أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3506
التاريخ:
4002
التاريخ: 2024-11-06
945
التاريخ: 23-5-2017
3369
|
ولقد كان يوم دخول رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يوماً عظيماً جداً ومشهوداً.
فكم ترى ستكون عظيمةً فرحةُ الذين آمنوا برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) منذ ثلاث سنوات وظلوا طوال هذه الأعوام يبعثون برسلهم ووكلائهم إليه ويذكرون اسمه المقدس ويصلّون عليه في صلواتهم كل يوم إذا سمعوا أن قائدهم ذلك الّذي طال انتظارهم اياه واشتد تشوقهم إليه كائن عند ميلين من مدينتهم قد نزل في قبا اياماً وسيقدم اليهم ويدخل مدينتهم بعد ايام؟ وكم سيكون مبلغُ ابتهاجهم وأي ابتهاج ترى سيعم كل صغير وكبير؟
إنه حقاً لأمر يعجزُ القلم عن بيانه ويكل اللسان عن وصفه.
ولقد كان لفتية الأنصار وشبابهم الضامئين إلى الإسلام الحنيف برنامجٌ رائعٌ وعظيمٌ فقد كانوا عمدوا بغية تطهير جوّ المدينة من ادران الوثنية إلى كل صنم في المدينة كان يقدّس ويعبد فاحرقوه وكسّروه وقد كان كل شريف في بيته صنمٌ يمسحه ويطيّبه ولكل بطن من الأوس والخزرج صنمٌ في بيت لجماعة يكرّمونه ويطيّبونه ويجعلون عليه منديلا ويذَبحون له .
ولا بأس في أن نذكر نموذجاً من هذا العمل الجليل الّذي قام به الانصار في التخلّص من الوثنية : لما قدم من بايع من الأنصار في العقبة الثانية إلى المدينة اظهروا الإسلام بها وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم على دين الشرك وعبادة الأوثان منهم عمرو بن الجموح وكان من سادات بني سلمة وشريفاً من أشرافهم وكان ابنه معاذ بن عمرو قد شهد بيعة العقبة.
وكان عمرو هذا قد اتخذ في داره صنماً من خشب يقال له : مناة كما كانت الاشراف يصنعون تتخذه إلهاً تعظّمه وتطهّره فلما أسلم فتيان بني سلمةَ : معاذ بن جبل وابنه معاذُ بن عمرو بن الجموح كانوا يتسلّلون في الليل إلى صنم عمرو بن الجموح فيحملونه ويطرحونه في بعض حُفَر بني سلمة ومزابلها وفيها فَضلاتِ الناس وعذرها منكَّساً على رأسه!!
فاذا أصبح عمرو قال : ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة؟
ثم يغدو يلتمسه حتّى إذا وجده غسله وطهّره وطيّبه. ثم قال للصنم : أما واللّه لو أعلمُ من فَعَلَ هذا بك لاُخزينّه!
فاذا أمسى ونام عمرو عدوا عليه ثانيةً ففعلوا به مثل ما فعلوا به أولا.
فيغدو فيجدُه في مثل ما كان فيه من الأذى والوسخ فيغسله ويطهّره ويطيّبه وثم يعدون عليه إذا امسى فيفعلون به مثل ذلك.
فلما اكثروا عليه استخرجه من حيث ألقَوه يوماً فغسله وطهّره وطيّبه ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال : إِنّي واللّه ما أعلم مَن يصنعُ بك ما ترى فإن كان فيك خيرٌ فامتنِعْ ودافع عن نفسك فهذا السيف معك.
فلما أمسى ونام عمرو عَدَوا على ذلك الصنم فأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلباً ميّتاً فقرنوه به بحبل ثم ألقَوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر من عذر الناس وفضلاتهم. ثم غدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه الّذي كان به.
فخرج يتبعه حتّى وجده في تلك البئر منكساً مقروناً بكلب ميّت فلما رآه وابصر شأنه وكلّمه من اسلم من رجال قومه فاسلم وهجر الوثنية والأوثان وحسُنَ إسلامه.
فقال حين أسلم وعرف من اللّه ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك وما أبصر من شأنه ويشكر اللّه تعالى الّذي أنقذه مما كان فيه من العمى والضلالة :
واللّهِ لو كنتَ إلها لم تكنْ
أنتَ وكَلبٌ وسطَ بئر في قَرَنْ
اُفٍّ لملقاكَ إلهاً مستدَنْ
الآن فتشناك عن سوءِ الغبن
فالحمد للّه العلي ذي المِنَنْ
الواهب الرزاقِ دَيّان الدَينْ
هُوَ الّذي أَنَقَذني من قبلِ أن
أكونَ في ظُلْمَةِ قَبْرٍ مرتهَنْ
بأحمد المهدِيْ النبيّ المرتهَنْ
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|