أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022
1613
التاريخ: 21-3-2017
5118
التاريخ: 2023-07-18
748
التاريخ: 2024-03-21
764
|
الفصفصة (الجت او البرسيم الحجازي)
اسماء الفصفصة
للفصفصة عدة أسماء في البلاد العربية، فهي في بلاد الشام: فصة، وفي العراق: قت، او جت، وفي اليمن: قضب، وفي مصر: البرسيم الحجازي، وهي في التركية: يونجة، وفي الفرنسية: Luzerne وفي الإنكليزية: Lucern وفي اللاتينية: Medicago sativa.
تعريف الجت (الفصفصة او البرسيم الحجازي)
الفصفصة عشبة معمرة صيفية من الفصيلة القرنية الفراشية تعد ملكة (الكلئيات) لأنها أكثرها تغذية وربحاً وأخصبها غلة، وأطولها عمراً، تستمر في نموها عدة سنوات، وتعطي عدة حشات قد تصل إلى 7-8 في السنة، وهي تزرع بكثرة في مراعي أوربا وأمريكا، والأمريكان يسمونها : Alfa-alfa بينما الإنكليز يسمونها كالفرنسيين: Lucerne وهي كذلك تزرع بكثرة في البلاد العربية، ففي بلاد الشام تجدها في بساتين دمشق تشغل مساحات عظيمة، يكاد لا يخلو بستان منها، وكذا في بساتين حمص وحماه وحلب، وتجدها في العراق، ونجد والحجاز واليمن ومصر وشمالي إفريقيا، وعليها المعول في تغذية الخيل والبقر ولكنها في مصر قليلة تزرع في مساحات بسيطة قرب القاهرة والإسكندرية، والمصريون يفضلون عليها البرسيم نظراً لتعارضها مع دورتهم بسبب طول مكوثها في الأرض، وحاجتها إلى الماء الغزير في الصيف، وإصابتها بدودة ورق القطن حينئذ.
فوائد الفصفصة (الجت)
إن جميع حيوانات الدواجن تحب الفصفصة تأكلها بشراهة على حالتيها رطبة كانت أو يابسة، وهي أحسن علف لها خلال فصل الصيف الذي تخضر فيه وتجود، فالفصفصة الرطبة تكثر حليب البقر، وتحسن صحتها، وتقوي الخيل الهزيلة والضعيفة، والفصفصة اليابسة ولو أنها تبعث الحرارة هي غذاء غني يبعث السمن والإكتناز، وزيادة النشاط في العمل، هذا إلى ربحها الوفير إلى من يضمنونها ويبيعونها، لهذا دعيت (حشيشة الذهب).
الأوصاف النباتية
الفصفصة من الفصيلة القرنية (الفراشية) جذرها وتدي طويل يتعمق 50-80 سم في العادة، وقد يبلغ 2-3 أمتار وأكثر حسب طبيعة الأرض وعمق مستوى الماء وبذا يمكنه أن يعيش بعلاً، ويقاوم العطش متى تأصلت جذوره في الأرض.
الساق: خضراء قائمة مضلعة تعلو 50-90 سم، وهي في بادئ أمرها بطيئة النمو، قليلة التفرع، ولذا يكون محصولها قليلاً ومتباعداً (دليلاً) وكلما تقدمت في النمو سنة بعد أخرى يزداد تفرعها عقب كل حشه، وقد يصل عدد الفروع إلى أربعين للنبات الواحد.
الأوراق: ريشية ثلاثية الورق، والوريقة أهليليجية خضراء داكنة جرداء صغيرة بطول 2 سم.
الأزهار: بنفسجية اللون ضاربة إلى الزرقة تجتمع في هيئة عنقود محوري.
الأثمار: قرون حلزونية الشكل ذات دورتين أو ثلاث حينما تقترب من النضج.
البذور: صغيرة صفراء ضاربة إلى الحمرة كليويه الشكل.
التاريخ
عرفت الفصفصة منذ أقدم العصور، ووطنها الأصلي بلاد مادي (إيران الجنوبية الغربية) ومنها سميت: عشبة مادي، وفي اللاتينية: Medicago ومن مادى نقلت في زمن داريوس إلى اليونان ثم إلى إيطاليا ثم إلى جنوبي غاليا (فرنسا) ومن ذلك الحين عرف نفعها الجزيل بأنها أحسن الأعلاف، ونبات مصلح للتربة، وانتشرت في أوربا وأميركا حينما وجدت الإقليم المناسب لها.
الإقليم
إن المنطقة الجغرافية للفصفصة واسعة جداً، فهي توجد وتمتد من جنوبي بلاد اليمن وإيران حتى شمالي ألمانيا، وتنمو في ارتفاعات مختلفة تجدها مثلاً في سويسرة على علو 1300 متر، بيد أنها في الأصل تعد من كلئيات بلاد الجنوب، ففي فرنسا مثلاً يتناقض شأنها كلما تقدمت في درجات العرض، لهذا يستعيضون عنها في شمالي فرنسا بالنفل، وهي تكره الاتجاهات الشمالية والأجواء الرطبة، وتخاف برد الشتاء، وصقيع الربيع المتأخر.
وهي في الأصل مسقوية وترغب الري الغزير، لكنها يمكن أن تعيش بعلاً في البلاد ذات الأمطار الكافية كأمريكا وشمالي فرنسا ووسطها، لأنه جذورها تتعمق كثيراً فتحصل على الرطوبة والمواد المغذية اللازمة لها، وهي تشرع في التورق منذ شهر شباط وحينما تبلغ الحرارة درجة +8، وتستمر فيه دون انقطاع إلى حين بدء الصقيع في الخريف، إلا إن هذا التبكير يعرضها أحياناً إلى الصقيع المتأخر، ثم هي لأجل أن تزهر ويمكن حشها تحتاج إلى حرارة مجموعها 852، ومعنى ذلك أن مجموع حرارة الأيام التي تمر من حين بلوغ الحرارة درجة +8 في نيسان مثلاً إلى حين هبوطها إلى أقل من ذلك في تشرين الثاني، إذا قسم على رقم 852 يخرج عدد الحشات التي يمكن أخذها من حقل فصفصة.
مثاله: إن هذا المجموع في دمشق بين 5500-6500 فإذا قسم على 852 يكون الخارج تقريباً 6و7، وإذن يمكن أن يؤخذ من الفصفصة في دمشق ست حشات، وفي بعض السنين سبع حشات فقط.
هذا والفصفصة من النباتات المعمرة كثيراً، لكنها لا تترك عادة أكثر من 8-10 سنوات في أكثر بلاد العالم لئلا تتصلب عليها الأرض، وتتغلب الأعشاب، ويضعف نموها، أما إذا لم تظهر هذه المحاذير وظلت تجود بكلئها فإنها تلبث 15- 20 سنة، كلما طاب لها العيش في أرضها.
اصناف الفصفصة (الجت)
للفصفصة أصناف عديدة منها الفصفصة المزروعة : Medicago Sauva والفصفصة الصغيرة أو الرطبة: M, lupulina والفصفصة المتوسطة أو البرية: ,M. media والفصفصة التركستانية، والصنف الأول أي: الفصفصة المزروعة هي أكثر استعمالاً في بلاد العالم عامة، والعربية خاصة، ولا يعرف عندنا سواها، والفصفصة التركستانية تقاوم البرد والجفاف، وملوحة التربة، وهي مستعملة في شمالي الولايات المتحدة، وسوقها أكثر طراوة وانتصاباً من الصنف الأول.
وقد جريت محطة التجارب الزراعية التي أوجدتها مؤسسة الشرق الأدنى الأميركية في صالحية دمشق عدة أصناف، فنجح معها صنف أميركي اسمه: Hairyl peroviau وقالت: إن أول مزايا هذا الصنف ورجحانه على الفصفصة الدمشقية في أنه لا يتخشب ولا يقسو بعد الازهرار، وثانيها : تزيد غلته في كل حشة نحو 20٪ عن الدمشقية، وهذا ما جعل الإقبال عليه يبتدئ لدى المزارعين.
وفي فرنسا اشتهرت فصفصة البروانس: Luzerne de Provence وهي المفضلة على غيرها من أصناف الفصفصة الفرنسية، بذورها فحلة ذات لون جميل ضارب للخضرة، غلتها تفوق غيرها عند تساوي الشروط.
وفي فرنسا صنف آخر من الفصفصة حولي يدعى: Minette زراعته منتشرة في المناطق التي تعنى بتربية الغنم عامة، والعرق المسمى مرينوس خاصة، وهذه الفصفصة أكثر قناعة من غيرها بنوع التربة، تعيش في أردأ الأتربة مهما كانت كلسية أو حوارية أو رملية، وتزرع إما لوحدها أو مختلطة مع الكلئيات النجيلية أو القرنية وتؤلف مرعى جيداً، لولا أنه لا يدوم أكثر من سنتين، وهي تقاوم البرد، وإذن يمكن أن تعيش في الجرود حتى علو 2000 متر، وكلأها طري، ولا يحدث انتفاخات، وهو مغذي أكثر من النفل، وعلى رغم مرارته القليلة يوافق الغنم والبقر ويقال: إنه يعطي لحليب البقر الذي يتغذى به لوناً أصفر جميلاً، وطعماً لذيذاً، ويشبه طعم الجوز.
التربة
الفصفصة قنوعة من حيث التربة، لكنها لأجل أن تنتج وتعمر كثيراً تتطلب أرضاً قابلة للسقي، نظيفة من الأحجار والأعشاب، عميقة رغيبة خصبة غنية بالحامض الفسفوريك والبوتاس والكلس، غير مالحة ولا حامضة، لأن الملوحة والحموضة لا تلائمان تكاثر العقد الجذرية، جافة غير غدقة، لأن وفرة الرطوبة تخنق جذورها، وطول عمر الفصفصة مرتبط بقساوة الطبقات العميقة من التربة، فهي تشرف على العطب إذا بلغت جذورها الطويلة طبقة صلبة أو غير رغيبة، وهذا هو سبب عطبها في بعض الأتربة خلال سنين وجيزة، وعيشها المديد في أتربة أخرى سنيناً كثيرة، وأحسن الأتربة لها هي الرسوبية الغرينية، والطينية الكلسية، والكلسية الرملية، أما الأتربة الطينية الرملية والرملية الشتية (الغضارية المنضدة) فإنها تحتاج لوضع المصلحات كالكلس أو الجبصين قبل زرع الفصفصة المتطلبة للكلس.
السماد
ان التحلل الكيماوي يعرفنا مطالب الفصفصة من مختلف العناصر وقد حلل العالم زولي محصولا قدره 8000 كغ من حشيش الفصفصة اليابس فوجده قد استنفذ العناصر المغذية الآتية:
أما الآزوت فلا حاجة للافتكار به، لأن الفصفصة كغيرها من القرنيات تمتص ما تحتاجه من الهواء بواسطة العقد الجذرية، بيد أنه لا بد لها وهي صغيرة السن -أي: في السنتين الأوليين- من أن تنال كميات من نيترات السود ريثما تتمكن من أخذ آزوت الهواء، ولذا يحسن تسميدها بمقادير جد كبيرة من الزبل لا توضع لأجلها مباشرة لئلا تستولي الأعشاب عليها، ولكون الزبل -ولا سيما إذا وضع في الخريف - لا يكون قد تحلل حين ظهور بادرات الصفصفة بسنتين أو ثلاث، أما بقية العناصر فيفتكر بها بحكم أنها تؤخذ من التربة ويجب إعادتها، وإذا لاحظنا بأن الفصفصة تلبث في الأرض 8-10 سنوات أو أكثر، ظهر أنه لا بد من إعانة تربتها بكميات كبيرة من الأسمدة الكيماوية أيضاً، وإلا أفقرت الطبقات العميقة، فالمحصول الذي يكون في رأس الدورة -وهو إما نبات عسقولي معزوق كالشوندر أو البطاطا أو حب شتوي كالقمح- يوضع له مقادير جد كبيرة من زبل المزرعة، وبعد سنتين أو ثلاث على الأكثر تزرع الفصفصة على أن تكمل هذه المقادير بالأسمدة الكيماوية الآتية كل سنة : 50كغ سوبر فسفات أو السكوري (خبث الحديد) 20 كلغ كلورور البوتاسيوم تدفن هذه المواد كلها بإمرار المشط مرتين متصالبتين.
الدورة
لما كانت الفصفصة تلبث في الأرض سنيناً عديدة لا يشملها نظام الدورة، إلا إنه في بدء زرعها تزرع عقب كثير من الزروع كالحبوب والنباتات الصناعية، وهي لا تصح إذا زرعت بعد نفسها بل يجب إراحة الأرض ضعفي عدد السنين التي لبثت فيها ، كما لا تصح إذا زرعت مباشرة في أرض مكسورة حديثاً عن بور قديم أو حرج قديم.
تجهيز التربة
لما كانت الفصفصة ذات جذور عميقة جداً ينبغي أن تحرث التربة التي ستزرع فيها حرثاً عميقاً إلى غور 30-40 سم أي: قريباً من عملية النقب، فإذا كانت المساحة صغيرة بقدر مسكبتين أو ثلاث (50-100 متر مربع) تؤتى هذه العملية بالمرور، وإذا كانت المساحة كبيرة تؤتى بالمحاريث الثقيلة التي تغور كثيراً.
وفي أوربا يعملون هكذا: يحرثون بادئ ذي بدء بمحراث قلاب فيفتحون به خطاً عمقه 20-25 سم، ثم يمشون وراءه في الخط نفسه محراثاً آخر يدعى محراث تحت التربة : Sous- Solose الذي يحرك قاع الخط دون أن يرفعه إلى فوق، وينقلب إلى عمق 15 -20سم لتتفكك ذرات التربة التحتي أيضاً، ويسهل نفوذ الجذور فيها، وبذلك تكون التربة قد حرثت وفككت ذراتها إلى عمق 35-45 سم بصورة سهلة واقتصادية إذا قورنت باستعمال المرور، وهذا العمل يؤتى في الخريف الذي يسبق زرع المحصول المتقدم على الفصفصة، وهذا يكون من النباتات المعزوقة وأحسنها البطاطا، لأن البطاطا تسمد كما لا يخفى بأسمدة متنوعة، وتنظف أرضها (تعشب) مراراً، كل هذا مما يفيد الفصفصة التي ستزرع بعدها، إذ تجعلها تنمو في بحبوحة وتعيش عمراً طويلاً.
هذا، ولا بد في كل الأحوال من سلف الأرض، أو تمشيطها مراراً لكسر الكدر وتنعيم التربة، وإزالة الأعشاب وبقاياها، وإذا كانت الأرض غير مسقوية لا بد من تمليس سطحها وتمهيده، وعدم إبقاء أي ارتفاع وانخفاض فيها، فإذا تم ذلك تقسم إلى مساكب طويلة وتربص أي: تروى قبل الزرع حتى إذا جفت الأرض تهيأ للبذار.
انتخاب البذور
من أكبر عوامل نجاح الفصفصة هو انتخاب البذور الجيدة، وبذور الفصفصة يكون طولها نحو 2-2،5 مم، وعرضها 1 مم، ولونها أصفر فاتح، والبذور الجيدة تكون لامعة، والرديئة باهتة، وتكون أيضاً ثقيلة (يزن الهيكتو ليتر80كغ) ونقية من بذور الأعشاب الضارة، وخاصة من بزور الهالوك، وتنزلق جيداً في اليد، لكن تجارها يغشونها كثيراً، لذا يجب على المزارع إذا قصد شراءها أن يفحص النموذج المقدم إليه من حيث النقاوة وقوة الإنتاش، فالنقاوة يجب أن تكون 98٪ وبذور الفصفصة إذا تقادم عهدها يكمد لونها ويميل إلى الاحمرار، ويضعف إنتاشها أو يمتنع بتاتاً، وبعض التجار الغشاشين يعيدون لمعان البذور بدهنها بزيت الخشخاش، فهم يضعون البذور القديمة داخل كيس مبلل بهذا الزيت ويحركونها في داخله إلى أن تتشربه، وهذا الغش يمكن إظهاره بمد البذور فوق ورقة بيضاء، فإذا تلوثت دل ذلك على الغش.
وهنالك غش ثان صعب الإظهار هو تعريضهم البذور إلى غاز حامض الكبريتي الذي يزيل ألوان المواد النباتية، لهذا ينبغي على المزارع النبيه أن يشتري بذوره من إقليم مشابه لإقليمه، ومن زراع أو تجار أصحاب ذمة وأخذ الضمان منهم عن قوة الإنتاش، وبعد تجربة هذه القوة بنفسه، وذلك بزرع كمية قليلة منها خلال بضعة أيام.
أما النقاوة فهي أن بذور الفصفصة تخلط معها بذور أعشاب ضارة متنوعة، أخبثها بذور الهالوك، ويليها بذور الحامول والقنطريون الأصفر، والخردل البري، وآذان الجدي، وغيرها، ويمكن فحص هذه البذور إذا أخذت من كل كيس 3-4 عينات من ارتفاعات مختلفة، ومدت على ورق أبيض، فكل بذرة لا تشبه بذور الفصفصة التي ذكرنا حجمها وشكلها ولونها تعد مخالفة للنقاوة، ويحاسب البائع عليها.
زمن الزرع
يمكن أن تزرع الفصفصة في زمنين مختلفين، ففي البلاد الحارة كالعراق والحجاز، واليمن وشمالي إفريقيا، ومثلها ريف جنوبي فرنسا وأحياناً في بلاد الشام إذا لم يخش من استيلاء الأعشاب عليها إذا نمت ومن فتك صقيع الخريف تزرع غالباً في الخريف (أيلول، وتشرين الأول) ويبكر وقتئذ في زرعها لكي تنمو بادراتها نمواً كافياً، يعينها على تحمل صقيع الشتاء والربيع القادمين، ولكى تتعمق جذورها بحيث تتحمل العطش في الصيف الذي بعدها.
وفي البلاد المعتدلة والباردة كشمالي فرنسا ووسطها، وأحياناً في بلاد الشام ومصر رغم حرهما بالنسبة تزرع في الربيع حين بلوغ درجة الحرارة +8 أو +9 وزوال الخوف من الصقيع المتأخر.
كيفية الزرع
سواء أزرعت الفصفصة في الخريف أو في الربيع إما أن تزرع لوحدها دون أن يشاركها محصول آخر، وإما إذا خشي عليها من البرد أو الحر (تحمل) أي: تزرع بالاشتراك مع محصول آخر ليكون حامياً ومظللاً لها دون أن يشاركها ريثما تكبر، وللاستفادة من محصوله ريثما تغل، ففي غوطة دمشق حينما يزرعونها في الخريف يشركون معها إما حلبة، وإما بقية، وإما الدخن، وفي أوربا حينما يزرعونها في الربيع يشركون معها شعير ربيعي غالباً، لأن أوراقه تقف عمودية ولا تحول دون نفوذ النور إلى الفصفصة، ويمكن زرع الفصفصة أيضاً في الصيف تحت ظل الذرة الصفراء العلفية، وهي عملية ناجحة، والنبات المظلل للفصفصة وإن أعاق نموها قليلاً لكن محصوله يفيد، فهو يخفف عن كاهل الفلاح بدل الإيجار للأرض، وقسماً من نفقات الانتاج، وهو إذا نضج يحصد ويرفع فتبقى الفصفصة مكانها وتمضي في نموها.
وتزرع الفصفصة إما نثراً، وإما في سطور، والنثر هو الأعم في كل مكان، لأن الأراضي تمتلئ بالفصفصة بسرعة وتدافع هذه عن نفسها ضد الأعشاب الضارة أكثر من طريقة السطور، والزرع نثراً يؤتى بثلاث رميات من قبل بذار ماهر وفي وقت هادئ، لأن بذور الفصفصة صغيرة ويخشى من تبعثرها إذا تحرك الهواء، فيقع منها القليل في مكان الكثير والكثير في مكان آخر، وبعد الزرع تدفن البذور دفناً سطحياً، ففي الأتربة الخفيفة يمررون من فوقها ملاسة (طاشوشة، شايوفة) خفيفة، وفي الأتربة الثقيلة يمررون حزمة أغصان شائكة، وإذا هطل المطر عقب الزرع يدفنها هذا المطر ويغني الزراع عن تعب اليد.
والزرع في سطور يؤتى في أوربا في الأراضي التي فيها محصول نامي قد زرع هو الأخر على السطور، وتوضع بذور الفصفصة في سطور جديدة تفتح بين سطور المحصول السابق وتلقى باليد، وقد يستعملون لأجل ذلك ماكنة البذر، وهي أفضل طريقة، ويجب في هذه الحالة ضبط المسافات (25-30) سم بفتح عين، وسد أخرى، وكذا ضبط كمية البذار، ولا بأس من خلط البذور بقليل من الرمل المماثل للبذور في حجمها لضمان توزيع البذور بانتظام، مع تضييق الفتحات كثيراً بحكم صغر البذور، وتمرر أسلحة هذه الماكنة من بين سطور المحصول السابق حتى إذا نمت الفصفصة تجد نوراً وهواء أكثر منها لو وقعت فوق تلك السطور.
وهناك طريقة ثانية في حال فقدان الماكنة : وهي أن تفتح السطور في المساكب إما بالمناكيش اليدوية وإما – وهو الأفضل - بواسطة السطارة، وهي قطعة من الخشب مركبة عليها رأسياً قطع أخرى مدببة ومثبتة من آخرها بحيث يكون البعد بينها محسب المسافة المطلوبة، وليكن (25-30 سم) ولها يد أو يدان للجر، ويحسن أن يكون طول الخشبة مساوياً لعرض المسكبة كله أو نصفه لكي يزرع به ذهاباً وإياباً، فبمرور هذه السطارة يحصل في أرض المسكبة مجاري (سطور) قليلة العمق (1-2) تزرع فيها بذور الفصفصة إما باليد ، وإما باستعمال زجاجة مسدودة بفلينة فيها ثقب تنفذ منه البذور، وبهذه الطريقة تسقط البذور موزعة غير متراكمة.
كمية البذور
تختلف هذه الكمية حسب نقاوة البذور، وقوة إنتاشها، وطبيعة التربة، والنبات المظلل للفصفصة إذا زرعت تحته، ومقدارها في الدونم نحو (5،2-3) كغ ويعللون ذلك بأن الفصفصة تدافع حينئذ عن نفسها ضد الأعشاب أكثر وتكون أنعم وأرطب.
الخدمة بعد الزرع
تنبت بذور الفصفصة على الثرى الذي خلفه ماء الربص، ولهذا لا يجوز إسقاؤها عقب الزرع لئلا تنجرف البذور وتتجمع هنا وهناك، والإنبات يحصل بسرعة خلال (4-5) أيام إذا كانت الحرارة (12-15) والرطوبة كافية، وهذه السرعة تمكن من الاطمئنان إلى قوة إنتاشها، والفرق بينهما أن فلقتي الفصفصة ذات لون أخضر قاتم في سطحها الأعلى، وأخضر فاتح ضارب للحمرة في سطحها الأسفل، بينما فلقات البرسيم ذات لون أخضر جميل في الصفحتين معاً، وتنحصر خدمة الفصفصة بعد زرعها فيما يلي:
1- إبادة الأعشاب: خصوصاً في أطوارها الأولى لبطء نموها، ويعمل ذلك باليد إذا كانت مزروعة نثراً، وبالمناكيش اليدوية إذا كانت مزروعة على سطور.
2- العزق : في بساتين دمشق وغوطتها حيث زراعة الفصفصة معتنى بها يعزقونها كل سنة حين توقفها عن النمو خلال أربعينية الشتاء، وذلك بالمناكيش اليدوية فيثيرون قشرة الأرض بدقة، ويقلعون الأعشاب الضارة والجافة حتى إذا جاء الصيف ظلت الفصفصة نظيفة من كل غريب، وفي جنوبي فرنسا وشمالي أفريقية يمشطون أرض الفصفصة بالأمشاط، أو يعزقونها بحراثتها بالمحراث العربي، وفي أمريكا وغيرها حيث الزراعة بعلية وعلى سطور يعزقون الأرض من وقت إلى آخر بالمسلقة ذات الأقراص (ديسك) وهذه تفكك التربة بين الصفوف فينشط نمو النبات وتباد الأعشاب، والضرر الذي يلحق بالفصفصة من هذه العملية ضئيل جداً لا يعبأ به النظر إلى فائدة العزق المعروفة مع قلة نفقاته.
3- السقي: ينبغي التبكير بسقي الفصفصة للمرة الأولى حين تشقق الأرض خوفاً من جفاف البذور، ويكون ذلك بعد (3-4) أيام من الزرع تقريباً، ثم تسقى كل عشرة أيام منذ أوائل نيسان إلى هطول الأمطار، وكلما انخفضت درجة الحرارة يمكن إطالة هذه المدة حتى تصل إلى (20) يوماً في الشتاء.
4- التجصيص: من جملة الخدمات التي يجرونها في أوربا وهم يرون نفعاً كبيراً منها في بعض الأراضي هو وضع الجص (كبريتات الكلس) ثبت ذلك بتجربة (فرنكلين) المشهورة في أراضيه الكائنة قرب واشنطن، وذلك أنه نثر يوماً في أرض مزروعة فصفصة كمية من الجص على جملة بالحروف اللاتينية (هذا قد جصص) فبعد أن نمت الفصفصة بذر ما كان مجصصاً منها وتمكن فرنكلين من قراءة الجملة التي كتبها، وقد ثبت أيضاً ان الجص يفيد بالكلس الذي يحتويه وبكونه يسهل ذوبان البوتاس، وينقله إلى غور في الأرض لا تتمكن فيه غير الزروع ذوات الجذور العميقة كالفصفص والبرسيم وأمثالها من القرنيات، بخلاف الحبوب التي لا تستفيد منه، ومقدار ما يوضع منه في الدونم (50) كغ يرش على مرة أو مرتين، فحبذا تجربة هذه العملية حتى إذا نجحت تنفد باستمرار.
5- التمشيط : ومن جملة خدماتهم أيضاً أنهم يمشطون أرض الفصفصة في الربيع تمشيطاً قوياً تظهر كأنها محروثة، والتمشيط ينفع لاقتلاع النجيل وأمثاله من الأعشاب الضارة ولتفكيك وجه التربة، بينما الفصفصة لا تتأذى أبداً بحكم تأصل جذورها العميقة، وبعد التمشيط بزمن يمررون الملاسة.
6- التسميد : في غوطة دمشق تسمد أرض الفصفصة كل سنة في كانون الأول والثاني بالزبل البلدي تعويضاً لما استنفذته من التربة في موسمها السابق.
الحصاد
يمكن أن تعطي الفصفصة في السنة الأولى من زرعها خمس حشات وزنها في الدونم (5000) كغ، وفي الثانية ست حشات، لكنها في السنة الثانية تعطي أحسن محصول لها، حيث تكون غزيرة النمو كثيرة الحلفة عن السنتين الأوليين، ومقدار الحشات التي تؤخذ منها في السنة يختلف حسب درجة الحرارة والرطوبة وخصب التربة، وعلى كل هي تحش للمرة الأولى في كل سنة من نيسان حينما تكون أكثر نباتاتها في دور الإزهار، ثم تحش بعدها طول الصيف مرة كل (30-35) يوماً أو أقل، وهي تسقى عقيب كل حشه ويجود نموها وحشها كلما سقيت، وقد يبلغ عدد الحشات في السنة (6-7) وربما (8) حشات إذا اعتنى بها، وقد يبلغ وزن الحشة للدونم نحو (1075) كغ ومحصول الدونم كله (12-14) طناً، ومن ثم سميت الفصفصة (حشيشة الذهب) والحش يكون في الأراضي الصغيرة بواسطة المناجل الصغيرة الخاصة بحش النباتات الخضراء.
أما في الأراضي الواسعة كما في أوربا وأميركا فبواسطة ماكنة الحصاد الخاصة بالكلاء، وشرط حصاد الفصفصة:
أولاً: أن تحصد مبكرة أي: قبل إزهارها التام، لأن الفصفصة الغضة تكون غنية بالبروتئين القابل للهضم، بينما نسبة الأجزاء الخشبية والخليوزية (القليلة القبول للهضم) تزداد جداً عقب الإزهار.
ثانياً: أن تقطع الفصفصة من قرب مستوى الأرض ولا يترك لها أعقاب طويلة من السيقان لئلا تستمر على التنبت والتخشيب فتقسو وتعرقل الحشة التالية.
وهي بعد الحصاد تعمل جرز (باقات) صغيرة بوزن (2-5،2) كغ وتباع رطبة على ظهور الدواب بمعرفة باعة سيارين يطوفون على الحوذيين، ومربي الخيل والبقر والدجاج، يبيعون الجرزة بـ(4-5) قروش أو أقل أو أكثر حسب السوق، والفصفصة لا تكوم أكواماً كبيرة خشية الحمو، ولا تترك في أرضها مدة طويلة خشية الذبول اليباس.
كسر أرض الفصفصة
إن مدة بقاء الفصفصة في الأرض محددة بعدد من الأسباب مثل نفاذ القوة في الطبقات السفلى من التربة، والصلابة في هذه الطبقات، والجفاف، والرطوبة المستغدرة، واستيلاء الأعشاب الضارة وخاصة النجيل، تتراوح هذه المدة بين (5-10) سنوات، ولا يفيد بقاؤها أكثر إلا في الأراضي الخصبة جداً، وهي إذا ظهر عليها الضعف ونقص الإنتاج تكسر أرضها وتقلب ويزرع مكانها نبات آخر من الحبوب أو العساقيل، والكسر يؤتى بحراثة عميقة في شهر آب، ثم تتكرر الحراثة والسلف إلى أن يزرع النبات الشتوي المطلوب في الخريف، وتكون الأرض خصبة جداً وغنية خاصة بالآزوت، ولذلك تغل محصولاً جيداً من الحبوب والعساقيل خلال ثلاثة أو أربعة مواسم دون تسميد، بيد أن كمية حامض الفسفوريك والبوتاس تكون قليلة، لذلك يفيد تسميد الأرض بمقادير كافية منها قبل زرع تلك النباتات، ومن وفرة الغنى الذي تسببه الفصفصة كانت في كل زمان وما برحت تعد من أجل النباتات المصلحة للأرض والمفيدة للقمح الذي يعقبها.
استحصال البذور
قد يفيد هذا العمل ويربح أحسن من حش الكلأ، ويجدر بكل زارع أن يستحصل على بذوره بنفسه، على شريطة أن يكون ذلك من الفصفصة القوية المقبلة الفنية التي عمرها (3-4) سنوات لا أكثر، لأن أخذ البذور يضعف النبات قليلاً إذا وقع قبل ذلك وتكون البذور الضعيفة إذا أخذت بعد السنة الرابعة فتترك، ولا شك بأن أخذ البذور من الفصفصة سوف يتبعها، ولذا يعوض تعبها بإضافة الأسمدة الفسفورية والبوتاسية، والبذور تؤخذ عقيب الحشة الأولى أو إذا كانت الفصفصة قوية بعد الحشة الثانية، ومنهم من لا يحشها أبداً في شهر آب أو أيلول حيث تنضج القرون، ويلاحظ عدم تأخيرها عن هذا الميعاد حتى الوقت الكافي لنضج البذور قبل برد الخريف، وكلما كانت الفصفصة فرقة (دليلة) أو في سطور متباعدة تكون قوية النمو فتعطي بذوراً جيدة ممتلئة بخلاف المزروعة كثيفة (عبية) فإنها تكون أنسب للتغذية، ومن علامات النضج تغير لون القرون من الأخضر إلى الرمادي الداكن، وسهولة انفراطها بالأصابع وذلك في معظم قرون النبات الواحد، لأن القرون السفلية تنضج قبل العالية بالترتيب فتنفرط حبوبها إذا تأخر الحصاد حتى تنضج العلوية، ويعرف نضج البذور حينما تكون البذور مسودة، وتحصد هذه الفصفصة وتجفف في أرضها أو في البيدر ثم تدرس إما بالتوزيع أو بمكنات دراس خاصة، وكمية البذور المأخوذة تختلف من 60-80 كغ في الدونم، والهيكتوليتر يزن 76-80 كغ وبذور الفصفصة الجيدة غالية كان ثمن الكيلو منها (في يومنا.. سورية) وقد اشتهرت جسرين من قرى غوطة دمشق ببذر الفصفصة كما اشتهرت ببذر الخيار.
تركيب الفصفصة وقيمتها الغذائية
لقد أثبتت التحاليل الكيماوية أن الفصفصة أغنى من البرسيم وأمثاله من نباتات المروج بالعناصر المغذية الهامة التي تحتويها، وإننا نكتفي بذكر تحليل العالم بوسنغولت كما يلي:
فتبين من ذلك أن الفصفصة من أجود نباتات العلف، وهي غنية بالمواد المغذية ولا سيما بالبروتئين، وإن نسبة المهضوم في الخضراء منها من البروتئين 79٪، ومن الكربوهيدرات 69 ٪، وفي اليابسة من البروتئين 65، ومن الكربوهيدرات 62%.
والفصفصة تفيد جميع الحيوانات الدواجن، سيما إذا كانت هذه في حالة إدرار الحليب لأنها تزيد كميته، ويعظم شأن الفصفصة في الصيف حيث لا يوجد غيرها من نباتات العلف الخضراء، ويجب التدرج في التغذية بها حين انتقال الحيوانات من الغذاء الجاف إلى الرطب حتى لا يحصل فيها -ولا سيما في المجترات انتفاخ- (سوء هضم) والفصفصة لا تعطي وهي صغيرة غضة جداً قبل إزهارها، وحتى مع تكامل إزهارها لا تعطي في كلتا الحالتين قبل تطاير الندى، لأنها تسبب انتفاخاً خطراً خصوصاً إذا كانت الحيوانات جائعة.
ويمكن اتقاء الانتفاخ علاوة على هذه الاحتياطات بأن يعطى مع الفصفصة تبن أو علف من الفصيلة النجيلية كقصيل الشعير أو الشوفان، سواء كان مزروعاً وحده أو معها بالاشتراك، أو لا تعطى إلا بعد علفه من حشيش يابس آخر، ولا يحسن أيضاً علف الحيوانات بها وهي متقدمة كثيراً في النمو أي: بعد تكامل الازهار، لأنها تكون جافة صلبة كثيرة الألياف، غير مقبولة الطعم، وتقل نسبة البروتئين فيها ونسبة المهضوم في جميع العناصر المغذية، وإذا لم تحش لتغذية الحيوانات قبل وصولها هذه الدرجة من النمو يجب حشها للتيبيس.
تيبيس الفصفصة
يعني في حش الفصفصة وأمثالها من القرنيات بأن لا يعرض الكلأ المحشوش منها إلى الندى، لأنه يبيضها ويفقدها اللون الأخضر، والطعم الطيب، كما يعنى بعدم هزهزتها، لأن ورقها يسقط بسهولة حينما تبدأ باليبس وتقل قيمتها الغذائية بنسبة ذلك.
وانظر الآن كيف يعمل إذا كان الطقس حسناً، نترك الكلأ الرطب في الحقل في اليوم الأول كما تركه المنجل، بحيث ييبس وجه المكدسة منه، وفي اليوم الثاني تقلب دون هزهزتها وبعثرتها وتجمع كل 5-6 منها في عرمة، وفي المساء تجمع في كومات لتخليصها من تأثير الندى، وفي مساء اليوم التالي تجعل الأكوام مضاعفة، وفي أمسيات الأيام التالية تضاعف الأكوام تدريجياً حتى يصير الكلأ والرياح، فبهذا التدبير تحفظ الأوراق والكلأ لا يبيض.
وإذا كان الجو ماطراً يحسن ترك الفصفصة في حالة العرم الأولي، فهي تستطيع أن تتحمل المطر خلال يومين أو ثلاثة دون ضرر، فإذا جفت تكمل العمليات المذكورة آنفاً.
وحشيش الفصفصة أكثر صلابة من حشيش البرسيم العادي لكنه يفوقه في كمية البروتئين، ولذا يعطي معه في حالتي الأخضر واليابس أغذية نشوية (كربوهيدراتية) كالشعير والذرة ليتوازن الغذاء، ويمكن تطبيق عملية (السيلاج) على الفصفصة اليابسة أيضاً، ففي بلاد الشام وأمثالها التي لم تعتد على زراعة البرسيم الشتوي ويعوزها العلف الأخضر في المزروعة والموفورة لديها في الصيف فتمونها وتجدها جاهزة في أيام البرد والثلج، وتتغذى ماشيتها حين يكون الغذاء الجيد عزيز الوجود.
إرض الفصفصة
تفيد الفصفصة الأرض التي تتركها حيث تخلف فيها خصباً عالياً، فقد حسب كاسبارن أن جذور الفصفصة وبقاياها الأخرى يبلغ وزنها 3000 كغ في الدونم، وفيها 95 في المئة آزوت، أي: أنها تترك في الأرض 5، 28 كغ من الأزوت بعد لبوثها عشر سنوات، وهي ثروة ممتازة جداً تورث الزروع التي تعقب الفصفصة قوة عظيمة إلى عدة سنوات.
أعداء الفصفصة
للفصفصة أعداء كثيرة من النباتات والطفيليات، نعد منها بادئ ذي بدء الأعشاب المضرة السنوية والمعمرة، يتقى شرها بالعزق والتمشيط أو الإبادة باليد ، وأضر الطفيليات التي تعتريها هي الهالوك والحامول.
1- الهالوك: CuSeute ويدعى خانق الكرسنة، وهو نبات طفيلي من ذوات الزهور، ومن الفصيلة المحمودية، وأصنافه كثيرة له نوعان:
الأول: زهرته بيضاء أو مصفرة.
والثاني: زهرته مزرقة وهو لا ينمو إلى على سوق النبات المصاب به، وعلى أجزائه التي في الهواء، له بزور صغيرة جداً تنبت في التراب، ويخرج منها سويق يهتز حتى إذا صادف نباتاً يناسبه التصق به والتف عليه وأدخل فيه زوائد ماصة تمتص نسغه ويصير بعدئذ قادراً على النمو والتغذي والاستناد، فإذا ارتكز عمل حولها وداخلها شبكة كثيفة مؤلفة من سوق دقيقة خيطية صفراء ضاربة للحمرة ليس عليها أوراق بل خراشف ذات براعم يحصل فيها شعب جانبية.
والهالوك ينتشر إذا كانت بذوره مختلطة مع بذور الفصفصة وأمثالها، وهو يصيبها ويصيب الورد، ونباتات السياج المختلفة، والبصل وغراس التفاح وغيرها، يتقى ظهوره بأن تزرع البذور النقية الخالية منه، وإذا ظهر لا بد من قلعه قبل إثماره مع الزرع الذي يكون متسلقاً عليه وحرقهما معاً، وإذا انتشر في الحقل كله تحرث أرضه وتبور سنة أو أكثر.
2- الحامول: Orobanche ويدعى: الجعفيل وهو نبات طفيلي من ذوات الزهور ومن الفصيلة الباذنجانية، له زهرة سنبلية، وساق منتصبة ضاربة للصفرة أو الحمرة يستولي على جذور النبات المزروع، بخلاف الهالوك ليس لجذوره هو أشعار ماصة تأخذ المواد المغذية من التراب بل هي تلتصق بالنبات الذي تصادفه وتمتص منه النسغ وتهلكه، يتقي ظهوره بانتقاء البذور الخالية منه بالغرابيل التي لا ثمر منها بذور القنب والفصفصة وما يماثلها في حجمها، وبعدم استعمال الزبل الذي قد يكون محتوياً على بذور الحامول التي تحفظ قوتها الإنتاشية طويلاً، وإذا ظهر تقلع سوقه المزهرة قبل تكون بذوره، وإنتاشها في الحقل كما تقلع الفصفصة التي حوله وتحرق معه، وهذه لا يجوز إعطاؤها للحيوانات خصوصاً إذا كون بذوره لئلا يتطرق إلى الأرض مع بذارها، كما تعدم وتحرق الأعشاب التي تتطفل عليها كالنجيل، والعليق، والعاقول، والجلبان وغيرها.
والأمراض التي تصيب الفصفصة أيضاً كثيرة أهمها:
1- البياض: Mildiou الذي يغير لون الأوراق فتصفر وتفقد قوتها الغذائية وتضمحل.
2- الصدأ: Rouille ويعالج بحش الفصفصة المصابة بمجرد ظهوره على أوراقها مع عدم رعي الماشية في أرضها، وفي غوطة دمشق حشرة تصيب الفصفصة تدعى (دودة الفصفصة).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|