المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
اقليم المناخ السوداني
2024-11-02
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01

حقيقة سؤال نوح عن ابنه
11-6-2021
المتعجب منه
2023-02-26
19-9-2018
وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة
30-5-2022
حكم من نزع عن جسده قملة فقتلها أو رمى بها.
19-4-2016
الأوس والخزرج يعلنان اسلامهما
10-12-2014


إنك مسئول عن عاداتهم الغذائية مدى الحياة  
  
2411   10:53 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص86-88
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

 إنني لن اخبرك هنا بما يجب وما لا يجب ان تطهوه لأطفالك؛ فليس لدي فكرة عن ذلك، فقد تكون شخصا نباتيا، او مدمنا لتناول الفطائر المحلاة (وهذا يبدو مفهوما بالنسبة لي)، او تخاف من تناول نبات الخس. انت وحدك تتحمل مسئولية اختيار الطعام الذي تطعمه لأطفالك، وهناك نظم غذائية كثيرة يمكن ان تختار من بينها ما يناسبك، كما ان النظم الغذائية غير الصحية المعروفة للجميع (مثل الكعك المحلى، وهو ما يدعو للحزن).

لكن مهما كان الطعام الذي تختاره، فان الطعام الذي سيعتاد اطفالك على تناوله سيشكل عاداتهم الغذائية، والتي سيصعب، للغاية، التخلص منها لاحقا، لذا احرص على تكوين عادات غذائية طيبة لديهم، أي عادات تمكنهم من الاستمتاع بحياتهم بعد البلوغ بصحة طبيعية.

إن الطعام الذي سيعتاد اطفالك على تناوله سيشكل عاداتهم الغذائية، التي سيصعب، للغاية التخلص منها لاحقا.

لقد نشأت في وقت كانت العادات الغذائية فيه مختلفة؛ فقد عاصرت والدتي احدى الحروب، واعتادت على فكرة تقنين الطعام، وكانت السمنة شيئا نادر الوجود. ونتيجة لهذا غرست قواعد عديدة بداخلي، كانت طبيعية بالنسبة لها، لكنها لم تكن لها معنى بالنسبة لي.

على سبيل المثال : كان مطلوبا مني ان اتناول كل ما في طبقي من طعام، ولم يكن مسموحا لي بالقيام من على المائدة حتى افعل ذلك. لقد كان هذا مناسبا حين كنت طفلا صغيراً وحينما كانت كميات الطعام قليلة، لكن حينما كبرت لم يساعدني هذا الامر على التحكم في وزني؛ فعندما كنت احاول تقليل وزني، كان من المستحيل عليّ ان اترك أي طعام في طبقي. والان، صار مسموحا لأطفالي ان يتناولوا القدر الذي يرغبونه، واذا ما تم تقديم كمية اكبر من تلك التي يستطيعون تناولها، فانه مسموح لهم بان يتركوا ما زاد على حاجاتهم.

اليك مثالا اخر : حين كنت طفلا لم يكن مسموحا لي بتناول حلوى البودنج الا بعد الانتهاء من الطبق الرئيسي. ما الذي تعلمته من هذا؟ ان هذه الحلوى الشهية هي الهدف المنشود وان باقي الطعام ما هو الا مرحلة تمهيدية يجب ان يتحملها المرء للوصول الى ذلك الهدف الحلو اللذيذ. وبالطبع لم يساعدني ذلك على الحفاظ على وزني. كيف اتغلب على هذا الامر مع اطفالي اذن؟ الاجابة هي اننا نادرا ما نتناول حلوى البودنج، الا اذا ما حضر الينا ضيوف، وبالطبع ليس مطلوباً منهم ان ينهوا ما بأطباقهم اولا ليتناولوا الحلوى.

مثال اخر : كنت دائما امنح الحلوى اذا ما جرحت، او كمكافاة لتصرفي بصورة حسنة، وهذه العادة صارت راسخة بداخلي منذ طفولتي والى الان. فكلما شعرت بانني في حالة ضيق، اكافئ نفسي بقطعة من الحلوى. كما انني اخبر نفسي بانني حين انتهي من كتابة هذه المجموعة من القواعد فإنني سوف اتناول قطعة من الكعك.

ما العادات التي ترسيها بداخل اطفالك اذن؟ ربما يكون اطفالك محميين بصورة طبيعية من الوقوع في مشكلات زيادة الوزن، او أي مشكلات صحية اخرى مرتبطة بنظم الغذاء السيئة. ربما يكون اطفالك بحاجة الى مجموعة مختلفة تماما من القواعد الغذائية عن تلك الخاصة بي. ربما تكون لديك طرق لتجنب العادات السيئة التي ذكرتها عن نفسي. ليس لدي كل الاجابات هنا، لكن كل ما اريد ان اقول هو ان عليك الحذر من العادات التي ترسيها فيهم، واحرص على ان تزودهم بالقواعد التي تريدهم ان يتسلحوا بها حقاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.