المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الهيكل التنظيمي للمؤسسة
6-6-2016
التزام الساحب الصرفي
12-2-2016
قضايا بيئية ذات صلة بالتربة (Environmental issues associated with soils)
2024-01-08
علي بن جعفر وابو الحسن
17-04-2015
من البرجي الى لسان الدين
2024-07-21
إيجاد قيمة الوحدة الفلكية
26-2-2022


وسائل التربية / المنهج , طبيعته وأهميته  
  
2753   01:26 مساءً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص298-301
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 2742
التاريخ: 24-4-2017 2558
التاريخ: 26-1-2016 2442
التاريخ: 26-1-2016 2444

هناك كثير من الخلط عند بعض العاملين في مجال التربية والتعليم حول طبيعة المنهج وماهيته،  فأغلبهم يعتبرونه (المقرر المدرسي) , فهذا خلط ما بين (المنهج) ومفهوم  (المقرر الدراسي) والذي يهتم فقط بتحصيل (المعارف والمعلومات) التي يحصلها المتعلمون من المعلمين في المدارس ومن الكتب الدراسية المقررة , أي أنه يركز على الجوانب الذهنية عند المتعلمين. والذي يرجع إلى فلسفة أفلاطون المثالية يجد أنها كانت تهتم بالعقل دون الجسم وتعتبر التحصيل العقلي أرفع بكثير من الأعمال الأخرى, وان المعرفة هي حصيلة التراث الذي تركه الجيل القديم للحديث, والذي يجب حفظه والمحافظة عليه كما هو, حتى وإن انتفت الفائدة منه (1) , ولم تعط اهتماماً بالنشاط الجسمي والانفعالي والاجتماعي للتلاميذ , وركزت على الاهتمام بالمواد الدراسية وعلى تحصيلها. كما أصبح حشو ذهن التلاميذ بالمقررات هدفاً اساسياً للتربية بصرف النظر عن فائدة المقرر للتلاميذ أو المجتمع (2), وهذا ما يسمى بالفهم الضيق للمنهج والذي نتج عنه ما عرف باسم المنهج (المتمركز حول المادة الدراسية Subject -Centered ) .

وخلال النصف الأول من القرن العشرين نادى (جون ديوي John Dewy) بأن يهتم المنهج بالمتعلم كفرد حر مستقل, له حاجات متعددة, وبالمجتمع بما فيه من تغيرات وأوجه نشاط مختلفة وخبرات, لذلك عدل مفهوم المنهج بمعناه الضيق وأصبح يشتمل على جميع مقررات الدراسة التي تقدمها المدرسة بعد مرورها بعمليات من الاختيار والتنظيم, وما تتضمنه من تكوين الاتجاهات واكتساب المهارات وغرس القيم, وأنواع السلوك الإيجابية, وهذا هو المنهج بمفهومه الواسع , وبهذا أصبح مفهوم المنهج بمعناه الواسع: (مجموع الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة تحت اشرافها , للتلاميذ بقصد احتكاكهم وتفاعلهم معها, لأحداث التعلم أو تعديل في سلوكهم لتحقق النمو الشامل المتكامل, الذي هو الهدف الأساسي للتربية)(3). فالمنهج إذاً أداة التربية في تحقيق أهدافها والوسيلة التي تساعد المجتمع في تحقيق الكثير من تطلعاته وطريق بناء الانسان وسلامة المجتمع, والمنهج له ادواره ووظائفه وهي (4) :

ـ وسيلة المجتمع والتربية في تحقيق أهدافها .

ـ السبيل لإعداد الانسان للمجتمع  المعاصر, ومجتمع المستقبل .

ـ هو البيئة التي يصنع الأفراد في أطارها بصورة سوية، وينمون نمواً سليماً.

ـ يمثل ويعبر عن اتجاهات المجتمع, وهيآته المختلفة, وعن قيمه وتراثه, وعاداته وتقاليده، وعن التراث الإنساني الرائع والقيم الإنسانية التي أنجزتها البشرية .

وفي الشرح اللاحق المفهومين : القديم والحديث للمنهج . بصورة أشمل .

المفهوم القديم للمنهج: كان هذا المفهوم متأثراً بالنظرية التقليدية في التربية, والتي تهتم بالجانب العقلي للإنسان الذي يركز على اكتساب التلاميذ المعلومات والمعارف المنظمة, في مجموعة من المواد الدراسية أي أن المنهج قديماً كان ينظر إليه على أنه مجموعة المواد الدراسية التي يدرسها التلاميذ داخل المدرسة, وكان المنهج مردفاً للمقرر الدراسي. وقد تعرض هذا المفهوم للمناهج لنقد كثيرين من رجال التربية وعلم النفس, ويمكن تلخيص هذا النقد فيما يلي(5) :

ـ الاقتصار على العناية بالناحية العقلية: اهتمت المناهج القديمة بالنمو العقلي للفرد وأهملت الجوانب الاخرى, كالنمو الجسمي والنفسي, والاجتماعي, هذا فضلاً عن محاولة فصل النمو العقلي, عن جوانب النمو الأخرى رغم ترابطها .

ـ إهمال توجيه السلوك, مفترضاً أن اكتساب العلوم والمعارف يغير من سلوك التلاميذ, وهذا وحده غير كاف وبمعنى أن التلاميذ يجب أن يدربوا على نواحي السلوك المرغوبة, وان يتيح من الخبرات ما يساعدهم على اكتساب انواع معينة من السلوك.

ـ عدم تدريب التلاميذ على المهارات الضرورية الازمة لمواجهة مواقف الحياة مثل التدريب على التفكير, وأسلوب حل المشكلات, والقدرة على الابداع والابتكار .

ـ الفصل بين الناحية النظرية والناحية التطبيقية أدى إلى الفصل بين ما يدرسه التلاميذ, وبين نواحي النشاط والدراسات العملية التي يمكن أن يقوموا بها, مما أدى إلى الضيق بالدراسة النظرية الجافة وعدم وضوح معناها.

ـ اهتمام المنهج القديم بالطريقة التلقينية القائمة على الحفظ والتسميع في نقل المعلومات والمعارف للتلاميذ, مما يؤدي إلى سلبيتهم وعدم قدرتهم على استخدام ما تعلموه في المدرسة  وتطبيقه بالنسبة لمواقف الحياة الأخرى .

ـ عدم الاهتمام بالفروق الفردية بين التلاميذ , نتيجة إعطائهم مواد دراسية واحدة للجميع .

المفهوم الحديث للمنهج: ارتبط هذا المفهوم بظهور التربية الحديثة ومبادئها في أوائل القرن العشرين , والتي ترى أن المدرسة جزء من المجتمع , ولذا يجب أن تقدم لتلاميذها من الخبرات ما يساعدهم على النمو, وعلى تنمية المجتمع وتطوره وهكذا يعرف المنهج على ضوء هذه النظرية على أنه: مجموع الخبرات التربوية ـ الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية ـ التي تهيؤها المدرسة لتلاميذها داخل المدرسة وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل في جميع النواحي, وتعديل سلوكهم طبقاً لفلسفتها التربوية (6) .

ومن مميزات هذا المنهج ما يأتي (7) :

ــ الاهتمام بجميع جوانب النمو عند التلاميذ وعدم الاقتصار على جانب واحد , فالمدرسة تتيح للتلاميذ الخبرات التي تساعدهم على النمو الجسمي والعاطفي والاجتماعي بالإضافة إلى النمو العقلي .

ــ إتاحة الفرصة للتلاميذ للتدريب على أنواع السلوك المرغوبة , فالخبرات التعليمية الناجحة هي التي تؤدي إلى تغيير سلوك التلاميذ .

ــ الاهتمام بتدريب التلاميذ على طرق التفكير السليم, وأسلوب حل المشكلات كما أنه يشجع التلاميذ على الابتكار .

ــ يحاول المنهج الحديث ربط المواد النظرية بالتطبيقية العملية في الحياة, كما يحاول ربط المواد الدراسية بميول التلاميذ واهتماماتهم, وربطها بالعوامل الثقافية والاجتماعية المختلفة.

ــ العناية بالفروق الفردية بين التلاميذ, ومساعدة كل تلميذ على النمو بالقدر الذي تهيئه له قدراته واستعداداته.

ــ البعد عن التلقين في التدريس, واشتراك المعلم والتلميذ في التخطيط للأنشطة التعليمية , مما يجعل الطالب ايجابيا اثناء التعلم, ويقوم بأنواع مختلفة من الأنشطة تساعده على اكتساب الخبرات التعليمية.

ــ ربط المدرسة بالمجتمع , نتيجة اتساع المنهج وشموله وتنوعه ومراعاته لمستويات التلاميذ

المختلفة , واسهامه في حل المشكلات الاجتماعية .

ــ اعطاء الحرية الواسعة للمدرس في اختيار المصادر والمراجع العلمية المختلفة, والأنشطة والوسائل والطرق التي تمكنه من تنمية شخصية التلاميذ وتحقيق الأهداف التربوية .

____________

1ـ محمد عبد العليم مرسي , المعلم والمناهج وطرق التدريس , الطبعة الأولى , دار عالم الكتب للنشر والتوزيع , الرياض , 1985 , ص116 .

2ـ عبد اللطيف فؤاد ابراهيم , المناهج , اسسها وتنظيماتها وتقويم أثرها , الطبعة الخامسة , مكتبة مصر القاهرة , 1980 , ص27 – 28 .

3ـ محمد عبد العليم مرسي , مرجع سابق , ص118 – 119 .

4ـ محمد صلاح الدين مجاور , فتحي عبد المقصود , المنهج المدرسي , اسسه وتطبيقاته التربوية , الطبعة الأولى ,دار العلم , الكويت , 1972 , ص166 .

5ـ الدمرداش سرحان ومنير كامل , المناهج , الطبعة الأولى , القاهرة , 1966 , ص3-6 , ايضاً: نازلي صالح أحمد وسعد يس , المدخل في التربية , مكتبة الأنجلو المصرية , القاهرة , 1973, ص141 – 143 .

6ـ الدمرداش سرحان ومنير كامل , المرجع السابق .

7ـ نازلي صالح أحمد وسعد يس , المرجع السابق , ص134 – 144.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.