أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
21242
التاريخ: 17-12-2015
17741
التاريخ: 11-2-2016
36473
التاريخ: 23-5-2019
2364
|
تربية الاسماك
إن حماية المصادر الوراثية للأسماك موضوع يتعلق بمتطلبات الإنسان من حيث زيادة المصادر الطبيعية، فالسمك مصدر هام للبروتين والمنتجات العضوية المختلفة الأخرى، فحماية وتحسين المصايد والمزارع لها أولوية اجتماعية قصوى، وتعتمد هذه الأهداف لحد كبير على التكنولوجيا والعلم ودور الوراثة في زيادة إنتاج المصايد.
وتفقد المصادر الوراثية إما بانقراض سلالة ما أو بانخفاض التباين الوراثي داخل سلالة ما، والسبب الاول نوعي ونهائي وغير رجعي، بينما السبب الثاني يتوقف علي درجته وهو رجعي لحد ما.
وفي المحيطات لا توجد إبادة ملحوظة (رغم انخفاض كم العشائر لزيادة الصيد والتلوث)، بينما في المواطن المائية الأخرى فالأمر جد خطير والتدهور سريع.
وأهم أسباب حماية المصادر السمكية ترجع إلي:
1- أسباب غذائية:
اذ ان الاسماك والحيوانات البحرية تشكل ۱۷٪ من البروتين الحيواني الكلي في غذاء الانسان، ۳۲ دولة تحصل على 34٪ أو أكثر من بروتينها الحيواني من الأغذية البحرية، وفي القارة الأفريقية 10 دول تحصل على ما يزيد عن 40٪ من بروتينها من السمك وكذلك ٢١ دولة من القارة الإفريقية يزيد عن نصف أسماكها المصادة مرجعها المياه الداخلية من بحيرات وأنهار.
٢- أسباب اقتصادية:
حيث تهيئ المصايد كذلك فرص العمل ووسيلة لتحسين ميزان التجارة الدولية . كما أن أنواع سمكية لها أهمية خاصة كحيوانات تجارب وكمصادر لمركبات كيماوية حيوية وصيدلانية كمركب تترادوتوكسين tetradotoxin من أسماك الفهقة puffer يستخدم في الأبحاث الفسيولوجية العصبية ويلعب دورا هاما في ميكانزمات القواعد والايونات في النقل العصبي، و مركب آخر يستخدم في البحث هو البروتينات المضيئةluminescent proteins كمركب آكورين aqueorin من انواع الاسماك الجيلية jellyfish المستخدم في الكشف عن تركيز الكالسيوم في الخلايا والهام في تطوير العقاقير الجديدة وفي العلاج للأمراض. هذا خلاف العديد من المسموم وهرمونات وجايكويروتينات ويولى ببتيدات تستخرج من الأسماك ولها أهميته صيدلانية، بجانب الزيوت والشموع كمصدر للفيتامين في علائق الحيوان وفي مستحضرات التجميل والعقاقير، كذلك مسحوق السمك وأهميته في تغذية الحيوانات وكسماد في كثير من البلدان. ومن الأهمية الاقتصادية كذلك صيد الرياضة (رياضة الصيد) الذى يلعب دوراً في تطور السياحة فتجارة أسماك الزينة في أمريكا الشمالية وأوربا وجنوب شرق آسيا تعتبر صناعة هامة. وهناك أنواع سمكية معينة تزرع في البحيرات والأنهار للتحكم في الحشائش والحشرات مما يجعل لها دورا مرغوبا اجتماعيا واقتصاديا.
۳- أسباب بيئية:
إن ثبات الأنظمة البيئية وحفظ الاختلافات البيولوجية (التقسيمية taxonomic) مطلب عالمي وإن كانت الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية تعطى أولوية أعظم. تعد حماية المواطن أهم طرق الوصول إلى حيوية أنواع السمك الهامة بيئياً.
وتتم المحافظة على المصادر الوراثية في الأسماك بعدة طرق منها ثبات المخزون من الأنواع، التجديد للأنواع، التحكيم في التربية للتغلب على الانقراض الوراثي ، تهجين للتغلب على عيوب التربية الداخلية في المزارع.
التربية الداخلية للاسماك Inbreeding:
وتنتج التربية الداخلية في المزارع السمكية نتيجة صغر أعداد الآباء مما يقلل الاختلافات الوراثية، كما أن قطيع التناسل غالبا ما ينتخب من أفراد مرتبطة ببعضها، وغالبا أشقاء، مما يؤدى إلى أجيال ناتجة من تربية داخلية لأفراد مرتبطة بشدة معا مما يؤدى إلى تماثل الجينات غير المرغوبة ويؤدى بالتالي إلى انحطاط وتدهور بسبب التربية الداخلية في شكل عدم ملاءمة (النشاط ، الحيوية ، التناسل) مع فقد التباين الوراثي التماثل الجيني، فزيادة معامل التربية الداخلية بمقدار ۱۰٪ يسبب 5-10 ٪ نقص في الخصوية ولكن الأخطر هو انخفاض الحيوية لأن 5-10 ٪ نقص في القدرة التناسلية ليس خطيراً في مثل هذه الحيوانات (الأسماك) الخصبة.
وكثيراً ما تستخدم أسماك الزبرا Zebra في بحوث الأسماك المعملية كحيوان تجريبي، ولتكرار استخدامها من نفس القطيع تظهر أعراض التربية الداخلية بعد ثالث جيل تقريباً في شكل تشوهات في الهيكل العظمى وتقل خصوبتها وحيويتها ونموها لذا أدخلت أسماك أخرى لاستخدامها في الأبحاث مثل اسماك Convict cichlid .
وتقاس الاختلافات الوراثية بالاعتماد على صفات مرئية كنظام التلوين مثلا في بعض السلالات أو بالتفريد الكهربي للبروتينات Electrophoresis of proteins والقاعدة العامة أن معدل التربية الداخلية لا ينبغي آن يزيد عن ۱-۳ ٪ لكل جيل.
وقد ينتج الفقر الوراثي Genetic impoverishment في عشائر الأسماك بفعل أنشطة الأسماك التي تشمل:
1- التلوث بأنواعه وغيره من تغييرات بيئية أخرى تسبب نفوقا واندثارا له.
٢- ضغط (زيادة) الصيد.
3- انتخاب صناعي والذى يؤدى إلى تربية داخلية وفقر وراثي.
٤- إدخال أنواع أجنبية (غريبة) تنافس الأنواع المحلية على الغذاء.
5- الأمراض.
6- التهجين بين الأنواع ينتج عنه انخفاض المصادر الوراثية.
بينما طرق حفظ المصادر الوراثية في عشائر السمك تحت الإدارة تتوقف على الانتخاب الصناعي والتكاثر الصناعي والتهجين.
تختلف عدد الكروموسومات باختلاف انواع الجنس الواحد فكانت 42 ، 44 ، 40 ، 38 في البلطي آوريا، جاليلي ، نيلي ، زيلي علي الترتيب وهذا هام في انتاج الجنس الواحد مثل خلط اناث نيلي مع ذكور اوريا لإنتاج ذكور 100%. ويفيد ذلك في تقسيم جنس البلطي على اساس عدد الكروموسومات ومحتوى DNA في الخلية.
وفي تحليل بروتينات العضلات للأربعة أنواع أظهروا كذلك اختلافا في بروتينات الميوجين في العضلات والتي اظهرت 5 بروتينات مختلفة على الألكتروفوريسس للزيلى و 4 بروتينات فقط ظهرت في انواع آوريا ، جاليلي ، نيلي.
الانتخاب في الاسماك Selection:
يؤدى الانتخاب المستمر في محصول كل سنة للنمو الأفضل وأفضل شكل للسمك لتكون آباء للجيل التالي لتعطى رأسا صغيرة وصافي جسم عال وظهر سميك ومقاومة للأمراض وللظروف الجوية غير المواتية كلها تؤخذ في الاعتبار بجانب غطاء الجسم من القشور والذى قد يكون غير مرغوب وجودها بالنسبة لربة البيت لسهولة تنظيفها للسمك (كالمبروك الجلدي واللامع) هذا وتقل فرص التحسين الوراثي بشدة التجانس الوراثي داخل الأنواع نتيجة طول فترة التربية الداخلية. وعادة تضاف أسماك مختلفة الخصوبة للأحواض فينشأ عنها زريعة تظهر قوة هجين. كما ساعد الإخصاب الصناعي على تلقيح بيض أنثى السمك بسائل منوى من عدة ذكور مختلفة لمقارنة أداء الذكور واختبارها.
والعوامل الوراثية المسئولة عن وراثة القشور هي العامل (S) وعدم وجود القشور العامل (N). فالمبروك ذو القشور لها تركيب وراثي (SSnn)بينما المبروك اللامع (ssnn)، وكلا العاملين يؤثران كذلك على الحيوية ومعدل النمو، فالعامل (N) في المبروك المخطط والجلدي مسئول عن الجزء الوراثي لانخفاض الحيوية وبطء النمو مقارنة بالمبروك اللامع وذي القشور اللذان يوجد بهما العامل (n)، وعليه فالعوامل (NN) في المبروك الجلدي عوامل مميتة. وينخفض نمو المبروك الجلدي leather carp والمبروك المخطط line carp بمعدل 30٪ عن النمو في وزن المبروك اللامع mirror، وحتى في هجين المبروك/ السمك الذهبي فإن السمك ذا القشور ينمو أفضل عن السمك المخطط. وفي الظروف التي يحدث فيها نفوق للمبروك ذو القشور Scale carp والمبروك اللامع فإن المبروك الجلدي والمبروك المخطط يحدث بينه نفوق يبلغ 70 ٪ كذلك مساوئ الزعانف الحادثة في المبروك المخطط والمبروك الجلدي ترجع للعامل (S).
وقد تم النجاح في إنتاج مبروك مقاوم لاستسقاء البطن كمرض معد جداً ويؤدى الي فقد كبير وحاد في إنتاج السمك قد يصل إلى ٨٠ ٪ فقد (نفوق)، بينما الأفراد المقاومة المنتخبة قد لا تظهر عند إصابتها بالمرض سوى 2-15 ٪ نفوق. وفي سيبيريا انتخبت أسماك مبروك مقاومة للبرد الشديد. ولذلك فمن المهم جدا عند إدخال سلالات جديدة من السمك إلى مناطق جديدة ينبغي أن تكون هذه الأسماك قد تعودت في مناطقها الأصلية على نفس الظروف الجوية التي ستنتقل إليها لاستزراعها transplantation وبالنسبة لأسماك التراوت فقد أمكن الانتخاب والتربية فيها لسرعة النمو ومقاومة الأمراض وكثرة إنتاج البيض (الخصوبة في الإناث) وسرعة الأقلمة.
ونمو المبروك ذي القشور أفضل من المبروك اللامع إلا أن الأخير يفضل في الأكل. لذلك يتخذ نظام توزيع القشور على المبروك كوسيلة للانتخاب وذلك لارتباط نظام القشور بالخواص الفسيولوجية من سرعة النمو والحيوية ومقاومة الأمراض. ومهمة الانتخاب هي إنتاج نوع من المبروك مناسب للأكل، سريع النمو، قليل القشور، سميك اللحم. بجانب الأخذ في الاعتبار الشكل، وعدد العظام ، والقدرة على الأقلمة في الظروف الجديدة. ويجرى انتخاب المبروك بطريقة مركبة أي بانتخاب جماعي mass selection (ولقد ساعد الانتخاب في نشأة أنواع أو سلالات خاصة بكل بلد لتتوافق مع ظروفها البيئية، وكذلك في الحصول على أنواع مقاومة للأمراض من خلال انتخاب الآباء القوية الصحيحة). يليه انتخاب فردى individual Selection. فينتخب أسماك الفقس من 10 إناث و 20 ذكراً طبقا للمظهر الخارجي (الشكل، القشور، غياب التشوهات، كفاءه المناسل) وتوضع معاً في حوض تبويض. فنظريا هناك إمكانية حدوث 200 هجين. يربى الفقس الناتج من هذه الاباء في حوض كبير حتي الربيع التالي فتفرز طبقا للنمو الفردي والمظهر الخارجي ويربي منها علي الاقصى 5٪ للسنه الثانية فتوضع في احواض تشتيه بعيدا عن اي اسماك آخري. وخلال السنه الثالثة تربى منفصلة أو مختلطة مع أسماك أخرى بعد ترقيمها. ثم تحقن الأسماك في الربيع بالكائنات الحية المسببة للأمراض (استسقاء بطنية abdominal dropsy) لإنتاج أفراد مقاومة للأمراض. وفي الخريف يحدث انتخاب آخر للجيل الثالث ثم مرة أخرى في الربيع وهكذا حتى نحصل على أسماك تستخدم كآباء عمر 5-7 سنوات. ومن هذا الوقت يمكن إجراء انتخاب فردى. فينتخب أفضل أسماك آباء فيوضع ذكر وانثي في كل حوض تبويض ويربي ناتج فقس كل زوج آباء منفصلا عن فقس الزوج الاخر من
الآباء في أحواض منفصلة ويختار من أجودها الجيل الثاني ليستخدم كآباء مستقبلية. وتنتج المزارع سلالاتها النقية المتأقلمة على ظروفها البيئية ولا يحدث خلط بين سلالات المزارع المختلفة إلا إذا ظهر تدهور التربية الداخلي في مزرعة ما.
أدخل لمصر المبروك العادي بسلالتيه (المبروك القشريScale carp والمبروك اللامع minor carp ) بنجاح وأعطى نتائج مرضية لتبويضه في تانكات إسمنتية صلبة القاع وجمع البيض على سعف النخيل المغطاة بألياف النخيل الحمراء وأمكن الحصول على 75-100 ألف أصبعية مبروك بطول حوالى 10 سم من كل هكتار من أحواض الحضانة في مدة حوالى شهر. وبالانتخاب الدقيق للأمهات أمكن زيادة نسبة الأفراد المظهرة لخواص جسم مرغوبة من 17% الي 68% وهذا التحسين انعكس في زيادة الانتاج/هكتار في حالة السمك المنتخب.
لقد أفاد الانتخاب لخمسة أجيال لتحسين معدل النمو في المبروك في إسرائيل، وقد أظهرت العائلات والسلالات المختلفة اختلافات في معدل النمو، وهذه الخاصة ذاتها كانت حساسة جدا للانخفاض بالتربية الداخلية inbreeding، واستخلصت التجربة الإسرائيلية أن التحكم الوراثي في معدل النمو هام ولكنه محدد بالعوامل الوراثية غير التجميعية non-additive genetic events ، ولقد غاب التباين الوراثي التجميعي additive genetic varianc ربما لعزله خلال الاجيال بالانتخاب الطبيعي أو الصناعي natural or artificial Selection . كما نجحت تجارب أخرى بتهجين سلالتين من المبروك مختلفتين الأصل الجغرافي ومعدل النمو لإنتاج هجين يمتاز بمعدل نمو متوسط ويحتمل الحرارة.
وقد تحصل كذلك على تحسين في النمو بمعدل ١٦١٪ في الجيل الرابع عن الجيل الأول للتراوت وذلك بالانتخاب للنمو السريع، وقد أرجع ثلث هذا التحسين للنفع الوراثي والمكافئ الوراثي لمعدل النمو (0.06 في هذه الدراسة) وإن كان منخفضا عما هو مسجل الحيوانات المستأنسة الأخرى المحسنة بالانتخاب.
يؤدى الانتخاب إلى إمكانيات هامة وحقيقية لزيادة إنتاج السمك إلا أن هذه الإمكانات غير معروفة بالقدر اللازم أو غير مستخدمة بكفاءة. فمن المعروف وجود اختلافات شديدة في النمو داخل النسل حتى لنفس الآباء. إلا أن الطرق التي تسمح بالاختيار (وقت التخزين والتي تؤدى إلى نمو أفضل) لم تستقر بعد. وقد أجرى الانتخاب مع المبروك والتراوت المرقط. ففي المبروك أمكن إنتاج سلالات مختلفة الألوان (بنى، أصفر، برتقالي، أبيض) أو مختلفة القشور (ذات قشور، لامع أو عار) أو مختلفة دليل الشكل (طويل أو قصير). وفي التراوت أدى الانتخاب إلى إنتاج سلالات مبكرة أو متأخرة التبويض وكذلك ذات نمو سريع. ومن بين التقارير المبكرة عن الانتخاب في التراوت قوس قزح ثبت أنه بالانتخاب الصناعي علي مدار 6-7 أجيال أمكن زيادة معدل النمو وإنتاج البيض كثيرا كما أمكن الحصول على تبويض مبكراً. وللانتخاب للنمو فانه من الضروري علي المربي رعاية السمك منفردا في تانكات او اقفاص او حواجز منفصلة وتغذي كل سمكة حتى الشبع لكى يتم التأكد من اختبار (وبالتالي انتخاب) المقاييس الفسيولوجية للنمو بمعزل عن تأثير التداخلات الاجتماعية والتنافسية. وقد ثبت من عديد من الدراسات أن اختلافات معدل النمو داخل الأنواع لها بعض الأساس الوراثي بعيدا عن التأثيرات البيئية أو الغذائية. وفي دراسات على المكافئ الوراثي لتركيب الجسم ثبت أنه بغض النظر عن التأثيرات البيئية فإن التركيب الوراثي قد يؤثر على تركيب الجسم لكن هذه التأثيرات كانت بسيطة لدرجة أنها لا تشجع المربى مثلا على إنتاج سمك منخفض المحتوى المائي. وكذلك بالنسبة للانتخاب لتحسين كفاءة التحويل الغذائي في التراوت قوس قزح وجد أنه غير مجدى. إلا أن التربية الداخلية تؤثر بشدة على النمو والحيوية في التراوات قوس قزح، إذ وجد انخفاض عالي المعنوية في الأسماك البالغة (بعد ١٨ شهرا في ماء البحر) وهذا يرجع بنسبة كبيرة إلى درجة التربية الداخليةinbreeding .
العوامل الوراثية ونظم التربية:
ربما يهتم علماء الوراثة بالرغبة في تحسين مواءمة السمك للزراعة مع زيادة كفاءة التحويل الغذائي ومعدل النمو والمقاومة للأمراض إلا أنه كذلك من المهم تحسين جودة لحم السمك وأيضا تأخير عملية النضج مطلوبة بسبب التدهور في خواص اللحم التي تلى عادة عملية النضج. كذلك يستهدف زيادة خصوبة السمك حيث إن معظم تكاليف الإنتاج تنفق في حفظ قطيع تربية كاف. ويفيد في ذلك الانتخاب الوراثي. وقد لوحظ أن عدد البيض يرتبط ظاهرياً بشدة مع وزن الجسم ويظهر وزن الجسم في السمك مكافئا وراثيا heritability منخفضا، رغم أن طول الجسم له مكافئ وراثي أعلى لحد ما، وكذلك المقاومة للأمراض لها مكافئ وراثي عالي نسبيا. واتضح أن العمر عند النضج الجنسي له مكافئ وراثي منخفض في التراوت قوس قزح مقارنة بالسالمون الأطلنطي Atlantic Salmon.
وفي حصر للمكافئ الوراثي للنمو في الوزن لأعمار مختلفة في السالمونات وجدت قيم تتراوح ما بين ٪5 للإصبعيات من التراوت قوس قزح إلى 37% بين السالمون الأطلنطي قبل التبويض عمر 3.5 سنة. بينما اناث قرموط القنوات عمر 48 اسبوعا كان المكافي الوراثي للوزن فيها 52٪. و يوجه عام وجد آن الكافي الوراثي الوزن بين السالمونات يتجه للزيادة بالعمر ربما كنتيجة لنقص التأثير الأموي matemal influence. وقد وجد ان الكافي، الوراثي للوزن بعد مراحل الاصبعيات تقريباً ۲۰٪ للتراوت قوس قزح و ۳۰٪ السالمون الأطلنطي. وقد علل انخفاض المكافئ الوراثي للنمو في المبروك بادعاء أنه كنتيجة الانتخاب المستمر للنمو لعديد من السنين. كما أن هجين سمك موسى plaice - flounder hybrids أظهر انخفاض المكافئ الوراثي للنمو في الطول (٨٪) والتي لا يمكن إرجاعها إلى الانتخاب. وقد اعتبر أن الانتخاب للقدرة على استعمال أعلاف أرخص غنية بالكربوهيدرات من قبل التراوت قوس قزح أمر غير ناجح نسبياً.
ويستخدم مقياس انخفاض إخراج الأزوت في الانتخاب للسمك كدليل لقدرة السمك على تخزين الأزوت في جسمه، فقد لوحظ أن السلالات البرية أكثر إخراج للأزوت (أقل قدرة على تخزينه) عن السلالات (من نفس النوع من التراوت) المنتخبة لعشرات السنين.
هناك أسماك يكون لديها أقلمة فسيولوجية أو سلوكيه للحفاظ على الطاقة فمثلا الأسماك التي تستخدم طاقة أقل لتهوية خياشيمها (عن أسماك أخرى من نفس النوع) فتستخدم هذه الطاقة المحفوظة في نمو أسرع وإنتاج بيض أكثر لذلك ينتخب هذه الأفراد ذات الكفاءة الوراثية للمحافظة على الطاقة.
ولقد استخدمت الهندسة الوراثية في عالم الأسماك لزيادة نمو الأسماك ضعيفة النمو بواسطة نقل الجينات المتحكمة في إفراز هرمون النمو للسمك سريع النمو وزرعها في بيض الأنواع صغيرة الحجم بطيئة النمو فأمكن الحصول منها على أسماك سريعة النمو.
التربية الانتخابية والتهجين Selective breeding and hybridization
تستهدف خلق سلالات جديدة أو هجن لها خواص تفوق أصولها، وقد نجح إحداث التزاوج في المبروك الهندي والصيني فأمكن تهجينهما مع المبروك العادي، والمبروك العادي له عادة التزاوج في الأحواض لذا خضع للتربية الانتخابية لمدة طويلة مما نتج عنه نشأة سلالات عديدة في بلاد كثيرة من العالم. ويتم إنتاج الهجن بالخلط والتلقيح الرجعى. وقد تموت الهجن في طورها الجنين أو في مرحلة التفريخ لكن أيضا قد تحيا الهجن وتصل إلى طور البلوغ ومنها ما يكون عقيما ومنها ما أمكن إنتاج جيل أول منها.
ولا يوجد في الطبيعة تهجين، ورغم ذلك سجلت بعض حالات التهجين (المشكوك فيها والتي لم تتأكد بعد) بين أنواع البلطي حيث وجد أحد الآباء في نفس المياه التي وجد فيها الهجين. والهجين المزعومة في الطبيعة بين الرنداللي مع الزيلي، النيلي مع القاريا بيليس، اسكولنتس مع امفيميلاس، سبيلورس نيجر مع ليركوستكوس. إلا أنه تمت محاولات من الإنسان لإنتاج هجن سريعة النمو، أكثر مقاومة، عقيمة أو لانحراف النسبة الجنسية تجاه أحد الأجناس.
وفي تايوان عام ۱۹۱۹ تمكنت محطة زراعة السمك في Lukang من انتاج هجين من ذكور البلطي النيلي معاناث بلطي موزامبيقي له متوسط نمو يومي 1.16 جم مقارنة بنمو 0.85 جم لهجين ذكور الموزامبيقي مع اناث النيلي او 0.74 جم للنيلي النقي آو 0.59 جم للموزمبيقي النقي. وسمي هذا الهجين Fu-Shou yu او السمك المبارك blessed fish واستخدم بانتشار كبير حتي انتج منه عام ۱۹۷۳ 16 مليون أصبعية خصبة وزعت على مزارعي السمك وأصبح شهير الأن لسرعة نموه وكبر حجمه وجمال لونه وارتفاع سعره بالتالي.
ولقد أطلق على ناتج تهجين البلطي الموزمبيقى مع النيلي وكذلك تهجين البلطي النيلي مع الأوريا أطلق على هاتين السلالتين بالبلطي الأحمر في كل من تايوان والفلبين وأصبحتا ذات انتشار اقتصادي لسرعة نموهما فينتج الحوض الواحد مساحة ۱۰۰ م۲ 6 طن في السنة. ولقد ادخل البلطي الاحمر (ناتج تهجين بلطي نيلي ذكر مع بلطي موزامبيقي انثي) من فرنسا الي مصر وينتشر في الفلبين وتايوان والبرازيل والولايات المتحدة وذلك لسهولة زراعته في الماء الشروب والمالح تماما كالماء العذب كما أنها تنمو بسرعة وتحول الغذاء جيدا وعالية الحيوية وقليلة التعرض للأمراض. وعند زراعتها مع المبروك العادي والمبروك الفضي وجد أن المبروك العادي سريع النمو وحيويته أعلى لذلك فإنتاجه أفضل من المبروك الفضي تحت نفس الظروف ولم تخفض إنتاج البلطي الأحمر إلا أن انخفاض إنتاج البلطي الأحمر لوجود المبروك الفضي يرجع لمنافستهما على الغذاء أكثر من منافسة المبروك العادي للبلطي الأحمر. رغم عدم استهلاك المبروك الفضي للغذاء المكعب المقدم للبلطي الأحمر. والمبروك العادي يستهلك أنواع مختلفة من الغذاء الطبيعي غير المعنوية كغذاء البلطي الأحمر.
وقد سجل وجود توائم سيامية Siamese twins في البلطي الموزمبيقي وناتج اناث البلطي هورنورم Xذكور البلطي النيلي.
كما أمكن خلط مبروك الحشائش مع المبروك العادي، ومبروك الحشائش مع المبروك كبير الرأس، والمبروك العادي الصيني مع المبروك الأوربي. ويتعرف على الهجين ويقارن بآبائه من حيث خصائص التسنين واللون والحجم والزعانف والخياشيم.
دور الوراثة في الجنس والتناسل:
أولاً: بالنسبة للجنس:
عرفت نماذج لونية تورث عن طريق الكروموسوم المحدد للجنس، فالإناث احتوت كروموسامات XX والذكور Xy في بعض الانواع السمكية، وفي انواع آخري وجد طرز لوني للإناث وطرزان للذكور وآن الإناث تنقل صفائها اللونية لأبنائها الذكور وليس للإناث، كما وجد أن الجنس في أنواع أخرى يتحدد بالكروموسومات Xy للإناث و XX للذكور إلا أن التنظيم الكروموسومى الجنسي يميز معظم العشائر الطبيعية لهذه الأنواع وأن التركيب الكرموسومى في الإناث قد يكون Wy أو XX وفي الذكور YY أو XY.
وهناك تكنيك لعكس الجنس Ses-reversal techniques اي انتاج جنس مغاير بالتغذية علي هرمونات جنسية للأسماك مهملة الجنس (غير محددة) وقد ينتج ذكورا أو إناثا بالخلط المناسب، فقد أمكن الحصول علي ذكور مختلفة الكروموسومات (XY) في الجوبي guppy. وفي البلطي Tilapia mossambica كذلك أنتج ذكور (XY) بخلط ذكور السمك (معكوسة الجنس بالمعاملة الهرمونية) مع إناث عادية، ونفس النتائج تحصل عليها من T.nilotica ، إلا أن في T. macrochir كانت الذكور (الناتجة بعكس الجنس بالمعاملة الهرمونية) عقيمة ربما لأن ذكور T. nilotica كانت متماثلة الكروموسومات XX) homogametic).
ويظهر التهجين hybridization مؤشرات عن طبيعة التحكم الوراثي في تقدير الجنس لأنواع البلطي، فقد كان كل الفقس الناتج من خلط أنواع غير معروفة مع T. mossambica كلها ذكور وتنبأ بتركيب مختلط heterogamety للذكور وكذلك للإناث لكن في عشائر أخرى. وتحصل كذلك على جيل من الذكور all-malebroods ناتج من خلط بلطي ماكرو شير ذكور مع بلطي نيلي اناث، وسلم بأن الإناث مختلطة الجاميطات في البلطي ماكروشير وكذلك ذكور مختلطة الجاميطات في البلطي النيلي. النسبة الجنسية الناتجة من التناسل الذاتي (بدون تلقيح ذكر لأنثى) parthenogenesis تؤدى لمعلومات عن التحكم الوراثي في الجنس، فالنسل الذى كله إناث all -female broods يدل على أن إناث المبروك العادى مختلطة الجاميطات وكذلك في مبروك الحشائش، بينما الفقس من الجنسين في سمك موسى plaice يرجع لتماثل جاميطات الإناث. وعموما فإن ميكانزم تقدير الجنس وراثيا في الأسماك لايماثل الوضع في الطيور والثدييات والحشرات وعديد من الحيوانات الأخرى، فالعملية متباينة جداً وغير متطورة.
ثانياً: بالنسبة للتناسل:
وقد يكون الخلط بين الأنواع القريبة أكثر أهمية من التربية بالانتخاب في نفس النوع. والهجين بين الأنواع أو ما يطلق عليه بالبغال mules عادة ما تكون عقيمة Sterile سواء نتجت من خلط بين الأسماك في الطبيعة أو في الأسر (الاستزراع)، ويسود هذه الهجن عادة الذكور الشذوذ في النسبة الجنسية للهجين لذا فإن الخصى وأنسجتها المولدة للحيوانات المنوية قد تكون شاذة وغير طبيعية. وقد يكون الهجين وسطا بين آبائه وقد يظهر قوة الهجين hybrid vigour بزيادة معدل النمو عن الوالدين. ولما كان الهجين عقيما فإن زيادة سرعة النمو تكون متوقعة، إذ لا يفقد الهجين طاقة في إنتاج البيض أو السائل المنوي، وإن ظهرت قوة هجين أعلى من ذلك في هجن خصبة أظهرت معدل نمو أسرع جدا مما هو في قطيع الآباء. والهجن سواء خصبة أو عقيمة مهمة جدا، فالعقيمة مفيدة في تخزين السمك الذى لا يتطلب تكاثرا وزحمة (كثافة) في الحوض من التوابع (نتاج) فهو وسيلة التحكم في كثافة العشيرة. وفي الهجين نادرا ما يكون الذكور خصي طبيعية، بينما الإناث الهجين تكون مبايضها أفضل تكوينا وإن كان معظمها عقيما فإن بعض الحالات الاستثنائية القليلة من الإناث تكون ذات مبايض خصبة .
كما أدى خلط ذكور البلطي الموزمبيقى الإفريقي مع إناث البلطي الموزمبيقى من Malacca إلى إنتاج زريعة كلها ذكور، وهذا مهم جدا للسلالات سريعة التكاثر للتحكم في تناسلها باستزراع الذكور فقط فيكون نموها سريعا ولا تتكاثر. وعموماً تتوقف النسبة الجنسية في الهجين على نقاوة الآباء، فلو احتوى دم أي من الأبوين على أي نسبة تهجين فإن النسبة الجنسية تعود إلى طبيعتها ولا يكون هناك فائدة من الخلط سوى – ربما - قوة الهجين لكن لن نحصل على جيل وحيد الجنس mono-sex. لذلك من المهم جداً لإنتاج الهجين الذكور من البلطي للأغراض التجارية أن تكون الآباء نقية جداً pure-line لذا توضع في حظائر من الشباك لمنع التلوث. وأدى خلط البلطي الموزمبيقى بالبلطي الأندرسونى في روديسيا إلى إنتاج هجين خصب ذو نسبة جنسية طبيعية. وقد أمكن الخلط بين الأجناس inter-generic في السمك في روسيا ((sterlet x beluga الا ان خلطا بين الأنواع (السالمونات والتراوت) في السويد أنتج نفوقا طبيعيا عاليا بين البيض عنه في حالة الخلط داخل الأنواع. وبوجه عام فإن كل الخلط يعطى معدل نمو جيد وقد يشابه أو يفوق نمو الآباء.
إنتاج هجين كله ذكور من خلط الرندالى مع الزيللى (كلاهما من أكلات الأعشاب الكبيرة) له قيمة عظيمة خاصة للمزارع نصف المركزه، وقد استزرع الهجين في أوغندا. وتتوقف نسبة إنتاج الذكور على النقاوة الوراثية للأباء. أى تكون أنواع نقية غير مخلوطه بأنواع أخرى وإلا تفاوتت نسبة إنتاج الذكور.
وعليه فإنتاج نسل كله ذكور محدود لصعوبة الاحتفاظ بالأنواع النقيه تماماً لتداخل الأحواض ولصعوبة التمييز بين الآباء والهجين عند انتخاب قطيع للتربية. ويجرى التهجين بتحويط 1000 م٢ وإنزال ١٢ ذكراً هورنورم مع ۱۲ انثي موزامبيقي ويسمح لها بالتبويض ثم تزال بعد شهرين من انزالها لمنع الخلط الرجعي مع الهجين الذى ينضج في 3-4 شهور وتحفظ الأباء منفصلة 3 شهور لاستعادة نشاطها قبل إعادة التبويض. إلا أن السمك وحيد الجنس قد يظهر شكلا تعويضيا طبيعيا بأنه يحتوى نسبة من الذكور وأخرى من الإناث ربما بانعكاس الجنس Sex reversal وهذا هو أحد الأسباب في فشل الحصول على نسبة ٪۱۰۰ ذكور، وقد يفضل اضافة ۳ اناث لكل ذكر علي آن تكون وزن الاناث ۲۰۰ - ۳۰۰ جم بينما الذكور 160-200 جم، كي لا تكون عدوانية وشرسة بالنسبة للإناث. وقد ذكرت نسبة آخري في تهجين الموزامبيقي مع الهورنورم (2 إناث : 3 ذكور). وعقب كل فقس ونقل الفقس للتربية والآباء للاستعداد لتكاثر آخر تجفف الأحواض التي أجريت فيها الوضع ثم تعامل بمادة سامة لقتل أي فقس متبقى منعا من تلويث الفقس التالي أو أن تستخدم الأسماك المفترسة في أكل أي فقس متبقى لنفس الغرض وهو عدم تلويث الفقس التالي. ويمكن الحصول علي نسل 85% منه ذكور بتهجين البلطي النيلي الاناث مع ذكور البلطي الأوريا بنسبة 1 : 2 .
وينمو الهجين بقوة الهجين hybrid vigour أسرع من آبائه بمعدل مرتين أسرع فيبلغ 0.45 كجم في 6 شهور، كما ينمو الهجين (اناث موزامبيقي مع ذكور نيلي) بمعدل 1.16 حم في اليوم. كما يمتاز الهجين بجودة كفاءة التحويل الغذائي عن الآباء وبقدرة متوسطة للتحمل الحرارى. ومعدل نمو هجين ذكور الهورنورم مع اناث النيلي 1.5 - 3 جم في اليوم. الا آن هجين بعض الانواع الأخرى (ماكرو شير مع النيلي) لم تظهر تفوقا في نموها على آبائها، ربما لظروف التهجين واختلاف التأثيرات البيئة أو لتباين في النوع بين الآباء. ومن العيوب في عشيرة من الذكور فقط آنها – كما سبق الذكر - تحتوي اناثا (لانعكاس الجنس في بعضها) وتتكاثر في الأحواض وتبنى عشوشا لكن يتغلب عليها بتبطين جدر الأحواض بملامات مجعدة أو بحجارة. كما أن الهجين كله خصب لذلك يمكن أن يتكاثر رجعيا بتلقيح ذكوره مع إناث أي من الآباء وتكون النسبة الجنسية للجيل الثاني هذا 1 : 1.
وإذا تزاوج جنسين متماثلين التركيب الوراثي (ZZ) (XX) من نوعين مختلفين نتج هجين كله ذكور متماثلة ظاهريا مختلفة وراثيا (XZ). لكن لو تزاوج جنسين خليطي التركيب الوراثي (WZ) (Xy) فإن الهجين الناتج 75% ذكور ، 25% اناث.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|