اكتشف الفلكيون المعادن في 43 نيزكاً سقطت على الأرض منذ ما يقارب 470 مليون سنة، ومن خلال التحاليل المخبرية لاحظ العلماء أن أكثر من نصف هذه النيازك تتكون من حبيبات معدنية غير موجودة أو نادرة جدا في النيازك التي تسقط في الفترة الحالية، وهذا يعني أنه من المفترض إعادة النظر في معرفتنا الحالية عن تاريخ وتطور المجموعة الشمسية.

جاءت هذه النتائج بعد دراسة أجراها الصيف الماضي البروفيسور "بيرغر شميتز" Birger Schmitz أستاذ الجيولوجيا في جامعة لوند السويدية Lund University، عندما وجد بالصدفة نيزكا قديما من نوع وصف منقرض أي "نيزك ديناصوري" a meteorite dinosaur، واطلق الفلكيون على هذا النيزك اسم Österplana 065 واكتشف في احد المحاجر خارج مدينة لينشوبينغ Linköping في السويد، واطلق على هذا النيزك وصف المنقرض extinct بسبب تركيبه غير المألوف، الذي يختلف عن تركيب جميع أنواع النيازك المعروفة، ولأنه تكون أيضا في جرم سماوي تم تدميره في العصور القديمة من عمر المجموعة الشمسية.

أدى اكتشاف هذا النيزك إلى وضع فرضية جديدة وهي أن النيازك التي سقطت على الأرض قبل حوالي 470 مليون سنة كانت تختلف عن النيازك الحالية، كما أن النيازك القديمة لم تعد تسقط على الأرض حاليا، وفي تعليقه على هذه الفرضية يقول البروفيسور شميتز أن النتائج المخبرية التي أجريت على النيازك المعدنية المعروفة التي يصل عددها إلى 43 نيزكا تتوافق مع هذه الفرضية، وهي أن النيازك التي كانت تقع قبل 470 مليون سنة مختلفة عن الحالية، لكن الواضح حاليا في النظام الشمسي مستقر وليس مضطربا كما كان في بدايته، ونحن لا نزال نفترض ذلك دائما، وإذا كان النظام الشمسي مستقرا فمن المفترض أن تكون النيازك متشابهة في كل الأوقات، لكن الواقع هو العكس تماما.

أجرى الباحث شميتز البحوث برفقة زملاء له في جامعة لوند، بالإضافة لباحثين من جامعة شيكاغو University of Chicago وجامعة ويسكنسون ماديسون University of Wisconsin-Madison، وكانت نتائج هذه البحوث غير متوقعة، حيث كشفت عن وجود شيء ما وجد في المجموعة الشمسية قبل حوالي 500 مليون سنة، وربما أشارت معتقدات أخرى إلى أن هنالك تغيرات مهمة حدثت في وقت ما من عمر المجموعة الشمسية، وهذا يعني وفقا لرئيس الفريق العلمي أنه يمكن ليس فقط معرفة ماضي الكرة الأرضية وإنما الماضي البعيد للمجموعة الشمسية أيضا.