أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2017
5541
التاريخ: 25-1-2017
1882
التاريخ: 6-11-2016
2564
التاريخ: 18-1-2021
2102
|
تعاقبت على شبه الجزيرة العربية خلال تاريخها القديم عصور كثيرة سبقت عهود الجاهلية بمعناها المحدود بقرون طويلة. وتعددت مصادر البحث فى تاريخ هذه العصور- ويمكن عرضها على النحو التالي:
أولا: الآثار المادية الباقية: وهذه تبدأ بما خلفه إنسانها البدائي القديم في دهوره الحجرية من أدوات حجرية متواضعة، وما خطه من رسوم بدائية متفرقة. ثم تتضمن أساسًا ما تركته الجماعات العربية المتحضرة فى عصورها التاريخية القديمة من آثار معمارية قائمة كبقايا المعابد والأسوار والسدود، والحصون والأبراج، والمساكن والمقابر، وما عثر عليه فى هذه وتلك من آثار منقولة متنوعة لأدوات الاستعمال اليومي وأدوات الزينة وفنون النحت والنقش، في مناطق عدة من أنحاء شبه الجزيرة العربية.
والآثار فيما نعلم هى التاريخ الحي لأهلها، أو هي الشاهد الصادق على حضارة أصحابها، فهي تكشف عن مدى التقدم أو مدى البداءة في إنتاجهم، ومدى الثراء أو مدى الفقر فى إمكاناتهم، ومدى الأصالة أو مدى التقليد في صناعاتهم، ومدى التأثر أو مدى التأثير بين حضارتهم وبين حضارات جيرانهم. ثم هى تعبر عن هيئاتهم وأزيائهم وطبيعة أذواقهم، ولا جدال فى أنه كلما زاد الكشف عن هذه الآثار كلما زادت الحصيلة التى يستنتج منها تاريخ بلدها وقومها.
وقد يضاف إلى مدلول الآثار ما يهتم به علماء الأنثروبولوجي من دراسة الهياكل البشرية التي يمكن أن تحدد السلالات ومدى النقاء أو مدى الاختلاط النسبي فيها. ثم ما يهتم به علماء الجيولوجيا والجغرافيا الطبيعية والتاريخية من دراسة التكوينات البيئية لتحديد الأماكن القديمة للآبار والواحات والمناجم، ومواطن الاستقرار والاستثمار القديمة، فضلا عن ظروف المناخ واتجاهات الوديان ومسالك الهجرات والتجارة، وهلم جرًّا.
ثانيًا: النصوص العربية القديمة: التي عثر عليها داخل شبه الجزيرة وخارجها، سواء كتبت بخطوط المسند ومشتقاتها، أم بالخطوط الآرامية -لا سيما النبطية- والتدمرية، أم بالخطوط العربية الخالصة.
والنصوص سواء أكانت شخصية أم سياسية أم حربية أم دينية تمثل ثروة تاريخية مفيدة، وتسجل رأي أهلها فى أنفسهم ووجهات نظرهم فى علاقاتهم بجيرانهم. ولكنها إذا عوملت بموازين النقد العلمي احتمل بعضها الشك كما يحتمل بعضها التأييد. وبتعبير آخر فإن النصوص القديمة مع أهميتها فى التعبير عن آراء أصحابها لا تخلو عادة من مبالغات فى تضخيم الانتصارات إذا كانت نصوصًا حربية. ولا تخلو من الإسراف فى تعظيم وتقديس الملوك والرؤساء إذا كانت نصوصًا رسمية أو نصوصًا للموظفين وأتباع الحكام. ولا تخلو من ادعاءات بالصلاح والإصلاح إذا كانت نصوصًا شخصية. ولا تخلو من تكرار وسذاجة إذا كان كتبتها من الأفراد البسطاء. ولا تخلو من غموض الاصطلاحات إذا كانت نصوصًا إدارية أو تقنينية. ولا تخلو من تخيلات وأوهام إذا كانت نصوصًا عقائدية أو سحرية. ولكنها فى مجملها، وعلى الرغم من ذلك كله، هي المصدر الرئيسي لتصوير عادات أهلها وعقائدهم وأوضاعهم السياسية والاجتماعية وعلاقاتهم الخارجية، فضلا على ما يمكن أن يستفاد به من بين سطورها مما لم يشأ كتبتها أن يفصحوا عنه صراحة من مشكلات عصورهم.
وجلي أن ما عقبنا به هنا على إيجابيات وسلبيات الآثار والنصوص العربية القديمة يمكن أن يقال كذلك عن بقية الآثار والنصوص القديمة كلها.
ثالثًا: النصوص المسمارية: التي تحدثت عن علاقات بعض دول العراق القديمة بعدد من قبائل ودويلات شبه الجزيرة منذ القرن التاسع ق. م. وهذه هي الأخرى لا تخلو من قيمة ولا تخلو من شك في الوقت ذاته.
فهي قد اعتادت على أن تنسب إلى أصحابها الآشوريين والبابليين سلطانًا واسعًا، وأسرفت فى تصوير انتصاراتهم الحربية على العرب -أو الأعراب. وتعتبر في أغلبها نصوصًا تدل على جانب واحد نظرًا لأنه لم يعثر على نصوص عربية تقابلها وتعاصرها وتشرح وجهة نظر أصحابها إلا فى القليل النادر. وذلك ما يعني أنه ليس من ضرورة إلى التسليم بحرفية أخبارها. ولكن نفس هذه النصوص المسمارية على الرغم من تحيزها ومبالغاتها لم تخل مما يستفاد به منها. فهي أقدم المصادر التى سجلت تسمية العرب كتابة منذ أواسط القرن التاسع ق. م. بصيغ أربي وأريبي وأريبو. وهى المصادر الوحيدة حتى الآن التي تحدثت عن نحو ست ملكات عربيات شماليات ظهرن خلال القرن الثامن والقرن السابع ق. م.
وإذا كانت المصادر المصرية القديمة المعاصرة للمصادر العراقية لم تسجل تسمية العرب صراحة إلا فى قرون متأخرة فى الزمن نسبيا، إلا أنها ذكرت قبل ذلك بقرون طويلة أسماء بعض المناطق الإقليمية على طرق التجارة في شمال شبه الجزيرة، كما أشارت إلى استخدام منتجات الجنوب العربي فى مصر بوفرة منذ الألف الثاني ق. م. على أقل تقدير، ودلت بذلك على قدم اتصالاتها بأهله اتصالا مباشرا أحيانا وعن طريق وسطاء التجارة أحيانا أخرى.
رابعًا: مصادر التوراة: وهذه بما تضمنته من أسفار وقصص ليست كلها منزلة من السماء وليست كلها من رسالات الأنبياء. وإذا كان بعضها له قداسته، فإن بعضها الآخر تضمن أخبارا أضافها الأحبار والرواة. وصورت هذه المصادر فى عبارات مقتضبة من سفر التكوين وسفر حزقيال وسفر المزامير وسفر عاموس وسفر دانيال، ومن التلمود، علاقات العبرانيين ببعض قبائل ودويلات عبر شبه الجزيرة، ومعلوماتهم عنهم وعن مناطقهم تصويرا بعضه مقبول وأغلبه مفتعل. وحاولت أن ترتب أنساب القبائل التى عرفها العبرانيون ترتيبا قليله مقبول وكثيره مفتعل أيضا. ولهذا تؤخذ معلوماتها بحذر شديد.
خامسًا: كتابات الرحالة والمؤرخين الإغريق والرومان: الذين زاروا أطراف وسواحل شبه الجزيرة العربية وجمعوا الأخبار عنها ممن زاروها من قبلهم، ثم سجلوا أسماء دولها ومدنها وموانيها وقبائلها، وأهم مصادر الثروة فيها، وطرق التجارة منها وإليها، وضمنوها فى مؤلفاتهم ابتداء من القرن الخامس ق. م. على وجه التقريب. ومن هذه الكتابات ما هو واقعى صحيح مفيد، ومنها ما يسوده الوهم والخيال وتحريف الأسماء نظرا لقصر زياراتهم لها ولاختلاف لغاتهم عن اللغة العربية وشقيقاتها الساميات.
ومن أهم هؤلاء الرحالة والمؤرخين هيرودوت في أواسط القرن الخامس ق. م. وثيوفراتيس في أواخر القرن الرابع ق. م. وإراتوسثنيس في أواسط القرن الثالث ق. م. وجوبا في أواخر القرن الثاني ق. م. وديودور الصقلي في أواسط القرن الأول ق. م. واسترابون في أواخر القرن الأول ق. م. وبليني في أوائل القرن الأول الميلادي، وبطلميوس في أواسط القرن الثاني الميلادي، ومؤلف الطواف حول البحر الإرتيري بين القرنين الأول والثالث للميلاد، ويوسيبيوس في أوائل القرن الرابع الميلادي. ثم مجموعة من المؤرخين والرحالة المسيحيين والبيزنطيين الذين اتصلوا بالحبشة وإمارتي الحيرة وغسان، ومنهم روفينوس بترانيوس، وشمعون مؤلف رسائل الشهداء الحميريين فى نجران، وبروكوييوس صاحب كتاب تاريخ الحروب وصديق القائد البيزنطي بليزاريوس .. وغيرهم.
ولا تقتصر أهمية ما كتبه هؤلاء الكلاسيكيون على ما تضمنه من معلومان، وإنما يفيد كثيرا أيضا فى عقد التواريخ المقارنة بين العهود التى تحدثوا عنها ويمكن تحديدها، وبين أحداث شبه الجزيرة التى عجزت نصوصها عن تحديد زمنها بدقة.
سادسًا: آيات القرآن الكريم: التى وصفت بعض أحوال الشعوب العربية القديمة، ونبهت إلى العبرة من مسالك أهلها مع الرسل والأنبياء، وبينت أنه كان فيهم مؤمنون وكفرة، وعلماء وجهلة، ولبعضهم ممالك ومنشآت .. لا سيما فيما يختص بإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ومكة والبيت الحرام، وأقوام: شعيب وهود وصالح وغيرهم في مدين وعاد وإرم وثمود وأصحاب الرس وسبأ والأخدود .. إلخ.
ويقترن ببعض ما جاء به القرآن الكريم ما ورد من أحاديث نبوية تعرضت أحيانا بالتعديل أو النقد أو التجريح أو الإجازة لبعض أوضاع الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى عهد الجاهلية القريبة من بداية العصور الإسلامية.
سابعًا: مؤلفات المؤرخين المسلمين: التى جمعوا بعض أخبارها من القصص العربية والأشعار الجاهلية وسلاسل الأنساب المروية، وجمعوا بعضا آخر من أخبارها من الإسرائيليات والقصص السريانية بل والفارسية، فضلا على مشاهداتهم الشخصية لما بقي من آثار المدن والمعابد والمقابر القديمة حتى العهود التى عاشوا فيها.
ومن هؤلاء المؤرخين:
- عبيد بين شرية الجرهمي اليمني في القرن الهجري الأول، ونسب إليه كتاب الملوك وأخبار الماضين.
- وهب بن منبه، ت 110هـ ونسب إليه كتاب الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم، وكتاب المبتدأ.
- هشام بن محمد بن سائب الكلبي ت 204هـ، ومن مؤلفاته الكثيرة جمهرة النسب أو الجمهرة فى الأنساب، وكتاب الأصنام. ونسب إليه كتاب الحيرة، وكتاب الحيرة وتسمية البيع والديارات ونسب العباديين وكتاب ملوك كندة وكتاب الكلاب الأول والكلاب الثاني ... إلخ.
- محمد بن هشام بن أيوب الحميري، ت 213 هـ، وأخرج كتاب التيجان وملوك حمير.
- أبو محمد الحسن الهمداني، ت 334 هـ ومن مؤلفاته الضخمة الإكليل وصفة جزيرة العرب وملوك كندة.
- ونسب إلى الأصمعي كتاب جزيرة العرب ومياه العرب ... إلخ.
- وأخرج الحسن الغدة الأصفهاني مؤلفه عن بلاد العرب.
- وألف نشوان الحميري القصيدة الحميرية والقصيدة اليائية ... إلخ.
وأقرب إلى الوقائع التاريخية فيما كتبه هؤلاء المؤرخون المسلمون هى أخبار عهود الجاهلية القريبة من ظهور الإسلام، أما ما سبقها من عصور فقل منهم من أخضع رواياته عنها للنقد العلمي، وندر منهم من استطاع أن يقرأ نصوصها القديمة قراءة سليمة.
وكما كانت أشعار الجاهلية من المصادر التى اعتمد عليها هؤلاء المؤرخون وكثير غيرهم، فهي لازالت فى حد ذاتها مصدرا لتصوير أيام العرب وحروبهم وعاداتهم الاجتماعية ومثلهم العليا، وذلك على الرغم مما ينبه النقاد إليه من كثرة منحولاتها الأدبية والتاريخية.
تلك إذن مصادر عدة فيما رأينا، ولكنها فى حقيقتها لاتزال مصادر شحيحة لا تعطي الكثير لا سيما بالنسبة للعصور الأولى من التاريخ العربي القديم، وهي باستثناء آيات القرآن الكريم، تتفاوت فيما بينها فى مدى صحتها ومدى وضوح تعبيراتها، ومدى المحلية أو العمومية فى أخبارها، وإن كانت لا تخلو على الرغم من بعض أوجه النقص فيها، مما يستفاد به منها فى تحديد وتصوير الخطوط العامة للتاريخ العربي القديم.
وليس من شك في أن أوسع المصادر السابقة تعبيرًا عن أحوال سكان شبه الجزيرة الأقدمين، هما المصدران الأولان: أي الآثار العربية القديمة الباقية، والنصوص العربية القديمة الباقية.
وقل نصيب أراضي المناطق الوسطى والشمالية والشرقية لشبه الجزيرة العربية من هذين المصدرين حتى الآن نتيجة لأربعة أسباب هي:
- قلة البحوث الأثرية التي جريت فيها قلة نسبية، إلى أن أخذت الدولة السعودية، ودول الخليج العربي، تولي هذه البحوث عناية طيبة خلال العقود الأخيرة.
- شدة اتساع أرضها الذي كان من عوائق اجتماع سكانها القدماء قبل الإسلام في دولة كبيرة واحدة تستطيع أن تقييم تنظيمات مستقرة ومنشآت كبيرة، أو تعمل على تدوين أخبارها فى نصوص كبيرة متصلة.
- قلة مواردها الطبيعية القديمة قلة نسبية لم تسمح لجموعها بأن يقيموا غير منشأة صغيرة لم تستطع مغالبة عوادي الزمن إلا فى الشمال الغربي.
- عدم احتفال أهل العصور الإسلامية المتعاقبة إلى ما قبل العهود الحديثة برعاية الآثار القديمة في البلاد التي نشأ الإسلام فيها. نتيجة لاختلاف عقائدها عن ديانة التوحيد، ونتيجة لما وجدوه من صعوبة فى معرفة أغراضها الحقيقية وصعوبة قراءة نصوصها قراءة صحية.
وزاد حظ المناطق الجنوبية القديمة من شبه الجزيرة العربية من هذين المصدرين، أي من الآثار والنصوص الباقية، نتيجة لستة أسباب، وهي:
1- ظهور الكتابة فيها في وقت مبكر نسبيًا مما ساعد على وفرة نصوصها المكتوبة وفرة نسبية وقدم عهدها قدمًا نسبيًا أيضًا.
2- بعدها النسبي عن مركز نشأة الدعوة الإسلامية في الشمال الغربي مما ساعد على بقاء بعض آثارها الظاهرة ونصوصها القديمة إلى الآن نظرًا لتجاوز العصور الإسلامية المتتابعة عن إزالتها.
3- تعدد الفواصل الطبيعية في أرضها مما عمل على تجميع أعداد متجانسة من سكانها فى دولة سياسية واضحة الحدود والمعالم اهتمت بتدوين أخبارها وعملت كل منها على تمييز إنتاجها الحضاري ما استطاعت.
4- سخاء بيئتها الطبيعية القديمة سخاء نسبيًا مما يسر استقرار دولها وطول أمد عهودها وكثرة منشآتها.
5- وفرة موارد تجارتها القديمة القائمة على الإنتاج الداخلي وعلى الوساطة الخارجية، مما شجع أهلها على أن يقيموا آثارًا ضخمة قاومت عوادي الزمن وبقي بعضها حتى الآن.
6- بدء أعمال البحث الأثري فيها في وقت مبكر نسبيًا من العصر الحديث. وعلى أية حال، فقد خضعت كل من آثار الجنوب والشمال والشرق والغرب في شبه الجزيرة لعوامل هدامة أخرى قللت من أعدادها ومن أحجامها، ألا وهي شدة السيول والعواصف التى كانت تطيح بما لا يثبت أمامها من المباني، وقلة اهتمام العرب القدماء أنفسهم بالتعمق فى إرساء أسس مبانيهم مما عجل بانهيارها. ثم انتفاع الأجيال المتعاقبة من السكان بأحجار المباني القديمة في إقامة مبانيهم. فضلًا على ما جناه لصوص الآثار في العصر الحديث من سرقة الآثار الصغيرة الفنية الثمينة للاتجار بها.
نشأة الدراسات والاكتشافات الحديثة:
انتفعت الدراسات التاريخية الحديثة لشبه الجزيرة العربية كما انتفعت أمثالها في بقية مناطق الشرق القديم بأنشطة حركة البحث العلمي وجهود الكشف عن الحضارات القديمة وإحياء التراث التى نشأت فى أوروبا منذ القرن الثامن عشر وما تلاه. وبفضلها ثابرت مجهودات البحث العلمي والأثري فى العصر الحديث على كشف النقاب عن التاريخ العربي القديم بنصوصه وآثاره من أجل التعرف عليه كما صنعه أصحابه أو كما سجلوه بأنفسهم.
ولفت أنظار أوائل المؤرخين والرحالة الحديثين الأجانب إلى تاريخ وآثار شبه الجزيرة العربية ما أتت به الكتب المقدسة عن ملكة سبأ وثراء دولتها، وعن أقوام مدين وعاد وثمود ... ، وما كتبه الكلاسيكيون الإغريق والرومان عن أرض البخور وتجارتها، وما قرأه المستشرقون من كتب المؤرخين والجغرافيين المسلمين، إلى جانب دافع الفضول عندهم لمعرفة المزيد عن الأرض التي انبعث الإسلام منها.
وإذا كان واقع الأمر يدعو إلى الاعتراف بأن أغلب من سنتناول جهودهم من المؤرخين والآثاريين والرحالة فى العصر الحديث كانوا من الأوروبيين، فإنه يجب الاعتراف كذلك بأن تحفظ الدولة العثمانية التى كانت تسيطر على الشرق الإسلامي حينذاك، وتخوف المسلمين من سوابق أطماع المستعمرين الغربيين، كلاهما حدد عدد البعثات العلمية وجعل أغلب جهودها فردية تتم في غير علنية وبغير الطرق الرسمية بل وعن غير طرق المتخصصين أيحانًا.
وفي الوقت نفسه لم تكن حركة الكشف العلمي الأوربي تستهدف غرضًا واحدًا، أو تستهدف العلم وحده، وإنما كانت تستهدف الكشف عن خبايا الأرض والثروات الطبيعية، وعن المعالم الجغرافية والمعالم التاريخية في آن واحد. ويبدوا أنه كان لوجود أعداد من اليهود والأغراب المستوطنين فى مناطق الجنوب العربي أثر في اتجاه أوائل الرحلات الكشفية الحديثة إليها لسهولة التخفي في زي بعض طوائف سكانها والطارئين عليها وبالتالي إمكانية التنقل فى أراضيها. وسوف نكتفي فيما يلي بحديث موجز عن الرواد الأوائل الذين يسروا السبيل أمام الدراسات الموسعة فى الوقت الحاضر.
فتحت أبواب الدراسات التاريخية الحديثة لمناطق الجنوب العربي بعثة يسرت لها حكومة الدانمارك طريق الوصول إلى اليمن فى عام 1761 للقيام بدراسات جغرافية ونباتية وحيوانية. وتجولت البعثة في اليمن، وكان أنشط أعضائها وأطولهم بقاء الهولندي كارستين نيبور Karsten Niebuhr وقد زار مخا وعمان وعدة مناطق من الخليج العربي، ونشر نتائج رحلته فى عام 1772 ووصف فيها ما شاهده، ودون عددًا من الملاحظات الطبوغرافية والخرائط التوضيحية للمناطق التى زارها، كما ضمنها مستنسخات لعدد من نصوص المسند التي وجدت فى مدينة ظفار إحدى عواصم دولة سبأ وذوريدان القديمة. ولفت الأنظار إلى أطلال المواقع الأثرية التى شاهدها وأثبتها على خرائطه.
والطريف أن تجربة نيبور مع الآثار والنصوص العربية الجنوبية فى عام 1761 شجعته على أن يجري نفس النشاط مع الآثار والنصوص الفارسية فى مدينة برسوبوليس بإيران، فأصبح بذلك رائدًا للدراسات القديمة فى كل من البلدين.
واقتفى أثر نيبور الألماني أو ليرخ جسبار سيتزن A.J. Seetzen الذي زار ظفار فى صيف 1810 واستنسخ بعض نقوشها.
وكان من المتوقع أن يتاح لرحالة انجلترا وفرنسا وهما الدولتان الكبيرتان في القرن التاسع عشر نصيب من الكشف عن حضارات الشرق القديم. ففي عام 1836 نجح كل من هلتون وكروتندن البريطانيين في استنساخ نقوش سبئية من صنعاء.
وباسم البحرية الهندية أو شركة الهند البريطانية كلف الكابتن ولستد R. Wellsted وزميله هاينس S.B.Haines في عام 1835 بمهمة تتبع خطوط الساحل العربي. وكانت لولستد اهتماماته الخاصة بالرحلة والآثار فوجه الأنظار في حضرموت إلى أطلال ونقوش حصن الغراب الذي كان يحمي ميناء من أكبر موانئ دولة حضرموت القديمة. ونبه إلى أطلال مدينة نقب الحجر أحد المراكز الحضارية القديمة. وسجل ملاحظاته عن خصب وادي حضرموت. ووصل إلى أطراف الربع الخالي. كما بدأ رحلاته الجغرافية في عمان حتى وصل إلى الحافة الجنوبية للجبل الأخضر.
وشابهه في مثل هذا المجهود الألماني أدولف بارون فون فريده.Adolf-Barron von Wrede
وفي هذه الأثناء تفرغ بعض المستشرقين للتعرف على خصائص الكتابة العربية الجنوبية عن طريق مقارنتها بما يشبهها ويعرفونه من الكتابات الحبشية والعبرية والفينيقية وغيرها من الكتابات السامية القديمة.
وكان من أوائل من بدأوا هذا المجهود اللغويات إميل ريدجرEmil R.Rodiger (1837) وولهام جيسينيوس H.F. Wilhelm Gesenius (يبي1841) وتبعهما أرنست أوسندر.
وقامت البعثات الفرنسية بنصيبها الكشفي، وكان أشهر رجالها أرتو، وهاليفي.
وركز توماس جوزيف أرنو Thomas J .Arnaud وهو صيدلي رحالة، جهود فى عام 1843 في صرواح ومأرب عاصمتي دولة سبأ -وسجل مشاهداته كتابة ورسمًا عن سد مأرب، ومحرم بلقيس (أو معبد إلمقه). ونسخ حوالي 56 نقشًا قديمًا نشرها فلجانس فرينل قنصل فرنسا فى جدة فى عام 1845 في كتابه بحوث في النقوش الحميرية.
وأدت هذه الجهود إلى أن قررت الأكاديمية الفرنسية في باريس عام 1869 البدء في إصدار موسوعة النقوش السامية-Corpus Inscriptionum Semiticarوكان ذلك كسبًا كبيرًا للدراسات العربية القديمة.
وكان جوزيف هاليفي Joscph Halevy أكثر حظًا فى التوغل فى الجنوب العربي وفي وصف أهم آثاره الظاهرة واستنساخ العديد من نصوصه وترجمتها. وفي هيئة اليهودي الفقير وصل إلى مواضع لم يصل إليها من سبقوه. فلم يكتف بالآثار السبئية فى مأرب وصرواح وصنعاء، وإنما اجتاز أيضًا منطقة الجوف الجنوبي، وتعرف على بعض آثار دولة معين القديمة فى مدينتي قارنا وويطيل بما فيهما من أسوار ومعابد وحصون. ووصل نجران وأطراف الربع الخالي فى عام 1869 - ثم عاد إلى فرنسا وفي حصيلته 686 نصًا من 37 موضعًا. ونشر نتائج رحلته فى المجلة الآسيوية فى عام 1872 وشفعها بدراسة تحليلية للنصوص الجنوبية المعروفة حتى وقته. كما نشر مقالًا في عام 1877 عن رحلته إلى نجران.
وأهم من يقرن بها ليفي من حيث غزارة المادة هو المستشرق النمسوي إدوارد جلاسر Edward Glaser وقد اكتست رحلاته بنوع من العلنية والرسمية بعد أن يسر له المسئولون الأتراك فى صنعاء هذه الرحلات فى أعوام 1887، 1888، 1892، وبهذا اتسعت دراساته للآثار والنصوص الحميرية في همدان وظفار، والنصوص السبئية فى مأرب، كما اتسعت جهوده للآثار والنصوص المعينية والحضرمية والقتبانية، وقدم تخطيطًا دقيقًا لبقايا القنوات والسدود القديمة.
ومن الشخصيات التى ساهمت فى استخلاص قواعد اللغة العربية الجنوبية فريتز هومل F.Hommel في بحث أصدره عام 1893 اعتمد فيه على النصوص المعينية واعتبرها أصلًا لغيرها، وهو ما يعارضه الآن فيه باحثون آخرون.
وهكذا مهدت رحلات ودراسات المستشرقين فى القرن التاسع عشر السبيل أمام أبحاث أكثر عمقًا وشمولًا في القرن العشرين، فبرز خلال هذا القرن عدد ممن تتلمذوا على الرواد الأوائل اهتموا بتحقيق النصوص وتأريخ الأحداث والاستعانة بالدراسات المقارنة. وظلت الدراسات الجغرافية لطرق التجارة ومشروعات الري مكملة لهذه الجهود.
وتعدت الدراسات الأثرية وصف الآثار الظاهرة إلى التنقيب عن الآثار الدفينة تحت التلال وفي باطن الأرض. وتعددت على هذا السبيل بعثات نمساوية وبريطانية وأمريكية. في اليمين بأجزائها وعدن وحضر موت ومقسط وعمان. فكشف عن أعداد من المعابد والمقابر والحصون والمنازل فضلًا على النصوص والآثار المنقولة المتنوعة.
وبدأ عدد من الباحثين العرب، ومن المصريين بخاصة، يشاركون بجهودهم فى المجالات اللغوية والأثرية في شبه الجزيرة منذ عام 1936 وحتى الآن.
وعن طريق تعاون المؤرخين والآثاريين واللغويين زادت المعرفة بأسماء القبائل والمدن القديمة وتحديد مواقعها، وزاد التعرف على كنه المعبودات الجنوبية، والعلاقات بين الممالك المتعاصرة، والصلات بين حكامها، وتتابع عهودهم وما تم فيها من تجديدات سياسية أو عمرانية.
وعن طريق تعاون المؤرخين والآثاريين واللغويين زادت المعرفة بأسماء القبائل والمدن القديمة وتحديد مواقعها، وزاد التعرف على كنه المعبودات الجنوبية، والعلاقات بين الممالك المتعاصرة، والصلات بين حكمها، وتتابع عهودهم وما تم فيها من تجديدات سياسية أو عمرانية.
ولم يقل نصيب المناطق العربية الشمالية والغربية والشرقية فى شبه الجزيرة من اهتمام الرحالة والباحثين فى العصر الحديث كثيرًا عن نصيب المناطق الجنوبية. وكان من مقدمات البحث فيها فضول بعض الرحالة الأجانب للتعرف على الأماكن الإسلامية المقدسة، وتتبع آثار الأنباط الكبيرة التى انتشرت في جنوب الأردن وامتدت حتى شمال المناطق الحجازية. وكانت عمائرها في الأردن واضحة معروفة وإن لم تكن نصوصها قد حلت رموزها بعد. وجدير بالذكر أن رحالة يدعى عبد الغني بن أحمد بن إبراهيم النابلسي أخرج كتابًا فى عام 1693 بعنوان الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز وصف في سياقه بعض آثار مدائن صالح والحجر ومغاير شعيب واستنسخ بعض نقوشها، وسبق غيره من الغربيين فى هذا السبيل.
وكما حدث فى الجنوب العربي لم تتعمد الجهود الأولي للرحالة الأوروبيين الكشف العلمي مباشرة عن الحضارات القديمة، وإنما صاحبتها رغبة التعرف على ثروات البلاد الطبيعية ودراسة حياة البدو. وكانت أغلب رحلاتهم في شبه الجزيرة استمراراً لرحلاتهم الأخرى في بوادي الشام وفلسطين ومناطق الخليج العربي.
وعلى الرغم من تحريم دخول المدينتين المقدستين على غير المسلمين ترحيمًا قاطعًا، فقد استطاع بعضهم دخولها. وكان في تعدد أجناس الحجاج وتنوع هيئاتهم فرصة لبعض الأوروبيين الذين تظاهروا بالإسلام واستخفوا في هيئات شتى لم تكشف عن أجنبيتهم. وعن هذا الطريق تسلل عدد منهم إلى المدينتين المقدستين منذ بداية القرن السادس عشر، ومن أوائلهم الإسباني Badia Leblich Domingo الذي تنكر تحت اسم على بك ووصف الأماكن المقدسة فى مكة وما حولها.
وكما مهدت رحلة نيبور للدراسات الحديثة فى الجنوب العربي، مهدت رحلة السويسري لودفيج بوركهارت J.L.Burckhardt السبيل لدراسات الأجزاء الشمالية الغربية من شبه الجزيرة. وقد أشهر إسلامه وتسمى .. إبراهيم بن عبد الله، وخرج من القاهرة إلى جدة فى عام 1814. وزار مكة والطائف وتتبع الطريق الساحلي، وربما دخل الحجر. ووصل المدينة عام 1815. ثم عاد إلى ينبع ومنها إلى القاهرة. وحاول أن يكون دقيقًا فى تسجيل ما شاهده فى رحلته وما نشره عنها. ولم يكن بوركهات آثاريًا ولكنه فتح الطريق أمام المهتمين بالآثار.
وكان إدوارد روبل أو أوروبي يزور مغاير شعيب وآثارها فى العصر الحديث.
وإلى جانب الرحالة الأوربيين العاديين والمندوبين السياسيين الذين زاروا أراضي الدولة السعودية فى منتصف القرن التاسع عشر (مثل فالين. وسادليير)،وصف ر. برتون R.Barton المقابر النبطية فى مغاير شعيب، ولفت الأنظار إلى آثار المناجم القديمة فى منطقة مدين، خلال دراساته الطبوغرافية التى كان يقوم بها فى الأراضي الحجازية الممتدة من هضبة حسمى إلى ساحل تهامة.
وتبعه ج. ر. ولستد فى زيارة مغاير شعيب حيث استنسخ بعض نصوصها، وكتب عن ميناء الوجه الذي يبدو أنه كان يخدم تجارة دولة ددان ولحيان.
ومن الرحالة ذوي الميول الأثرية وليم ج. بلجريف W.G.Palgrave في سياق ما نشره عن رحلاته فى أراضي نجد. شمالها ووسطها وشرقها، فى عامي 1862 - 1863. للأغراض المتنوعة التى استهدفها رحالة عصره. أشار إلى بعض المعالم الأثرية كالمقابر ونحوها في عام 1865. ولكن أخذ عليه أنه كان يعتمد على السماع أحيانًا فيما يكتبه دون أن يمحصه ودون أن يقطع الشك فيه باليقين.
وهكذا استأثر بالتقدير دونه شارل مونتاج دوتي Charles M.Doughty الذي زار مناطق مدائن صالح. والعلا والخريبة، فى عامي 1876، 1877 - واستنسخ منها نصوصًا نبطية وثمودية ولحيانية نشرها فى عام 1884 - وترجمها الباحث اللغوي جوزيف رينان J.Renan وأشار دوتي إلى معالم قديمة أخرى فى تيماء والطائف ووادي فاطمة. ونبه خلال دراساته الجيولوجية إلى وجود أدوات حجرية لدهور ما قبل التاريخ فى معان.
وانتفعت دراسة آثار ونقوش شبه الجزيرة ووسطها كذلك بما جمعه منها تشارلزهوير Ch.Huber خلال رحلاته فى 1878 - 1882. 1883 - 1884 وما نشره عنها في عام 1884 - وفي عام 1891. وقد هلك خلالها.
وكان قد شاركه يوليوس يوتج J.Euting في زيارة العلا ومدائن صالح والخريبة، ثم زار تيماء. ونشر عن آثار متفرقة وعن نتائج رحلاته داخل شبه الجزيرة فى عام 1896، وعام 1914، وعن النقوش النبطية فى عام 1885، والنقوش الثمودية في عام 1904، وقد عاود ترجمة هذه النصوص كل من اللغويين هـ. مولدر، وإنو ليتمان E.Littmann.
ومع أوائل القرن العشرين تجمعت من جهود الرحالة والباحثين حصيلة مناسبة لتحقيقات علمية أكثر شمولًا عن التاريخ القديم لشبه الجزيرة. وقد ساهم فيها بنصيب كبير ألوا موزيل Alois Musil فقدم دراسات تفصيلية عن شمال الحجاز وشمال نجد، خلال عشرين عام (1896 - 1915)، قام فيها بعدة رحلات، مع دراسات مستفيضة أخرى عن جنوب فلسطين وبادية الشام. وقد نشرها في عدة كتب بين 1907 - 1930، وتناول فيها طبوغرافية الأرض ومصادر المياه، وحقق أسماء الأماكن، والأعلام، وترسم طرق التجارة، وتعرف على كنه المواضع التي عثر فيها على النصوص القديمة النبطية والثمودية واللحيانية، والعربية والإغريقية واللاتينية. وحاول أن يربط بين هذا كله وبين ما ذكرته قصص الكتب المقدسة عن شعوب المنطقة وأنبيائها كشعوب مدين وثمود وإرم وقصة يوسف وقصة موسى وخروج بني إسرائيل مستعينًا بروايات المؤرخين والجغرافيين الإغريق والرومان، ومؤلفات المؤرخين والجغرافيين المسلمين، وما انتهت إليه الدراسات الحديثة للآثار والنصوص حتى أيامه، وكل ذلك إلى جانب الكتابة المعتادة عن السكان وحياة البدو الاجتماعية فى العصر الحديث الذي قام فيها برحلاته.
وفي نفس الوقت تقريبًا، غلبت الصبغة اللغوية والأثرية على رحلات الباحثين جوسين وسافينياك A.Jaussen, R.Savignac في شمال شبه الجزيرة وساحل الحجاز، وكانا من الآباء الفرنسيسكان فى القدس، وأسهما في نشر وإعادة نشر عشرات من النصوص النبطية واللحيانية والثمودية وترجمتها، ودراسة الآثار فى تفصيل وتصويرها تصويرًا دقيقًا، لا سيما فى مدائن صالح والخريبة ثم في تيماء. وقد نشرا ذلك كله فى ثلاثة أجزاء كبيرة (1909 - 1920) وفي عدد من البحوث القصيرة. وكانت دراساتهما من الأسس التى اعتمدت عليها المؤلفات المستفيضة عن الحضارة النبطية (مثل مؤلفات كرامور، وكونتينو- A.Kramer er, J.Contineau - وعن الحضارة اللحيانية (في مثل مؤلفات فريدرك وينت، وفريتز كاسكل F.V.Winnet, W.Caskel) وعن الحضارة الثمودية (في مثل مؤلف فإن دن براندن (A.Van den Branden).
واهتمت رحلات برترام توماس Bertram Thomas جزئيًا بجنوب نجد، فكأن أول الأوربيين الذين حاولوا كشف النقاب عن طبيعة الربع الخالي، حين عبر الجزء الشرقي منه فى طريقه من ظفار إلى قطر، وقدم نماذج جيولوجية وأثرية من رحلته، ورسم خرية لمسالكه ومعالمه الطبيعية. وكانت دراساته عونًا لدراسات سان جون فلبي H.St. J.B. Philby وتشيجر Z.Thesiger عن الربع الخالي، وهي دراسات نبهت ضمن ما نبهت إلى بعض الطرق التجارية التى كانت تحاذي حافته الغربية وتقوم فيها بعض محطات القوافل.
ولعل الآراء لم تختلف في الحكم على مؤلفات باحث فى تاريخ شبه الجزيرة العربية كما اختلفت في الحكم على مؤلفات فلبي العديدة. وكل ما يمكن قوله إنه قدم في ثناياها معلومات متناثرة كثيرة، وترك لغيره أن ينتقي منها ويمحصها.
وتتابعت الجهود العلمية حتى الآن، كما تعدد المشتغلون باللغويات والآثار والدهور الحجرية والتاريخ القديم عن كل هذه المناطق الواسعة، وظهرت منهم أسماء لامعة لاتزال تقدم بحوثها حتى الآن من الأجانب ومن المواطنين ومن بقية البلاد العربية، ممن سوف نعاود التنويه بهم في الفصل الحادي عشر، مع وجود التفاوت المعتاد بينهم فيما ينشرونه، فمنهم من يستهدف الدعاية ولا تكاد صفحة مما يكتبه تخلو من اهتمامه بأنه قابل فلانًا وأكل عند هذا وقال لهذا .... ومنهم من يكتفي بالوصف والدراسة السطحية، ومنهم كذلك من يفضل العلم للعلم فيدقق ويجدد، وهو الأنفع والأبقى.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|