أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
3077
التاريخ: 4-5-2017
3278
التاريخ: 5-11-2015
4460
التاريخ: 2-4-2022
1814
|
كانت غزوة الحديبية في ذي القعدة، خرج (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في ناس كثير من أصحابه يريد العمرة وساق معه سبعين بدنة، وبلغ ذلك المشركين من قريش، فبعثوا خيلا ليصدّوه عن المسجد الحرم، وكان (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يرى أنّهم لا يقاتلونه لاَنّه خرج في الشهر الحرام، وكان من أمر سهيل بن عمرو وأبي جندل ابنه وما فعله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما شكّ به من زعم أنّه ما شكّ إلاّ يومئذ في الدين.
وأتى بدليل بن ورقاء إلى قريش فقال لهم: يا معشر قريش خفّضوا عليكم، فإنّه لم يأت يريد قتالكم وإنّما يريد زيارة هذا البيت.
فقالوا: والله ما نسمع منك ولا تحدّث العرب أنّه دخلها عنوة، ولا نقبل منه إلاّ أن يرجع عنّا، ثمّ بعثوا إليه بكر بن حفص وخالد بن الوليد وصدّوا الهدي.
وبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عثمان بن عفّان إلى أهل مكّة يستأذنهم في أن يدخل مكّة معتمراً، فأبوا أن يتركوه، واُحتبس عثمان، فظنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّهم قتلوه فقال لأصحابه: «أتبايعونني على الموت؟» فبايعوه تحت الشجرة على أن لا يفرّوا عنه أبداً.
ثمّ إنّهم بعثوا سهيل بن عمرو فقال: يا أبا القاسم، إنّ مكّة حرمنا وعزّنا، وقد تسامعت العرب بك أنّك قد غزوتنا، ومتى ما تدخل علينا مكّة عنوة يطمع فينا فنتخطّف، وإنّا نذكرك الرحم، فإنّ مكّة بيضتك التي تفلّقت عن رأسك.
قال: «فما تريد؟». قال: اُريد أن أكتب بيني وبينك هدنة على أن اُخلّيها لك في قابل فتدخلها ولا تدخلها بخوف ولا فزع ولا سلاح إلاّ سلاح الراكب، السيف في القراب والقوس.
فدعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأخذ أديماً احمراً فوضعه على فخذه ثمّ كتب: «بسم الله الرحمن الرحيم.» ـ وسنذكر تمام ذلك في مناقب أمير المؤمنين ـ:هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب ومن معه من المسلمين سهيل بن عمرو ومن معه من أهل مكّة : على أنّ الحرب مكفوفة فلا إغلال ولا إسلال ولا قتال، وعلى أن لا يستكره أحد على دينه، وعلى أن يعبد الله بمكة علانية، وعلى أنّ محمداً ينحر الهدي مكانه، وعلى أن يخلّيها له في قابل ثلاثة أيّام فيدخلها بسلاح الراكب وتخرج قريش كلّها من مكّة إلاّ رجل واحد من قريش يخلفونه مع محمّد وأصحابه، ومن لحق محمّداً وأصحابه من قريش فإن محمداً يرده إليهم ، ومن رجع من أصحاب محمّد إلى قريش بمكّة فإنّ قريشاً لا تردّه إلى محمّد ـ وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «إذا سمع كلامي ثمّ جاءكم فلا حاجة لي فيه» ـ وأن قريشاً لا تعين على محمّد وأصحابه احداً بنفس ولا سلاح ...إلى آخره. فجاء أبو جندل إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى جلس إلى جنبه، فقال أبوه سهيل: ردّه عليّ، فقال المسلمون: لا نردّه. فقام (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأخذ بيده وقال: «اللّهم إن كنت تعلم أنّ أبا جندل لصادقٌ فاجعل له فرجاً ومخرجاً» ثمّ أقبل على الناس وقال: «إنّه ليس عليه بأس، إنّما يرجع إلى أبيه واُمه، وإنّي أريد أن اتمّ لقريش شرطها». ورجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة وأنزل الله في الطريق سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1](1) قال الصادق عليه السلام: «فما انقضت تلك المدّة حتّى كاد الاسلام يستولي على أهل مكّة». ولمّا رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة انفلت أبو بصير بن اُسيد بن جارية(2)الثقفي من المشركين، وبعث الأخنس بن شريق في أثره رجلين فقتل أحدهما وأتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مسلماً مهاجراً فقال [له (صلّى الله عليه وآله وسلّم)]: «مسعّر حرب لو كان معه احد» ثمّ قال: «شأنك بسلب صاحبك، واذهب حيث شئت».
فخرج أبو بصير ومعه خمسة نفر كانوا قدموا معه مسلمين، حتّى كانوا بين العيص وذي المروة من أرض جهينة على طريق عيرات قريش مما يلي سيف البحر، وانفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو في سبعين رجلاً راكباً اسلموا فلحق بأبي بصير، واجتمع إليهم ناس من غفار وأسلم وجهينة حتّى بلغوا ثلاثمائة مقاتل وهم مسلمون، لا تمرّ بهم عير لقريش إلاّ أخذوها وقتلوا أصحابها، فأرسلت قريش أبا سفيان بن حرب إلى رسول الله يسألونه ويتضرّعون إليه أن يبعث إلى أبي بصير وأبي جندل ومن معهم فيقدموا عليه، وقالوا: من خرج منّا إليك فأمسكه غير حرج أنت فيه. فعلم الذين كانوا أشاروا على رسول الله أن يمنع أبا جندل من أبيه بعد القضية(3)أنّ طاعة رسول الله خير لهم فيما أحبّوا وفيما كرهوا.
وكان أبو بصير وأبو جندل وأصحابهما هم الذين مرّ بهم أبو العاص بن الربيع من الشام في نفر من قريش فأسروهم وأخذوا ما معهم ولم يقتلوا منهم أحداً لصهر أبي العاص رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وخلّوا سبيل أبي العاص فقدم المدينة على امرأته وكان أذن لها حين خرج إلى الشام أن تقدم المدينة فتكون مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأبو العاص هو ابن اُخت خديجة بنت خويلد(4).
(3) في نسخة «م»: القصة.
(4) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 204، دلائل النبوة للبيهقي 4: 172، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 363.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|