أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-04
1419
التاريخ: 20/9/2022
1323
التاريخ: 2024-07-20
541
التاريخ: 2-2-2017
2087
|
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (رأس كل خطيئة حب الدنيا)(1). التأمل في انواع الذنوب القلبية كالكفر، والشرك، والنفاق، والرياء والعجب، والكبر والحقد، والحسد وغيرها. وكذلك في الذنوب الجسدية.. يكشف ان حب الدنيا بالنسبة الى هذه الذنوب كالرأس من الجسد.. فكما ان الجسد بدون رأس جثة لا اثر لها... فكذلك استئصال حب الدنيا لا يترك أي اثر من تلك الذنوب ابداً. قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (الموت الموت، الا لابد من الموت جاء الموت بما فيه الروح والراحة والكرة المباركة الى جنة عالية لأهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم وجاء الموت بما فيه الشقوة والندامة والكرة الخاسرة الى نار حامية لأهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم)(2)، ويعلم من هذا الحديث ان اهل الدنيا الذين هم منذ ساعة الموت في عذاب ومشقة هم الذين كان حبهم للدنيا فقط وبذلوا جهدهم للحياة الدنيا و متعلقاتها وليس في قلوبهم ميل للآخرة وحب لها ولم يبذلوا جهدهم من اجلها. وقال امير المؤمنين (عليه السلام) في وصف الدنيا: (ثم ان الدنيا دار فناء وعناء وغير وعبر فمن الفناء ان الدهر موتر قوسه لا تخطى سهامه ولا تؤسى جراحه يرمي الحي بالموت والصحيح بالسقم والناجي بالعطب، آكل لا يشبع وشارب لا يقنع، ومن العناء ان يجمع مالا يأكل ويبني ما لا يسكن ثم يخرج الى الله (يموت) لا ومن عبرها ان المرء يشرف على امله فيقطعه حضور اجله)(3). ومعنى قوله (عليه السلام)(ترى المرحوم مغبوطاً والمغبوط مرحوا) ان الشخص الذي يثير الشفقة والرحمة سرعان ما يصبح قويا قريا فيصبح مغبوطا وخلافه صحيح....
وقال (عليه السلام) : (فلا تنافسوا في عز الدنيا وفخرها، ولا تعجبوا بزينتها ونعيمها ولا تجزعوا من ضرائها وبؤسها فإن عزها وفخرها الى نفاد، وكل مدة فيها الى انتهاء وكل حي فيها الى فناء او ليس لكم في اثار الاولين مزدجر وفي آبائهم الماضين تبصرة ومعتبر ان كنتم تعقلون او لم تروا الى الماضين منكم لا يرجعون؟ والى الخلق الباقي لا يبقون؟ اولستم ترون اهل الدنيا يمسون ويصبحون على احوال شتى فميت يبكي واخر يعزي وصريع مبتلي وعائد يعود واخر بنفسه يجود، وطالب للدنيا والموت يطلبه وغافل ليس بمغفول عنه)(4). فان الدنيا دار عبرة لان الله خلق الدنيا سريعة الزوال وجعل حياة الناس فيها محفوفة بالمشقة والتعب والالم، ودعا الناس الى استصغارها واحتقارها بالنسبة الى عالم الاخرة، فقال تعالى : {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ}[العنكبوت: 64] وأمر العباد ان يعتبروا الدنيا محطة وليست مقرا. فقال: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ}[النساء:77] وان لا تتعلق قلوبهم بها بل يعتبرونها مقدمة ووسيلة للحياة الخالدة، ولا يهتمون بشؤونها وشجونها.. ولا ينشغلون بها خوف ان يعيقهم ذلك عن تهيئة زاد السفر الاخرة، وان لا يفرحوا بسرائها ولا يحزنوا لضرائها. قال لقمان لابنه: (ان الدنيا بحر عميق قد غرق فيها الاكثرون، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الايمان، وشراعها التوكل وقيمها العقل ودليلها العلم وسكانها الصبر)(5). لقد اثنى الله تعالى الدار الاخرة في مئات من آيات القرآن المجيد ووصفه الجنة ونعميها، و دعى اتباع القرآن اليها {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ}[يونس:25] وذم في المقابل الحياة الدنيا واوضح عيوبها ونقائضها {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[العنكبوت:64]
فهل اعرض المسلمون بقلوبهم عن الدنيا بعد قراءة وسماع كل هذه الآيات ونفروا منها واشتاقوا الى الاخرة وتعلقوا بها، او انهم قبلوا الاسلام؟ والقرآن في الظاهر فقط الا انهم قلبا وعملا يحذون حذو الدهرين(6) تعلقت قلوبهم بالدنيا ويركضون خلفها، وقد نسوا الاخرة....
_____________
1ـ ميزان الحكمة : ج2، ص896.
2ـ الكافي : ج3، ص257.
3ـ نهج البلاغة خطبة 114.
4ـ نهج البلاغة خطبة 99.
5ـ شرح اصول الكافي ج1، ص145.
6ـ مصطلح يطلق على من يقولون بقدم العالم او ان العالم لا اول له ولا يؤمنون بالغيب اوالحياة عد الموت، أي ان العالم ازلي لم يخلقه أي خالق، الموسوعة الحرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|