الإحتفالات في الأعياد من المستحدثات التي لا وجود لها عند السلف وأهل العلم |
691
12:47 مساءً
التاريخ: 8-2-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2017
1806
التاريخ: 20-11-2016
723
التاريخ: 8-2-2017
879
التاريخ: 8-2-2017
641
|
[جواب الشبهة] :
المولد عيد عند البعض، وما يفعل فيه :
قال القسطلاني : «...ولا زال أهل الاسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام، ويعملون الولائم، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السر ويزيدون في المبرات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم».
إلى أن قال: «فرحم الله أمرئ اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض، وأعياه داء.
ولقد أطنب ابن الحاج في المدخل في الإنكار على ما أحدثه الناس من البدع والأهواء، والغناء بالآلات المحرمة عند عمل المولد الشريف، فالله تعالى يثيبه على قصده الجميل»(1). وقال ابن عباد في رسائله الكبرى: «... وأما المولد فالذي يظهر لي: أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسم من مواسمهم، وكل ما يفعل فيه مما يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، ومن إيقاد الشمع، وإمتاع البصر والسمع، والتزين بلباس فاخر الثياب، وركوب فاره الدواب، أمر مباح لا ينكر على أحد»(2).
وعن ابن حجر انه قال: «واما ما يعمل فيه، فينبغي الاقتصار على ما يفهم منه الشكر لله تعالى، من التلاوة، والإطعام، والصدقة، وانشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية...وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو، وغير ذلك، فما كان من ذلك مباحا، بحيث لا ينقص السرور بذلك اليوم، لا بأس بل بإلحاقه به، وأما ما كان حراما، أو مكروها، فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى»(3).
ابن تيمية...والغناء في العيد
وقد أوضح ابن تيمية: أن العيد لا يختص بالعبادة، والصدقات، ونحوها، بل يتعدى ذلك إلى اللعب، وإظهار الفرح أيضا.
وقد رأى ابن تيمية: أن لذلك أصلا في السنة، أي في الرواية التي تذكر أنه قد كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم جوار يغنين، فدخل أبو بكر فأنكر ذلك، وقال: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله ؟
فقال له النبي (صلى الله عليه واله): أن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا هذا اليوم. (4).
وأضاف: «إن المقتضي لما يفعل في العيد، من الأكل والشرب، واللباس والزينة، واللعب والراحة، ونحو ذلك، قائم في النفوس كلها، إذا لم يوجد مانع، خصوصا نفوس الصبيان، والنساء، وأكثر الفارغين» (5).
ولكننا نعتقد: أن الرواية المتقدمة لا أساس لها من الصحة، لأن الروايات في ذلك متضاربة ومتناقضة، ولأن أكثرها يدل على حرمة الغناء، حيث لا يعقل أن يحلل الشارع ما يعتبره العقلاء من مزامير الشيطان... إلى آخر ما ذكرناه في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم / ج 2 / ص 314 ـ 329، فليراجع...
الغناء في العيد عند اهل الكتاب:
والغريب في الامر اننا نجد ابن كثير الحنبلي، حينما وصل به الكلام الى الحديث عن مريم اخت عمران، التي كانت في زمان موسى، يقول:
«...وضربها بالدف في مثل هذا اليوم، الذي هو أعظم الأعياد عندهم، دليل على أنه قد كان شرع من قبلنا ضرب الدف في العيد...» (6).
ثم نراه يحكم بجواز ذلك في الأعياد، وعند قدوم الغياب، تماما على وفق ما استنبطه من رواية مريم، وذلك استنادا للرواية المتقدمة، التي استند إليها سلفه ابن تيمية.
التهنئة في العيد:
قال ابن حجر الهيثمي: «وأخرج ابن عساكر، عن إبراهيم بن أبي عيلة، قال: دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد، والناس يسلمون عليه ويقولون: تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين، فيرد عليهم، ولا ينكر عليهم.
قال بعض الحفاظ الفقهاء من المتأخرين: «وهذا أصل حسن للتهنئة بالعيد والعام، والشهر، انتهى. وهو كمال قال، فان عمر بن عبد العزيز كان من أوعية العلم والدين، وأئمة الحق والهدى الخ...» (7).
وقبل ذلك نجد أن هذا النص قد قاله عمرو الانصاري لأبي وائلة فيرد عليه بنفس العبارة (8):
وليت شعري، لماذا لا تكون تهنئة الشيخين لعلي يوم الغدير أساسا للتهنئة في العيد (9).
المولد في جميع الأقطار الاسلامية
وقال السخوي : «لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الاسلام، من سائر الأقطار، والمدن الكبار يعملون المولد، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم» (10).
من خواص المولد:
قال ابن الجوزي: «ومن خواصه: أنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام» (11).
«وحكى بعضهم: أنه وقع في خطب عظيم، فرزقه الله النجاة من أهواله بمجرد أن خطر عمل المولد النبوي بباله» (12).
استحباب القوم
وقد ذكروا: أنهم كانوا حينما يقرؤون المولد، فإذا وصلوا إلى ذكر ولادته (صلى الله عليه واله) يقومون وقوفا، احتراما واجلالا، وقد تكلموا في حكم هذا القيام:
فقال الصفوري الشافعي: «مسألة القيام عند ولادته، لا إنكار فيه، فإنه من البدع المستحسنة. وقد أفتى جماعة باستحبابه عند ذكر ولادته. وقال جماعة بوجوب الصلاة عليه عند ذكره، وذلك من الإكرام والتعظيم له (صلى الله عليه واله)، وإكرامه وتعظيمه واجب على كل مؤمن. ولا شك أن القيام له عند الولادة من باب التعظيم والإكرام...» (13).
النعمة الكبرى على العالم :
هذا....وقد ألف العديد من الكتب والرسائل، ونشرت بحوث كثيرة، تتحدث عن مشروعية المولد النوبي، وسائر المواسم والمراسم، هذا عدا عن البحوث المبثوثة في الكتب المختلفة، المؤلفة لأغراض أخرى ...
وعلى هذا...فليس كتاب التنوير لابن دحية، ثم رسالة السيوطي، المسماة بحسن المقصد، ولا المولد الذي ألفه ابن الديبع هي البداية، ولا النهاية في هذا المجال.
ولكن ما لفت نظرنا هنا هو ذلك الكتاب المطبوع باسم: «النعمة الكبرى على العلام، في مولد سيد ولد آدم»، والمنسوب إلى شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي الشافعي. وهو اسم صاحب الكتاب المعروف المسمى: بالصواعق المحرقة.
حيث قد تضمن هذا الكتاب كلمات منسوبة إلى ابي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي عليه السلام، والحسن البصري، والجنيد البغدادي، ومعروف الكرخي، وفخر الدين الرازي، والإمام الشافعي، والسري السقطي.
ونحن نشك في نسبة تلك الكلمات الى هؤلاء، وذلك لأننا لم نعثر على شيء منها في المصادر الاخرى، التي في حوزتنا، وإن كنا لا ندعي أننا بلغنا الغاية في الإستقصاء.
وعلى كل حال فإننا نكل أمر هذه المنسوبات، وأمر الكتاب ومؤلفه الحقيقي إلى الله، فهو المطلع على السرائر، والمحيط بما في الخواطر...
_____________
1 ـ المواهب اللدنية / ج 1 / ص 27 وراجع: ايضا السيرة النبوية لدحلان / ج 1 / ص 24، والسيرة الحلبية / ج 1 / ص 83 و 84.
2 ـ راجع: القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل / ص 175.
3 ـ تلخيص من رسالة حسن المقصد للسيوطي، والمطبوعة مع: النعمة الكبرى على العالم / ص 90.
4 ـ اقتضاء الصراط المستقيم / ص 194 ـ 195، والرواية في ص 193 عن الصحيحين. وراجع: صحيح البخاري / ج 1 / ص 111 ط الميمنية ، وصحيح مسلم / ج 3 / ص 22، والسيرة الحلبية / ج 2 / ص 61 ـ 62، وشرح مسلم للنووي بهامش إرشاد الساري / ج 4 / ص 195 ـ 197، ودلائل الصدق / ج 1 / ص 389، وسنن البيهقي / ج 10 / ص 224، واللمع لأبي نصر / ص 274، والبداية والنهاية / ج 1 / ص 276، والمدخل لابن الحاج / ج 3 / ص 109، والمصنف / ج 11 / ص 104، ومجمع الزوائد / ج 2 / ص 206 عن الطبراني في الكبير.
5 ـ اقتضاء الصراط المستقيم / 195.
6 ـ البداية والنهاية / ج 1 / ص 276.
7 ـ الواعق المحرقة / ص 223.
8 ـ مجمع الزوائد / ج 2 / ص 206 عن الطبراني في الكبير.
9 ـ راجع كتاب: الغدير، للعلامة الأميني، الجزء الأول.
10 ـ السيرة الحلبية / ج 1 / ص 83 ـ 84، والسيرة النبوية لدحلان / ج 1 / ص 24، وراجع تاريخ الخميس / ج 1 / ص 223.
11 ـ المواهب اللدنية / ج 1 ص 27، وتاريخ الخميس / ج 1 ص 223 وجواهر البحار / ج 3 / ص 340 عن احمد عابدين، والهيثمي والقسطلاني ، والسيرة النبوية لدحلان / ج 1 / ص 24.
12 ـ جواهر العلم / ج 3 / ص 340.
13 ـ نزهة المجالس / ج 2 / ص 80.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|