أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016
2098
التاريخ: 21-4-2022
2650
التاريخ: 19-6-2016
2665
التاريخ: 19-6-2016
2648
|
اتضح لي أن الآباء يجب أن يتخلصوا من مفهومين مضللين تقليديين عن الأطفال الخجولين قبل أن تحرز الأسرة تقدماً في مساعدتهم. وهذان المفهومان الخاطئان ـ مفهوم أن الأطفال الخجولين سيتغلبون على الخجل عندما يكبرون بدون أي إرشادات إضافية، وفكرة أن وصف الطفل بصفة (خجول) لا تؤذي مشاعره ـ يجب التخلص منهما تماماً والى الأبد.
(سيتغلب على الخجل عندما يكبر)
فكرة أن الأطفال سيتغلبون على خجلهم عندما يكبرون ـ وأن الآباء يجب ألا يتدخلوا لحل مشكلة الخجل ـ منتشرة في مجتمعنا. حتى (شارون) مصممة الديكور الخجولة تدعي أنها تخلصت من خجل مرحلة الطفولة عندما كبرت.
ولكن عندما ضغطت عليها لكي تخبرني بالضبط كيف أصبحت أقل خجلاً، قالت لي الآتي:
(ما ساعدني على أن أصبح أقل خجلاً هو أنني وجدت أصدقاء يقدرونني ويفهمون شخصيتي، ويدركون الجانب الإيجابي داخلي، وما سأقدمه لهم كصديق وكشخص. وتعلمت أيضاً أن أعتمد على نفسي أكثر وأثق في نفسي أكثر أثناء الدراسة الجامعية حيث اكتشفت مواهبي وقمت بتنميتها. ولقد قابلت أنواعاً مختلفة من الناس ولم أتقيد بأي فئة اجتماعية محددة. ومما ساعدني أيضاً على ذلك هو أن أسرتي تساندني وتؤمن بي).
وهكذا لم تستيقظ (شارون) في صباح يوم ما لتكتشف فجأة أنها تخلصت من الخجل عندما كبرت وكأنها تخلصت من بنطال ضاق عليها، بل يمكنك أن تقول إنها كبرت مع خجلها، واهتمت بشدة بتنمية وبناء مهاراتها الاجتماعية، وحياتها الاجتماعية، وصورتها عن نفسها، وثقتها في نفسها طوال حياتها، وتواصلت مع من شجعوها وساندوها ولم تكن خائفة من مقابلة الناس الجدد، حتى وإن كانوا يصيبونها بالرعب قليلاً في بادئ الأمر. وأنا أقدّر جهودها وأعترف بما حققته من تقدم.
وأشجع المزيد من الناس على تطبيق أسلوب (شارون) والزيادة التدريجية لعدد الأماكن والوجوه التي يعتادون عليها. وللأسف فان بعض الناس تنقصهم قدرة (شارون) على إدارة تلك العملية بكفاءة بمفردهم. سأوضح كيف يمكن للآباء والمعلمين، والمربين، والأحباب أن يساعدون الأطفال الخجولين على زيادة عدد الأماكن والمواقف التي يشعرون بارتياح فيها ولزيادة مجموعة الناس الذين يشعرون بالارتياح معهم.
(إنها خجولة للغاية)
ظاهرياً فقط لا يبدو أنه ثمة خطأ فادحاً عندما تشير الى خجل طفلك الواضح عندما يتحاشى الانتباه الموجه له، وفي حالات كثيرة نجد أن عبارة: (إنها خجولة للغاية) تعني فقط (إنها لطيفة للغاية).
ولكن استمع لما تقوله مندوبة مبيعات عن صفة الخجل: (عندما كنت صغيرة كان الكبار يعتقدون أنني (لطيفة جداً وخجولة)، وكنت أكره هذا لأنني كنت أعرف أن عدم ثقتي في نفسي هي مصدر ذلك الخجل المزعج، ولم أستطع أن أفهم لماذا يعتقد الكبار أن الخجل صفة إيجابية).
صفة الخجل تسبب مشكلة عويصة للغاية لدرجة أنني أحثك على الامتناع عن وصف الآخرين
بها ـ اليوم والى الأبد. إن ذلك اللقب لا يصف بدقة الطريقة المعقدة للغاية التي يتعامل بها طفلك مع العالم من حوله. والأسوأ من هذا أن وصف الطفل بصفة (خجول) يمكن أن يتحول الى وصمة عار لسنوات قادمة.
فكر في مدى سخافة التعليق على الحقائق الأخرى المتعلقة بطفلك مثل: (يا له من شيء لطيف ـ إنه مصاب بالربو!)، و(يا إلهي أليس مصاباً بقصر النظر؟) ولكن الى حد ما لا بأس بوصف الطفل بأنه (خجول) عندما يسلك سلوكاً ينبع من جسده وأفكاره ومشاعره.
وشأنهم شأن الأطفال المصابين بالربو أو قصر النظر، فان الأطفال الخجولين يستطيعون القيام بكل شيء يفعله الأطفال الآخرون بشرط أن يقوموا ببعض التعديلات التي تم التفكير فيها جدياً.
وبالإضافة الى وصمة العار التي تلحق بالطفل فان خجله يتفاقم ويزداد سوءاً بالانتباه غير المرغوب فيه في صفة (خجول) ـ والكبار او أصحاب السلطة هم الذين يقومون بتسليط ذلك الانتباه وهم ربما يكونون بالفعل مصدراً لذعر الطف الخجول. أو كما قالت مندوبة المبيعات، بينما قد يعتقد الكبار أن الطفل الجبان الحساس لطيف ومحبوب، فان الطفل الخجول يشعر بداخله بأي صفة أخرى سوى أنه لطيف، حيث إنه يشعر بالإحباط والحيرة والغضب من نفسه لأنه خائف. ومما يزيد الأمر سوءاً أن الكبار بحسن نية يسلطون الضوء على خوف الطفل وحيرته ثم يتفحصونه بدقة تحت المجهر. وما يجدونه هو المزيد من الخجل.
وعلى أحسن الأحوال فان لقب (خجول) غالباً ما يصبح نبوءة تتحقق واسماً على مسمى، لأنه عندما يتهرب الطفل الخجول من التحديات فانه يلجأ الى مكان آمن ومريح ـ على سبيل المثال حضن الأم أو مكان هادئ على أطراف الملعب المزدحم. أي أن الطفل يكافأ على جبنه، لأن اللجوء للملاذ الآمن يجعله أقل توتراً ويعزز قراره بالهرب مما يسبب له التوتر، ولكن تلك الطريقة الاجتماعية تجعل عالمه محدوداً جداً وخاصاً بدرجة كبيرة.
ولا تتوقف الدورة عند تلك المرحلة، لأن عند وصف الطفل دائماً بصفة الخجل فان ذلك سيكون بمثابة عذر يسوغ له الإعفاء من مواجهة التجارب الجديدة، مثل المشاركة الفعلية في الرحلات الميدانية مع الفصل، أو مصادقة جارٍ جديد له في نفس المبنى الذي يسكن به.
وينتهي به المطاف بأن يتعلم أن يكون خجولاً ويحدد هويته كشخص خجول ويتم معاملته على هذا الأساس بقية عمره.
لا أريد أن يتم وصف الطفل بالخجل عندما يكون صغيراً لأن ذلك سيجعله يشعر أن تلك الصفة ستظل ملاصقة له طوال العمر. وأريد أن يشعر الطفل أنه يستطيع التحكم في خجله ولا يدع خجله يتحكم به.
فعن طريق بذل الجهد لتجنب وصف طفلك بالخجل ستساعده على فهم أن الخل مجرد شعور يشعر به في أوقات محددة وليس صفة راسخة ومتأصلة في كيانه.
|
المفكرة اليومية للخجول الناجح |
|
... سأمنحك الفرصة لتحليل المواقف والتحديات الخاصة بطفلك التي تجعله يشعر بالخجل. وعن طريق التعرف على تفاصيل تجربة طفلك الخاصة مع الخجل ستتمكن من إضافة الجانب الشخصي للأساليب العامة التي أقدمها لك. وأفضل طريقة للبدء في هذه العملية هي أن تقوم بكتابة كل أفكارك وملاحظاتك، ولذلك أحصل أو اشتر دفتراً من فضلك ـ حيث سيصبح مفكرتك اليومية لمساعدة طفلك على أن يكون الخجول الناجح. إن كتابة المفكرة اليومية تجربة تفاعلية حقاً حيث ستضع الكلمات المطبوعة في هذا الكتاب في حيز التنفيذ، وبدلاً من فهم المعلومات بطريقة سلبية ستكتشف طرقاً لتطبيق تلك المعلومات مباشرة في حياة طفلك، والأهم من ذلك أن الأبحاث قد أوضحت أن كتابة المفكرة اليومية تفيدك على عدة مستويات وبطرق مختلفة، أولاً ستوسع من أفق تفكيرك، فعملية الكتابة نفسها تساعدك على توضيح تصوراتك، وأن تفكر بطريقة منظمة، وتربط أفكارك بشتى جوانب حياتك، وترى الأمور من منظور صحيح. كل تلك النقاط تساهم فيما يطلق عليه علماء النفس (عمق إدخال المعلومات) والذي يساعد على إضافة درجة أكبر من الفهم والالتزام عندما تقوم بكتابة مواد المفكرة اليومية. والكتابة في المفكرة اليومية أمر مفيد روحانياً أيضاً، لأنه وفقاً لبحث قام به د. (جيمس بينبيكر)، أستاذ علم النفس بجامعة (تكساس) في مدينة (أوستين)، فان كتابة المفكرة اليومية تقلل من التوتر وتساعدك على النظر لتجاربك من المنظور الصحيح. فبينما قد تشعر أن ما تكتبه على صفحات مفكرتك اليومية لا يعني شيئاً، إلا أنك تحرز تقدماً بالفعل ولكن عادة لا تتمكن من إدراكه في تلك اللحظة. كما تساعدك كتابة المفكرة اليومية أيضاً على الاستعداد لتحديات المستقبل. وسواء كانت تلك التحديات عبارة عن إيجاد طريقة لإرشاد طفلك وتوجيهه خلال المواجهات الاجتماعية التي تسبب له التوتر أو التدريب على ما ستقوله لطفلك الخجول أثناء التحاور معه، فان المفكرة اليومية تصبح الملاذ الآمن الذي يمكنك من تجربة الأفكار الجديدة.
|
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|