المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

نشأة جغرافية السكان وتطورها
2023-03-23
الطريقة العلمية في حل المسائل الرياضية -3
15-4-2018
Durand,s Rule
2-12-2021
مراقبة الميول الجنسية
15-8-2018
Paradigms
21-1-2022
أرتباط فعل الشريك بفعل أصلي معاقب عليه
22-3-2016


تدريب الاولاد على الاستقلالية  
  
1860   01:49 مساءً   التاريخ: 15-4-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص106-107
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

ونقصد من الاستقلالية هنا ليس ترك الولد لأهله وعدم الارتباط بهم بعد البلوغ كما يحصل في المجتمعات الغربية , فهذا أمر لا يقره الإسلام وهو غير صحيح لأن الإسلام يدعو الى تعميق الرابطة الأسرية. بل الذي ندعوا إليه هو تدريب أولادنا على القدرة على مواجهة مشاكلهم لوحدهم من دون الاتكال على اهلهم إذ إن الأهل لن يكونوا دائما معهم في المستقبل, والذي يتربى على الاتكال بان يحل له أهله كل مشاكله لن يكون قادرا على مواجهة مشاكل أخرى في المستقبل , لذا يجب أن يُدرب الولد ومنذ نعومة أظفاره على الاعتماد على نفسه في مواجهة مشاكله التي تحصل معه الآن كي يكون قادرا على مواجهة مشاكله في المستقبل من دون الحاجة لوجود أهله معه .

إن قيام الأهل بحل جميع مشاكل أبنائهم من دون جعلهم يواجهونها ويعملون على حلها بأنفسهم سيجعلها مستقبلا أولادا اتكاليين غير قادرين على مواجهة الحياة ومشاكلها في المستقبل .

لا بد للأهل من أن يربوا أولادهم على امتلاك الضوابط الذاتية لعدم الوقوع في الأخطاء وذلك من خلال تأهيلهم لامتلاك القدرة على ردع انفسهم عن الوقوع في الاخطاء وهذا لا يتم بسهولة وبوقت قصير , بل يتم من خلال عملية تدريب طويل بصبر وأناة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.