أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2017
9987
التاريخ: 2-3-2022
3616
التاريخ: 28-2-2022
2134
التاريخ: 25-2-2022
1879
|
مكافحة الآفات باستخدام الأعداء الحيوية
عادة ما يكون لكل كائن حي كائن أو كائنات أخرى تنافسية تناصبه العداء ويرتبط وجودها بمهاجمته أو التطفل والتغذية عليه. تسمى تلك الكائنات بالأعداء الحيوية لذلك الكائن. وتأسيساً على هذه القاعدة تستخدم هذه الأعداء الحيوية في مكافحة أو خفض تعداد ومن ثم أضرار الآفات.
تستخدم الأعداء الحيوية في المكافحة بوجودها الطبيعي المعتاد وهي إحدى طرق المكافحة الطبيعية، أو بتدخل الإنسان بالعمل على تشجيع وإكثار هذه الأعداء وفي هذه الحالة تعرف هذه الوسيلة بالمكافحة الحيوية التطبيقية ويتطلب استخدام أسلوب المكافحة الحيوية للآفات معرفة تامة بتاريخ حياة الآفة المراد مكافحتها ودراسة للأعداء الحيوية المصاحبة لها في مناطق انتشارها وكذلك تقييم الدور الذي تلعبه هذه الأعداء ولذلك يتطلب استخدام هذا الأسلوب في المكافحة بعض الوقت والجهد قبل الحصول على نتائج ملموسة من الاعتماد عليها.
وهناك أمثلة كثيرة ناجحة يتفوق فيها أسلوب المكافحة الحيوية على غيره من وسائل المكافحة الأخرى التي يستخدمها الإنسان ومع ذلك وعلى الرغم من المزايا العديدة للمكافحة الحيوية فإنه ليس من الحكمة على الإطلاق عند التعامل مع آفة هامة اقتصاديا في مساحة كبيرة أو في مناطق جديدة أن يتم الاعتماد كلية على المكافحة الحيوية في حل المشكلة، كذلك لا يمكن الاعتماد عليها بنجاح ضد كل الآفات، ولا يمكن اعتبارها السلاح الوحيد أو حتى الأكثر فاعلية من وجهة النظر التطبيقية، ولذلك تطورت وتكاملت نظم مكافحة الآفات الحديثة إلى ما يعرف بالمكافحة المتكاملة أو برامج إدارة الآفات، وهي تطبيق لكل أساليب المكافحة المتاحة منفردة أو مجتمعة في برنامج واحد يحقق أكبر استفادة من جميع الطرق في خفض أعداد الآفات وفي نفس الوقت يحقق ترشيد استخدام المبيدات ويحافظ على الأعداء الطبيعية، والأهم هو تقليل فرص تلوث البيئة والحاصلات الزراعية النباتية والحيوانية.
يعتبر اتجاه استخدام الحشرات أو مسببات الأمراض النباتية في مكافحة الحشائش أحد صور المكافحة الحيوية، فقد لاحظ الإنسان أن بعض أنواع الحشرات قد تخصصت في التغذية والتكاثر وإكمال دورة حياتها على حشائش معينة دون غيرها من العوائل النباتية. وقد استغلت هذه الظاهرة بنجاح في المكافحة الحيوية لبعض أنواع الحشائش ومنها على سبيل المثال استخدام نوعان من السوس يتبعان جنس Neochetina (رتبة غمديه الأجنحة) في المكافحة الحيوية لنباتات ورد النيل، الذي يهدد المجاري المائية في مناطق كثيرة من العالم، كذلك استخدام الحشرات في
مكافحة بعض أنواع الحشائش الشوكية التي تنمو على الطرق وفي المراعي، حيث استغلت ظاهرة تخصص حشرة Parthen coleoporaica من رتبة حرشفية الأجنحة في مهاجمة الحشائش الشوكية «سلسولاكالي» في مكافحتها حيويا بنجاح في مصر.
تعريف المكافحة الحيوية:
هي الاعتماد على أو استخدام الكائنات الحية (الأعداء الحيوية) للتقليل من كثافة أعداد الآفات الحيوانية والنباتية إلى ما دون الحد الاقتصادي للضرر.
مميزاتها:
1- آمنة لا تضر بالإنسان والبيئة وهو شرط أساسي لاختيارها ورعايتها واستخدامها.
2- مستديمة، حيث تتكاثر أعدادها طبيعيا.
3- اقتصادية، رخيصة التكاليف مقارنة بطرق المكافحة الأخرى.
4- سهلة التطبيق ولا تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة.
عناصرها:
1- الطفيليات 2-المفترسات 3- مسببات الأمراض
التطفل:
هي ظاهرة يعيش فيها كائن حي داخل أو على كائن حي آخر يلازمه ويتغذى عليه ويسبب موته في النهاية ويعرف الكائن المهاجم بالطفيل والكائن المتطفل عليه بالعائل.
الافتراس:
هي ظاهرة مهاجمة كائن حي لكائن حي آخر بغرض التغذي عليه لفترة محددة، ثم ينتقل منه إلى كائن حي آخر وهكذا حتى نهاية فترة التغذية. يعرف الكائن الحي المهاجم بالمفترس والمتهجم عليه بالفريسة.
المسبب المرضي:
هو كائن حي دقيق ممرض يسبب موت الآفات نتيجة للإصابة المرضية ومن أمثلتها البكتريا والفيروس والفطر والبروتوزوا والنيماتودا.
التمييز بين التطفل والافتراس:
يستند التمييز بين عمليات التطفل والافتراس على مظاهر متعددة منها:
1- ملازمة الطفيل للعائل خلال أحد طوري التغذية: طور التغذية غير الكامل (الحوريات واليرقات) أو طور التغذية الكامل (الحشرات الكاملة)، وعموما فإن الطفيليات أكثر تخصصاً من المفترسات.
2- التحورات المورفولوچية حيث يحدث تحور في بعض أعضاء العدو الحيوي لخدمة العمليات الهجومية مثل آلة وضع البيض في الطفيليات وتحور أجزاء الفم للافتراس كما هو الحال في أسد المن أو الأرجل للقنص كما هو الحال في فرس النبي لتساعد في القبض على الفريسة.
3- حجم العدو الحيوي بالنسبة لحجم الضحية وعادة ما يكون حجم الطفيل أصغر بكثير من حجم عائلة بينما يكون حجم المفترس أكبر من حجم فريسته.
4- مدى الضرر الذي يطرأ على الضحية حيث لا يسبب التطفل موت فورى للعائل بينما يسبب الافتراس موت فوري لفريسته.
(بصفة عامة تعتبر ظاهرة الملازمة أهم ما يعتمد عليه في التمييز بين الطفيليات والمفترسات).
أولا: الطفيليات
تقسم الطفيليات على عدة أسس منها:
1- طور العائل الذى يتم التطفل عليه:
التطفل على البيض: وفيه تضع أنثي الطفيل بيضها داخل بيض العائل وتستكمل دورة حياتها داخله وبالتالي لا يفقس بيض العائل مثل طفيل الترايكوجراما الذي يتطفل على بيض العديد من الحشرات حرشفية الأجنحة، في حالات أخرى يفقس بيض العائل وبداخله بيض الطفيل حيث تتغذى يرقة الطفيل على يرقة العائل فتؤدى إلى موتها، ثم تتكون عذراء الطفيل وتخرج منها الحشرة الكاملة مثل طفيل الكيلونس (طفيل بيض – يرقة) والذي يتطفل على بيض دودة ورق القطن.
التطفل على اليرقات: وينقسم إلى:
(أ) تطفل خارجي: وفيه تضع أنثى الطفيل بيضها خارجيا على جسم يرقة العائل بعد تخديرها (حالة شلل)، يفقس بيض الطفيل وتتغذى يرقاته خارجياً أيضا على يرقة العائل حتى تستكمل دورة حياتها مثل طفيل البراكون والذي يتطفل على يرقات دودة اللوز القرنفلية وثاقبات الذرة.
(ب) تطفل داخلي: وفيه تضع أنثي الطفيل بيضها داخل أو خارج جسم العائل، يفقس بيض الطفيل وتخترق يرقاته جسم العائل وتبقي بداخلة لتتغذى على المحتويات الداخلية حتى تستكمل الطور المتغذي (اليرقة) بعدها تتطور إلى عذارى غالباً خارج جسم العائل مثل طفيل الميكروبليتس أو ذبابة التاكينا اللذان يتطفلان على يرقات دودة ورق القطن أو الطفيليات التي تتطفل داخلياً على الذباب الأبيض.
التطفل على العذارى: وفية تضع أنثى الطفيل بيضها داخل عذارى العائل وتتربى الأطوار غير الكاملة للطفيل داخل عذراء العائل حتى يخرج الطفيل الكامل منها مثل طفيل البراكيماريا الذي يتطفل على عذارى أبو دقيق الكرنب.
التطفل على الحشرات الكاملة: حيث تضع أنثى الطفيل بيضها داخل جسم الحشرة الكاملة وعندما يفقس البيض تدخل اليرقات لتتغذى على المحتويات الداخلية للحشرة الكاملة، ومن أمثلتها طفيليات المن (تتحول فيه الحشرات الكاملة من المن إلى ما يعرف بالموميات).
2- تسلسل المهاجمة:
التطفل الأولى: وهو مهاجمة الطفيل للآفة دون غيرها.
التطفل المفرط: وفيه يهاجم الطفيل طفيل آخر (خارجي أو داخلها) على الآفة، وينقسم إلى تطفل ثانوي وثلاثي وأحياناً رباعي كما يحدث في بعض أنواع طفيليات المن.
3- عدد أفراد الطفيل الناتجة من فرد واحد تمت التغذية عليه من العائل:
تطفل فردى: وفيه ينجح فرد واحد فقط من الطفيل في أن يتغذى وينمو على أو داخل فرد واحد من العائل.
تطفل جماعي: وفيه يتغذى وينمو أكثر من فرد من الطفيل على أو داخل فرد واحد من العائل، (قد يصل عدد أفراد الطفيل الخارجة من فرد واحد من العائل إلى بضعة مئات).
هذا وتنتمي معظم الحشرات الطفيلية إلى رتب غشائية الأجنحة وذات الجناحين.
ثانيا- المفترسات:
تضم معظم أنواع المفترسات الحشرية المجاميع التالية:
1- الخنافس المفترسة: (تتبع رتبة غمديه الأجنحة) مثل:
- الخنافس الأرضية: مثل خنفساء الكالوسوما التي تهاجم ليلاً يرقات حرشفية الأجنحة والعذارى الموجودة في التربة (مثل يرقات وعذارى دودة ورق القطن وغيرها من حرشفية الأجنحة).
- خنفساء أبو العيد: مثل أبو العيد 11 نقطة وأبو العيد السمني والأسود والسكمنس والروداليا وتفترس خنافس أبو العيد الحوريات والحشرات الكامل للمن والذباب الأبيض والحشرات القشرية والبق الدقيقي والبيض والفقس الحديث لعديد من حرشفية الأجنحة.
2- الحشرة الرواغة: تفترس المن والحشرات الصغيرة والبيض والفقس الحديث للعديد من حشرات حرشفية الأجنحة، وتكثر في حقول البرسيم والقطن والذرة.
3- الذباب المفترس: (يتبع رتبة ذات الجناحين) مثل ذباب السيرفس: تفترس يرقاته المن وبعض الحشرات القشرية والبق الدقيقي. بينما تتغذى الحشرات الكاملة على رحيق الأزهار.
4- فرس النبي: (يتبع رتبة مستقيمة الأجنحة) مثل فرس النبي الكبير والصغير، يفترس الخنافس والنمل والذباب.
5- حشرات أسد المنّ: (تتبع رتبة شبكية الأجنحة) تفترس يرقاته المنّ والتربس والذباب الأبيض والحشرات القشرية والفقس الحديث للعديد من حرشفية الأجنحة، بينما تعيش الحشرات الكاملة في معظم الأنواع معيشة حرة غير مفترسة.
6- حشرات أسد النمل: (تتبع رتبة شبكية الأجنحة) تفترس يرقاته النمل بصفة أساسية.
7- إبرة العجوز: (تتبع رتبة جلدية الأجنحة) حشرات ليلية أرضية تفترس يرقات وعذارى العديد من حرشفية الأجنحة الموجودة في التربة وكذلك بعض الديدان والخنافس الأرضية.
8- الرعاشات: (تتبع رتبة الرعاشات) مثل الرعاش الكبير والصغير، تفترس حورياتها الديدان والحشرات المائية كما تفترس حشراتها الكاملة العديد من أنواع الحشرات أثناء الطيران.
9- التربس المفترس: (يتبع رتبة هدبية الأجنحة) يفترس غالباً أنواع التربس والعنكبوت الأحمر.
10- البق المفترس: (يتبع رتبة نصفية الأجنحة) مثل بقة الأزهار (الأوريس) وهو مفترس للتربس والمن والعنكبوت الأحمر والذباب الأبيض والبيض والفقس الحديث للعديد من حشرات حرشفية الأجنحة.
11- الزنابير المفترسة: وهى تتبع رتبة غشائية الأجنحة وتعيش غالباً في معيشة اجتماعية وأحياناً انفرادية ومن أمثلتها:
- الزنابير الزرقاء: والتي تفترس النحل وبعض أنواع الزنابير الأخرى.
- زنبور البلح وذئب النحل والزنبور الأصفر: وتفترس نحل العسل.
- زنابير الطين البانية: تفترس يرقات حرشفية الأجنحة مثل دودة ورق القطن.
12- الأكاروسات المفترسة: تفترس بعض أنواع التربس والعناكب والأكاروسات النباتية الضارة.
13- العناكب الحقيقية: تعتبر أحد مجاميع المفترسات الهامة والشائعة في جميع الأوساط البيئية الزراعية، تفترس بكفاءة العديد من أنواع الفرائس سواء الطائرة أو الزاحفة.
14- الفقاريات المفترسة: مثل الأسماك والطيور والزواحف والتي تفترس جزئياً أو كلياً العديد من أنواع الحشرات.
ثالثاً: مسببات الأمراض:
تتواجد الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطر والفيروس والبروتوزوا والنيماتودا (المفترسة .. والممرضة للحشرات) في البيئات الزراعية المختلفة حيث يهاجم بعضها طبيعياً كثير من أنواع الآفات الحشرية مسببة موتها، وتستخدم هذه الكائنات أيضاً في المكافحة الحيوية التطبيقية بإكثارها صناعياً وتطبيقها حقلياً فتنتشر العدوى بين الحشرات وتفتك بها نتيجة التغذية على الأجزاء النباتية الملوثة بجراثيم هذه المسببات محدثة العدوى عن طريق المعدة أو من خلال الثغور التنفسية.
مميزات المكافحة الميكروبية:
1- المبيدات الميكروبية أقل خطراً على الإنسان والحيوان من المبيدات الكيميائية لآن معظم هذه الميكروبات متخصصة على الحشرات ولا تصيب الإنسان.
2- ندرة حدوث الطفرات الضارة في مسببات الأمراض الميكروبية.
3- يستمر الأثر الباقي للمبيدات الميكروبية فترات طويلة.
4- استخدام المبيدات الميكروبية بالتبادل مع المبيدات الكيميائية في المكافحة يقلل من احتمال ظهور سلالات مقاومة للمبيدات الكيماوية.
عيوب المكافحة الميكروبية:
1- مازالت تكلفة تصنيعها عالية نسبياً بالمقارنة بالمبيدات الكيميائية.
2- يحتاج استخدامها إلى ظروف جوية خاصة فالفطريات مثلا تحتاج إلى رطوبة نسبية عالية، كما أن بعض الفيروسات تحتاج إلى حرارة عالية أو منخفضة.
3- ليس لمسببات الأمراض القدرة على الانتشار والحركة من مكان إلى آخر بعكس الحشرات المتطفلة والمفترسة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|