المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

الغاية من القواعد الفقهية
26-6-2018
حكم التنحنح في الصلاة.
18-1-2016
Consonants
2024-05-25
Reaction with Primary Amines to form Imines
27-9-2019
دور حياة شغالة النحل
4/11/2022
استراتيجيات العلاقات العامة التخطيطية (التكتيكات)
2023-02-04


التربية والمراقبة  
  
1977   12:58 مساءً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص130-132
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

إن من الامور التربوية الهامة، مراقبة الطفل والعناية بسلوكه، والاهتمام بتربيته، واخضاعه للمراقبة التربوية والايمانية ودعوته إلى التعاليم الخلقية والملكات الطاهرة، وملاحظة سلوك اصدقائه والمرافقين له لان القرين بالمقارن يقتدي والطبع مكتسب من كل مصحوب وقد قال علماء الاخلاق : ( ان ام المسائل للأخلاق هي المراقبة).

لذلك نرى ان الاسلام الحنيف اهتم بتأديب الاطفال ومراقبة سلوكهم وقد حث على مصاحبة

الطفل في سني حياته المبكرة، وغرس الفضائل والعادات والاتجاهات الصالحة في نفسه يقول رسول الله (صلى الله عليه واله): (اكرموا اولادكم واحسنوا تأديبهم يغفر لكم).

ولقد كان اهتمام الإسلام بجميع الاطفال والاولاد واضحاً ولا يحتاج إلى دليل، بل وصل اهتمامه إلى ولد الزنا، حيث امر بإخضاعه للمراقبة التربوية والإيمانية، شأن الاطفال والاولاد القانونيين، ودعاة إلى الكمالات الروحية، والايمان وعبادة الله تعالى، وقيده بالتكاليف الشرعية، وجعل له من العقاب والثواب على قدر ما يأتي به من الاعمال الصالحة او الطالحة، فهو كغيره من الناس سواء بسواء.

جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: (ان ولد الزنا يستعمل، ان عمل خيرا جزي به، وان عمل شراً جزي به)(1).

ولكن هنا يجب القول : بان المراقبة لولد الزنا تكون اشد واقوى خوفاً من انحرافه، لأنه يملك استعداداً للانحراف اكثر ممن غيره، فربما تظهر صفاته الوراثية الفاسدة فجأة، وتهلك الحرث والنسل، كما حصل لعبيد الله بن زياد وابيه زياد بن أبيه.

وكما يقول العلماء التربويون والنفسانيون: ان الاساليب التربوية وعوامل المحيط اذا اتفقت مع الصفات الوراثية السيئة للطفل ظهرت بسرعة.

وإن خالفتها فان التربية حاكمة على الوراثة ، والمحيط يكون اقوى الصفات الموروثة.

وعلى هذا الاساس فان الاسلام اهتم بتربية الاولاد الذين يملكون ارضية مساعدة للفساد والشذوذ، ويعتقد الامل باحتمال اصلاحهم وتقويمهم ونهجهم سبل الخير والسعادة

وطبيعي ان المحيط الاول الذي يعيش فيه الطفل ويتربى في احضانه هو:

حجر الام، حيث هو المدرسة الاولى والتي يلتقي فيها الاطفال: والعلم، والاخلاق والكمال الروحي فهنيئا للذين يولدون من آباء مهذبين وامهات طاهرات، يسهرون الليالي من اجل تربيتهم وتثقيفهم الثقافة الاسلامية الصالحة ومثل هؤلاء الآباء والامهات هم موضع تقدير واحترام الاسلام والمسلمين، وقد اوصى الله تبارك وتعالى بها خيراً واحسانا حيث يقول في كتابه المجيد:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء:23، 24]

وقبل ان نختم الحديث عن ـ التربية والمراقبة ـ ينبغي الاشارة إلى النقطة المهمة التي قلناها في بداية الموضوع وهي مراقبة سلوك الاصدقاء لان الولد يقضي معظم اوقاته مع اصدقائه ونحن نعلم ان للأصدقاء الطيبين اثارا حسنة وانعكاسات طيبة في نفوس اصدقائهم، وعلى العكس من ذلك ان لأصدقاء السوء آثاراً سيئة وانعكاسات خبيثة في نفوس من يصادقونهم، وعليه ـ واتماما للفائدة ...

____________

1- سفينة البحار مادة (زنى) : ص650.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.