أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2017
2474
التاريخ: 19-4-2016
26314
التاريخ: 26-1-2016
2447
التاريخ: 26-1-2016
5092
|
ما معنى قول الإمام الصادق (عليه السلام) : (لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين)(1).
لإيضاح المفاهيم الثلاثة الجبر والتفويض والامر بين الامرين لا بد ان ننقّح ونحدّد موضع النزاع الا وهو الفعل الصادر من الإنسان فنقول :
فعل الإنسان على قسمين :
1ـ فعل من غير اختيار كدقات القلب وجريان الدم في العروق فيقال : دق قلب فلان، وهذا الفعل هو فعل الجسد لأنه محلّه، اوجده الله سبحانه فيه من دون اختيار الإنسان.
فالفاعل هو الله والإنسان هو محل له، وهذا امر متفق عليه.
2- فعل اختياري كالكتابة باليد وشرب الماء... هنا الفاعل المباشر للكتابة هو الإنسان فيقال : (كتب سمير كتابا) وفعل الكتابة ينسب لفاعله حقيقة وينسب أيضا إلى الله لأنه سبب الاسباب، لان الكتابة لم تكن لتصدر من الإنسان لولا ان خلق الله سبحانه اليد والعقل والارادة والزمان والمكان والمواد.
وهذا يشبه المثل التالي : (حرَّكت يدي فتحرك المفتاح فانفتح الباب). فان فعل فتح الباب ينسب للمفتاح كعلة قريبة وينسب إلى اليد كعلة ابعد وكلاهما على نحو الحقيقة، وهذه الافعال الاختيارية وقع الخلاف فيها بين المسلمين، ولإخواننا من أهل السنة قولان : فقال قسم وهم المفوّضة : ان الفعل الاختياري ينسب إلى الإنسان فقط ولا ينسب إلى الله سبحانه.
وقال قسم آخر وهم المجبّرة : ان الفعل الاختياري الصادر من الإنسان هو فعل الله سبحانه فقط وبالمطلق وينسب للإنسان لأنه محل له لا أكثر.
فمن قال بالتفويض اخرج الافعال عن تأثير الله سبحانه وهذا مؤدى القول بالشرك. ومن قال بالجبر وان الافعال للعباد هي أفعال الله وهذا يؤدي إلى نسبة الظلم إلى الله سبحانه وهو مؤدى الكفر بعدل الله تعالى.
والقول الفصل والحق هو ما عليه الإمامية من القول بالأمر بين الامرين تبعا للإمام الصادق (عليه السلام).
وقد بين الإمام الصادق (عليه السلام) للحسن البصري حقيقة الأمر وصوابيته عندما قال له :
(إياك ان تقول بالتفويض فان الله عزّ وجلّ لم يفوض الأمر إلى خلقه وهنا وضعفاً، ولا اجبرهم على معاصيه ظلما)(2).
ان الإنسان في كل أحواله وافعاله يحتاج إلى القوة والحياة من الله تبارك وتعالى فاذا فعل فعلا فبقوة من الله وافاضة منه كما يقول الشيخ السبحاني :
(الإنسان في كل حال يحتاج إلى افاضة القوة والحياة منه تعالى اليه، بحيث لو انقطع الفيض في آن واحد بطلت الحياة والقدرة فهو (أي الإنسان) حيث الفعل يفعل بقوة مفاضة منه وحياة كذلك من غير فرق بين الحدوث والبقاء)(3).
وعليه فطبيعي ان ينسب فعل الإنسان الاختياري إلى الله سبحانه وعلى نحو الحقيقة لأنه هو سبب الأسباب ومن دونه سبحانه لا يتحقق أي فعل في الخارج، وفي الوقت نفسه هذا الفعل الاختياري من الإنسان ينسب اليه نفسه كفاعل مباشر وعلى نحو الحقيقة وهو يتحمل تبعات افعاله وآثارها ولوازمها من ثواب او عقوبة ومسؤولية.
ونسبة الأفعال الاختيارية إلى الإنسان بكونه فاعلا مباشراً لها لا يبطل نسبة نفس هذه الافعال إلى الله سبحانه، بل الحق ان يكتب العقل على لوح القلب : لا مؤثر في الوجود الا الله سبحانه، كما أشرنا اليه.
___________
1ـ بحار الأنوار، ج5 ص17.
2- محاضرات في الإلهيات ص203.
3- المصدر السابق، ص208.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|