أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
3415
التاريخ: 23-1-2019
1796
التاريخ: 16/9/2022
1937
التاريخ: 1-07-2015
4744
|
قد مرّ(1) أنّ الحكماء يثبتون الجوهر المجرّد، وقد حكينا دليلهم، وتابعهم على ذلك جماعة(2). وقال قوم من المتكلمين(3): إنّه الهيكل المحسوس.
والمحقّقون منهم(4): على أنّه أجزاء أصلية في هذا البدن باقية من أوّل العمر الى آخره، لا تتطرق إليها الزيادة ولا النقصان، وهو الأقرب؛ لوجهين:
الأوّل: إنّا نحكم على ذواتنا بأحكام صادقة- كالقدرة والعلم والمجيء والذهاب وغيرها- وليس المحكوم عليه هو المجرد، وإلّا لما أمكن من حصول الأحكام المذكورة إلّا من عالم به، لما علم من اشتراط العلم بالمحكوم عليه في الحكم، لكنّ اللازم باطل، فإنّ كثيراً من العوام يحكم بها ولم يتصور المجرد، ولم يشعر به، فيكون غيره وليس هو هذا الهيكل بأجمعه، لتغيّره وتبدّله، والإنسان واحد لا يزيد ولا يتغير، فيكون بعضه، وليس هو الأجزاء الزائدة التي تتغيّر وتتبدّل، لأنّ كلّ واحد يعرف أنّ ذاته لم تزد ولم تنقص ولم تتغير، فيكون أجزاء باقية، وذلك هو المطلوب.
الثاني: كلّما كان مدرك الجزئيات جسماً كان مدرك الكلّيات جسماً، لكن المقدّم حق باعتراف الحكماء، فالتالي مثله، وبيان الشرطية: إنّا نحكم على زيد بالإنسانية، والحاكم على الشيئين مدرك لهما، فالنفس مدركة للجزئيات، فتكون جسماً كما تقدّم. وفي هذين نظر:
أمّا الأوّل: فلأنّ العامي يحكم ولا يتصور الأجزاء.
وأمّا الثاني: فلأنّ مرادهم أنّ المدرك للجزئيات بالذات جسم والنفس مدركة بواسطة الآلات لا بذاتها.
ويجاب عن الأوّل(5): بأنّه يحكم على البدن الذي يعلم دخول الأجزاء الأصلية فيه، ثمّ يتنبّه على أنّ الفضيلة ساقطة عن درجة الاعتبار بأدنى فكر، بخلاف المجرد، فإنّه حال الحكم غير شاعر به مطلقاً.
واعلم أنّ هنا أقوالًا اخر، يظهر فسادها لمن تصوّرها وهي:
1- الجزء الناري.
2- الجزء الهوائي.
3- الجزء المائي.
4- أنّه الدم، لأنّ المذبوح يموت بخروج دمه.
5- أنّه الأخلاط الأربعة: الدم والبلغم والصفراء والحرّة.
6- أنّه الروح: وهو المركب من بخارية الأخلاط ولطيفتها، ومسكنه الأعضاء الرئيسية التي هي القلب والدماغ والكبد.
7- أنّه النفس الذي في الإنسان.
8- قول النظام : أنّه جسم لطيف داخل البدن سارٍ في الأعضاء، وإذا قطع عضو تقلّص باقيه الى داخل البدن، فإن قطع بحيث ينقطع ذلك الجسم اللطيف، مات الإنسان. وهو قريب من مذهب المتكلمين.
9- قول ابن الراوندي: إنّه جزء لا يتجزأ في القلب.
10- أنّه المزاج المعتدل.
11- أنّه الحياة.
12- أنّه تخاطيط الأعضاء وتشكل الإنسان الذي لا يتغير من أول عمره إلى آخره(6).
______________
(1) في الصفحة 88- 89.
(2) وهم أبو القاسم الراغب ومعمّر بن عمار السلمي من المعتزلة والغزالي من الأشاعرة وأبو سهل بن نوبخت والمفيد والمحقق الطوسي من الامامية. راجع إرشاد الطالبين: 389.
(3) وهم جماعة من المعتزلة كأبي علي وابنه أبي هاشم الجبائيين وبه قال السيد المرتضى. راجع إرشاد الطالبين: 388.
(4) كأبي الحسين البصري وغيره واختاره العلامة الحلي في بعض تصانيفه وابن ميثم البحراني. المصدر السابق.
(5) هذا جواب عن المناقشة التي أوردوها على الوجه الاوّل الذي مرّ آنفاً.
(6) كشف الفوائد في شرح القواعد: 86- 88. وانظر شرح المقاصد 3: 304- 305.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|