة صحيحة من ألفاظ العرب. مستعملة في نظمهم ونثرهم. وليست من متعسف ألفاظهم ولا وحشي كلامهم. ولكن العلماء بالشعر أنكروا عليه أن جمعها في مصراع واحد. وجعلها ابتداء قصيدة (17). والصفات

ص66

‏التي تضاف الى الألفاظ في حكم الناقد تجد تحقيقها في اللفظة الواحدة. ولا يتجه الكلام الى السبك أو التأليف في مجموعة تكون جملة أو تركيباً. و كان الأجدر. طلباً للدقة. أن يخصص المؤلف الاصطلاح همنا. لأننا سنطالع مدلولا آخر لـ  (الألفاظ) لا يقف عند المفردة. وإنما ينطلق في التعبير ليشمل عدة أمور تدور حول ما يتعلق بمجمل علاقات أجزاء الكلام المقابلة لطرف آخر هو. الفكرة.

‏ولابن طباطبا نهج مماثل يسرد صفات. الأناقة والجزالة. والزخرفة. مضافة إلى الألفاظ. وكذلك حين يتحدث عما يستلذ في السمع من العمل الشعري. فنحن نقابل أحكاماً نلتمس تطبيقها على المفردة الواحدة. فمن الأشعار أشعار محكمة متقنة. أنيقة الألفاظ. حكيمة المعنى. عجيبة التأليف إذا نقضت. وجعلت نثراً لم تبطل جودة معانيها. ولم تفقد جزالة ألفاظها. ومنها أشعار مموهة. مزخرفة عذبة. تروق الأسماع والأفهام إذا مرت صفحاً. فإذا حصلت. وانتقدت بهرجت معانيها. وزيفت ألفاظها ومجت حلاوتها (18). ويعود الى توكيد القضية في موضع آخر من عيار الشعر فيتحدث عن (السلامة في الألفاظ ومما يستكره منها وعن النافر والشائن (19) ).

‏وبعد أن رأينا الصاحب بن عباد يستعمل مصطلح (الكلمة) للتعبير عن اللفظة الواحدة ونقدها جماليا نجده يورد صيغة الجمع (كلمات). وكذلك (ألفاظ) مريداً بها الألفاظ المفردة لا الجل. فأطم ما يتعاطاه المتنبي. التفاصح بالألفاظ النافرة. والكلات الشاذة حتى لأنه وليد خباء أو غذي لبن ولم يطأ الحضر ولم يعرف المدر. ومن ذلك قوله.

ص67

أيفطمه التوراب قبل فطامه             ويأكله قبل البلوغ الى الأكل

‏ويحدد الصاحب رأيه في اللفظة (المشكلة) بعبارة انفعالية. وما أدري كيف عشق (التوراب) حق جعله عوذة شعره ؟ (20).

‏ويعالج القاضي الجرجاني مشكلة الشاعر المحدث الذي يصعب عليه الابتكار والتجديد بعد تاريخ طويل حفل بأشكال وأفكار كثيرة. فهو. يقف محصورا بين لفظ قد ضيق مجاله. وحذف أكثره. وقل عدده. وحظر معظمه. ومعان قد أخذ عفوها. ونريد من قولة الناقد استخدامه لاسم الجنس (اللفظ). فهو يقصد أن الموضوعات والأفكار التي يخوض في بحارها المبدعون عرفت لها ألفاظ لا يسهل تجاوزها. واختراع المفردات الجديدة. ويشير الناقد الى السمات الصوتية الإيقاعية في المفردة. فإن اختراع المحدث معنى بكراً أو افتتح طريقاً مبهاً لم يرض منه إلا بأعذب لفظ واقربه من القلب. وألذه في السمع (21)..

‏ويطلب القاضي الجرجاني من الشاعر أن يراعي فروق ما بين الموضوعات والأغراض التي يطرقها. وذلك ليعطي كلا منها ما يناسبه من المفردات. فيقسم الألفاظ على رتب المعاني ويخاطبه بقوله.تلطف إذا تغزلت. وتفخم إن ا افتخرت. وتصرف للمديح تصرف مواقعه. فإن المدح بالشجاعة والبأس يتميز عن المدح باللباقة والظرف. ووصف الحرب والسلاح ليس كوصف المجلس والمدام (22).. وتتراءى لنا اللفظة المفردة في توجيه الناقد. فهو يستند الى أن الشاعر يعرف الرصيد اللغوي في كل جانب من جوانب الحياة والملوك والخبرة الإنسانية. وخصائص مكونات هذا الرصيد من حيث الدقة في الدلالة على الزاوية الجزئية التي يقصد الى التعبير عنها. وكذلك يدرك المميزات الصوتية في

ص68

‏تأليف الحرف ووقع الصيغة الصرفية. ومدى تلاؤمهما في السياق الذي سيشكلانه مع سواهما. وههنا يجمع اقتراح القاضي الجرجاني مميزات نفسرها بأنها القدرة على فهم دلالي عميق. ممتزج بمتطلبات جالية أيضاً.

ص79

_______________

(1) الموازنة. الآمدي 17 – 18.

(2) الموازنة. الآمدي 226. وينظر أيضاً الموازنة (1/167).

(3) الموازنة (1/246 – 247).

(4) الموازنة (1/170-174).

(5) الموازنة (1/171).

(6) الموازنة (2/364).

(7) الموازنة (1/52).

(8) الموازنة (1/193-194).

(9) الموازنة (1/195-196).

(10) الموازنة (1/509) .

(11) الوساطة - القاضي الجرجاني ٧٩-٨٠ ‏، وينظر في ٣٢ ‏: جاذر جاسم ووحش وجرة.

* وينظر في مسألة تحليل الدلالة الفردية. الموازنة (1/143-147). 158. 166-167. 169. 175-177. 181-183. 238-239. 376. 395. 494. 566. 534. 534-535. والموازنة (2/21). 54-55. 214. 246. 357. ويستخدم الأصفهاني صاحب الواضح في مشكلات المتنبي مصطلح المعنى للدلالة الفردية 65. حول لفظ (القيام).

(12) الموازنة (1/440).

(13) الموازنة (2/325-326). وينظر الموازنة (1/304. 449. 521). والموازنة 2/324. 334. 335.

(14) الكشف عن مساوئ المتنبي. الصاحب بن عباد 242. 252.

(15) الكشف عن مساوئ المتنبي. الصاحب 257-263.

(16) الواضح في مشكلات المتنبي. الأصفهاني 51. وينظر في الوساطة 186. والصناعتين 20 وفيه (الاسم) في موضع (اللفظة).

(17) الموازنة (1/470 – 471). ويعرف الآمدي. حوشي الكلام المرادف للوحشي بأنه. اللفظ الغريب الذي لا يتكرر في كلام العرب كثيراً.. الموازنة (1/239). وينظر في الموازنة (2/255-256).

(18) عيار الشعر. ابن طباطبا ٧ ‏.

(19) ‏ عيار الشعر ٣٢ ‏.

(20) الكشف عن مساوئ المتنبي. الصاحب بن عباد 254.

(21) الوساطة 52. وكذا 98. والصناعتين 8. 58. 136. 154. 196.

(22) الوساطة 24. وكذا في 19. 33. 180. 411. 413.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.