أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017
2234
التاريخ: 3-9-2017
2707
التاريخ: 14-8-2017
2349
التاريخ: 7-8-2017
2324
|
صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية كان ضرورياً حسب الأعراف السياسية كما كان واجباً شرعياً مسؤول عن تنفيذه أمام الله والأمة فانه لو فتح باب الحرب بجيشه المنهزم نفسياً لتغلب عليه معاوية بأول حملة ولما أمكنه أن يحقق أي نصر وفي تلك الحالة لا يخلو أمره من إحدى حالتين : إمّا القتل أو الأسر فان قتل فلا تستفيد منه القضية الإسلامية لأن معاوية بما يملك من دبلوماسية مبطّنة بالخداع والمكر والنفاق سوف يلقي التبعة على الإمام في قتله ويبرّئ نفسه من أيّة مسؤولية وأما إذا لم يقتل الامام وحمل إلى معاوية أسيراً فانه من دون شكّ سوف يعفو عنه وبذلك يسجّل له يداً بيضاء على الأسرة النبوية ويمحو عنه وعن أسرته وصمة الطليق التي وصمهم بها النبي (صلى الله عليه واله).
وعلى أيّ حال فان الإمام الحسن (عليه السلام) قد اضطّر إلى الصلح وأُرغم عليه ولم تكن هناك أيّة مندوحة للعدول عنه وقد جرى الصلح حسب شروط ذكرناها بالتفصيل مع تحليلها في كتابنا ( حياة الإمام الحسن (عليه السلام) ) وممّا لا شكّ فيه حسب المقاييس العلمية والسياسية ان الإمام أبا محمد قد انتصر في هذا الصلح فقد أبرز حقيقة معاوية الجاهلية وقد ظهرت خفايا نفسه وما يكّنه من حقد وعداء للإسلام وللمسلمين فانه حينما استتبّ له الأمر عمد بشكل سافر إلى محاربة الإسلام والانتقام من أعلامه أمثال الصحابي العظيم حجر بن عدي وأخلد بجرائمه للمسلمين المصاعب والكوارث وألقاهم في شرّ عظيم .. .
وبعدما انتهى الإمام أبو محمد من الصلح غادر الكوفة التي غدرت به وبأبيه لتستقبل جور معاوية وظلمه وكان معه أهل بيته واخوته ومن بينهم أخوه وعضده أبو الفضل العبّاس وأخذوا يجدون السير لا يلوون على شيء حتى انتهوا إلى يثرب وقد استقبلتهم بحفاوة بالغة البقيّة الباقية من الصحابة وأبنائهم واستقرّ الإمام في يثرب وقد التف حوله الفقهاء والعلماء فأخذ يغذّيهم بعلومه ومعارفه ويغدق على البؤساء والمحرومين من فيض جوده وكرمه وقد استعادت يثرب بوجوده ما فقدته من القيادة الروحية للمسلمين حينما غادرها وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
وعلى أيّ حال فقد شاهد أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) ما جرى على أخيه الزكيّ أبي محمد (عليه السلام) من المحن الشاقة والعسيرة ورأى غدر أهل الكوفة وخيانتهم له ونكثهم لبيعتهم له وقد عرفته هذه الأوضاع السياسية والاجتماعيه حقيقة المجتمع وان الغالبية الساحقة منه ينسابون وراء مصالحهم وليس للقيم الدينية أي أثر في نفوسهم وبهذا نطوي الحديث عن بعض الأحدث المروعة التي شاهدها أبو الفضل العبّاس (عليه السلام).
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|