أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-5-2020
1828
التاريخ: 29-6-2016
5407
التاريخ: 26-7-2019
1807
التاريخ: 26-1-2016
11622
|
لمحة تاريخية واجتماعية: قامت الدولة البابلية القديمة حوالي عام 2006ق.م على اثر سقوط سلالة أور الثالثة السومرية على يد الأمويين. وهم فرع من الأقوام العربية القديمة التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية, متجهة نحو بوادي الشام والعراق. ثم توغلت جماعات منهم في بلاد بابل منذ أواخر الالف الثالثة قبل الميلاد, حيث استطاعوا السيطرة على المدن التابعة لإمبراطورية أور الثالثة تدريجياً, وتكوين دولة بابل الأولى. وانتهى حكم هذه السلالة عام 1595 ق.م على أثر سقوط دولتهم على يد الجيوش الحثية الغازية .
وتقسم هذه الفترة إلى قسمين: الأول: ويشمل العهد القديم وحتى مجيء الملك حمورابي إلى الحكم, ويشمل بقية العهد البابلي القديم, أي عصر حمورابي (1) .
وقد كان نظام الحكم عند البابليين ملكاً وراثياً, ويختار ولي العهد في الحياة الملك حيث يفرض البيعة والولاء له على الأمراء والوجهاء, ورجال الجيش وأمراء الأقاليم, ثم رأي الآلهة عن طريق الفأل والكهانة, ويتألف المجتمع البابلي من عدة طبقات هي (2) :
ـ الطبقة العليا وهم النبلاء ويأتون بعد الملك .
ـ طبقة الناس الأحرار, وهم أصحاب المهن والحرف والمصارف والتجار والأطباء والكتبة والصنّاع .
ـ الطبقة الوسطى من الأحرار والفلاحين والأجراء (موشكينو) .
ـ طبقة العبيد .
أما فئة ساكني القصور أو الأسرة المالكة, وفئة ساكني المعابد أو رجال الدين فلا تدخلان في الاطار الطبقي, بل تقفان في أعلاه .
وقد استندت الحياة الاجتماعية البابلية على الأسرة التي تتكون عن طريق الزواج بامرأة واحدة شرعية بوثيقة مكتوبة تحدد حقوق وواجبات الزوجين أمام الشهود. ويستطيع الرجل ـ حسب شريعة حمورابي ـ الزواج بأخرى إذا لم تنجب زوجته الأولى أطفالاً. كما شاع التبني بهدف الابقاء على العائلة وحفظ اسم الأب, وكانت العائلة مؤلفة من الزوج والزوجة والأبناء الشرعيين والمتبنين. أما العبيد والإماء فلا يعودون من صلب العائلة وإنما كجزء من ممتلكاتها(3).
وقد عبد البابليون والأشوريون آلهة عديدة. كما تدل النصوص المتوافرة. فقد كان لكل مدينة إلاها الذي يتملك معبدها ويحميها ويعظمه أهلها, ويساعده عدد كبير من الآلهة الثانويين. ولم يكن ملك المدينة سوى ممثل لهذا الاله أو كاهن له. وبمرور الزمن قل عدد الآلهة, وتكونت مجموعة منها يرأسها ثلاثة آلهة هي آنون (Anon) إله السماء, والإله إن ـ ليل (En – LiL) إله الأرض , والإله إيبا (Iea) إله البحر .
وتعبّر النصوص والأناشيد والصلوات عند الأشوريين والبابليين عن نزعة واضحة إلى التدين . وعن مشاعر دينية سامية, وكانوا يقدمون الهدايا والقرابين لآلهتهم . كما كانوا يملكون معاني الخير والشر, وينظرون إلى الأوبئة والمحن نظرتهم إلى عقاب توقفه الآلهة. وكانوا يعبدون الموتى مما يدل على أن لديهم أفكاراً عن الحياة الأخرى. إلا أن النصوص التي خلفوها لم تبين ما يشير إلى إيمانهم بالبعث والقيامة أو اعتقادهم بتناسخ الأرواح (4). أما الكهنة عند البابليين والأشوريين فهم ثلاث فئات: المغنون والمنجمون والسحرة الذين كانوا يقومون بالتعليم .
وفيما يتعلق بالتربية عند البابليين (5) لا توجد معلومات دقيقة عن تنظيم المدارس لديهم ولدى الأشوريين, غير أن ما بلغته حضارتهم من مكانة, يتيح لنا أن نفترض أنهم عرفوا العديد من المدارس, فقد كانت المعرفة ضرورية لهم يوفرون بفضلها السعادة والرفاهية لشعبهم ويحتفظون بواسطتها بسمعة وطنهم أمام سواهم . وقد اقتصرت التربية العالمية على السحرة وعلى الطبقات العليا. إلا أن الطفل الذكي يستطيع أن يبلغ مستوى عالياً من الثقافة يتيح له الوصول إلى وظائف الدولة. وكان التعليم فنياً وعملياً بالدرجة الأولى هدفه تكوين تجّار وكتاب ومع ذلك فقد سادت فترة من فترات الدراسات الحرة, فظهر مختصون في الأدب الديني وفي الفلك والتنجيم والتاريخ. وتم التعمق خاصة في علوم التجارة, وقد عرف القوم نظاماً بارعاً في المحاسبة ـ كما حفرت عليها الحروف المسمارية. وقد ساعد اكتشاف الكتب المدرسية المكتوبة للطلاب على التعرف الدقيق على حضارة تلك الشعوب .
هذا وقد كان تعلم الكتابة المسمارية عملية شاقة وصعبة. وكان من يتقنها ينال التقدير والاحترام وقد عثر منقبوا الآثار على اجرة كتبت عليها العبارة التالية :
(من يتفوق في الكتابة على الأجر يتألق نظير الشمس)(6).
اما مراحل التعليم عند البابليين والأشوريين فتتألف من مرحلتين (7) :
أ ـ المرحلة الابتدائية : وكان منهج الدراسة فيما يشمل الدين والحساب والتاريخ والجغرافيا وعلم النحو , وكانت طرق التدريس فيها بدائية تعتمد على التكرار, وكانوا يستعملون الألواح الطينية في الكتابة (8).
ب ـ المرحلة العالية (9) : لقد وجدت التخصصات المختلفة في المدارس العليا التالية :
ـ مدرسة كيش (تل الأحيمير) : كانت كيش من بلاد مملكة أكد, وتبعد عشرين كيلو متراً إلى الشمال الشرقي من مدينة الحلة. وهذه المدرسة قديمة جداً وتعود إلى عصر إسّن. وقد كان التلميذ ملزماً بالذهاب إلى المدرسة ليتعلم ما يحب من المعارف, وقد وجد العديد من الألواح الدينية والأدبية والنحوية واللغوية في بيوت ترجع إلى عهد إسّن. وفي غرف المدرسة كان التلاميذ يتلقون المعارف الأدبية والعلوم وكتابة المقالات الاقتصادية والمستندات التجارية .
ـ مدرسة نبور (نفر): تبعد نبور نحو مائة ميل إلى جنوب مدينة بابل, وقد اكتشفت بين جدرانها ألواح دون على صفحاتها كل ما كان يعلم في مدارس ذلك الزمن من علوم دينية ونظرية بالإضافة إلى أشعار في المطالعة. وأبرز ما وجد جداول الألفاظ المترادفة والأرقام الرياضية, وجدول الضرب, وقوائم بأسماء الجبال والبلدان والنباتات والأحجار والجداول التاريخية بأسماء الملوك والحوادث التي وقعت في أيامهم, والألواح الفلكية والطبية والدينية وكذلك الأدعية والصلوات والتسابيح والتعاويذ .
ـ مدرسة سِبّار (أبو حبة) (Sippar): تقع اليوم في أطلال أبو حبة غرب المحمودية, وتبعد عن بغداد حوالي عشرين ميلاً, وهي أول مدرسة منظمة في العالم. وقد وجد فيها الفرنسي فنسان شيل ألواحاً مدرسية وجداول علامات الكتابة, ومقاطع لغوية, وموازين تصريف الأفعال, وتمارين الانشاء وجدول المقاييس وجدول الضرب, وهناك أيضاً الالواح الفلكية والتاريخية والادبية كالأدعية والصلوات, تلك الكتابات التي يتلقاها من يطمح إلى درجة الكهنوت. وقد كانت المدرسة كبيرة الأرجاء واسعة الساحات, وكانت مدرسة مختلطة وهي أول مدرسة منظمة في عهد حمورابي (1792 – 1750 ) ق.م.
ـ مدرسة بورسبّا (Borsippa): تقع اليوم جنوب غرب الحلة, وكانت تقوم في أخربة هيكل نبو إله المعرفة ومخترع الكتابة والرسائل. وقد اكتشفها البحاثة أوبر. وقد وجد فيها ألواحاً كثيرة في شتى العلوم. وكانت مقصد الغربيين والشرقيين يدرسون فيها شتى العلوم كعلم الكلام.
ـ مدرسة بابل (10): لقد كانت مدينة بابل مركز نشاط فكري حافل, وكان الملك نفسه يرعى في قصره مدرسة عليا تُدّرس فيها اللغات والعلوم الطبيعية والفلك والرياضيات. ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات. وتنفق الدولة على الطلبة فيها, وعندما ينهون الدراسة يقوم الملك بامتحانهم بدقة ليختبر ذكائهم وحكمتهم. وفي هذه المدرسة تلقى النبي دانيال وأصحابه علوم زمانه. وقد كشفت الحفريات الحديثة في مدن العراق القديمة عن طائفة من المؤلفات حول شتى جوانب المعرفة الإنسانية في الرياضيات والفلك والتنجيم والقانون والطب والعلوم الطبيعية والجغرافيا إلاّ أن الطب لم يزدهر كثيراً لان القوم كانوا يردون الأمراض لأثر الأرواح الشريرة ويعالجونها عن طريق التعاويذ والأناشيد الدينية .
______________
1ـ عامر سليمان وزميله : محاضرات في التاريخ القديم . مركز البحوث الأثرية والحضارية كلية الآداب الموصل , ص119 .
2ـ طه باقر , مقدمة في تاريخ الحضارية القديمة : ج1 , منشورات دار البيان ومطبعة الحوادث بغداد , 1973 , ص530 – 535 . وأيضاً نور الدين حاطوك وآخرون : موجز تاريخ الحضارة ج1 مطبعة الكمال , دمشق , 1965 , ص171 .
3ـ ويلابورت : بلاد ما بين النهرين (الحضارة البابلية والأشورية) ترجمة كمال محرم , مراجعة عبد المنعم أبو بكر , ص88 . أيضاً : رضا جواد الهاشمي . نظام العائلة في العهد البابلي القديم , مكتبة الأندلس و بغداد , 1971. ص 203 .
4ـ عبد الله عبد الدايم : التربية عبر التاريخ , مرجع سابق ص39 – 41 .
5ـ عبد الله عبد الدايم : التربية عبر التاريخ , مرجع سابق ص39 – 41 .
6ـ طه باقر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة, مرجع سابق , ص409 . أيضاً برستد : العصور القديمة . تعريب داوود قربان , بغداد ص100 – 101 .
7ـ روفائيل أبو اسحق : مدارس العراق قبل الاسلام . مطبعة شفيق , بغداد 1955 . ص10 .
8ـ المرجع السابق ص9 .
9ـ المرجع السابق ص6-24.
10ـ عبد الله عبد الدايم : التربية عبر التاريخ, المرجع السابق ص42 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|