أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
2450
التاريخ: 2024-09-14
211
التاريخ: 11-3-2016
2964
التاريخ: 5-03-2015
2314
|
من عوامل تأخر التاسيس المنهجي للتفسير : مشكلات المنهج النقلي
ان الدين في جانب كبير من اموره يعتمد المنهج النقلي، اذ ان اول ما وجد من المناهج قرينا للتفكير الديني للإنسانية هو المنهج النقلي، فهو اقدم المناهج واسبقها من الناحية التاريخية، فكانت المحاولات الأول للتفسير تعتمد على بيان الخطاب القرآني بما جاء في القرآن نفسه من تبيان لبعض آياته، وبما اثر عن رسول الله (صلى الله عليه واله)، اما ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء، فمنهم من عده من المأثور لانهم تلقوه من الصحابة، اما ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء، فمنهم من عده من المأثور لانهم تلقوه من الصحابة غالبا، ومنهم من قال انه من التفسير بالراي(1).
ومن امثلة تفسير القرآن بالقرآن، تفسير قوله تعالى:
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7].
فقد فسر المنعم عليهم بقوله تعالى :
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69].
فانه تعالى عرف هؤلاء المنعم عليهم الذين نسب الصراط المستقيم اليهم في
سورة الفاتحة بما جاء في سورة النساء(2)، وهذا من باب تفسير القرآن بالقرآن.
ومن امثلته التفسير بما ورد عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)، في تفسير قوله تعالى:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } [الأنفال : 60].
اذ فسروا (القوة) في الآية (بالرمي)(3)، وذلك لما روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) حيث قال: (الا ان القوة الرمي)(4)، وواضح ان الرمي والتمرن عليه من مصاديق اعداد القوة، وهذا من باب تفسير القرآن بما اثر عن رسول الله (صلى الله عليه واله).
ومن امثلة تفسير الصحابة، تفسير ابن عباس لقوله تعالى:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1].
حيث فسر هذه الآية باقتراب اجل النبي المصطفى (صلى الله عليه واله)، وانه نعيت اليه نفسه(5).
فكانت الطريقة المتبعة في التفسير ابان عصر التابعين وما قاربه هي ايراد الاحاديث المفسرة مسندة الى رواتها، او مرفوعة الى النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)(6)، او بذكر الاقوال التفسيرية للصحابة او تابعيهم، بالنسبة لمن تلاهم. واقتصر المفسرون فيها على شرح المعاني، مع الإشارة الى الناسخ والمنسوخ، بمعناه الاعم الشامل للخاص والعام والمطلق والمقيد، وأسباب النزول، وما اشبه ذلك، مما كان متداولا في عصر الصحابة، ولم يعنوا بشرح دقيق للغة، ودقائق الاعراب، او نكات البيان، فجمدوا على الدلالة الأولية للنص.
ولعل مرجع ذلك لقربهم لعصر النص، ولما لهم من ملكة اللغة التي كانت في زمنهم قائمة لم تنحط الى درجتها التي وصلت اليها بعدهم، بل كان علوم اللسان يومئذ غير مدونة وان كانت متداولة، اذ كانت معرفتها بالسليقة والفطرة اقرب منها الى التعلم. ولم تكن هذه المباحث الدقيقة وقتئذ معدودة في التفسير، ثم تدرجت تبعا للبعد الزمني عن عصر الفصحى السليقية، وعصر النص النبوي، لتدخل فيه مباحث استدعتها الحاجة، مواكبة لما ظهر من التأليف الموسوعي في التفسير الذي جمع أصحابه فيه كل ما روي من التفسير بالمأثور كتفسير ابن جرير الطبري (ت 310 هـ)، وتوسع أصحابها في النقل، ثم اخذ التفسير بالمأثور بالاتساع حتى اكثر المفسرون من نقل الاقوال غثها وسمينها. وهذا يدل على مبلغ ما دخل في التفسير بالمأثور من الروايات الموضوعة من الاسرائيليات وغيرها، فضمت الكتب التفسيرية الجم من هذه الروايات من دون تحر لصحة الاسانيد، اذ كان المنهج النقلي المتبع في التأليف ينتظم ايراد كل ما اثر من الروايات في الآية الواحدة بغض النظر عن الضوابط التي التزم بها في معالجة الحديث، وابان ذلك فسح المجال امام أصحاب الأغراض المنحرفة والاهواء الزائغة لوضع روايات تفسيرية تخدم تلك الأغراض والاهواء، كما وتسنت الفرصة لدخول الاسرائيليات(7).
وهذه الأمور مما يفقد الثقة بهذا النوع من التفسير لعدم توخي الضوابط التي تحصن العملية التفسيرية فيه، بيد ان النقول الموثوقة تحتاج الى دراسة وتمحيص للكشف عن دلالاتها التفسيرية، ولاشك ان الجمع الدلالي يعوزه الأدوات واللوازم التي تعصم الحركة المعرفية وتتبع دقائقها لاستخلاص المراد من النص القرآني، الا ان البعض من المفسرين لم يشأ الاخذ بهذه اللوازم مفضلا الجمود على المنقول بدعوى التوقيف في العملية التفسيرية، محتجين بان القرآن الكريم والسنة الشريفة هما الكفيلان بتفسير النص القرآني، وان التفسير العقلي انما هو محض راي وتحكم لا يسوغه الشرع، متغاضين عما لابد منه من محاكمة النصوص من ناحية الصدور، وعما لابد منه من آلية الفكر لفهم الخطاب، وبذلك يصادر المنهج العقلي بتمامه، فاستدعى ذلك التزمت.
ــــــــــــــــــ
1) ينظر: ابن حزم – الاحكام: 7/ 976 وابن عبد البر – الاستذكار: 3/ 172 ومحمد إسماعيل إبراهيم – القرآن واعجازه العلمي: 37.
2) ينظر: مقاتل – تفسير مقاتل: 1/ 25 – 26 والطبري – جامع البيان: 1/ 113 والطبرسي -0 مجمع البيان: 1/ 07 وأبو القاسم الخوئي – البيان في تفسير القرآن: 422 ومحمد حسين الطباطبائي – الميزان في تفسير القرآن: 1/ 30.
3) ينظر: الطبري – جامع البيان: 10/ 39 والنحاس – معاني القرآن: 3/ 166 والطبرسي – مجمع البيان: 4/ 487 والراوندي – فقه القرآن: 1/ 333.
4) احمد بن حنبل – مسند احمد: 4/ 157 والدارمي – سنن الدارمي: 2/ 204 ومسلم – صحيح مسلم: 6/ 52.
5) ينظر: علي بن إبراهيم – تفسير القمي: 1/ 173 وج2/ 446 – 447 والبغوي – تفسير البغوي: 4/ 542 والطبرسي – مجمع البيان: 2/ 214 والسيوطي – الاتقان: 2/ 287.
6) ينظر: مجموعة من العلماء – التفسير الميسر: المقدمة: 2.
7) ينظر: يوسف عبد الرحمن المرعشلي – مقدمة تفسير ابن كثير: 1/17 – 19.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|