أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
3065
التاريخ: 2-4-2022
1293
التاريخ: 2-7-2017
3309
التاريخ: 1-6-2017
2892
|
لو أننا أردنا أن نلتزم بحدود الحق والانصاف لوجب أن نقول انّ ابن هشام في سيرته و الطبري في تاريخه ذكرا قصة مبارزة علي (عليه السلام) في يوم خيبر بصورة مفصلة، ونقلوا تفاصيلها بصورة دقيقة، ولكنهما ذكرا في نهاية بحثهما التاريخي قصة خيالية لا أساس لها وهي وان مرحبا قتل على يدي محمّد بن مسلمة وقالوا : ويرى البعض أن مرحبا اليهودي قتله محمّد بن مسلمة انتقاما لأخيه الذي قتل عند فتح حصن ناعم على أيدي اليهود، فقد كلّفه رسول الله (صلى الله عليه واله) بقتال مرحب فبرز إليه، فقتله.
إن هذا الاحتمال من الوهن والبطلان بحيث لا يقاوم التاريخ الاسلاميّ المسلم والمتواتر، هذا مضافا إلى أن هذه الاسطورة التاريخية تعاني من اشكالات، ومؤاخذات نذكرها للقارئ الكريم :
1 ـ ان محمّد بن مسلمة لم يكن بذلك الرجل الشجاع، والبطل الصنديد الذي تؤهله شجاعته لأن يكون فاتح خيبر وقاتل بطلها الاكبر، فإن التاريخ لا يذكر عنه نموذجا بارزا من بطولته وشجاعته، إنما كلّف في السنة الثالثة من جانب النبي (صلى الله عليه واله) فقط بأن يغتال كعب بن الاشرف الذي حرّك المشركين والهم ضد الاسلام والمسلمين بعد معركة بدر الكبرى، وقد بقي ثلاثة أيام بلياليها لا يطعم شيئا خوفا، فأنكر عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) خوفه وسأله عن سبب ذلك فقال : يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفينّ به أم لا؟
فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) منه ذلك أرسل معه أربعة رجال آخرين ليعينوه في هذه المهمّة، ويتخلصوا من كعب الذي كان يريد إعادة القتال بين المسلمين والمشركين.
فخرجوا إليه في منتصف الليل وقتلوا عدوّ الله كعبا وفق خطة خاصة ولكن محمّد بن مسلمة جرح أحد رفاقه من شدة الخوف والوحشة التي اصابته، ولا شك أن صاحب مثل هذه النفسية لا يمكنه أن يبارز صناديد خيبر المعروفين وينازلهم.
2 ـ ان فاتح خيبر لم يقاتل مرحبا ويقتله وحده، بل قاتل بعد مصرع مرحب من كانوا قد جاءوا معه إلى ساحة القتال من شجعان اليهود فلاحق الفارّين، ونازل الذين بقوا ولم يفرّوا.
وإليك أسماء من بقوا في ساحة القتال وقاتلوا عليا (عليه السلام) بعد قتله مرحبا :
1 ـ داود بن قابوس.
2 ـ ربيع ابن أبي الحقيق.
3 ـ أبو البائت.
4 ـ مرة بن مروان.
5 ـ ياسر الخيبري.
6 ـ ضحيج الخيبري.
وكل هؤلاء كانوا من صناديد اليهود وابطالهم، وكانوا يقاتلون خارج حصن خيبر ويمنعون من أية محاولة لفتح قلاع اليهود في هذه الوقعة.
إن هؤلاء الستة قتلوا على يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهم يرتجزون في ساحة القتال ويطلبون المبارز والمناجز.
فمن يكون والحال هذه فاتح خيبر وقاتل مرحب؟
إذا كان محمّد بن مسلمة فانه لا يمكن أن يعود بعد قتل مرحب إلى معسكر المسلمين ويتجاهل اولئك الأبطال خلف مرحب بل لا بد أن يقاتلهم، في حين اتّفقت كل السير والتواريخ على أن هؤلاء قتلوا جميعا على يد علي بن أبي طالب (عليه السلام).
3 ـ ان هذه الاسطورة التاريخية تتنافى مع الحديث المنقول عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فانه (صلى الله عليه واله) قال في حق علي (عليه السلام) : يفتح الله على يديه مع العلم بأن المانع الاكبر من فتح خيبر كان هو مرحب الذي أجبرت شجاعته الأميرين السابقين على الفرار، فاذا كان قاتل مرحب هو محمّد بن مسلمة لزم أن يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) جملته هذه في حق محمّد بن مسلمة لا في حق علي (عليه السلام) الذي أعطاه الراية بعد أن قال تلك الجملة : يفتح الله على يديه.
يقول الحلبي كاتب السيرة المعروف : قيل : القاتل له ( اي لمرحب ) علي كرم الله وجهه وبه جزم مسلم ; في صحيحه. قال بعضهم : والاخبار متواترة به وقال ابن الاثير : الصحيح الذي عليه أهل السير والحديث أن عليا قاتله كرم الله وجهه.
ولقد وقع الطبري في تاريخه، وابن هشام في سيرته في شيء من الاضطراب والفوضى وكتبا قصة هزيمة ورجوع الرجلين اللذين كلّفا قبل علي (عليه السلام) بفتح قلاع اليهود بصورة لا تتفق مع مفهوم الجملة التي قالها رسول الله (صلى الله عليه واله) في حق علي (عليه السلام).
فقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) في حقه : وليس بفرّار يعني أن الذي سوف يعطيه الراية لا يفر أبدا، ومفهوم هذه الجملة هو أن عليا (عليه السلام) لا يفرّ ولا يجبن أمام العدوّ كما فر القائدان السابقان، وهذا يعني أن القائدين السابقين فرّا أمام العدوّ، وأخليا الساحة، في حين أن الكاتبين المذكورين لا يذكران مسألة فرار القائدين المذكورين، وإنما يكتبان رجوعهما كما لو أنهما قد أدّيا وظيفتهما القتالية والعسكرية على الوجه الكامل، ولكنّهما لم يوفقا للفتح.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|