أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2017
2410
التاريخ: 7-12-2018
12270
التاريخ: 16-11-2016
1739
التاريخ: 4-4-2021
2564
|
مهما أسهبنا في الحديث عن الأعمال التي ارتكبها اُولئك الخلفاء غير الشرعيين وولاتهم بحق الإسلام فاننا لن نستوفي كل ما أحدثوه، ويكفي أن نُلم إلمامة بسيطة ببعض أخبار اُولئك الولاة - دون الدخول في التفاصيل- لنعطي للقارئ فكرة مبسطة عن جرائمهم وما كانوا يحملون للإسلام من ضغن.
الحجاج بن يوسف الثقفي:
فالحجاج بن يوسف الثقفي يقول عن الصحابي عبدالله بن مسعود: ابن مسعود رأس المنافقين، ولو أدركته لأسقيت الأرض من دمه!
ويعترض على قراءة ابن مسعود، ويقول: يا عجباً من عبد هُذيل، يزعم أنه يقرأ قرآناً من عند الله، ما هو إلاّ رجز من رجز الأعراب، والله لو أدركتُ عبد هُذيل لضربت عنقه!
ويعترض على وجود المعوّذتين في القرآن، ويتهم ابن مسعود في قراءته وينهى عنها ويقول: ولا أجد أحداً يقرأ على قراءة ابن اُم عبد إلاّ ضربت عنقه، ولأحكّنها من المصحف ولو بضلع خنزير!(1).
قال الذهبي: قاتل الله الحجاج، ما أجرأه على الله، كيف يقول هذا في العبد الصالح عبدالله بن مسعود!(2)
وقال في ترجمته: كان ظلوماً، ناصبيّاً، جبّاراً، خبيثاً، سفّاكاً للدماء... (وذكر من أعماله): حصاره لابن الزبير بالكعبة، ورميه إياها بالمنجنيق، وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات الى أن استأصله الله، فنسبُّه ولا نحبّه، بل نبغضه في الله، فان ذلك من أوثق عرى الإيمان..(3)
وعن حبيب بن أبي ثابت، قال: قال علي(عليه السلام) لرجل: لا مُتَّ حتى تدرك فتى ثقيف. قيل يا أمير المؤمنين، ما فتى ثقيف؟ قال: ليقالنَّ له يوم القيامة: اكفنا زاوية من زوايا جهنم، رجل يملك عشرين سنة أو بضعاً وعشرين سنة، لا يدع معصية لله إلاّ ارتكبها!
وعن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنساً(رضي الله عنه) مختوماً في عنقه ختمة الحجاج، أراد أن يذلّه بذلك.
وعن قتادة قال: قيل لسعيد بن جبير: خرجت على الحجاج! قال: والله ما خرجتُ عليه حتى كفر.
وقال هشام بن حسّان: أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرون ألفاً. وقال الهيثم بن عدي: مات الحجاج وفي سجنه ثمانون ألفاً، منهم ثلاثون ألف امرأة.
ولم يكتف الحجاج بكل ذلك، بل تشبّه برب العالمين -تعالى عن ذلك- فقد مرّ الحجاج في يوم جمعة، فسمع استغاثة فقال: ما هذا؟ قيل: أهل السجون يقولون: قتلنا الحر، فقال: قولوا لهم: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108] (4)، فما عاش بعد ذلك إلاّ أقل من جمعة.
وعن عمر بن عبدالعزيز، قال: لو تخابثت الاُمم، وجئنا بالحجاج لغلبناهم، ما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة!
وقال سفيان عن منصور: ذكرت لإبراهيم لعن الحجاج أو بعض الجبابرة، فقال: أليس الله يقول: {إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193] (5).
وكفى بالرجل عمىً أن يعمى عن أمر الحجاج.
وقال الأصمعي: قال عبدالملك للحجاج: إنه ليس أحد إلاّ وهو يعرف عيبه، فعب نفسك، قال: اعفني يا أمير المؤمنين; فأبى عليه، فقال: أنا لجوج حقود حسود. فقال: ما في الشيطان شرٌّ مما ذكرت (6).
يقول عبدالملك بن مروان: ذلك للحجاج، ويعرفه حق المعرفة، ومع ذلك يوليه على رقاب المسلمين في العراق والمشرق كله!
خالد القسري:
أما خالد القسري - أحد ولاة الاُمويين- فقال عنه ابن كثير:
كان رجل سوء، يقع في علي بن أبي طالب، وكانت اُمه نصرانية، وكان متهماً في دينه، وقد بنى لاُمه كنيسة في داره (7).
وقال أبو عبيدة: حدثني أبو الهذيل العلاّف، قال: صعد خالد القسري المنبر، فقال: الى كم يغلب باطلنا حقّكم، أما آن لربكم أن يغضب لكم! وكان زنديقاً، اُمه نصرانية، فكان يولي النصارى والمجوس على المسلمين، ويأمرهم بامتهانهم وضربهم، وكان أهل الذمة يشترون الجواري المسلمات ويطئنهن، فيطلق لهم ذلك ولا يغيّر عليهم!
قال: ودخل عليه فراس بن جعدة بن هبيرة وبين يديه نبق، فقال له: العن علي بن أبي طالب ولك بكل نبقة دينار، ففعل، فأعطاه بكل نبقة ديناراً!
ولم يقتصر خلفاء بني اُمية على تولية الظلمة على رقاب المسلمين، بل تعداه الى تولية الولاة الجهّال بأمور الدين، وحتى الجهل بكتاب الله، وبأبسط قواعد الشريعة، فقد قال عوانة فيما يروي عن هشام الكلبي، قال: خطبنا عتبة بن النهاس العجلي فقال:
ما أحسن شيئاً قاله الله عزّوجل في كتابه:
غير وجه المسيّح الخلاّق! ... ليس حيٌّ على المنون بباق
قال: فقمت إليه فقلت: الله عزّوجل لم يقل هذا، وإنما قاله عدي بن زيد!
فقال: قاتله الله، ما ظننته إلاّ من كتاب الله، ولا نعم ما قال عدي بن زيد، ثم نزل عن المنبر.
واُتي بامرأة من الخوارج فقال: يا عدوة الله، ما خروجك على أمير المؤمنين! ألم تسمعي الى قول الله عزّوجل في كتابه:
وعلى الغانيات جرّ الذيول! ... كُتب القتل والقتال علينا
فقالت: يا عدوّ الله، حملني على الخروج جهلكم بكتاب الله.
وإضاعتكم لحق الله (8).
هذا بعض ما أوردناه من أعمال بعض خلفاء بني اُمية وعمالهم -وهي غيض من فيض- ولا يشك من له مسكة من عقل أن هؤلاء الخلفاء والولاة كانوا لا يمتّون لروح الإسلام بصلة إلاّ في الظاهر خوفاً من ثورة الاُمة عليهم ونزع ملكهم، والمسؤول الأوّل في كل ذلك هو معاوية بن أبي سفيان ومن أعانه على بغيه بما مهّد لهم من طريق للتسلط على رقاب المسلمين، ومع ذلك تجد من المؤلفين -قديماً وحديثاً- يتفننون في اختلاق الأعذار لمعاوية وأعوانه. بل ويتفاخرون بتلقيبه بخال المؤمنين، ولا أدري لماذا ينفرد معاوية بخؤولة المؤمنين دون سواه، فان كان هو أخا اُم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي (صلى الله عليه وآله)، فان عبدالرحمان ومحمداً إبنا أبي بكر الصديق هما أخوا عائشة اُم المؤمنين زوج النبي وأحبّهن إليه -كما يقال- وهي إبنة أبي بكر الصديق أفضل من بقي بعد النبي -كما يقال- وعبدالله بن عمر ألم يكن أخا حفصة اُم المؤمنين، وإبن عمر بن الخطاب الفاروق -ثاني أفضل رجلين بعد النبي كما يقال- وابن عمر معروف بتقواه وزهده، حتى قيل: إبن عمر في زمانه أفضل من أبيه في زمانه، ويقيناً فان لزوجات النبي الاُخريات إخوة وأشقاء، إلاّ أن أحداً من كل هؤلاء لم يحظ بهذا التكريم بوصفه خالا للمؤمنين -وكلهم أفضل من معاوية- وانفرد هو وحده بهذا الشرف الرفيع! ألا يدل هذا على مدى قوة الإعلام الاُموي من جهة، ومدى تفشي الجهل في أوساط المسلمين من جهة اُخرى! حتى تنطلي عليهم هذه التخرصات.
____________
(1) تهذيب تاريخ دمشق 4: 72.
(2) تاريخ الاسلام 6: 314.
(3) سير أعلام النبلاء 4: 343.
(4) المؤمنون: 108.
(5) هود: 18.
(6) تهذيب تاريخ دمشق 4: 72، تاريخ الإسلام 6: 314 ترجمة الحجاج.
(7) البداية والنهاية 10: 20.
(8) الفهرست: 119 ترجمة عوانة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|