المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

دراسة الجينوم البيئي Ecogenomics
20-2-2018
 استوالد     f .w . Ostwald
18-11-2015
طول محوري axial length
10-12-2017
الشيخ حسين ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ حسين
25-6-2017
تجيير أوراق القبض إلى مستفید آخر Endorsement
4-3-2022
تكاثر شجرة السدر وتربيتها
2023-08-25


حب الدنيا رأس كل خطيئة  
  
5802   01:45 مساءً   التاريخ: 2-2-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص88-90
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-10 984
التاريخ: 17-7-2022 1782
التاريخ: 24-1-2016 2160
التاريخ: 11/12/2022 1444

قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (رأس كل خطيئة حب الدنيا)(1). التأمل في انواع الذنوب القلبية كالكفر، والشرك، والنفاق، والرياء والعجب، والكبر والحقد، والحسد وغيرها. وكذلك في الذنوب الجسدية.. يكشف ان حب الدنيا بالنسبة الى هذه الذنوب كالرأس من الجسد.. فكما ان الجسد بدون رأس جثة لا اثر لها... فكذلك استئصال حب الدنيا لا يترك أي اثر من تلك الذنوب ابداً. قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (الموت الموت، الا لابد من الموت جاء الموت بما فيه الروح والراحة والكرة المباركة الى جنة عالية لأهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم وجاء الموت بما فيه الشقوة والندامة والكرة الخاسرة الى نار حامية لأهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم)(2)، ويعلم من هذا الحديث ان اهل الدنيا الذين هم منذ ساعة الموت في عذاب ومشقة هم الذين كان حبهم للدنيا فقط وبذلوا جهدهم للحياة الدنيا و متعلقاتها وليس في قلوبهم ميل للآخرة وحب لها ولم يبذلوا جهدهم من اجلها. وقال امير المؤمنين (عليه السلام) في وصف الدنيا: (ثم ان الدنيا دار فناء وعناء وغير وعبر فمن الفناء ان الدهر موتر قوسه لا تخطى سهامه ولا تؤسى جراحه يرمي الحي بالموت والصحيح بالسقم والناجي بالعطب، آكل لا يشبع وشارب لا يقنع، ومن العناء ان يجمع مالا يأكل ويبني ما لا يسكن ثم يخرج الى الله (يموت) لا ومن عبرها ان المرء يشرف على امله فيقطعه حضور اجله)(3). ومعنى قوله (عليه السلام)(ترى المرحوم مغبوطاً والمغبوط مرحوا) ان الشخص الذي يثير الشفقة والرحمة سرعان ما يصبح قويا قريا فيصبح مغبوطا وخلافه صحيح....

وقال (عليه السلام) : (فلا تنافسوا في عز الدنيا وفخرها، ولا تعجبوا بزينتها ونعيمها ولا تجزعوا من ضرائها وبؤسها فإن عزها وفخرها الى نفاد، وكل مدة فيها الى انتهاء وكل حي فيها الى فناء او ليس لكم في اثار الاولين مزدجر وفي آبائهم الماضين تبصرة ومعتبر ان كنتم تعقلون او لم تروا الى الماضين منكم لا يرجعون؟ والى الخلق الباقي لا يبقون؟ اولستم ترون اهل الدنيا يمسون ويصبحون على احوال شتى فميت يبكي واخر يعزي وصريع مبتلي وعائد يعود واخر بنفسه يجود، وطالب للدنيا والموت يطلبه وغافل ليس بمغفول عنه)(4). فان الدنيا دار عبرة لان الله خلق الدنيا سريعة الزوال وجعل حياة الناس فيها محفوفة بالمشقة والتعب والالم، ودعا الناس الى استصغارها واحتقارها بالنسبة الى عالم الاخرة، فقال تعالى : {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ}[العنكبوت: 64] وأمر العباد ان يعتبروا الدنيا محطة وليست مقرا. فقال: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ}[النساء:77] وان لا تتعلق قلوبهم بها بل يعتبرونها مقدمة ووسيلة للحياة الخالدة، ولا يهتمون بشؤونها وشجونها.. ولا ينشغلون بها خوف ان يعيقهم ذلك عن تهيئة زاد السفر الاخرة، وان لا يفرحوا بسرائها ولا يحزنوا لضرائها. قال لقمان لابنه: (ان الدنيا بحر عميق قد غرق فيها الاكثرون، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الايمان، وشراعها التوكل وقيمها العقل ودليلها العلم وسكانها الصبر)(5). لقد اثنى الله تعالى الدار الاخرة في مئات من آيات القرآن المجيد ووصفه الجنة ونعميها، و دعى اتباع القرآن اليها {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ}[يونس:25] وذم في المقابل الحياة الدنيا واوضح عيوبها ونقائضها {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[العنكبوت:64]

فهل اعرض المسلمون بقلوبهم عن الدنيا بعد قراءة وسماع كل هذه الآيات ونفروا منها واشتاقوا الى الاخرة وتعلقوا بها، او انهم قبلوا الاسلام؟ والقرآن في الظاهر فقط الا انهم قلبا وعملا يحذون حذو الدهرين(6) تعلقت قلوبهم بالدنيا ويركضون خلفها، وقد نسوا الاخرة....

_____________

1ـ ميزان الحكمة : ج2، ص896.

2ـ الكافي : ج3، ص257.

3ـ نهج البلاغة خطبة 114.

4ـ نهج البلاغة خطبة 99.

5ـ شرح اصول الكافي ج1، ص145.

6ـ مصطلح يطلق على من يقولون بقدم العالم او ان العالم لا اول له ولا يؤمنون بالغيب اوالحياة عد الموت، أي ان العالم ازلي لم يخلقه أي خالق، الموسوعة الحرة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.