أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017
3058
التاريخ: 5-11-2015
4704
التاريخ: 11-12-2014
3697
التاريخ: 1-6-2017
3175
|
منذ أن سكن رسول الله (صلى الله عليه واله) في المدينة كان يبعث بجواسيسه وعيونه النشطين الاذكياء الى مختلف مناطق الجزيرة، لتقصّي الأخبار، ومراقبة الأوضاع، وإخبار النبي (صلى الله عليه واله) بكلّ ما يحصلون عليه في هذا المجال أولا بأول.
فقدم أحدهم على رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره بخروج تلك القوة الكبيرة ومسيرها إلى المدينة، وبهدفها، وتاريخ خروجها، ووصولها إلى مشارف يثرب.
فرعا رسول الله (صلى الله عليه واله) أصحابه فورا وأخبرهم خبر عدوّهم، وشاورهم في الامر، ليستفيدوا من تجارب احد ، فاقترح جماعة منهم اسلوب التحصن، والقيام بالدّفاع من داخل القلاع والحصون، ولكن هذا العمل لم يكن كافيا لأن جيش العدوّ كان كثيفا وكبيرا جدا وكان من المحتمل بقوّة أن تقوم عناصره الكثيرة، الكبيرة في عددها بهدم الحصون والقلاع، والقضاء على المسلمين، فلا بد اذن من اتخاذ وسيلة تمنع العدوّ من الاقتراب الى المدينة أصلا.
فقال سلمان الفارسي الذي كان عارفا بفنون القتال عند الفرس معرفة كاملة : يا رسول الله إنّا اذا كنّا بأرض فارس، وتخوّفنا الخيل، خندقنا حولنا، فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟
وفي رواية اخرى أنه قال : يا رسول الله نحفر خندقا يكون بيننا وبينهم حجابا، فلا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه، فانا كنّا معاشر العجم في بلاد فارس اذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة ، ( أي محدودة ).
فاعجب رأى سلمان المسلمين جميعا، وكان لهذا التكتيك أثر جوهري وبارز جدا في حفظ الاسلام وصيانة المسلمين.
ومن الجدير بالذكر أن النبي (صلى الله عليه واله) خرج بنفسه يدرس المنطقة ميدانيا ولكى يحدّد المنطقة التي يمكن ان ينفذ من خلالها العدو فقرر ان يحفروا الخندق من ناحية احد الى راتج وكان سائر المدينة مشبك بالبنيان والنخيل لا يتمكن العدو منها، وعلّم الموضع الذي يجب ان يحفر بخط خطّه على الأرض.
ولكي يتم هذا الامر بنظام وسرعة جعل على كلّ عشرين خطوة، وثلاثين خطوة جماعة من المهاجرين والانصار يحفرونه، فحملت المساحي والمعاول، وبدأ رسول الله (صلى الله عليه واله) نفسه وأخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه، وعليّ (عليه السلام) ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله (صلى الله عليه واله) وعيي وهو يقول : لا عيش إلاّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرة.
وقد كشف رسول الله (صلى الله عليه واله) بعمله هذا عن جانب من نهج الاسلام واسلوبه، وفي ذلك تنشيط الامة وتقوية لعزائمهم في مجال القيادة واخلاق القائد، وأفهم المجتمع الاسلامي أنّ على القائد الاسلاميّ، وعلى إمام الامة أن يشارك الناس في آلامهم كما يشاركهم في آمالهم ويسعى أبدا الى التخفيف عن كاهلهم بمشاركته العملية في الأعمال، ولهذا لما نظر الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) يحفر نشطوا واجتهدوا في الحفر، ونقلوا التراب، ولما كان اليوم الثاني بكّروا في العمل، وكان ذلك النشاط العظيم عاملا في أن يندفع يهود بني قريظة أيضا إلى مساعدتهم فأعاروهم المساحي والفؤوس والأوعية الكبيرة لنقل التراب.
وكان المسلمون يومئذ يعانون من نقص وضيق شديدين في المواد الغذائية، ومع ذلك كان أصحاب المكنة والثراء من المسلمين يمدّونهم بالطعام وغيره.
وربما عرضت للمسلمين وهم يحفرون في الخندق صخرة عظيمة عجزوا عن كسرها وإزالتها، فأخبروا رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك فأخذ معولا فكسرها وأزالها.
أما طول الخندق فكان بالنظر الى عدد العاملين في حفرها ـ وقد كان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف حسب المشهور، وكان كل عشرة يحفرون (40) ذراعا ـ هو (12000) ذراعا اي ما يقارب خمس كيلومترات ونصف الكيلومتر، وأما العرض فكان بحيث لا يقدر الفرسان الماهرون من عبوره بالقفز بأفراسهم، فيكون عرضه بطبيعة الحال ما يقارب خمسة أمتار وعمقه خمسة أمتار أيضا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|