خدمة البطاطا بعد الزرع

1- السقي: تحتاج البطاطا في الأراضي المسقوية إلى السقي بانتظام، فهي تنبت وتظهر أقسامها الخضراء على وجه الأرض عقيب زرعها بـ 20- 25 يوماً أو أقل.

فعندما تكبر هذه الأقسام وتصير بعلو 20-25 سم وتشرع الدرنات في التكوين والظهور بحجم بيض الحمام أو الدجاج تسقى للمرة الأولى أي: إنها لا تسقى إلا في ذلك الحين أي: بعد زرعها بـ 25-30 يوماً، أما إذا أخذت التربة تجف بسرعة كما يحصل في الأماكن الحارة والأتربة الخفيفة فإنه يجوز السقي قبل ذلك الحين لمعاونة الفروخ النابتة على الظهور فوق سطح الأرض، وبعد السقية الأولى المذكورة يمسك لها فترة سقي (عدان) مداها كل 10-15 يوماً حسب طبيعة التربة وحرارة الجو، ثم تقل الفترة إلى 6-8 أيام حسب حاجة التربة والجو، وينبغي أن لا تطول المدة خوفاً من تشقق التربة فتتعرض الدرنات إلى الجفاف، خصوصاً وأن حرارة الجو اذ الك آخذة بالارتفاع.

والبطاطا تطلب أن تكون الرطوبة متوفرة في التربة بنسبة غير ضارة، ولذا كان السقي الخفيف المتكرر أفيد للمحصول من العزق مدة والعطش مدة اخرى، هذا ولا بد من الامتناع عن السقي أي: لا بد من تعطيش البطاطا قبل قلع المحصول بمدة تكفي لجفاف سطح الدرنات مدة هذا التعطيش تختلف حسب طبيعة التربة وميعاد الزراعة، وهي مادة نحو أسبوعين للزراعة الصيفية وأربعة أسابيع للزراعة الشتوية المسقوية.

2- العزق ((النكش)): بعد السقية الأولى وحينما يجف وجه التربة خلال يومين أو ثلاثة تعزق أرض البطاطا بالفؤوس أو المناكيش عزقاً سطحياً على شرط الاحتراس من أن تصاب الدرنات بأذى أثناء العزق فيتأثر المحصول.

وفائدة العزق هي زيادة الأعشاب وخاصة النجيل والرزين والجعفيل وأمثالها التي تضر البطاطا أضراراً عظيمة وفي كسر الشقوق الرفيعة في التربة التي تدعى الأنابيب الشعرية حفظاً للرطوبة ومنعاً لتأثير الشمس في الدرنات فتحضر وتصير عرضة للأمراض الفطرية وغيرها، وعملية العزق تؤتى 5-6 مرات إلى أن تكبر النباتات وتغطي الأرض ويتعذر نمو الأعشاب الضارة، فيوقف العزق بالمناكيش وتصير إبادة الأعشاب باليد إذا دعت الحاجة، أما إذا كانت البطاطا مزروعة في أرض بعلية يكون العزق واجباً، وأكثر فائدته حينئذ هي في تفكيك ذرات التراب السطحية لمنع تبخر مياه المطر المدفونة في التربة، وهو يكرر 5-6 مرات لهذه الغاية مع التحضين، ويمنع العزق عندما يغطي نبات الأرض فإذا ظهرت أعشاب بعد ذلك تقلع باليد.

3- التحضين: ويدعى في لبنان: (التخنيق) وفي مصر: (اللف) هو عملية يرفع بها التراب ويلف حول سوق النباتات، وهي تساعد على تكثير الدرنات المتكونة من الجزء المدفون للساق فضلاً عن حفظها من الأمراض ومن الشمس كما سبق القول. هذا إلى أن الدرنات المذكورة تصير كبيرة وأرضية أي: لا تظهر درنات صغيرة ولا هوائية خضراء، والتحصين يعمل بالتتابع على مرتين أو ثلاث مع عملية العزق الثانية أو الثالثة، وتستعمل فيه المجارف اليدوية إذا كانت المساحة صغيرة، أما إذا كانت كبيرة تستعمل المحاريث البلدية وذلك بحرث القسم البائرين الخطين المغروسين فتتكون متون مرتفعة تشغل بادرات البطاطا قمتها وتستعمل بطون الخطوط في سقايتها على طريقة الرشح.

أو تستعمل المعازق التي تجرها الخيل أو الجرارات، ولهذه المعازق مقالب صغيرة تقلب التراب إلى يمين المتن ويساره فيجتمع التراب حول ساق نبتات البطاطا على طول المتن ويحضنها ويزيد مداها الحيوي، ويكون بطن الخط قد تهيأ أيضاً لجريان ماء السقي أكثر، هذا وفي حالة زراعة البطاطا على متون يؤخذ التراب من الجهة البطالة إلى العمالة، وفي حالة زراعة البطاطا على سطور مستوية تجري بإقامة متون على طول هذه الخطوط فتظهر البطاطا راكبة عليها.

4- التسميد: أن البطاطا تسمد أرضها قبل الزرع بالأزبال العضوية والأسمدة الفسفاتية والبوتاسية، وبعد الزرع بنترات السودا أيضاً لتنشيط نموها، وذلك قبل السقية الثانية، إلا إذا كانت كميات النيترات كبيرة فيوضع نصفها قبل السقية الأولى والنصف الآخر قبل الثانية بمعدل 15-20 كغ الدونم.

5- الرش: يفيد رش البطاطا بمزيج بوردو المؤلف من كبريتات النحاس والكلس، وذلك قبل الازهرار تماماً ضد مرض اللفحة (الميليديو) كتدبير واقي، ويعاد الرش مرة ثانية بعد أسبوعين أو ثلاثة.