المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

منطق النشر في اقتصاديات الاعلام
28-5-2022
الاستعانة بالدنيا وإمكانياتها على الآخرة
2024-09-23
مستلمات الموت Death Receptors
10-1-2018
عبادة أمنحتب الأول والملكة نفرتاري.
2024-03-25
مجال أهمية القصد الجنائي
27-3-2016
اعراض الاحتراق النفسي عند الاعلاميين
1-9-2020


تربية القرآن للمسلمين  
  
2499   01:36 مساءً   التاريخ: 2-2-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص30-34
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

 هل القرآن قاعدة الهداية؟ كيف ربى القرآن الكريم المسلمين؟ وما هي الاساليب التربوية المستعملة قرآنيا في مجالات التربية وكيف أثرت في المسلمين؟.

إن أثر القرآن في التربية هو اثر القاعدة والاساس الذي ترتكز عليه الهداية؛ لأن اساليبه هي العقل والعاطفة، وهي الاساليب التي تنفذ الى عقل الانسان والى قلبه، فالقرآن هو كتاب الله، والله تعالى هو الهادي، ومن الطبيعي ان يكون كتاب الله هو الذي يمثل قاعدة الهداية واسلوبها ومفرداتها لان الله انزله ليكون نورا، كما ذكر ذلك {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[المائدة: 16]، إذن، فإن اثر القران ان يكون نورا يفتح عقل الانسان على خط الهدى، وقلبه على الاحساس بالهدى، وحياته على السير في طريق الهدى وكان القرآن الكريم هدى لرسول الله (صلى الله عليه واله)؛ لان الله انزل عليه الكتاب ليفعّل له آياته وليعيش النبي (صلى الله عليه واله) كل وحي الله، وعلى ضوء هذا فان هدى رسول الله (صلى الله عليه واله) من هدى القرآن.

لان الرسول كان يتأدب بآداب القرآن بل كان يتحدث بتفاصيل ما اجمله القرآن، وكان يتحدث بالقرآن كله، ولذلك فالقرآن هو الاساس في الهداية لان الله اراده ان يكون قاعدة الهدى، فعندما تنطلق مع نبي فعلى اساس {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر:7] وعلى اساس {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21] اما اننا كيف نفهم القرآن؟ فان علينا ان نفهمه من خلال وعي معانيه على اساس القواعد العربية التي ركزت على منهج فهم الكلام العربي، ولا سيما القرآن يمثل قمة هذا الكلام في البلاغة، واما كيف نعي القرآن في حركة الواقع، فعلينا ان نحرك القرآن في واقعنا لندخله الى بيوتنا ليحدثنا عما نفعله هناك، وان ننطلق معه في كل ساحات الصراع وفي كل ساحات الواقع؛ لان القرآن هو الكتاب الحركي الذي يرافق الدعوة الاسلامية.

فمنذ البداية وجه القرآن المسلمين الى ان يفكروا، حيث اراد ان يخرجهم من الجحود الذي عاشوه في تقديس الماضي وتقديس عقائد الاباء والاجداد. اراد ان يحطم هذه الصخور الفكرية التي حجرت عقولهم وقلوبهم فعندما كان النبي (صلى الله عليه واله) يناقشهم ويدعوهم كان يقولون كما ذكر في القرآن {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف:23].

ذلك ان يكون مقدسا فلا تقدس الاخطاء ولا تقدس الضلال فكم ترك الاول من اثار للآخر فالذين فكروا، فكروا بعقولهم، وعقولهم هي نتائج ثقافتهم وبيئتهم والظروف الموضوعية التي انتجت تلك العقول التي ربما عاشت في افق ضيق. اما الان فقد تكون الافاق اوسع وقد يكون فهمنا للغة افضل وفهمنا لروح الاسلام ولروح القرآن اكثر ولذلك عندما يأتينا فكر جديد علينا ان لا نستعمله مباشرة، ولكن اذا كنا نملك العلم علينا ان نناقشه ونفهم النظرية ونناقشها حتى نكتشف فيها نقاط الضعف او نقاط القوة لنعرف كيف نحدد موقعنا، لا ان ننطلق على اساس الغوغائية. فمن ينطلق من عقل الغوغاء يعيش ظلال الجهل والتخلف لمجرد ان المسالة اصحبت تعبيرا عن مألوف. فثمة فرق بين ان يكون الشيء مألوف لك وبين ان يكون معقولا. ومشكلتنا هي الفرق بين المعقول وبين المألوف فالناس عادة يتبعون المألوف وبعضهم يشعر بالغربة اذا اراد ان يترك افكاره، وقد تكون افكاره نتيجة بيئة مختلفة. القرآن اراد للناس ان يتفكروا في خلق السماوات والارض {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}[آل عمران:191]. ان القرآن اراد ان يربي المسلمين على العلم، وليس للمال قيمة كما ذكر في القرآن {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر:9]. وان العقل قيمة {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الرعد:19]. وان كل من انطلق من عقل يفكر ومن علم يتحرك ومن شعور ينفتح فانه لا بد ان يلتقي بالحقيقة من قريب او بعيد ثم انطلق القرآن بعد ذلك يتبع الاسلوب العاطفي الانفعالي؛ لان بعض القضايا تحتاج الى اسلوب ينطلق من القلب، وهناك ايضاً اساليب تنطلق من العقل والاساليب العاطفية، ولذلك زاوج القرآن بين الاسلوب العقلي واسلوب العاطفة في هذا المجال؛ لان الانسان مركب من عقل وعاطفة، وهكذا انطلق الى الناس من اجل ان يحرك فيهم القيم الاخلاقية ليرغبهم فيها لان الانسان مفطور على الترغيب والترهيب فعندما تقرأ القرآن الكريم فأننا نجد ان هناك اعلى وسائل التربية ولا سيما التربية في اسلوب الحوار حيث إن القرآن الكريم انطلق ليحرر الحوار من كل ذات، فعندما تريد ان تتحاور مع الانسان تختلف معه في شيء فاحترام قناعته وعليه في المقابل ان يحترمك قناعتك. فاذا اردت اقناع الاخر فعليك ان تحترم انسانيته وتحترم عقله، لا ان تقول له: انك كافر.. انت زنديق.. انت كذا.. انما ينبغي أن تقول له: تعال نتفاهم فهناك حقيقة نحن مختلفان عليها، وربما لم اصل اليها لوحدي، وربما لم تصل اليها انت لوحدك. ان اسلوب الحوار في الاسلام لم تستطع كل اساليب الحوار المطورة في العالم ان تقترب منه، فضلا عن ان تتقدم عليه فمعنى قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[سبأ:24]. انه ليس هناك (ذات) وليس هناك (انا وانت) بل هناك قضية ضائعة بيننا وعلينا ان نتعاون للوصول اليها. ومشكلتنا اننا نقرأ القرآن، ولا نقف عند هذه الآيات {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل: 12]. {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الزمر:9] {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[ق:37]. والقلب والعقل في القرآن {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك:10]. فالقرآن يعلمنا ان نحترم العقل، وعلينا ان نحترم عقولنا في كل قضايانا التي نثيرها او نتحرك فيها او ننتجها او نختلف فيها.

فكان اهل البيت (عليهم السلام) يعدون القرآن الاساس في تقويم كل فكر وكانوا يقولون (اذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فذروه)، فان القرآن ليس كتاب للبركة وحسب، ولكنه كتاب للوعي والتربية والاخلاق (1).

___________

1ـ الندوة ج2ص310 بتصرف الكاتب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.