المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

عشرق .Cassia italica (Mill) Lam
23-1-2021
موارد صرف الزكاة ودقائقها
13-10-2014
Gauss-Kuzmin-Wirsing Constant
30-1-2020
حظائر ماشية اللحم وعجول التسمين
2024-10-18
The particle eh
2024-03-11
مشاكل الدراسات العليا - صفات الباحث العلمي - القابلية على القراءة - الرغبة في القراءة
25-8-2022


مكر المشركين برسول الله (صلى الله عليه واله)  
  
3738   02:59 صباحاً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1، ص145-149
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 3449
التاريخ: 22-11-2015 3978
التاريخ: 11-5-2022 1607
التاريخ: 22-4-2017 3308

 اجتمعت قريش في دار الندوة وكانوا أربعين رجلاْ من أشرافهم ، وكان لا يدخلها إلاّ من أتى له أربعون سنة سوى عتبة بن ربيعة فقد كان سنّه دون الأربعين، فجاء الملعون أبليس في صورة شيخ فقال له البوّاب: من أنت؟ قال: أنا شيخ من نجد؛ فاستأذن فأذنوا له، وقال: بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل ، فجئتكم لأشير عليكم، فلا يعدمكم منّي رأي صائب.

فلمّا أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يا معشر قريش، إنّه لم يكن أحدُ من العرب أعزّ منّا ونحن في حرم الله وأمنه تفد إلينا العرب في السنة مرّتين ولا يطمع فينا طامع، حتّى نشأ فينا محمّد، فكنّا نسمّيه الأمين لصلاحه وأمانته، فزعم أنّه رسول الله، وسبّ آلهتنا، وسفّه أحلامنا، وأفسد شبّاننا ، وفرّق جماعتنا، وقد رأيت فيه رأياً، وهو أن ندسّ إليه رجلاً يقتله ، فإن طلبت بنو هاشم بدمه أعطيناهم عشر ديات؛ فقال إبليس: هذا رأي خبيث، فإنّ بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمّد على الأرض أبداً، وتقع بينكم الحروب في حرمكم.

فقال آخر: الرأي أن نأخذه فنحبسه في بيت ونثبته فيه ونلقي إليه قوته حتّى يموت كما مات زهير والنابغة.

فقال إبليس: إنّ بني هاشم لا ترضى بذلك، فإذا جاء موسم العرب اجتمعوا عليكم وأخرجوه فيخدعهم بسحره.

وقال آخر: الرأي أن نخرجه من بلادنا ونطرده فنفرغ نحن لآلهتنا.

فقال إبليس: هذا أخبث من الرأيين المتقدّمين، لأنّكم تعمدون إلى أصبح الناس وجهاً، وافصح الناس لساناً، وأسحرهم، فتخرجوه إلى بوادي العرب فيخدعهم بسحره ولسانه، فلا يفاجئكم إلاّ وقد ملأها عليكم خيلاً ورجلاً فبقوا حيارى؛ ثم قالوا للملعون إبليس: فما الرأي عندك فيه؟ قال: ما فيه إلاّ رأي واحد، أن يجتمع من كلّ بطن من بطون قريش رجلٌ شريفُ، ويكون معكم من بني هاشم واحد، فيأخذون حديدة أو سيفاً ويدخلون عليه فيضربوه كلّهم ضربة واحدة، فيتفرقّ دمه في قريش كلّها، فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه، فما بقي لهم إلاّ أن تعطوهم الدية، فأعطوهم ثلاث ديات.

قالوا : نعم وعشر ديات .

وقالوا بأجمعهم: الرأي رأي الشيخ النجدي.

 

فاختاروا خمسة عشر رجلاً فيهم أبو لهب على أن يدخلوا على رسول الله فيقتلونه ، فأنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ}  [الأنفال: 30] ثمّ تفرّقوا على هذا وأجمعوا أن يدخلوا عليه ليلاً وكتموا أمرهم، فقال أبو لهب: بل حرسه فإذا أصبحنا دخلنا عليه؛ فباتوا حول حجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يفرش له، وقال لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : «يا عليّ افدني بنفسك».
قال: «نعم يا رسول الله».

 

قال: «نم على فراشي والتحف ببردي».

 فنام (عليه السلام)  على فراش رسول الله والتحف ببردته، وجاء جبرئيل (عليه السلام)  إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: «اُخرج» والقوم يشرفون على الحجرة فيرون فراشه وعليّ (عليه السلام)  نائمٌ عليه، فيتوهّمون أنّه رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليهم وهو يقرأ «يس» إلى قوله: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 9] وأخذ تراباً بكفّه ونثره عليهم وهم نيام ومضى.

فقال له جبرئيل (عليه السلام) : «يا محمّد، خذ ناحية ثور» وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فمرّ رسول الله وتلقّاه أبو بكر في الطريق، فأخذ بيده ومرّ به، فلمّا انتهى إلى ثور دخل الغار؛ فلمّا أصبحت قريش واضاء الصبح وثبوا في الحجرة وقصدوا الفراش ، فوثب عليّ (عليه السلام)  إليهم وقام في وجوههم فقال لهم: «ما لكم؟». قالوا: أين ابن عمّك محمّد؟ قال عليّ (عليه السلام) : «جعلتموني عليه رقيباً؟ ألستم قلتم له: اُخرج عنّا، فقد خرج عنكم، فما تريدون؟».

فأقبلوا عليه يضربونه، فمنعهم أبو لهب، وقالوا: أنت كنت تخدعنا منذ الليلة؛ فلمّا أصبحوا تفرّقوا في الجبال، وكان فيهم رجلٌ من خزاعة يقال له : أبو كرز يقفو الآثار،  قالوا له: يا أبا كرز اليوم.

 فما زال يقفو أثر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى وقف بهم على باب الحجرة ، فقال: هذه قدم محمد ، هي والله اُخت القدم التي في المقام، وهذه قدم أبي قحافة أو ابنه ، وقال: ههنا عبر ابن أبي قحافة؛ فلم يزل بهم حتّى وقفهم إلى باب الغار وقال لهم: ما جازوا هذا المكان، إما أن يكونوا صعدوا السماء أو دخلوا الأرض؛ وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار ...

 قال: وجاء فارسٌ من الملائكة في صورة الإنس فوقف على باب الغار وهو يقول لهم: «اطلبوه في هذه الشعاب، فليس ههنا» فأقبلوا يدورون في الشعاب وبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار ثلاثة أيام، ثمّ أذن الله له في الهجرة وقال: «اُخرج عن مكّة يا محمد فليس لك بها ناصرٌ بعد أبي طالب» فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الغار، وأقبل راع لبعض قريش يقال له: ابن اُريقط فدعاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال له: «يا ابن اُريقط أءتمنك على دمي؟». قال: إذاً والله أحرسك وأحفظك ولا أدلّ عليك، فأين تريد يا محمد؟ قال: «يثرب». قال: والله لأسلكن بك مسلكاً لا يهتدي فيه أحدٌ؛ قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ائت عليّاً وبشّره بأنّ الله قد أذن لي في الهجرة فيهيّئ لي زاداً وراحلة».

وقال أبو بكر: ائت أسماء ابنتي وقل لها: أن تهيئ لي زاداً وراحلتين ، وأعلم عامر بن فهيرة أمرنا ـ وكان من موالي أبي بكر وقد كان أسلم ـ وقل له: ائتنا بالزاد والراحلتين؛ فجاء ابن اُريقط إلى علي (عليه السلام)  فأخبره بذلك، فبعث عليّ بن أبي طالب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)  بزاد وراحلة، وبعث ابن فُهيرة بزاد وراحلتين؛ وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الغار، وأخذ به ابن اُريقط على طريق نخلة بين الجبال، فلم يرجعوا إلى الطريق إلاّ بقُديد  فنزلوا على اُمّ معبد هناك، [وحدث هناك من أمر ] شاة أمّ معبد والمعجزة التي ظهرت فيها فيما قبل ، وحديث سراقة بن مالك بن جعشم المدلجيّ ورسوخ قوائم فرسه في الأرض ... فرجع عنه سراقة، فلمّا كان من الغد وافته قريش، فقالوا: يا سراقة ، هل لك علم بمحمّد؟ فقال: قد بلغني أنّه خرج عنكم، وقد نفضت هذه الناحية لكم ولم أر أحداً ولا أثراً، فارجعوا فقد كفيتكم ما ههنا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.