أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-01
241
التاريخ: 6-05-2015
5475
التاريخ: 9-06-2015
5217
التاريخ: 16-6-2022
1653
|
قال تعالى : {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة : 22].
اُشير في القرآن الكريم إلى حزب الله بآيتين ، الآية مورد البحث ، والآية (56) من سورة المائدة ، وقد أشار في آية واحدة إلى حزب الشيطان ، وفي كلا الآيتين التي تحدّث فيهما عن حزب الله ، أكّد على مسألة «الحبّ في الله والبغض في الله» وموالاة أهل الحقّ.
ففي آية سورة المائدة وبعد بيان مسألة الولاية والحكم ووجوب طاعة الله وطاعة الرّسول ، وطاعة الذين أعطوا الزكاة في صلاة (الإمام علي (عليه السلام)) يقول سبحانه : {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة : 56]
وفي الآيات مورد البحث ـ أيضاً ـ أكّد سبحانه على قطع (الودّ) مع أعداء الله ، وبناءً على هذا فإنّ خطّ «حزب الله» هو خطّ الولاية نفسه ، والبراءة من غير الله ورسوله وأوصيائه. وفي المقابل عندما يصف «حزب الشيطان» ، الذي اُشير إليه في الآيات الآنفة الذكر من هذه السورة ، فإنّ أهمّ ميزة لهم هي النفاق وعداء الحقّ والكذب والمكر ، ونسيان ذكر الله.
والنقطة الجديرة بالذكر هنا قوله سبحانه : {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة : 56] وفي مورد آخر يقول سبحانه : {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } وبالنظر إلى أنّ الفلاح يقترن دائماً مع النصر والغلبة ، لذا فإنّ معنى الآيتين واحد مع وجود قيد ، هو أنّ للفلاح مفهوماً أعمق من مفهوم الغلبة ، لأنّه يشخّص مسألة الوصول إلى الهدف أيضاً.
على عكس حزب الشيطان ، حيث وصفهم سبحانه بالهزيمة والخيبة وعدم الموفّقية في برامجهم والتخلّف عن أهدافهم.
إنّ مسألة الولاية بالمعنى الخاصّ ، ومسألة الحبّ في الله والبغض في الله بالمعنى العامّ ، ورد التأكيد عليهما في كثير من الروايات الإسلامية حتّى أنّ الصحابي الجليل سلمان الفارسي قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) : ياأبا الحسن ، ما اطلعت على رسول الله إلاّ ضرب بين كتفي ، وقال يا سلمان «هذا ـ وأشار إلى الإمام علي ـ وحزبه هم المفلحون»(1).
وحول المورد الثاني ـ يعني الولاية نقرأ في حديث عن الرّسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) : «ودّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان»(2).
وجاء في حديث آخر أنّه : «قال الله تعالى لموسى : هل علمت فيّ عملا قطّ ، قال : صلّيت لك ، وصمت وتصدّقت ، وذكرت لله. قال الله تبارك وتعالى : وأمّا الصلاة فلك برهان ، والصوم جنّة ، والصدقة ظلّ والزكاة والذكر نور ، فأي عمل عملت لي؟ قال موسى (عليه السلام) : دلّني على العمل الذي هو لك. قال يا موسى : هل واليت ليّ وليّاً؟ وهل عاديت لي عدوّاً قطّ ، فعلم موسى أنّ أفضل الأعمال الحبّ في الله والبغض في الله»(3).
وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «لا يمحّض رجل الإيمان في الله حتّى يكون الله أحبّ إليه من نفسه وأبيه واُمّه وولده وأهله وماله ومن الناس كلّهم»(4).
كما توجد روايات كثيرة حول هذا الموضوع في جانبه الإيجابي (حبّ أولياء الله) وكذلك الجانب السلبي (البغض لأولياء الله) ويطول بنا ذكرها هنا ، ومن المناسب أن ننهي الحديث عنها بحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث يقول : «إذا أردت أن تعلم انّ فيك خيراً فانظر إلى قلبك ، فإن كان يحبّ أهل طاعة الله عزّوجلّ ويبغض أهل معصيته ، ففيك خير والله يحبّك ، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحبّ أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحبّ»(5).
_______________________
1. نقل هذا الحديث في تفسير البرهان ، ج4 ، ص312 ، عن كتب اهل السنة .
2. اصول الكافي ، ج2 ، باب (الحب في الله ، ح3).
3.سفينة البحار ، ج1 ، ص199 ، وبحار الانوار ، ج66 ، ص248 ، واصول الكافي
، ج2 ، ص126.
4. بحار الانوار ، ج17 ، ص24.
5. اصول الكافي ، ج2 ، ص136.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|