المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



المهر والصداق  
  
1893   11:27 صباحاً   التاريخ: 13-6-2017
المؤلف : السيد سعيد كاظم العذاري
الكتاب أو المصدر : آداب الأسرة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص27-28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

المهر هو منحة من الرجل إلى المرأة التي يريد الزواج منها ، قال تعالى:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}[النساء: 4].والنحلة هي (العطية من غير مثامنة) (1).

وجوّز الفقهاء أن يكون المهر تعليم سورة أو آية من القرآن ، أو شيء من الحِكم والآداب (2) ، عملاً بما ورد عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من أنّه زوّج لرجل لا يملك شيئا ، فقال له : (قد زوجتك على ما تحسن من القرآن ، فعلمها إيّاه) (3).

وهذه المنحة هي حقّ للمرأة يبقى في ذمّة الرجل، عن عبد الحميد الطائي، قال: قلت لأبي عبداللّه (عليه السلام) أتزوج المرأة وأدخل بها ولا أعطيها شيئا؟ قال: (نعم ، يكون دينا عليك)(4).

وسُئل عن رجل تزوج إمرأة ولم يفرض لها صداقها، ثم دخل بها، فقال: (لها صداق نسائها)(5).

وعنه (عليه السلام) أنّه قال : (من أمهر مهرا ثم لا ينوي قضاءه ، كان بمنزلة السارق) (6).

وحرّم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) نكاح الشغار وهو كما في قوله: (أن يقول الرجل للرجل: زوجني ابنتك حتى أُزوجك ابنتي ، على أن لا مهر بيننا) (7) ، وذلك لأن في هذا النوع من الزواج امتهان للمرأة ، وتجاوز على حقّها المشروع في المهر.

ومقدار المهر متروك لما يتراضى عليه الناس ، وعن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنّه قال : (الصداق ما تراضيا عليه قل أو كثر (8). فليس له حدّ وإنّه يجوز (بالقليل والكثير)) (9).

ويصح المهر في كلِّ ما يجوز كونه ذا قيمة ، قلَّ أو كثر ، من عين تباع ـ كالدار وواسطة النقل والكتاب ـ وعمل يعمله لها (10). وقد تقدم : أنّه يصح جعل تعليم القرآن أو الحِكَم أو الآداب مهرا للمرأة.

والمستحب في المهر التخفيف (11). وقد قال رسول اللّه (رسول الله صلى الله عليه واله): (أفضل نساء أُمتي أصبحهنَّ وجها ، وأقلهنَّ مهرا) (12).

______________

1ـ الميزان في تفسير القرآن 4 : 169.

2ـ المقنعة : 508. وجامع المقاصد 13 : 333.

3ـ تهذيب الاحكام 7 : 354 ـ 355.

4ـ الاستبصار 3 : 220.

5ـ تهذيب الاحكام 7 : 362.

6ـ الكافي 5 : 383.

7ـ تهذيب الاحكام 7 : 355. وجامع المقاصد 12 : 487.

8ـ تهذيب الاحكام 7 : 353.

9ـ الانتصار : 290. وجواهر الكلام 31 : 3.

10ـ الجامع للشرائع : 439. وجواهر الكلام 31 : 4.

11ـ المبسوط 4 : 273. وجامع المقاصد 13 : 368. وجواهر الكلام 31 : 47.

12ـ تهذيب الاحكام 7 : 404. وجامع المقاصد 12 : 12.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.