المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إذاعة كربلاء
8-7-2021
قصة أيوب
2-06-2015
مهارات المذاكرة
12-4-2017
خلو اغلب كتب علوم القرآن من ذكر أهل القرآن وحملته
2023-11-19
المقارنة بين اسواق النقد واسواق رأس المال
13-9-2018
الخبر في المفهوم الاشتراكي يقوم على ثلاثة أسس رئيسية
20/10/2022


ضرورة التربية واهميتها  
  
12277   01:16 مساءً   التاريخ: 17-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص138-139
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017 2770
التاريخ: 24-1-2023 1301
التاريخ: 25-7-2016 2492
التاريخ: 29-4-2017 1954

ـ اهمية التربية :

إن التربية والتي تعني إيجاد تحول وتغيير في ابعاد الانسان الوجودية والسلوكية يهدف بناء الانسان وتوجيهه وهدايته الى هدف معين امر مهم وحياتي، وعن طريق التربية وحدها يتم الإصلاح والبناء في الفكر والسلوك.

واهمية التربية لدرجة انها تجعل من الطفل الجاهل (في الاصل) فرداً عالماً وعارفاً، وتجعل من المتعلق بالمال والثروة وادوات اللعب، بحيث يصل الى درجه الاستعداد لتقديم روحه وماله في سبيل هدف وغاية نبيلة.

وستبرز اهمية التربية وتتضح عندما نرنوا الى الافراد الذين حرموا من التربية (الصحيحة) وفي هذه الحالة لن نواجه حيواناً بصورة إنسان وحسب، بل سنواجه كماً من العيوب والنقائص المتعددة، بحيث تجعل من منزلته ادنى من تلك المنزلة التي يتمتع بها الحيوان.

ـ آثار التربية :

ما نشاهده من رشد ومدنية وتقدم في المجتمع ينشأ اصلاً عن التربية، وما نلحظه في فرد من إنسانية، واخلاق، وعفو، ومداراة، ومحبة للخير، والمساعدة، هو نتيجة التربية أيضاً، ولو وجدتم إنساناً يتعالى ويتسامى عن المال والنفس والحياة، ويسعى الى إحياء هدفه، فهذا ايضاً بسبب التربية، سواء كانت بواسطة الغير ام كانت تربية ذاتية لا فرق بينهما.

للتربية آثار ونتائج مثمرة في النواحي الاجتماعية؛ ورشد امة ما وتقدمها لا يقاس بدرجة ثرواتها وممتلكاتها، ولا حتى بالمهارات والآلات والصناعات؛ لأن هذه الامور قد تعود بالضرر احياناً، أو تستغل بأسلوب خاطئ احياناً أخرى، بل يقوم الرشد والتقدم على اساس التربية العقلانية والالهية التي تجلب الخير والسعادة للبشرية جمعاء.

إن كل الاختراعات والإبداعات والافكار القيمة التي سببت تغييراً او ثورة في مجتمع ما، أو الحركات التحررية في مجال الحياة، والجهود في سبيل الحرية استقلال الفرد والمجتمع، كل ذلك ينشأ عن دوافع مصدرها التربية.

كل هذه المباني والانجازات والمساعدات والتعاون والتعاضد وطلب العلم واستغلال العلم في سبيل خير البشر ومنفعتهم، هي من آثار تربية الانبياء الذين جاؤوا لبناء الإنسان بتعاليمهم، وتعليم الناس كيفية التقرب من الله والدنو منه.

ـ ضرورة التربية :

التربية امر ضروري للفرد وللمجتمع على حد سواء، فالتربية ضرورية للفرد من اجل الرشد وتنمية الاعضاء ومهاراتها وتقوية الجسم، واستخدام قوته وقدرته في سبيل هدف نبيل، وتنمية العقل، ومعرفة وكشف القدرات الدفينة، وتقويتها، وتنميتها، وتوجيه الفكر وهدايته، وايجاد الظروف المثالية للرشد النفسي، وتهيئة الظروف للتفكير السليم، وتوفير لوازم السير والارتقاء الذاتي لكسب رضى الله، والاستفادة من فلسفة حياتية واضحة، وامتلاك اسلوب في المعاملات والمواقف و.. الخ.

وضرورية ايضاً من الناحية الاجتماعية لكونها توفر الخير والامان والصلح والسعادة للمجتمع،

وفي ظلها تتكون الاخلاق وتستحكم، وعلى اثر ذلك تتوفر الشروط المناسبة للرشد السياسي والاقتصادي والثقافي.

التربية سبب التفكير السليم وانتشار آثار توفر الخير للناس جميعاً، وهي تمنع من حدوث الكثير من الاصطكاكات والمفسدات والمنكرات، وتسد طريق الفساد والانحراف في وجه الافراد، وتوجد الوحدة والاتحاد، والتكميل والتكامل، وينشأ التكافل الاجتماعي على اثرها، ويعم الخير، وتنتشر السعادة بسببها.

وهكذا فلو أردنا إيجاد مجتمع إنساني فأفكار سالمة وإلهية، ويهدف ايجاد الخير والتعاون والتكافل علينا ان نلتفت الى امر التربية، وعن طريقها نستطيع الوصول الى هدفنا وكذلك لو اردنا عكس ما ذكرناه سابقاً، لاستطعنا الوصول اليه من خلال التربية ايضاً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.