أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017
2808
التاريخ: 5-7-2017
3514
التاريخ: 5-7-2017
3083
التاريخ: 2024-09-22
309
|
يتبين من قصة الاسرى الذين اطلق سراحهم لقاء تعليم أولاد المسلمين الكتابة والقراءة مدى اهتمام الاسلام بالثقافة والتثقيف، والوعي والنوعية، فان معرفة القراءة والكتابة بداية التثقيف والنوعية.
ولا بدّ أن نقول هنا أيضا أن اطلاق الاسارى العارفين بالقراءة والكتابة لقاء تعليم صبيان المسلمين تعد أول عملية لمكافحة الامية التي اهتم بها العالم الحاضر.
ففي الوقت الذي كانت الكثير من الدول في عصر الاسلام الاول تمانع من تثقيف أبنائها ورعاياها ـ كما مرّ عليك في دراسة أوضاع الامبراطوريتين الفارسية والرومية ـ أعلن رسول الاسلام ان من لم يكن معه فداء وهو يحسن الكتابة دفع إليه عشرة من غلمان المدينة ( أي صبيانها ) يعلمهم الكتابة فاذا تعلموا كان ذلك فداءه.. وما أعظمها من خطوة ثقافية وحضارية.
كلام لابن أبي الحديد في المقام :
يقول العلاّمة ابن أبي الحديد : قرأت على ( استاذي ) النقيب أبي جعفر البصري العلوي هذا الخبر، فصدّقه وقال : أترى أبا بكر وعمر لم يشهدا هذا المشهد؟ أما كان يقتضي التكريم والاحسان أن يطيّبا قلب فاطمة (عليها السلام)، ويستوهب لها من المسلمين ( أي يستوهب فدكا من المسلمين ويردّه عليها )؟
أتقصر منزلتها عند رسول الله (صلى الله عليه واله) من منزلة زينب أختها وهي سيدة نساء العالمين؟!
هذا إذا لم يثبت لها حق لا بالنحلة ولا بالارث؟
فقلت له : فدك بموجب الخبر الذي رواه أبو بكر قد صار حقا من حقوق المسلمين، فلم يجز له أن يأخذه منهم.
فقال : وفداء أبي العاص قد صار حقا من حقوق المسلمين، وقد أخذه رسول الله (صلى الله عليه واله) منهم.
فقلت : رسول الله (صلى الله عليه واله) صاحب الشريعة، والحكم حكمه، وليس أبو بكر كذلك.
فقال : ما قلت هلاّ أخذه أبو بكر من المسلمين قهرا فدفعه إلى فاطمة (عليها السلام) وإنما قلت : هلاّ استنزل المسلمين عنه، واستوهبه منهم لها، كما استوهب رسول الله (صلى الله عليه واله) فداء أبي العاص؟ أتراه لو قال : هذه بنت نبيكم (صلى الله عليه واله) قد حضرت لطلب هذه النخلات افتطيبون عنها نفسا؟ كانوا منعوها ذلك؟!
فقلت له : قد قال قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد نحو ذلك. قال : إنهما لم ياتيا بحسن في شرع التكريم، وان كان ما أتياه حسنا في الدين!!
أي ان ما فعلاه وان كان يوافق موازين الدين ـ حسب تصور القاضي ـ ولكنه لا يناسب شأن فاطمة وتكريمها لمقامها ولمكانها من أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله.
هذا وقد أمر الله نبيّه الكريم بأن يعلن للأسرى بأن الباب مفتوح على وجوههم لينضموا الى صفوف المسلمين، فينعموا بالإسلام فيعيد الله عليهم أفضل مما أخذ منهم ويغفر لهم ذنوبهم، إذ يقول تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] .
وبذلك فتح الاسلام باب الأمل أمام الاسارى، وكشف عن نزعته الانسانية، وأيضا عن رغبته الصادقة في هداية البشرية، ونجاتها.
كما ضرب بذلك مثلا في الحكمة وحسن السياسة لم يسبق له مثيل.
على انه هدّد الاسرى من ناحية اخرى إذا أساءوا، وعادوا بعد الخلاص من الاسر إلى التآمر ضد الإسلام.
إذ قال :
{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 71] ، وبذلك جمع بين الحزم والحكمة، واللين الحكيم والشدّة المعقولة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|