أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
3449
التاريخ: 22-11-2015
3978
التاريخ: 11-5-2022
1607
التاريخ: 22-4-2017
3308
|
اجتمعت قريش في دار الندوة وكانوا أربعين رجلاْ من أشرافهم ، وكان لا يدخلها إلاّ من أتى له أربعون سنة سوى عتبة بن ربيعة فقد كان سنّه دون الأربعين، فجاء الملعون أبليس في صورة شيخ فقال له البوّاب: من أنت؟ قال: أنا شيخ من نجد؛ فاستأذن فأذنوا له، وقال: بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل ، فجئتكم لأشير عليكم، فلا يعدمكم منّي رأي صائب.
فلمّا أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يا معشر قريش، إنّه لم يكن أحدُ من العرب أعزّ منّا ونحن في حرم الله وأمنه تفد إلينا العرب في السنة مرّتين ولا يطمع فينا طامع، حتّى نشأ فينا محمّد، فكنّا نسمّيه الأمين لصلاحه وأمانته، فزعم أنّه رسول الله، وسبّ آلهتنا، وسفّه أحلامنا، وأفسد شبّاننا ، وفرّق جماعتنا، وقد رأيت فيه رأياً، وهو أن ندسّ إليه رجلاً يقتله ، فإن طلبت بنو هاشم بدمه أعطيناهم عشر ديات؛ فقال إبليس: هذا رأي خبيث، فإنّ بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمّد على الأرض أبداً، وتقع بينكم الحروب في حرمكم.
فقال آخر: الرأي أن نأخذه فنحبسه في بيت ونثبته فيه ونلقي إليه قوته حتّى يموت كما مات زهير والنابغة.
فقال إبليس: إنّ بني هاشم لا ترضى بذلك، فإذا جاء موسم العرب اجتمعوا عليكم وأخرجوه فيخدعهم بسحره.
وقال آخر: الرأي أن نخرجه من بلادنا ونطرده فنفرغ نحن لآلهتنا.
فقال إبليس: هذا أخبث من الرأيين المتقدّمين، لأنّكم تعمدون إلى أصبح الناس وجهاً، وافصح الناس لساناً، وأسحرهم، فتخرجوه إلى بوادي العرب فيخدعهم بسحره ولسانه، فلا يفاجئكم إلاّ وقد ملأها عليكم خيلاً ورجلاً فبقوا حيارى؛ ثم قالوا للملعون إبليس: فما الرأي عندك فيه؟ قال: ما فيه إلاّ رأي واحد، أن يجتمع من كلّ بطن من بطون قريش رجلٌ شريفُ، ويكون معكم من بني هاشم واحد، فيأخذون حديدة أو سيفاً ويدخلون عليه فيضربوه كلّهم ضربة واحدة، فيتفرقّ دمه في قريش كلّها، فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه، فما بقي لهم إلاّ أن تعطوهم الدية، فأعطوهم ثلاث ديات.
قالوا : نعم وعشر ديات .
وقالوا بأجمعهم: الرأي رأي الشيخ النجدي.
قال: «نم على فراشي والتحف ببردي».
فنام (عليه السلام) على فراش رسول الله والتحف ببردته، وجاء جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: «اُخرج» والقوم يشرفون على الحجرة فيرون فراشه وعليّ (عليه السلام) نائمٌ عليه، فيتوهّمون أنّه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليهم وهو يقرأ «يس» إلى قوله: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 9] وأخذ تراباً بكفّه ونثره عليهم وهم نيام ومضى.
فقال له جبرئيل (عليه السلام) : «يا محمّد، خذ ناحية ثور» وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فمرّ رسول الله وتلقّاه أبو بكر في الطريق، فأخذ بيده ومرّ به، فلمّا انتهى إلى ثور دخل الغار؛ فلمّا أصبحت قريش واضاء الصبح وثبوا في الحجرة وقصدوا الفراش ، فوثب عليّ (عليه السلام) إليهم وقام في وجوههم فقال لهم: «ما لكم؟». قالوا: أين ابن عمّك محمّد؟ قال عليّ (عليه السلام) : «جعلتموني عليه رقيباً؟ ألستم قلتم له: اُخرج عنّا، فقد خرج عنكم، فما تريدون؟».
فأقبلوا عليه يضربونه، فمنعهم أبو لهب، وقالوا: أنت كنت تخدعنا منذ الليلة؛ فلمّا أصبحوا تفرّقوا في الجبال، وكان فيهم رجلٌ من خزاعة يقال له : أبو كرز يقفو الآثار، قالوا له: يا أبا كرز اليوم.
فما زال يقفو أثر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى وقف بهم على باب الحجرة ، فقال: هذه قدم محمد ، هي والله اُخت القدم التي في المقام، وهذه قدم أبي قحافة أو ابنه ، وقال: ههنا عبر ابن أبي قحافة؛ فلم يزل بهم حتّى وقفهم إلى باب الغار وقال لهم: ما جازوا هذا المكان، إما أن يكونوا صعدوا السماء أو دخلوا الأرض؛ وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار ...
قال: وجاء فارسٌ من الملائكة في صورة الإنس فوقف على باب الغار وهو يقول لهم: «اطلبوه في هذه الشعاب، فليس ههنا» فأقبلوا يدورون في الشعاب وبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار ثلاثة أيام، ثمّ أذن الله له في الهجرة وقال: «اُخرج عن مكّة يا محمد فليس لك بها ناصرٌ بعد أبي طالب» فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الغار، وأقبل راع لبعض قريش يقال له: ابن اُريقط فدعاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال له: «يا ابن اُريقط أءتمنك على دمي؟». قال: إذاً والله أحرسك وأحفظك ولا أدلّ عليك، فأين تريد يا محمد؟ قال: «يثرب». قال: والله لأسلكن بك مسلكاً لا يهتدي فيه أحدٌ؛ قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ائت عليّاً وبشّره بأنّ الله قد أذن لي في الهجرة فيهيّئ لي زاداً وراحلة».
وقال أبو بكر: ائت أسماء ابنتي وقل لها: أن تهيئ لي زاداً وراحلتين ، وأعلم عامر بن فهيرة أمرنا ـ وكان من موالي أبي بكر وقد كان أسلم ـ وقل له: ائتنا بالزاد والراحلتين؛ فجاء ابن اُريقط إلى علي (عليه السلام) فأخبره بذلك، فبعث عليّ بن أبي طالب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزاد وراحلة، وبعث ابن فُهيرة بزاد وراحلتين؛ وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الغار، وأخذ به ابن اُريقط على طريق نخلة بين الجبال، فلم يرجعوا إلى الطريق إلاّ بقُديد فنزلوا على اُمّ معبد هناك، [وحدث هناك من أمر ] شاة أمّ معبد والمعجزة التي ظهرت فيها فيما قبل ، وحديث سراقة بن مالك بن جعشم المدلجيّ ورسوخ قوائم فرسه في الأرض ... فرجع عنه سراقة، فلمّا كان من الغد وافته قريش، فقالوا: يا سراقة ، هل لك علم بمحمّد؟ فقال: قد بلغني أنّه خرج عنكم، وقد نفضت هذه الناحية لكم ولم أر أحداً ولا أثراً، فارجعوا فقد كفيتكم ما ههنا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|