أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2017
2212
التاريخ: 2023-09-17
1097
التاريخ: 24-5-2017
2035
التاريخ: 10-5-2020
3224
|
لا يشك من له مسكة من عقل أن هؤلاء الخلفاء والولاة كانوا لا يمتّون لروح الإسلام بصلة إلاّ في الظاهر خوفاً من ثورة الاُمة عليهم ونزع ملكهم، والمسؤول الأوّل في كل ذلك هو معاوية بن أبي سفيان ومن أعانه على بغيه بما مهّد لهم من طريق للتسلط على رقاب المسلمين، ومع ذلك تجد من المؤلفين -قديماً وحديثاً- يتفننون في اختلاق الأعذار لمعاوية وأعوانه. بل ويتفاخرون بتلقيبه بخال المؤمنين، ولا أدري لماذا ينفرد معاوية بخؤولة المؤمنين دون سواه، فان كان هو أخا اُم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي (صلى الله عليه وآله)، فان عبدالرحمان ومحمداً إبنا أبي بكر الصديق هما أخوا عائشة اُم المؤمنين زوج النبي وأحبّهن إليه -كما يقال- وهي إبنة أبي بكر الصديق أفضل من بقي بعد النبي -كما يقال- وعبدالله بن عمر ألم يكن أخا حفصة اُم المؤمنين، وإبن عمر بن الخطاب الفاروق -ثاني أفضل رجلين بعد النبي كما يقال- وابن عمر معروف بتقواه وزهده، حتى قيل: إبن عمر في زمانه أفضل من أبيه في زمانه، ويقيناً فان لزوجات النبي الاُخريات إخوة وأشقاء، إلاّ أن أحداً من كل هؤلاء لم يحظ بهذا التكريم بوصفه خالا للمؤمنين -وكلهم أفضل من معاوية- وانفرد هو وحده بهذا الشرف الرفيع! ألا يدل هذا على مدى قوة الإعلام الاُموي من جهة، ومدى تفشي الجهل في أوساط المسلمين من جهة اُخرى! حتى تنطلي عليهم هذه التخرصات، ويصدقوا أن معاوية لم يفعل ما فعله إلاّ غيرة على الإسلام والمسلمين، وإنه لم يكن يطمع في حطام الدنيا، ولا يبتغي بعمله إلاّ الآخرة، وأي غيرة هذه على الإسلام [اذا] ما استعرضنا بعضاً من أعمال معاوية، وبعد ورود لعنه على لسان النبي (صلى الله عليه وآله)، وبعد قول النبي (صلى الله عليه وآله): "إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من اُمتي قتلا وتشريداً، وإن أشد قومنا لنا بغضاً بنو اُمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم" (1).
وبعد قول النبي (صلى الله عليه وآله): "ستّة لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت فيعزّ بذلك من أذلّ الله ويذلّ من أعزّه الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرّم الله، والتارك لسنّتي" (2).
فأي مصلحة للإسلام جلبها له معاوية، وأي مفسدة دفعها عنه؟!
إن أعمال معاوية لم تكن إلاّ بدوافع عبّرت عنها اُم الخير بقولها: لإحن بدرية، وأحقاد جاهلية، وضغائن اُحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة، ليدرك ثارات بني عبد شمس...!(3).
وقد قال الأسود بن يزيد لعائشة: ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب رسول الله في الخلافة! قالت: وما تعجب من ذلك؟ هو سلطان الله يؤتيه البرّ والفاجر، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة، وكذلك غيره من الكفار (4).
فعائشة قد أثبتت أن معاوية من الفجّار وليس من الأبرار، بل إنها قرنته مع فرعون الكافر، وهو في أشد العذاب كما أخبر الله سبحانه وتعالى!
وقال سمرة بن جندب -وهو أحد أعوان معاوية وولاته-: لعن الله معاوية! والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبداً! (5).
ولعل أفضل وصف لمعاوية، أخرجه البلاذري عن المدائني وابن الكلبي قالا:
قال معاوية لابن الكواء اليشكري: نشدتك الله كيف تعلمني؟ فقال: أما إذ نشدتني الله، فاني أعلمك واسع الدنيا ضيّق الآخرة، قريب الرّشا بعيد المدى، تجعل الظلمة نوراً والنور ظلمة! (6).
____________
(1) مستدرك الحاكم 4: 487.
(2) سنن الترمذي 4: 457.
(3) العقد الفريد 2: 115، صبح الاعشى 1: 297، بلاغات النساء: 57، نهاية الارب 7: 241.
(4) تفسير ابن كثير 8: 131، الدر المنثور 6: 19.
(5) تاريخ الطبري حوادث 53.
(6) أنساب الأشراف 5: 47.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|