المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Moment
22-2-2021
المقتضب (باب ما كان على ثلاثة أحرف مما آخره حرفُ لينٍ)
1-03-2015
التصوير الحكمي للمــوطــن
4-4-2016
مُبادِل حراري heat exchanger
27-11-2019
المنافسة العلمية والدراسية والأدبية من اسباب الخوف عند الكبار
22-04-2015
بعض الفوائد الطبية للخس
31-3-2016


الفرق بين التربية والاخلاق  
  
15067   01:27 مساءً   التاريخ: 17-2-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص25-28
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

هناك فرق بين التربية والاخلاق، مع ان الاخلاق نفسها نوع من التربية، وهي بمعنى اكتساب خلق حالة وعادة، اذن فما هو الفرق بين التربية والاخلاق؟ ان التربية... تشير الى مفهوم التنمية والبناء فقط، ومن جهة نظر التربية لا يوجد فرق في كيفية التربية، أي انه في مفهوم التربية لم تقحم القداسة كي نقول: ان (التربية) معناها تنمية الشخص بنحو يتمكن معه على خصائص ترفعه عن مستوى الحيوان، بل ان التربية الروحية تربية ايضاً. وهذه الكلمة تطلق على الحيوانات ايضا فبالإمكان تربية الكلب ليكون سلوكه جيدا مع صاحبه، وليكون حارسا للماشية من خطر الذئب او لحراسة البيت، فكل هذه الامور تربية. وان هذه الجيوش التي تشكلها اغلب الدول الاستعمارية من الجناة الذي يدربون على الاجرام، بنحو لا يتورعون معه من ارتكاب أي جريمة ويمتثلون لكل امر من دون ان يفكروا فيه، ان هذا العمل تربية ايضاً. واما في مفهوم الاخلاق فقد لوحظت القداسة، ولذا لا تستعمل كلمة الاخلاق في الحيوانات فمثلا لو انهم قاموا بتربية حصان، فلا يقال لهم انهم علموه الاخلاق؛ لان الاخلاق مختصة بالإنسان، ويمكن فيها نوع من القداسة ولذا لو اردنا ان نتكلم بحسب المصطلح علينا ان نقول: ان فن الاخلاق وفن التربية ليسا متحدين بل توجد اثنينية بينهما، فان فن التربية يطلق حينما يكون المراد مطلق التنمية ، باي صورة كانت وهذا يكون تابعا للهدف لتنميته واما علم الاخلاق أو فن الاخلاق فلا يكون تابعاً لأغراضنا حتى نقول: إن الاخلاق هي اخلاق كيفما قضت التنمية والانشاء، كلا فان هناك لونا من القداسة في مفهوم الاخلاق، فعلينا ان نجد الملاك والمعيار لهذه القداسة، فيقول بعضهم ان المعيار والملاك في الفعل الخلقي، يكون مبنياً على حب غيره لا على اساس حب الذات؛ لان الانسان لا يمكن ان يكون فعله الارادي كالتكلم او المشي بلا هدف. ولكن في بعض الاحيان يكون مراد الانسان من الفعل الذي يأتي به هو تحصيل المنفعة لنفسه. او دفع الضرر عنها.

وهذا الشيء لا نسميه فعلا خلقيا لان كل كائن حي بحكم طبيعته يتجه غريزياً نحو ما يؤمن منافعه وما يدفع عنه الضرر ولكن ما ان يخرج فعل الانسان عن نطاق (الانا) ويتحلى بحب غيره لأجل جلب المنافع لهم او دفع الضرر عنهم فانه يكون فعلا خلقياً، من الممكن ان نعبر عن هذه النظرية بهذا التعبير (ان معيار الفعل الخلقي هو الايثار) لكن في بعض الاحيان يؤثر الانسان غيره على نفسه لأجل حب الشهرة والسمعة او لأجل التعصب القومي والعشائري، او لأجل ان يتخلد اسمه في التاريخ وغير ذلك وما هم الا انانيون كبار. فأذن لا يمكن جعل مجرد الايثار معيارا للفعل الخلقي، بل المعيار هو كل فعل (لو لم يكن الله موجودا لا يبيح كل شيء ومراده انه سيوف لا يكون هناك أي شيء يمنع الانسان من ان يرتكب العمل المنافي للخلق لولا وجود الله، وقد اوضحت التجربة انه في الموضع الذي يفرق فيه بين الدين والاخلاق تكون الاخلاق متأخرة جداً، ولم ينجح أي من المذاهب الخلقية اللا دينية في برامجه. وان القدر المسلم به وهو ان الدين في الاقل ضروري لا يكون دعامة للأخلاق الانسانية، من هنا يرتفع الهتاف بتعابير مختلفة، ان البشر مهما تقدموا في الصناعات وصنع الحضارة، فانه قد يتأخرون في الاخلاق. لماذا؟ لأنه لم يكن وجود للمذاهب الخلقية فان المذاهب الخلقية القديمة لم تكن سوى اعتقادات، وبمقدار ما يضعف الدين والايمان، تضعف الاخلاق، وهنا يجب ان نعير قيمة عالية للأيمان في الاقل لأنه دعامة الاخلاق، وان لم يكن هو الضامن والمتكفل الوحيد لتطبيقها ويرى بعضهم ان الاخلاق نسبية خاصة، وان التغيرات الاقتصادية تقوم بتغيير الاخلاق دائماً. فان الاخلاق في عصر العبيد غير الاخلاق في عصر الزراعة وان الاخلاق في عصر الزراعة غير الاخلاق في عصر الالة. وان الكثير من الامور كالأمور المرتبطة مثلا بالمرأة والرجل والعفة وغيرها من اخلاق مرحلة الزراعة، وان العهد الصناعي يستوجب اخلاقا اخرى ويستندون ايضا الى هذه الكلمة المنسوبة لأمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تقسروا اولادكم على آدابكم، فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)(1)، ان الذين يؤمنون بنسبية الاخلاق ويقولون مثلا كانت العفة في يوم ما صفة حسنة في المجتمع على مستوى حاجة المجتمع وظرفه؛ لان الحياة كانت زراعية وكان مقتضى حياة المصلحة، لذاك ان من المستحسن التأكيد على تأصيل العفة. ولكن بعد ذلك ظهرت الحياة الالية وجرت المرأة في خضم المجتمع وداخل المعامل. فالعفاف كان يوما ما خصلة جيدة واما الان فانه ليس كذلك فان هذا الكلام غير صحيح. فان العفة معناها انصياع القوة الشهوانية لسلطان العقل والايمان وعدم الخضوع لقوة الشهوة. اذن العفة جيدة في جميع الاحوال. نعم ان خروج المرأة الى المجتمع لضرورة تتطلبها الحاجة، او قيام المرأة بدورها او تكليفها الشرعي، فهذا لا يعني فقدانها عفتها وبالأخص اذا كانت ملتزمة بالحجاب الشرعي، وانما الذي يتغير هو الحال او الفعل فمثلا ان الحاجة تتطلب وجود طبيبة لان الشرع يحرم للطبيب ان يمس جسد المرأة والنظر الى عورتها.

المسألة الاخرى المرتبطة بنسبية الاخلاق هي التربية، اذ لو كانت الاخلاق نسبية فسوف لا يمكننا ان نضع قواعد ثابتة ومناسبة للتربية.

ولذا تكون هذه النظريات واهية الا اذا استقرت على اساس من الاعتقاد الديني بالله (سبحانه وتعالى) اذن تعريف الفعل الخلقي هو: ذلك الفعل الذي لا يكون الهدف منه المنافع المادية الفردية سواء فعله الانسان لأجل احساسه بحب النوع او لأجل الفعل او لأجل روحه او لأجل استقلال روحه وعقله او لأجل الذكاء فاذا لم يكن فيه (الأنا) والمنفعة الفردية يكون الفعل خلقيا. بل ان الفعل الخلقي هو الفعل الذي لا يكون هدفه تحصيل المنافع المادية الدنيوية سواء كان الاثر الذي ينشأ منه في هذه الدنيا هو ايصال النفع الى الغير او أي شيء اخر.

وبناءً على هذا فان الجذر الرئيسي الذي يجب سقيه هو الاعتقاد بالله وفي ضوء الاعتقاد بالله لا بد من تقوية احساسي حب النوع وتنمية حس الجمال وتقوية الاعتقاد بالروح المجردة والعقل المجرد والعقل المستقل عن الجسد (2).

_____________

1ـ شرح نهج البلاغة : 20/267

2ـ التربية والتعليم في الاسلام.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.