المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

الوظائف الأساسية للغة
29-8-2021
q-Dimension
25-9-2021
التخطيط لإصدار صحيفة إلكترونية- 18- تحديد الموعد النهائي
24-2-2022
Some Eukaryotic Organelles Have DNA
10-3-2021
هل هو صادق؟
21-5-2019
المقومات الجغرافية لصناعة السياحة في اليمن
1-5-2022


مفهوم التنشئة الاجتماعية  
  
15106   12:47 مساءً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص69-70
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

يمثل موضوع التنشئة الاجتماعية واحداً من الموضوعات الهامة التي اولاها علماء التربية اهتمامهم الواضح على اختلاف تخصصاتهم .

والتنشئة الاجتماعية هي عملية التفاعل التي يتم خلالها تكييف الفرد مع بيئته الاجتماعية وتشكيله لتمثيل معايير مجتمعه وتقوم هذه العملية اساسا على نقل التراث الثقافي الاجتماعي(1). وبذلك تعد التنشئة الاجتماعية عملية اجتماعية تحدث استجاباتها تغيرات مباشرة في البيئة المحيطة وتؤثر بشكل مباشر على سلوك الطفل عن طريق ما تتضمنه من اساليب للمجازاة ايجابيا او سلبيا في تدعيم او تعديل سلوكه في المواقف المختلفة .

والتنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتعلم فيها الطفل ان يسلك ما يتفق مع ما تتطلبه ادوار اجتماعية معينة ومع ما يتوقعه اعضاء الجماعة من سلوكيات وتصرفات ممن يقوم بهذه الادوار التي تتراوح بين دور الابن او الابنة والزوج او الزوجة ودور الام والاب .

فالتنشئة الاجتماعية هي عملية تفاعل اجتماعي تتم بين الطفل والقائمين على رعايته من خلال مجموعة من الاساليب التي يتشربها ويتأثر بها، وتهدف تلك العملية الى تربية هذا الطفل ومساعدته على ينمو طبيعيا في حدود اقصى ما تؤهله له قدراته في الناحية العقلية والجسمية والعاطفية والاجتماعية والروحية .

وبذلك تعني التنشئة الاجتماعية بأنها العملية التي يتحول الفرد عن طريقها من مجرد كائن بيولوجي الى كائن اجتماعي  يصبح عضوا في المجتمع الذي يعيش فيه  ويتعلم من خلالها القيم ويكتسبها ويتشربها ويضيفها الى الاطار المرجعي للسلوك الخاص به (2).

وبذلك تعد عملية التنشئة الاجتماعية من اهم العمليات شأناً في حياة الفرد، لأنها تلعب دورا أساسيا في تكوين شخصيته، والتي ان صلحت هذه الشخصية ساهمت بدورها في تقدم المجتمع ورفعة شأنه .

____________

1ـ علي الكاشف : متطلبات التنشئة الاجتماعية في المجتمع المصري المعاصر ، دراسة نقدية في اطار النظرية السيولوية التربوية ، التربية ، مجلة للأبحاث التربوية ، كلية التربية/ جامعة الأزهر ، العدد11نوفمبر1988، ص167.

2ـ محمد جلال عبد الله: اثر خروج المرأة للعمل على التنشئة الاجتماعية للطفل، رسالة ماجستير، كلية التربية ، جامعة أسيوطن ، 1990،ص45.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.