أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2017
7032
التاريخ: 24-4-2017
2192
التاريخ: 22-5-2020
2244
التاريخ: 2023-10-18
1123
|
هناك كثير من الخلط عند بعض العاملين في مجال التربية والتعليم حول طبيعة المنهج وماهيته، فأغلبهم يعتبرونه (المقرر المدرسي) , فهذا خلط ما بين (المنهج) ومفهوم (المقرر الدراسي) والذي يهتم فقط بتحصيل (المعارف والمعلومات) التي يحصلها المتعلمون من المعلمين في المدارس ومن الكتب الدراسية المقررة , أي أنه يركز على الجوانب الذهنية عند المتعلمين. والذي يرجع إلى فلسفة أفلاطون المثالية يجد أنها كانت تهتم بالعقل دون الجسم وتعتبر التحصيل العقلي أرفع بكثير من الأعمال الأخرى, وان المعرفة هي حصيلة التراث الذي تركه الجيل القديم للحديث, والذي يجب حفظه والمحافظة عليه كما هو, حتى وإن انتفت الفائدة منه (1) , ولم تعط اهتماماً بالنشاط الجسمي والانفعالي والاجتماعي للتلاميذ , وركزت على الاهتمام بالمواد الدراسية وعلى تحصيلها. كما أصبح حشو ذهن التلاميذ بالمقررات هدفاً اساسياً للتربية بصرف النظر عن فائدة المقرر للتلاميذ أو المجتمع (2), وهذا ما يسمى بالفهم الضيق للمنهج والذي نتج عنه ما عرف باسم المنهج (المتمركز حول المادة الدراسية Subject -Centered ) .
وخلال النصف الأول من القرن العشرين نادى (جون ديوي John Dewy) بأن يهتم المنهج بالمتعلم كفرد حر مستقل, له حاجات متعددة, وبالمجتمع بما فيه من تغيرات وأوجه نشاط مختلفة وخبرات, لذلك عدل مفهوم المنهج بمعناه الضيق وأصبح يشتمل على جميع مقررات الدراسة التي تقدمها المدرسة بعد مرورها بعمليات من الاختيار والتنظيم, وما تتضمنه من تكوين الاتجاهات واكتساب المهارات وغرس القيم, وأنواع السلوك الإيجابية, وهذا هو المنهج بمفهومه الواسع , وبهذا أصبح مفهوم المنهج بمعناه الواسع: (مجموع الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة تحت اشرافها , للتلاميذ بقصد احتكاكهم وتفاعلهم معها, لأحداث التعلم أو تعديل في سلوكهم لتحقق النمو الشامل المتكامل, الذي هو الهدف الأساسي للتربية)(3). فالمنهج إذاً أداة التربية في تحقيق أهدافها والوسيلة التي تساعد المجتمع في تحقيق الكثير من تطلعاته وطريق بناء الانسان وسلامة المجتمع, والمنهج له ادواره ووظائفه وهي (4) :
ـ وسيلة المجتمع والتربية في تحقيق أهدافها .
ـ السبيل لإعداد الانسان للمجتمع المعاصر, ومجتمع المستقبل .
ـ هو البيئة التي يصنع الأفراد في أطارها بصورة سوية، وينمون نمواً سليماً.
ـ يمثل ويعبر عن اتجاهات المجتمع, وهيآته المختلفة, وعن قيمه وتراثه, وعاداته وتقاليده، وعن التراث الإنساني الرائع والقيم الإنسانية التي أنجزتها البشرية .
وفي الشرح اللاحق المفهومين : القديم والحديث للمنهج . بصورة أشمل .
المفهوم القديم للمنهج: كان هذا المفهوم متأثراً بالنظرية التقليدية في التربية, والتي تهتم بالجانب العقلي للإنسان الذي يركز على اكتساب التلاميذ المعلومات والمعارف المنظمة, في مجموعة من المواد الدراسية أي أن المنهج قديماً كان ينظر إليه على أنه مجموعة المواد الدراسية التي يدرسها التلاميذ داخل المدرسة, وكان المنهج مردفاً للمقرر الدراسي. وقد تعرض هذا المفهوم للمناهج لنقد كثيرين من رجال التربية وعلم النفس, ويمكن تلخيص هذا النقد فيما يلي(5) :
ـ الاقتصار على العناية بالناحية العقلية: اهتمت المناهج القديمة بالنمو العقلي للفرد وأهملت الجوانب الاخرى, كالنمو الجسمي والنفسي, والاجتماعي, هذا فضلاً عن محاولة فصل النمو العقلي, عن جوانب النمو الأخرى رغم ترابطها .
ـ إهمال توجيه السلوك, مفترضاً أن اكتساب العلوم والمعارف يغير من سلوك التلاميذ, وهذا وحده غير كاف وبمعنى أن التلاميذ يجب أن يدربوا على نواحي السلوك المرغوبة, وان يتيح من الخبرات ما يساعدهم على اكتساب انواع معينة من السلوك.
ـ عدم تدريب التلاميذ على المهارات الضرورية الازمة لمواجهة مواقف الحياة مثل التدريب على التفكير, وأسلوب حل المشكلات, والقدرة على الابداع والابتكار .
ـ الفصل بين الناحية النظرية والناحية التطبيقية أدى إلى الفصل بين ما يدرسه التلاميذ, وبين نواحي النشاط والدراسات العملية التي يمكن أن يقوموا بها, مما أدى إلى الضيق بالدراسة النظرية الجافة وعدم وضوح معناها.
ـ اهتمام المنهج القديم بالطريقة التلقينية القائمة على الحفظ والتسميع في نقل المعلومات والمعارف للتلاميذ, مما يؤدي إلى سلبيتهم وعدم قدرتهم على استخدام ما تعلموه في المدرسة وتطبيقه بالنسبة لمواقف الحياة الأخرى .
ـ عدم الاهتمام بالفروق الفردية بين التلاميذ , نتيجة إعطائهم مواد دراسية واحدة للجميع .
المفهوم الحديث للمنهج: ارتبط هذا المفهوم بظهور التربية الحديثة ومبادئها في أوائل القرن العشرين , والتي ترى أن المدرسة جزء من المجتمع , ولذا يجب أن تقدم لتلاميذها من الخبرات ما يساعدهم على النمو, وعلى تنمية المجتمع وتطوره وهكذا يعرف المنهج على ضوء هذه النظرية على أنه: مجموع الخبرات التربوية ـ الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية ـ التي تهيؤها المدرسة لتلاميذها داخل المدرسة وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل في جميع النواحي, وتعديل سلوكهم طبقاً لفلسفتها التربوية (6) .
ومن مميزات هذا المنهج ما يأتي (7) :
ــ الاهتمام بجميع جوانب النمو عند التلاميذ وعدم الاقتصار على جانب واحد , فالمدرسة تتيح للتلاميذ الخبرات التي تساعدهم على النمو الجسمي والعاطفي والاجتماعي بالإضافة إلى النمو العقلي .
ــ إتاحة الفرصة للتلاميذ للتدريب على أنواع السلوك المرغوبة , فالخبرات التعليمية الناجحة هي التي تؤدي إلى تغيير سلوك التلاميذ .
ــ الاهتمام بتدريب التلاميذ على طرق التفكير السليم, وأسلوب حل المشكلات كما أنه يشجع التلاميذ على الابتكار .
ــ يحاول المنهج الحديث ربط المواد النظرية بالتطبيقية العملية في الحياة, كما يحاول ربط المواد الدراسية بميول التلاميذ واهتماماتهم, وربطها بالعوامل الثقافية والاجتماعية المختلفة.
ــ العناية بالفروق الفردية بين التلاميذ, ومساعدة كل تلميذ على النمو بالقدر الذي تهيئه له قدراته واستعداداته.
ــ البعد عن التلقين في التدريس, واشتراك المعلم والتلميذ في التخطيط للأنشطة التعليمية , مما يجعل الطالب ايجابيا اثناء التعلم, ويقوم بأنواع مختلفة من الأنشطة تساعده على اكتساب الخبرات التعليمية.
ــ ربط المدرسة بالمجتمع , نتيجة اتساع المنهج وشموله وتنوعه ومراعاته لمستويات التلاميذ
المختلفة , واسهامه في حل المشكلات الاجتماعية .
ــ اعطاء الحرية الواسعة للمدرس في اختيار المصادر والمراجع العلمية المختلفة, والأنشطة والوسائل والطرق التي تمكنه من تنمية شخصية التلاميذ وتحقيق الأهداف التربوية .
____________
1ـ محمد عبد العليم مرسي , المعلم والمناهج وطرق التدريس , الطبعة الأولى , دار عالم الكتب للنشر والتوزيع , الرياض , 1985 , ص116 .
2ـ عبد اللطيف فؤاد ابراهيم , المناهج , اسسها وتنظيماتها وتقويم أثرها , الطبعة الخامسة , مكتبة مصر القاهرة , 1980 , ص27 – 28 .
3ـ محمد عبد العليم مرسي , مرجع سابق , ص118 – 119 .
4ـ محمد صلاح الدين مجاور , فتحي عبد المقصود , المنهج المدرسي , اسسه وتطبيقاته التربوية , الطبعة الأولى ,دار العلم , الكويت , 1972 , ص166 .
5ـ الدمرداش سرحان ومنير كامل , المناهج , الطبعة الأولى , القاهرة , 1966 , ص3-6 , ايضاً: نازلي صالح أحمد وسعد يس , المدخل في التربية , مكتبة الأنجلو المصرية , القاهرة , 1973, ص141 – 143 .
6ـ الدمرداش سرحان ومنير كامل , المرجع السابق .
7ـ نازلي صالح أحمد وسعد يس , المرجع السابق , ص134 – 144.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|