أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2019
2590
التاريخ: 23-12-2015
3470
التاريخ: 5-7-2017
3082
التاريخ: 2024-11-13
1432
|
لقد كشفت التجربة عن ان عواطف الشخصيات الكبرى تجاه ابنائهم تتضاءل اثر تراكم النشاطات وتزايد الاهتمامات والهموم، لأنّ الاهداف الكبرى، والاهتمامات العالمية تشغل بالهم وفكرهم إلى درجة لا تترك لهم مجالا لمشاعرهم العاطفية بالظهور والتجلّي، بيد أنّه يستثنى الشخصيات الروحانية والمعنوية الكبرى من هذه القاعدة فهم مع ما يشغل بالهم من الاهداف الكبرى، والاهتمامات العالية، والشواغل اليومية الكثيرة يمتلكون روحا كبرى ونفسية طيبة سامية فلا يمنعهم عمل عن آخر، ولا يشغلهم شغل عن آخر، فلا مكان للضمور العاطفي عندهم، ولا مكان للجمود الاحساسيّ في حياتهم الاجتماعية والعائلية.
إن محبة النبي (صلى الله عليه واله) لابنته الوحيدة فاطمة كانت من ابرز التجليات العاطفية الانسانية في شخصية النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)، ولهذا لم يعهد أن يسافر رسول الله من دون أن يودع ابنته، كما لم يعهد أن يرجع المدينة من دون ان يزور ابنته قبل أي أحد، كما كان يحترمها عند زوجاته احتراما لائقا بها ويقول لاتباعه : فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني .
كما أن رؤية فاطمة كانت تذكرة بأشد نساء العالمين طهرا ووفاء، وعطفا ولطفا، ( خديجة ) التي تحملت في سبيل أهداف زوجها المقدس متاعب كبيرة، وبذلت ثروتها كلها في سبيل تلك الاهداف بإخلاص ورغبة.
كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تلازم فراش والدها النبي (صلى الله عليه واله) طوال ايام مرضه، ولا تفارقه لحظة واحدة، وفجأة أشار النبي إلى ابنته يطلب منها ان تقرب رأسها إلى فمه ليحدّثها، فانحنت فاطمة حتى صار رأسها قريبا من فمه الشريف ثم راح النبي (صلى الله عليه واله) يحادثها بصوت ضئيل ولم يعرف من كان هناك ما ذا قاله رسول الله (صلى الله عليه واله) لابنته الطاهرة في تلك النجوى.
وانما شاهدوا الزهراء تبكي بشدة لما انتهى والدها من حديثه وسالت دموعها بغزارة، ولكنهم شاهدوا ان النبي اشار إليها مرة اخرى وحدثها بشيء فسرّت فاطمة وتهلّلت اسارير وجهها، وتبسمت مستبشرة.
فأثارت هاتان الحالتان المتضادتان المتزامنتان الحضور وبعثتهم على التعجب والدهشة، فلما سألوها عن سرّ ذلك الحزن، وهذه الفرحة، وطلبوا منها ان تذكر لهم علة هاتين الحالتين المتضادتين قالت : ما كنت لأفشي سرّه.
ثم بعد أن قضى رسول الله (صلى الله عليه واله) كشفت الزهراء (عليها السلام) عن الحقيقة بناء على اصرار عائشة وقالت : اخبرني رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قد حضر اجله وانه يقبض في وجعه هذا، فبكيت، ثم اخبرني أني أول اهله لحوقا به فضحكت.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|