أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3379
التاريخ: 4-5-2017
3239
التاريخ: 2-7-2017
3368
التاريخ: 1-6-2017
2724
|
وقعت أيضا في السنة [السنة الثانية للهجره]، غزوة بدر الكبرى و ملخصها: انّه خرج مشركوا قريش كعتبة، و شيبة، و الوليد بن عتبة، و ابي جهل، و ابي البختري، و نوفل بن خويلد، و جمع كثير من صناديد مكة و رجال الحرب فيها حيث بلغ عددهم تسعمائة و خمسين نفرا لقتال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فخرجوا من مكة حاملين أدوات الطرب، و مصطحبين النساء المغنيّات، للهو واللعب ومعهم مائة فرس و سبعمائة بعير، و كان على كل واحد من أكابر قريش اطعام الجيش في كل يوم بأن ينحر لهم عشرا من الابل.
و خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مع ثلاثمائة و ثلاثة عشر من اصحابه من المدينة الى ان وصلوا الى أرض بدر- و هي اسم بئر رمى المسلمون فيها قتلى المشركين- فلما وصل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى هناك اشار الى الارض قائلا: هنا مصرع فلان، و هناك مصرع فلان فعدد مصرع كل القتلى من صناديد قريش، فكان كما قال لمّا وصل المشركون، صعدوا على تلّ و نظروا الى جيش المسلمين مستخفين بهم، والمسلمون أيضا نظروا الى العدو بعين الاحتقار و الاستخفاف، كما قال تعالى:
{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الأنفال: 44]
وبعد رؤيتهم جيش النبي (صلّى اللّه عليه و آله) نزلوا خلف ذلك التلّ بعيدا عن الماء و بعثوا عمر بن وهب مع جماعة للتفحص و ليرى هل للمسلمين كمين؟ أو لا، فجال بفرسه حتى طاف عسكر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يمينا و شمالا ثم رجع و قال: «ما لهم كمين و لا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع أما ترونهم خرسا لا يتكلمون، يتلمّظون تلمّظ الافاعي ما لهم ملجأ الا سيوفهم و ما أراهم يولّون حتى يقتلوا، و لا يقتلون حتى يقتلوا بعددهم، فارتئوا رأيكم» .
فلما سمع هذا حكيم بن حزام حرّض عتبة على ترك الحرب و المصالحة فقال له عتبة: اذهب الى ابن الحنظليّة يعني ابا جهل، و قل له أن يترك الحرب و يصالح ابناء عمّه، فجاء حكيم الى ابي جهل و ابلغه رسالة عتبة، فقال أبو جهل: جبن و انتفخ سحره و يخاف على ابنه ابي حذيفة الذي في جيش المسلمين، فجاء حكيم الى عتبة، و أخبره بمقولة أبي جهل، فلمّا تلاقى قال عتبة لأبي جهل: يا مصفرّا استه، مثلي يجبن؟ ستعلم قريش أيّنا ألأم و أجبن.
اما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فانه و إن علم شقاء قريش و عدم تسليمهم، لكن لأجل قوله تعالى {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61] بعث إليهم رسولا و قال: «يا معشر قريش انّي أكره ان أبدؤكم فخلّوني و العرب وارجعوا».
فقال عتبة: ما ردّ هذا قوم قطّ فأفلحوا، يا معشر قريش انّ محمدا له الّ و ذمّة، فاسمعوا نصحه، فغاظ ابا جهل قوله و قال له: ما هذه الغوغاء؟ أمن خوف بني عبد المطلب تحتال الرجوع؟ فغضب عتبة و نزل من ناقته، و طلب من ابي جهل البراز ليعلم من الجبان، فتوسط كبراء قريش بينهم لكن عتبة لردع تهمة الجبن عنه لبس درعه و شدّ عمامته و كان لا يلبس الخوذة لكبر رأسه.
وتقدم هو و أخوه شيبة و ابنه الوليد و جالوا في الميدان و كانت نيران الحرب قد اندلعت، فطلبوا المبارز، فبرز إليهم ثلاثة نفر من الانصار و انتسبوا لهم، فقالوا: ارجعوا إنمّا نريد الاكفاء من قريش، فأمر (صلّى اللّه عليه و آله)عليا و حمزة بن عبد المطلب و عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، بالمبارزة فجاؤوا الى الميدان و لهم زئير كزئير الاسد، قال حمزة:
انا حمزة بن عبد المطلب اسد اللّه و اسد رسوله، فقال عتبة: كفؤ كريم و انا اسد الحلفاء و انا اسد المطيبين، و قد اشرنا عند ذكر آباء النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى حلف المطيبين، و لذلك اعتبر عتبة نفسه انه سيد الحلفاء المطيبين، فبرز عليّ (عليه السّلام) للوليد، و حمزة لشيبة، و عبيدة لعتبة، فقال علي (عليه السّلام):
انا ابن ذي الحوضين عبد المطلب و هاشم المطعم في العام السغب
أوفي بميثاقي و أحمي عن حسب
فحمل (عليه السّلام)على الوليد، فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه، قيل: أخذ الوليد يده المقطوعة و ضرب بها رأس عليّ (عليه السّلام)، ثم ذهب الى ابيه هاربا، فشدّ عليه (عليه السّلام)، فضرب فخذه فسقط ميّتا.
وتقدم حمزة و شيبة فتكادما الموت طويلا حتى تكسرت سيوفهما و دروعهما، و أخذا يتصارعان، فقال المسلمون: يا عليّ أما ترى الكلب قد بهر عمّك؟ فحمل (عليه السّلام) وقال: يا عمّ طأطئ رأسك و كان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه عليّ (عليه السّلام) فطرح نصفه، اما عبيدة فانه ضرب رأس عتبة فشقّه و ضرب عتبة رجل عبيدة فقطعها فجاء أمير المؤمنين (عليه السّلام) الى عتبة و به رمق فأجهز عليه و قتله، و لذا قال لمعاوية:
«وعندي السيف الذي أعضضته بجدّك و خالك و أخيك في مقام واحد» .
حمل حمزة و عليّ عبيدة الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فبكى كثيرا حتى سالت دموعه على وجه عبيدة، و قد سال مخ ساقه منها.
فاستشهد عند رجوعهم الى المدينة في أرض روحاء أو صفراء، و دفن هناك و كان أسنّ من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعشر سنين و هذه الآية نزلت في حقهم:
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحج: 19] .
ووقع الرعب في قلوب المشركين و في قلب ابي جهل بعد قتل هؤلاء الثلاثة، و كان يحرّضهم على القتال، فجاء ابليس في صورة سراقة بن مالك و قال:
انّي جار لكم ادفعوا إليّ رايتكم، فدفعوا إليه راية الميسرة و ركض امامهم و شوقهم على القتال، فنظر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و قال لاصحابه: «غضوا أبصاركم وعضّوا على النواجذ» ثم دعا و طلب النصر من اللّه فأرسل اللّه الملائكة لنصرتهم، قال تعالى:
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ } [آل عمران: 123]...- الى قوله- {يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ } [آل عمران: 124].
فلما رأى ابليس الملائكة ولّى هاربا و ضرب الراية على الارض و نكص على عقبيه، فجاءه منبّه بن الحجاج و أخذ رداءه و قال: يا سراق أين؟ أ تخذلنا في هذه الحالة، فضرب على صدره وقال انّي أرى ما لا ترى، قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال: 48] .
وكان عليّ (عليه السّلام) يهجم على القوم كالليث الغضبان، حتى قتل منهم ستة و ثلاثين رجلا، وقد روي عنه (عليه السّلام) انّه قال: «لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم و قد قتلت الوليد بن عتبة اذ أقبل حنظلة بن ابي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الارض قتيلا» .
وقتل سبعون رجلا من أبطال قريش في تلك المعركة، منهم: عتبة، و شيبة، و الوليد بن عتبة، وحنظلة بن ابي سفيان، و طعيمة بن عدي، و العاص بن سعيد، و نوفل بن خويلد، و أبو جهل.
ولمّا رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) رأس ابي جهل مقطوعا سجد للّه شكرا، ثم انهزم جيش المشركين فلحقهم المسلمون، و أسروا منهم سبعين نفرا، و كانت هذه الحادثة في اليوم السابع عشر من شهر رمضان.
كان النضر بن الحارث، و عقبة بن أبي معيط في جملة الاسرى، فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بقتلهم، و قد كانوا من أعداء النبي (صلّى اللّه عليه و آله) وعقبة هو الذي تفل على وجه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بمشورة أمية بن خلف الذي قتل أيضا.
ولمّا قتل النضر على يد أمير المؤمنين (عليه السّلام) رثته اخته بقصيدة من جملتها هذه الابيات:
أ محمد يا خير ضنء كريمة في قومها و الفحل فحل معرق
ما كان ضرّك لو مننت و ربما منّ الفتى و هو المغيظ المحنق
فالنضر أقرب من أسرت قرابة و أحقّهم ان كان عتق يعتق
وفي رواية: ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا بلغه هذا الشعر قال: لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
نقابة تمريض كربلاء تشيد بمستشفى الكفيل وتؤكّد أنّها بيئة تدريبية تمتلك معايير النجاح
|
|
|