أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2017
1663
التاريخ: 23-5-2018
2155
التاريخ: 21-6-2017
1799
التاريخ: 21-6-2017
2128
|
إظهار الدعوة العباسية بخراسان :
وفي سنة تسع وعشرين ومائة شخص أبو مسلم الخراساني من خراسان إلى إبراهيم الإمام وكان يختلف منه إلى خراسان ويعود إليه فلما كانت هذه السنة كتب إبراهيم إلى أبي مسلم يستدعيه ليسأله عن أخبار الناس فسار نحوه في النصف من جمادى الآخرة مع سبعين نفسا من النقباء فلما صاروا بالدانقان من أرض خراسان عرض له كامل فسأله عن مقصده فقال الحج ثم خلا به أبو مسلم فدعاه فأجابه ثم سار أبو مسلم إلى نسا وعاملها سليمان بن قيس السلمي لنصر بن سيار فلما قرب منها أرسل الفضل بن سليمان الطوسي إلى اسيد بن عبد الله الخزاعي ليعلمه قدومه فدخل قرية من قرى نسا فلقي رجلا من الشيعة فسأله عن أسيد فانتهره وقال له أنه كان في هذه القرية شرا سعى إلى العامل برجلين قيل انهما داعيان فأخذهما واخذ الأحجم بن عبد الله وغيلان بن فضالة وغالب بن سعيد ومهاجر بن عثمان فانصرف الفضل إلى أبي مسلم واخبره فتنكب الطريق وأرسل طرخان الحمال يستدعي أسيدا ومن قدر عليه من الشيعة فدعا له أسيدا فاتاه فسأله عن الأخبار فقال قدم الأزهر بن شعيب وعبد الملك بن سعد بكتب الإمام إليك فخلفا الكتب عندي وخرجا فأخذا فلا ادري من سعى بهما قال فأين الكتب فاتاه بها ثم سار حتى أتى قومس وعليها بيهس بن بديل العجلي فاتاهم بيهس فقال أين تريدون قالوا الحج واتاه وهو بقومس كتاب إبراهيم الإمام إليه وإلى سليمان بن كثير يقول لأبي مسلم فيه أني قد بعثت إليك براية النصر فارجع من حيث لقيك كتابي ووجه إلى قحطبة بما معك يوافيني به في الموسم فانصرف أبو مسلم إلى خراسان ووجه قحطبة إلى الإمام بما معه من الأموال والعروض فلما كانوا بنيسابور عرض لهم صاحب المسلحة فسألهم عن حالهم فقالوا أردنا الحج فبلغنا عن الطريق شيء خفناه فأمر المفضل بن السرقي السلمي بإزعاجهم فخلا به أبو مسلم وعرض عليه أمرهم فأجابه وأقام عندهم حتى ارتحلوا على مهل فقدم أبو مسلم مرو فدفع كتاب الأمم إلى سليمان بن كثير يأمره فيه بإظهار الدعوة فنصبوا أبا مسلم وقالوا رجل من أهل البيت ودعوا إلى طاعة بني العباس وأرسلوا إلى من قرب منهم وبعد ممن أجابهم فأمروه بإظهار أمرهم والدعاء إليهم فنزل أبو مسلم قرية من قرى مرو يقال لها فنين على أبي الحكم عيسى بن أعين النقيب ووجه منها أبا داود النقيب ومعه عمرو بن أعين إلى طخارستان فما دون بلخ فأمرهما بإظهار الدعوة في شهر رمضان وكان نزوله في هذه القرية في شعبان ووجه نصر بن صبيح التميمي وشريك بن غضي التميمي إلى مرو الروذ بإظهار الدعوة في رمضان ووجه أبا عاصم عبد الرحمن بن سليم إلى الطالقان ووجهه الجهم بن عطية إلى العلاء بن حريث بخوارزم بإظهار الدعوة في رمضان لخمس بقين منه فان أعجلهم عدوهم دون الوقت بالأذى والمكروه فقد حل لهم أن يدفعوا عن أنفسهم ويجردوا السيوف ويجاهدوا أعداء الله ومن شغله منهم عدوهم عن الوقت فلا حرج عليهم أن يظهروا بعد الوقت.
ثم تحول أبو مسلم من عند أبي الحكم فنزل قرية سفيذنج فنزل على سليمان بن كثير الخزاعي لليلتين خلتا من رمضان والكرماني وشيبان يقاتلان نصر بن سيار فبث أبو مسلم دعاته في الناس واظهر أمره فاتاه في ليلة واحدة أهل ستين قرية فلما كان ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان من السنة عقد اللواء الذي بعث به الإمام الذي يدعى الظل على رمح طوله أربعة عشر ذراعا وعقد الراية التي بعث بها اله وهي التي تدعى السحاب على رمح طوله ثلاث عشرة ذراعا وهو يتلو {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39] ولبسوا السواد هو وسليمان بن كثير واخوة سليمان ومواليه ومن كان أجاب الدعوة من أهل سفيذنج وأوقدوا النيران لليلتهم لشيعتهم من سكان ربع خرقان وكانت علامتهم فتجمعوا إليه حين
أصبحوا معدين وتأول الظل والسحاب أن السحاب يطبق الأرض وان الأرض كما لا تخلو من الظل كذلك لا تخلو من خليفة عباسي إلى آخر الدهر وقدم على أبي مسلم الدعاة بمن أجاب الدعوة فكان أول من قدم عليه أهل التقادم مع أبي الوضاح في تسعمائة راجل وأربعة فرسان ومن أهل هرمز فرآه جماعة وقدم أهل التقادم مع أبي القاسم محرز بن إبراهيم الجوباني في ألف وثلاثمائة راجل وستة عشر فارسا فيهم من الدعاة أبو العباس المرزوي فجعل أهل التقادم يكبرون من ناحيتهم ويجيبهم أهل التقادم بالتكبير فدخلوا عسكر أبي مسلم بسفيذنج بعد ظهوره بيومين وحصن أبو مسلم حصن سفيذنج ورمه وسد دروبها فلما حضر عيد الفطر أمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يصلي به وبالشيعة ونصب له منبرا بالعسكر وأمره أن يبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة وكان بنو أمية يبدأون بالخطبة قبل الصلاة وبالأذان والإقامة وأمر أبو مسلم أيضا سليمان بن كثير بست تكبيرات تباعا ثم يقرا ويركع بالسبعة ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات تباعا ثم يقرا ويركع بالسادسة ويفتح الخطبة بالتكبير ثم يختمها بالقرآن وكان بنو أمية يكبرون في الأولى أربع تكبيرات يوم العيد وفي الثانية ثلاث تكبيرات فلما قضى سليمان الصلاة انصرف أبو مسلم والشيعة إلى طعام قد أعده لهم فأكلوا مستبشرين.
وكان أبو مسلم وهو في الخندق إذا كتب إلى نصر بن سيار كتابا يكتب للأمير نصر فلما قوي أبو مسلم بمن اجتمع إليه يبدأ بنفسه فكتب إلى نصر أما بعد فان الله تباركت أسماؤه عير أقواما في القرآن فقال {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } [فاطر: 42، 43] فتعاظم نصر الكتاب وكسر له إحدى عينيه وقال هذا كتاب ما له جواب وكان من الأحداث وأبو مسلم بسيفذنج أن نصرا وجه مولى له يقال له يزيد في خيل عظيمة لمحاربة أبي مسلم بعد ثمانية عشر شهرا من ظهوره فوجه إليه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخزاعي ومعه مصعب بن قيس فالتقوا بقرية ألين فدعاهم مالك إلى الرضا من آل رسول الله فاستكبروا عن ذلك فقاتلهم مالك وهو في نحو مائتين من أول النهار إلى العصر.
وقدم على أبي مسلم صالح بن سليمان الضبي وإبراهيم بن زيد وزياد بن عيسى فسيرهم إلى مالك فقوي بهم وكان قدومهم إليه مع العصر فقال مولى نصر أن تركنا هؤلاء الليلة أتتهم إمدادهم فاحملوا على القوم فحملوا عليهم واشتد القتال فحمل عبد الله الطائي على مولى نصر فأسره وانهزم أصحابه فأرسل الطائي بأسيره إلى أبي مسلم ومعه رؤوس القتلى فنصب الرؤوس واحسن إلى يزيد مولى نصر وعالجه حتى اندمل جراحه وقال له أن شئت أن تقيم معنا فقد أرشدك الله وان كرهت فارجع إلى مولاك سالما واعطنا عهد الله انك لا تحاربنا ولا تكذب علينا وان تقول فينا ما رأيت فرجع إلى مولاه وقال أبو مسلم أن هذا سيرد عنكم أهل الورع والصلاح فما نحن عندهم على الإسلام وكذلك كان عندهم يرجفون عليهم بعبادة الأوثان واستحلال الدماء والأموال والفروج فلما قدم يزيد على نصر قال لا مرحبا فوالله ما استبقاك القوم إلا ليتخذوك حجة علينا فقال يزيد هو والله ما ظننت وقد استحلفوني أن لا اكذب عليهم وأنا أقول انهم والله يصلون الصلاة لمواقيتها بأذان وإقامة ويتلون القرآن ويذكرون الله كثيرا ويدعون إلى ولاية رسول الله وما أحسب أمرهم إلا سيعلو ولولا انك مولاي لا رجعت إليك ولأقمت معهم فهذه أول حرب كانت بينهم.
وفي هذه السنة غلب خازم بن خزيمة على مرو الروذ وقتل عامل نصر بن سيار وكان سبب ذلك أنه لما أراد الخروج بمرو الروذ وهو من شيعة بني العباس منعه بنو نعيم فقال إنما أنا رجل منكم أريد أن اغلب على مرو فان ظفرت فهي لكم وان قتلت فقد كفيتم أمري فكفوا عنه فعسكر بقرية يقال لها كنج رستاق وقدم عليه من عندي أبي مسلم النضر بن صبيح وبسام بن إبراهيم فلما أمسى خازم بيت أهل مرو الروذ فقتل بشر بن جعفر السعدي عامل نصر بن سيار عليها في أول ذي القعدة وبعث بالفتح إلى أبي مسلم مع ابنه خزيمة بن خازم وعبد الله بن سعيد وشبيب بن واج وقد قيل في أمر أبي مسلم غير ما ذكرنا.
والذي قيل أن إبراهيم الإمام زوج أبا مسلم لما توجه إلى خراسان ابنة أبي النجم وساق عنه صداقها وكتب إلى النقباء بالسمع والطاعة وكان أبو مسلم من أهل خطرنية من سواد الكوفة وكان قهرمانا لادريس بن معقل العجلي فصار أمره ومنتهى ولائه لمحمد بن علي ثم لابنه إبراهيم بن محمد ثم لائمة من ولد محمد فقدم خراسان وهو حدث السن فلم يقبله سليمان بن كثير وخاف أن لا يقوى على أمرهم فرده وكان أبو داود خالد بن إبراهيم غائبا خلف نهر بلخ فلما رجع إلى مرو اقرؤوه كتاب الإمام إبراهيم فسال عن أبي مسلم فاخبروه أن سليمان بن كثير رده فجمع النقباء وقال لهم أتاكم كتاب الإمام فيمن بعثه إليكم فرددتموه فما حجتكم في رده فقال سليمان حداثة سنة وتخوفا أن لا يقدر على هذا الأمر فخفنا على من دعونا وعلى أنفسنا فقال أبو داود هل فيكم أحد ينكر أن الله تعالى بعث محمدا واصطفاه وبعثه إلى جميع خلقه قالوا لا قال أفتشكون أن الله انزل عليه كتابه فيه حلاله وحرامه وشرائعه وانابؤه واخبر بما كان قبله وبما يكون بعده قالوا لا قال أفتشكون أن الله قبضه إليه بعد أن أدى ما عليه من رسالة ربه قالوا لا قال أفتظنون أن العلم الذي انزل إليه رفع معه أو خلفه قالوا بل خلفه قال أفتظنونه خلفه عند غير عترته وأهل بيته الأقرب فالأقرب قالوا لا قال أفتشكون أن أهل هذا البيت معدن العلم وأصحاب ميراث رسول الله الذي علمه الله قالوا اللهم لا قال فأراكم قد شككتم في أمركم ورددتم عليهم علمهم ولو لم يعلموا أن هذا الرجل الذي ينبغي له أن يقوم بأمرهم لم يبعثوه إليكم وهو لا يتهم في نصرتهم وموالتهم والقيام بحقهم فبعثوا إلى أبي مسلم فردوه من قومس بقول أبي داود وولوه أمرهم وأطاعوه فلم يزل في نفس أبي مسلم على سليمان بن كثير ولم يزل يعرفها لأبي داود وبث الدعاة في أقطار خراسان فدخل الناس أفواجا وكثروا وفشت الدعاة بخراسان كلها وكتب إلى إبراهيم الإمام أن يوافيه في موسم سنة تسع وعشرين ليأمره بأمره في إظهار دعوته وان يقدم معه قحطبة بن شبيب ويحمل إليه ما اجتمع عنده من الأموال ففعل ذلك وسار في جماعة من النقباء والشيعة فلقيه كتاب الإمام يأمره بالرجوع إلى خراسان وإظهار الدعوة بها وذكر قريبا مما تقدم من تسيير المال مع قحطبة وان قحطبة سار فنزل بنواحي جرجان فاستدعى خالد بن برمك وأباعوه فقدما عليه ومعهما ما اجتمع عندهما من مال الشيعة فاخذ منها وسار نحو إبراهيم الإمام.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|