المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



تدريب الفتيات على الطاعة في الاسلام  
  
2115   08:28 صباحاً   التاريخ: 15-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص98ـ101
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2022 1685
التاريخ: 12-7-2019 2002
التاريخ: 4-1-2017 2434
التاريخ: 4-1-2017 4535

الطاعة هي الانقياد والموافقة فعلى البنت ان تعرف الى من تكون له مطيعة والى من تكون له عاصية ، هذا في الدرجة الأولى لمفهوم الطاعة.

ثم يأتي دور الابوين في تعليم البنت كيفية الطاعة ومتى تكون مطيعة .

ومن الواجبات الاساسية للوالدين في حق فتيانهم وفتياتهم تعليمهم طاعة الله ورسوله اولا واجتناب نواهيه ثانيا, ولا بد ان تكون الطاعة كما يأتي :

1ـ طاعة الله.

2ـ طاعة الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم).

3ـ طاعة الائمة المعصومين (عليهم السلام).

4ـ طاعة الوالدين وخصوصا الام .

5ـ طاعة الاقارب الصالحين.

6ـ طاعة الاصدقاء المؤمنين.

7ـ طاعة العلماء والتزام تعاليمهم الشرعية .

8ـ طاعة العقلاء.

والى جانب هذا على الاباء والامهات ان يُكرّهوا للأبناء المعصية وأن يربّوهم على عدم مخالفة الاوامر ويفهموهم انهم يستحقون العقاب عند صدور المخالفة ومعصية الله تعالى ورسوله الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) والائمة الطاهرين (عليهم السلام)، وعلى الآباء أن يوصوا ابناءهم باتّباع ما يأتي :

1ـ عدم إطاعة الشيطان لأنه عدو للإنسان المؤمن.

2ـ عدم إطاعة النفس الامارة بالسوء.

3ـ عدم إطاعة الجاهل فان فاقد الشيء لا يعطيه.

4ـ عدم إطاعة اهل المعاصي والفسق والفجور.

وينبغي للآباء ان يرسّخوا في اذهان أبنائهم أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ففي يوم القيامة لا ينفع ولد والده ولا والد ولده ولا ينفع الا العمل الصالح وهو أفضل زاد يتزود به المؤمن. يقول أمير المؤمنين في فضل الطاعات:

( أفضل الطاعات هجر اللذات)(1).

{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [الأنعام: 160]. وعلى الآباء والامهات ان يكثروا من القصص الروائية التي تتضمن دروساً في مضمار الطاعة لكي تكون أبناءهم على بيّنه واضحة. ومن تلك القصص قصة الحجر.

حُكي أن ابراهيم بن آدم قال: مررت براعي غنم فقلت هل عندك شربة ماء او لبن ؟.

قال : أيهما أحب اليك ؟ قال : قلت : الماء، قال : فضرب بعصاه حجرا أصلداً لا صدع فيه فانبجس الماء منه فاذا هو أبرد من الثلج وأحلى من العسل فبقيت متعجباً. قال الراعي: لا تتعجب فان العبد اذا أطاع مولاه أطاعه كل شيء(2).

يقول الشاعر:

أطـع الالـه فـان فـي طـاعـاته         نيل الأمان ورفعة الدرجاتِ

واجهد بذلك واجتنب مكروهه         لتنال حظاً وافر البركات

وقال عبد الواحد بن زيد: بينما كنا أنا وأيوب السجستاني نسير في طريق الشام، اذا نحن بأسْودَ أقبل الينا يحمل حطباً، فقلت: يا أسود! من ربُّك؟. فقال: ألمثلي تقول هذا؟. فرفع رأسه الى السماء فقال: الهي حول هذا الحطب ذهباً، فاذا هوه ذهب . ثم قال : أرأيتم هذا ؟. قلنا: نعم . ثم قال : اللهم رده حطباً, فصار كما كان أولاً، فقال ايوب: فبقيت حائرا خجلا من العبد الاسود واستحييت منه حياءً ما استحييت مثله قبل ذلك من احد قط , ثم قلت: أمعك شيء من الطعام؟.

قال: فأشار ، فإذا بين أيدينا جام فيه عسل أشدّ بياضاً من الثلج وأطيب ريحاً من المسك، وقال كلوا فو الذي لا اله غيره ليس هذا من بطن نحل ، فأكلنا فما رأينا شيئاً أحلى منه فتعجبنا(3).

وفي تفسير النيسابوري : كان بعض العارفين يرعى غنماً فحضر في غنمه ذئب لا يضر أغنامه فمر عليه رجل وناداه: متى اصطلح الغنم والذئب؟  قال الراعي : من حين اصطلح الراعي مع الله لا يعصيه (4).

يقول الامام الكاظم (عليه السلام) لبعض ولده وهو ينصحه :

يا بني اياك ان يراك الله في معصية نهاك عنها .

واياك ان يفقدك الله عند طاعة أمرك بها.

يريد الامام (عليه السلام) من خلال هذه الوصية أن ينبه الانسان الى مواقع معاصي الله تعالى ليبتعد عنها وأن الله سبحانه يبغض الذين يعصونه لانهم بذلك يبتعدون عن مواقع رضاه, ولا يجتمع رضاه سبحانه مع عصيانه والتمرد على أوامره.

____________

1ـ غرر الحكم.

2ـ لآلئ الأخبار.

3ـ المصدر السابق .

4ـ المصدر السابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.