المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



مجالات الاهتمام بالأولاد  
  
2145   10:02 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص75-77
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2022 2031
التاريخ: 17-1-2016 3005
التاريخ: 18-1-2016 2413
التاريخ: 19-6-2016 2053

ثمة كلام كثير عن دائرة الاهتمامات والظروف التي ينبغي توفرها، لكننا سنشير فيما يلي إلى بعض هذه الاهتمامات :

1ـ القبول والاحترام: ويمثل هذا حقا طبيعياً من حقوق الطفل، فالأب والام قاما بدعوة هذا الضيف الجديد إلى عالم الوجود وهو غير مسؤول عن نوعه وجنسه وسلامته ومرضه، وهو مظلوم حقاً في هذا المجال.

فمن الظلم ان لا يهتم الوالدان بهذا الضيف ولا يقبلانه ويدل ذلك على جهلهما. اذ ينبغي القبول به سواء كان ذكراً ام انثى قبيحا ام جميلاً، سويا ام مريضاً وان يقوم الاب بهدايته وتوجيهه طبقا لوظيفته.

فقبول الطفل واحترامه يمثلان اهم العوامل الرئيسية في نمو الطفل وبناء شخصيته منذ مرحلة الطفولة. وقد يشعر الطفل الذي لا يجد قبولا من الاخرين بالحقارة، او يلجأ إلى المشاكسة وايجاد المشاكل لنفسه ولوالديه. فالشعور بالعزة لا يحصل الا من خلال احترام الاب لولده.

2- توفير الحاجات المشروعة: للأطفال حاجات مشروعة...، حيث يجب على الاب الملتزم ان يوفر حاجات طفله ويوجد المناخ الملائم لنموه وسلامته جسميا ونفسياً، فالأطفال يتصورون بان ابائهم يرزقونهم (ويحسبون انكم ترزقونهم) ويعتقدون انهم يمثلوا طموحاتهم ورغباتهم.

ويحسب الاطفال لوعود الاب في توفير حاجاتهم الف حساب، وينتظرون منه ان يعمل بما يقول ويفي بوعده. فقد جاء عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) قوله:(واذا وعدتموهم ففوا لهم) وهذا هو اساس ايمان الطفل بوالده وثقته به.

3- الجوانب الانسانية: اشرنا سابقا إلى ضرورة احترام الطفل، ونضيف هنا ان ذلك لا يمثل احسانا ابدا بل انه من مسؤولية الاب وعليه ان يؤديها بأجمل وجه كما عليه ان يبني شخصيته ويعامله ويرتبط به على هذا الاساس حتى يجد الولد نفسه حرا ومستقلاً في اداء وظائفه لا ان يشعر بالذلة والعبودية لوالده.

ينبغي ان يقوم التعامل على اساس ان الطفل احد اعضاء الاسرة وشريك لها في افراحها واتراحها. وانه مستعد للتضحية من اجلها عند الضرورة وتسخير طاقاته الفكرية والجسمية في سبيلها.

4- مراعاة الاختلافات: يختلف ابناء الاسرة الواحدة فيما بينهم، فاحدهم ذكر والاخر انثى وهذا سليم وهذا مريض، وواحد جميل والثاني قبيح، وواحد صغير والاخر كبير، ولابد من الاهتمام بهذه الاختلافات بين الاولاد في الوقت الذي لا بد فيه من اقامة العدل والمساواة بينهم.

فمثلاً يجب على الاب ان يهتم بالبنت اكثر من الابن وذلك في مجال اظهار العاطفة والحب والحنان وتقديم الهدايا وتخصيص الوقت الكافي. فالبنت ستصبح أما في المستقبل وعليه ان لا تصاب عاطفة الامومة عندها بأية صدمة نفسية.

او ان يهتم بالطفل الصغير اكثر من الكبير والمعوق اكثر من غيره وهكذا.

وحري ان تكون هذه الممارسات بمقدار مدروس حتى لا يستغلها الطفل فيسيء استخدامها. وان يفهم الاطفال الاخرون سبب هذا الاهتمامات والفروقات حتى لا تثار عندهم الغيرة والحسد

فيصابوا بأمراض وعقد نفسية.

5- الخالق فوق كل شيء: لا بد ان نعرف بان الخالق يراقبنا في جميع تصرفاتنا وامورنا.

صحيح ان الطفل لا يقدر ان يدافع عن نفسه فيما لو صفعته بسبب ضعفه، لكن الله موجود وهو يشاهد ظلمك له.

وتؤكد الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة ان خالق السموات والارض هو الذي يدافع عن المظلومين، وسوف ينال الظالمون جزاءَهم حتماً.

على الاب ان يشعر بان خالقه يراقبه في جميع تصرفاته وممارساته مع طفله. وقد جاء عن الإمام الحسين (عليه السلام) قوله:(اياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً الا الله).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.