المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28

[وصية الزهراء (عليها السلام) وحال وفاتها ودفنها]
18-10-2015
الارث بين الجاهلية والاسلام
12-10-2014
معنى كلمة جرى
9-12-2015
الحسن والقبح
1-12-2018
الفرق بين التنمية و التطور
18-10-2018
طرق اختيار المنطقة المراد الضبط البؤري عليها
13-12-2021


استشهاد حمزة بن عبد المطلب  
  
4162   03:39 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص92-95.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017 3383
التاريخ: 15-6-2017 3133
التاريخ: 2-7-2017 2927
التاريخ: 7-6-2017 3011

امّا حمزة (رضى اللّه عنه) فقد استشهد على يد وحشي، عبد جبير بن مطعم، و ذلك انّ حمزة بينا كان يهجم على المشركين كالليث الغضوب و يقتلهم و يبددهم، رماه وحشي بحربة في خاصرته فخرجت من مثانته، فسقط على الارض و استشهد، و قيل ضربه في عانته، ثم اتاه وحشي فشقّ صدره، و أخرج كبده و جاء به الى هند زوجة ابي سفيان، فأخذته و وضعته في فمها فجعله اللّه كالحجر، فرمته من فيها و أبى اللّه أن يدخل جزءا من جسمه الشريف في جوف كافر، و لذا سميت بآكلة الاكباد.

ثم جاءت الى مصرع حمزة فقطعت أذنيه و بعض اعضائه فشدتهما في عنقها فتأست بها نساء قريش و ذهبن الى مصارع المسلمين، و أخذن يمثلن بهم و يجعلن اعضاءهم حليّا و أسورة، ثم جاء أبو سفيان الى مصرع حمزة و جعل يضرب فمه برأس النبل و يقول: ذق يا عقق‏ .

فقال حليس بن علقمة: «يا معشر بني كنانة انظروا الى من يزعم انّه سيد قريش ما يصنع بابن عمّه الذي قد صار لحما» ، فاستحى أبو سفيان و خجل و قال: استرها علي.

واستشهد في هذه الغزوة سبعون رجلا من اصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله)بعدد أسارى بدر من الكفار، بعد أن رضي المسلمون منهم بالفدية دون قتلهم على أن يستشهد منهم في السنة القادمة بعددهم، و لما وصل خبر استشهاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)الى المدينة خرجت اربع عشرة امرأة من نساء أهل البيت و أقاربهن، و فيهن فاطمة الزهراء (عليها السّلام)الى احد، فجاءت (عليها السّلام)الى ابيها و اعتنقته و أخذت تبكي لمّا رأت جراحاته الكثيرة، فكان علي (عليه السّلام) يجي‏ء بالماء في ترسه و فاطمة تغسل الدم عن وجهه، فلما رأت الدم لا يرقأ أخذت قطعة حصير فاحرقته حتى صار رمادا ثم الصقته بالجرح حتى تماسك و كان (صلّى اللّه عليه و آله) يداوي الجرح في وجهه بعظم بال حتى‏ يذهب أثره.

روى علي بن ابراهيم القمي انّه: «قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من له علم بعمّي حمزة فقال حارث بن الصمة (بكسر الصاد و تشديد الميم) ، أنا أعرف موضعه فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع الى رسول اللّه فيخبره فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)لأمير المؤمنين (عليه السّلام) يا عليّ اطلب عمّك فجاء عليّ (عليه السّلام) فوقف على حمزة فكره أن يرجع إليه، فجاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حتى وقف عليه فلمّا رأى ما فعل به بكى ثم قال: و اللّه ما وقفت موقفا قط أغيظ عليّ من هذا المكان لأن امكنني اللّه من قريش لامثلن بسبعين رجلا منهم فنزل عليه جبرئيل (عليه السّلام) فقال:{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].

«فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بل أصبر فألقى على حمزة بردة كانت عليه فكانت اذا مدّها على رأسه بدت رجلاه و اذا مدّها على رجليه بدا رأسه، فمدّها على رأسه و القى على رجليه الحشيش، و قال: لو لا انّي احذر نساء بني عبد المطلب لتركته للعادية و السباع حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع و الطير، و امر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بالقتلى فجمعوا فصلّى عليهم و دفنهم في مضاجعهم و كبّر على حمزة سبعين تكبيرة» .

قيل: أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)أن يدفن حمزة و عبد اللّه بن جحش- ابن اخته- في قبر واحد، و كذلك أمر أن يدفن عبد اللّه بن عمرو بن حرام أبو جابر مع عمرو بن الجموح في قبر واحد، و هكذا دفن كلّ مع صاحبه، فكان يدفن في قبر واحد اثنان أو ثلاثة من الشهداء، و كانوا يدفنون مع ثيابهم الملطّخة بالدماء، و كان (صلّى اللّه عليه و آله)يقول:

«زمّلوهم في ثيابهم و دمائهم فانّه ليس من كلم، كلم في اللّه الا و هو يأتي اللّه يوم القيامة

واللون لون الدم و الريح ريح المسك».

وورد في الحديث انّه (صلّى اللّه عليه و آله) كفّن حمزة لأنه سلبت ثيابه و كان عاري الجسد، و قيل انّ قبر عبد اللّه و عمرو كان مما يلي السيل فلمّا جاء السيل على قبرهما أتى بجثة عبد اللّه و كان قد أصابه جرح في وجهه في المعركة و كانت يده على وجهه فاميطت يده عن جرحه فسال الدم، فردّت الى مكانها فسكن الدم.

قال جابر: رأيت أبي بعد ست و عشرين سنة في حفرته كأنه نائم ما تغيّر من حاله كثير و لا قليل، و الحرمل الذي كان على رجليه باق كهيئته.

و لمّا انصرف الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)الى المدينة كانت القبائل تخرج إليه و تحمد اللّه على سلامته و تنسى قتلاها، فخرجت الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) كبيشة أم سعد بن معاذ، فقال سعد و بيده زمام جواد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): يا رسول اللّه، هذه أمّي أتت إليكم، فلمّا دنت عزّاها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)بمصاب ابنها عمرو بن معاذ، فقالت: لا تؤلمني هذه المصائب في جنب سلامتك، فدعا لها الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)بالأجر و تخفيف الحزن، ثم أمر (صلّى اللّه عليه و آله)سعد بن معاذ أن يصرف الجرحى من قومه الى منازلهم لمداواتهم.

فذهب الجرحى الى بيوتهم، و هم ثلاثون، بأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)و كان البكاء يسمع من اكثر بيوت المدينة فلما سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)بكاء النوائح على قتلاهنّ ترقرقت عيناه و بكى، ثم قال: لكن حمزة لا بواكي له اليوم، فلمّا سمعه سعد بن معاذ و أسيد بن حضر، قالا لنساء الانصار: لا تبكينّ امرأة حميمها حتى تأتي الى فاطمة (عليها السّلام) فتواسيها في البكاء على حمزة ثم تبكي على قتيلها.

فلمّا سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)الواعية على حمزة قال: ارجعن رحمكنّ اللّه فقد آسيتنّ بانفسكنّ.

فاتخذت سنّة، انّه اذا مات الميت منهم بدأن البكاء على حمزة ثم بكين على ميتهنّ.

اعلم انّ فضائل حمزة (رضى اللّه عنه) كثيرة و كثرت المراثي له من الشعراء، و أشرت الى جملة منها في كتاب كحل البصر في سيرة سيد البشر، و ذكرت فضل زيارته و زيارة شهداء احد في مفاتيح‏ الجنان.

وكانت هذه الواقعة في النصف من شوال في السنة الثالثة للهجرة، و قيل انّ قريشا وصلت الى احد في الخامس من شوال في يوم الخميس، و بدأت الحرب في يوم السبت و اللّه العالم.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.