أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2017
2236
التاريخ: 2023-12-06
1135
التاريخ: 12-2-2017
2181
التاريخ: 18-4-2016
1957
|
1ـ الجنس :
بينت الدراسات ان النساء اكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجل بمرتين، والغالبية العظمى منهن متزوجات، ويبدو جليا من الاحصاءات ان النساء اللواتي وُلِدنَ بعيد منتصف القرن العشرين اكثر عرضة للاكتئاب.. ربما يعود ذلك، بالإضافة الى وجود الاضطرابات الدورية الهرمونية لسن الاخصاب واليأس، الى انطلاق للعمل خارج المنزل، مما ضاعف الضغوط التي تعترضهن والارهاق من العمل في المنزل وخارجه.. ولكن الفرق الرئيسي ان النساء اكثر استجابة للعلاج، وذلك لأنهن يفصحن عن اصابتهن اكثر من الذكور.. ويشكين ويتذمرن من اعراض الاكتئاب اكثر من الرجال.. وبالإضافة الى انهن يكثرن من البكاء، وسحِّ الدموع، التي تبين انها تطرح العوامل الكيميائية المولدة للاكتئاب والناتجة عن التوتر... اذن البكاء مفيد للغاية (في عزلة افضل) لأهل الاكتئاب ولا شك بذلك.
2ـ الوراثة :
تبين الاحصاءات أن الاكتئاب يصيب عائلات معينة اكثر من عائلات اخرى، وتأكد ان بعض انواع الاكتئاب ذات طبيعة وراثية (ولو جزئياً).. فاذا كان الوالدان مصابين بالاكتئاب .. فإصابة نصف افراد العائلة وارد.. اما اذا كان احد الوالدين مصابا فاحتمال اصابة الاولاد اقل بكثير. والغريب ان الاكتئاب يظهر في بعض العائلات دون أي اساس وراثي.
وقد بينت دراسة التوائم الحقيقية (الذين يملكون الصبغيات نفسها) ان اصابة احد التوأمين بالاكتئاب، وتجعل احتمال اصابة الاخر 67% ولو تمت تربية التوأمين في مكانين متباعدين. اما التوائم العادية (غير الحقيقية) فانه اذا اصيب احدهما فان احتمال اصابة الاخر 25% وقد بينت الدراسات الصبغية والوراثية ان هناك نمطا وراثيا مسيطرا (قاهرا) مرتبطا بالجنس في الاكتئاب ثنائي القطب.. وهو يظهر عادة في عمر 25 سنة، اما النموذج الاخر فهو الوراثة المقهورة (غير مرتبطة بالجنس) فقد تبين انه ليس هناك قصة عائلية، بالإضافة الى انها تسبب تعكر المزاج والاكتئاب الكبير، ولكن بعمر 35 سنة وما فوق .. وعلى كل حال فان وراثة الاكتئاب ما زال امرا مشكوكا فيه وغير حاسم.. واكد العلماء ان العامل الوراثي لا يكفي وحده لإظهار الاكتئاب، ولا بد من عوامل اخرى محيطية او اسباب داخلية.
3ـ الأسباب الانفعالية :
تبين ان اكثر المصابين هم من الحساسين نفسياً.. والمضطربين عاطفيا وسريعي الانفعال، وهم الذين يطلبون الكمال في كل شيء.. فهم اشخاص نبلاء بكل ما في الكلمة من معنى.. يكرهون الخطأ والرذيلة ويحبون الخير والفضيلة.. وهم غالبا اذكياء .. عقلاء .. بل واحيانا عباقرة ومشاهير...
ولما كانت الحياة تجمع الخير والشر، والفضيلة والرذيلة، والرحماء وقساة القلوب، والصح والخطأ (مشيئة الله) فان كثيرا منهم يسعى لتصحيح الوضع القائم، والدعوة للإصلاح، والبعد عن مهاوي الشيطان.. وغالبا ما يفشلون فينطوون على انفسهم باكين شاكين.. يخيب املهم في انفسهم، يشعرون وكأنهم مسؤولون عن اخطاء البشر، ويجب عليهم اصلاحهم، فيقعون في النهاية فريسة للاكتئاب..
4ـ الاسباب التكوينية :
وهي اراء مدرسة التحليل النفسي لفرويد، حيث تنص تلك النظرية على: ان ما يمر به الانسان من خبرات في فترة الطفولة المبكرة والاعوام الاولى من حياته تعد اهم العوامل تأثيرا في شخصيته فيما بعد.. وان الاكتئاب يحدث نتيجة صراع بين العقل الواعي المفكر والشعور والانفعالات الداخلية ومراقبة الضمير (الذي يكون متطورا عند المكتئبين) فيحدث الارتباك بين ما يحصل في الواقع.. وبين ما يريد ضمير الانسان الحي ان يقع (أي تعارض الدوافع مع التصرفات).. فهم يفسرون الاكتئاب على انه غضب وحنق موجه للذات عندما يتعارض ما يأملون به مع الواقع القائم.
والمدرسة التحليلية الحديثة كانت اكثر تطورا عندما اعلن (Bibring) عام 1953 : ان الاكتئاب يحصل عند العجز عن تحقيق الآمال والطموحات، وان الانسان بحاجة دوما لان يُحَبَّ، وان يهب الحب، وبحاجة للقوة وللأمان والاطمئنان أخيراً.
5ـ النكبات والكوارث :
بينت الدراسات شيوع الاكتئاب بعد النكبات والكوارث.. والزلازل والفيضانات وفقد الاحبة.. والابتعاد عن المنزل والعيش في مخيمات اللاجئين.. وذلك عندما يفقد من يواسيه.. وينفس كربه، وكذلك فشل التأقلم مع الحياة الجديدة بعد الهجرة من بلد الى بلد.
فقصة شاب متزوج ولديه ولدان كان موظفا في احدى الشركات الخاصة، ولكن الراتب لم يلب طموحاته، فغادر وطنه دون عائلته الى احد البلدان النفطية، وهناك وجد عملا جيدا وبراتب مناسب.. وبعد شهور قضاها سعيدا بعمله الجديد، بدا ينطوي على نفسه.. وينعزل عن رفاقه في العمل .. وما تراه الا مكروباً.. مغموما.. ووقع ضحية الصراع بين سندان البقاء ومطرقة العودة الى الوطن، فاصبح يبكي كثيرا، واصبح يتأخر عن العمل، وقد تدنى اداؤه ثم غاب اخيرا احد الايام ولم يأت نهائيا الى العمل، فاسرع رفاقه الى زيارته فوجدوه في حالة سبات وعلى وشك الموت.. وقد تبين للأطباء انه ابتلع عشرات الحبوب المهدئة دفعة واحدة.. واحتاج الى غسيل معدة، وغسيل كليتين، حتى تم انقاذ حياته.. خضع بعدها لعلاج مكثف في احد المصحات النفسية حتى عاد الى عمله اخيراً، ولكن بأداء اقل، ومركز اقل مما كان عليه سابقا.
وقد تبين شيوع الاكتئاب عند الا طفال الذين يفقدون احد الوالدين بسبب الموت او الطلاق، كما تبين شيوع الاكتئاب بين العاطلين عن العمل، وان البطالة تشكل احد الاسباب الرئيسية للاكتئاب في جميع انحاء العالم، كما تبين شيوع الاكتئاب في البلدان التي تعاني من الصراعات والحروب الاهلية، وكما ذكرنا فان الاكتئاب الموسمي يشيع في البلدان القريبة من دائرة القطب، وذلك بسبب تطاول العتمة حتى 20 ساعة يومياً.
6ـ الإخفاق في تحقيق الآمال :
وهو سبب رئيسي للاكتئاب والخيبة في تحقيق حلم حياة؛ كنجاح او ترقية، او شهادة عالمية، او ربح كبير في صفقة تجارية. وينتقل ذلك بالعدوى الى الاولاد في الجيل الثاني، فالآباء الذين اخفقوا في تحقيق احلام حياتهم.. يتمنون ان يحدث ذلك في ابنائهم فتراه ينفق سيلا من المال ليصبح ابنه (ربما الوحيد) طبيباً او مهندساً او عالما، لكن الولد الذي خلقه الله بإمكانات ضعيفة نسبيا يقع بين مطرقة احلام الابوين وسندان ضعفه وقصوره.. فيبدأ اولا بالكذب والادعاءات بتحصيل العلامات .. ثم عندما ينكشف امره اخيرا يشعر بالإحباط.. ويفقد امله بنفسه.. يعتبر نفسه (ليس إلا) مسؤولةً عن الاخفاق ..يبكي ولا يشتكي،، ويدخل في الحلقة المفرغة المريعة التي تميز الاكتئاب.
فلوم الوالدين يزيد اكتئابه، وازدياد اكتئابه يزيد من لوم الوالدين والاقارب له، واذا لم ينتبه الوالدان والاقارب له.. ويواسونه ويعالجونه فانه بعد فترة ينقطع عن الطعام.. ويأرق.. وينحل ويبكي باستمرار.. وقد يدفعه احباطه اخيراً الى المصير المروع الذي يميز بعض حالات الاكتئاب، الا وهو الانتحار، وذلك
عندما يقنع نفسه بانه لم يعد يصلح لشيء.. وان مستقبله قاتم لا محالة، وان الموت طريق النجاة.. وانه
طريق الخلاص الوحيد.
ونصيحتي لأهالي الطلاب.. لا تحملوا اولادكم ما لا يطيقون ولا يحتملون، فربنا عز وجل يقول :
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286].
وسنة الخالق في ارضه ان يسخر الناس بعضهم لبعض ليتكامل المجتمع ويستمر.. فهناك المزارع والحداد.. والطبيب.. والاستاذ.. والعامل.. والمهندس.. فتخيلوا مجتمعا ليس فيه الا الاطباء فمن هم المرضى اذن، ومن سيقدم لهم الطعام، ومن يصنع الثياب، ومن يعمر المساكن، ومن يؤمن المياه والكهرباء..
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[الزخرف:32] فادرسوا امكانات اولادكم، وخفضوا لهم سقف الآمال والتوقعات، خصوصا ان علامات فروع الجامعة العالية اصبح فوق احتمال وذكاء معظم الطلاب، فحتى الطالب الذي يحصل على 95% من العلامات قد لا تؤهله علاماته للدخول في الفرع الذي يريده في الجامعة.. وغالبا لا يملك اهله المال اللازم لدراسته في الجامعات الخاصة او الجامعات خارج القطر .. فالله.. الله في ابنائكم لا تدفعوهم الى الاكتئاب .. ثم لا قدر الله الانتحار .
7ـ الأسباب الكيميائية الأمينية :
او اضطراب التوازن الكيماوي – الحيوي ..
ان الذي ينقل الإشارة من القشرة الدماغية الى الدماغ الباطن وجذع الدماغ.. ثم الى النخاع الشوكي هو عبارة عن تيار شبه كهربائي يسمى السيالة العصبية.. ولكي تصل الاوامر الى مرادها يجب ان تكون سرعة السيالة مناسبة.. وأي اضطراب يؤدي الى تشويش ذلك الاتصال.. فبدل ان تظهر على شاشة تلك الفروع صورة واضحة ناطقة يظهر (كما في التلفزيون) صورة مبرغلة وصوت مشوش.
ولكن تلك السيالة لا تعبر محور خلية عصبية واحدة بل هناك خلية عصبية اخرى تستقبل الاشارة بمحورها العصبي او باستطالاتها وفي النخاع الشوكي هناك خلية عصبية ثالثة، اذن هناك مناطق التقاء او التحام او تشابك.. ولكي تعبر السيالة من عصبون (خلية عصبية + محورها الاسطواني) إلى عصبون اخر فان هناك انتفاخات تسمى مشابك الالتحام، ولكي تعبرها السيالة العصبية لابد من وجود ناقل او ساعي بريد يقوم بالمهمة.. وهذا الناقل او الساعي ليس عبارة الا عن وسائط كيميائية تسمى الامينات الدماغية، وهي تشكل ضمن الخلايا العصبية في اخر استطالاتها، وتنطلق عند وصول السيالة العصبية اليها لتؤمن نقل الاشارة الى العصبون التالي، وبعد انجاز المهمة يتخرب قسم منها في مشبك الالتحام، ويعود الباقي الى المكان الذي انطلق منه في نهاية العصبون الاول.. وما بقيت هذه الوسائط الامينية فعالة وتعزز بكميات مناسبة وتعود الى مراكزها بعد مرور السيالة بشكل مناسب.. بقي التفكير والمشاعر والانفعالات والذاكرة والذكاء والمحاكمة العقلية على خير ما يرام..
هذه الوسائط مؤلفة بشكل رئيسي من ثلاثة نواقل هي : النور ادرينالين.. والسرتونين.. والدوبامين.. وقد تبين ان نقص هذه الوسائط او نقص فعاليتها بحذاء بعض المراكز العصبية وخصوصا الجهاز العصبي الطرفي يؤدي الى ظهور اعراض الاكتئاب.. والجهاز العصبي الطرفي هذا او الجهاز اللمبي موجود في الدماغ، وهو مؤلف من ست مناطق متراكبة ومتلاصقة (تلفيف حصان البحر – تلفيف الجسيم الثفني – الغشاء الرمادي – المنطقة الحجابية – اللوزة الدماغية – واخيرا المنطقة الباطنية من الفص الشمّي).
فعندما تنقص الوسائط الامينية حذاء هذه المراكز او ينضب انتاجها او تتخرب اكثر من اللازم او تتأخر
عودتها الى ما قبل مشابك الالتحام بعد مرور السيالة العصبية، فان ذلك يحدث تلك الاعراض. وقد تبين ذلك تجريبيا على الحيوانات، حيث انه حين يتم تخريب تلك الوسائط الامينية كانت تظهر على الحيوانات اعراض الاكتئاب وبسرعة كبيرة وخلال ايام معدودة ثم بعد فترة تم اعطاء مضادات الاكتئاب لتلك الحيوانات (والذي يزيد ويعزز فعل تلك الوسائط) فانها كانت تعود الى طبيعتها خلال ساعات.
ومما يؤكد صحة التفسير الكيميائي الاميني لحدوث الاكتئاب ان إعطاء عقار / الريزربين/ (وهو يُستعمل لعلاج ضغط الدم المرتفع) الى اشخاص مصابين بتعكر خفيف بالمزاج فان ذلك يؤدي خلال فترة قصيرة الى حدوث اكتئاب شديد وكبير مع عوارضه (لوم النفس.. تحقير للذات.. الشعور بالدونية.. عزوف عن الحياة.. ارق.. فقد للشهية... بكاء وتشاؤم وخمود حركي..)، بينما كان يؤدي ايقاف الدواء الى عودة اوضاع اولئك المرضى الى طبيعتها السابقة.
فأكدت تلك الدراسات ان الاكتئاب هو نتيجة قصور او اختلال في عمل تلك الامينات.. واما الهوس (الانطلاق.. والمرح الغامر) فإنه ينشأ عن فعالية مفرطة لتلك الوسائط حذاء الجهاز العصبي الطرفي... ان آلية عمل الادوية المضادة للاكتئاب تقوم على اعادة ضبط وتنظيم عمل تلك الوسائط.
اذن النظرية الكيميائية الامينية فسرت ولو جزئيا الية حدوث الاكتئاب.. فالكوارث والنكبات وفقد الاحبة وفشل الزواج والحب.. لا يؤدي الى الاكتئاب الصريح الا اذا ادت الى خلل في تلك الوسائط.. وهو ما يفسر تحمل بعض الناس للازمات والضغوط بجدارة.. بينما يقع غيرهم فريسة الاكتئاب.
8ـ ضغوط الحياة والعجز عن الاسترخاء :
هذا سبب جديد للاكتئاب لم يكن يظهر في القرون السابقة.. عندما كانت الحياة تسير سيرا وئيداً؛ فكان الانسان ينهض من فراشه الى مزرعته او حانوته ثم يعود مساء ليأكل ثم ينام لينتظر ميلاد يوم جديد. حياة كما وصفها بعض الساخرين : نأكل لنعمل.. ونعمل لنأكل.. اما اليوم فقد اصبح العالم قرية كبيرة، وما يحدث في احد اطراف الارض يعلم به الناس خلال دقائق في الطرف الاخر، وطبيعة العمل في الشركات المتنافسة والشركات متعددة الجنسيات، جعل العمل طويلا مرهقا وكذلك سهولة السفر عبر البلدان والقارات.. وتلوث البيئة وثقب الاوزون والرعب النووي والازدحام والضجيج.. جعلت الحياة المعاصرة سعيرا لا يطاق، وجعلت الكثير من الناس يعجزون عن الاسترخاء في منازلهم، بل حتى النوم، ومن اين يأتي الاسترخاء اذا جلس امام التلفاز يرى الكوارث والدماء، والظلم والبطش، وشريعة الغاب التي تسيطر على هذا العالم المريع؟!
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|