المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



العلاقة الوثيقة بين التربية والأخلاق  
  
5121   01:06 مساءً   التاريخ: 2-2-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص39-40
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-09 1178
التاريخ: 2024-04-05 813
التاريخ: 2023-09-03 1081
التاريخ: 28-4-2017 10256

مما لا يخفى على احد ان للأخلاق دوراً مهما في مسيرة الإنسان الارتقائية، والتكاملية وهي احدى العوامل البالغة الأثر في نظام حياة الشعوب والامم وهي التي تمكن وراء توفيق المجتمعات البشرية، وانتصاراتها وانتكاساتها وآثارها حاسمة وواضحة للعيان في كل نظام ينتظم مجتمعاً أو دولة او امة من الامم بحيث لا تدع مجالا للشك يجول في نفس أي احد ومن هنا ندرك عمق الأهمية لمقولة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

والأخلاق هي (عبارة عن مجموعة من التصورات والمفاهيم تقود الاحاسيس والعواطف). وقيادة الاحاسيس والعواطف من اهم الامور الاساسية في حياة الانسان والامة لا سيما عندما تكون القيادة قيادة معتدلة تقف حائلا دونها من أن تفْرُط أو تُفرّط.

ومن الواضح جداً ، ان التربية الحقّة لا تستطيع ان تصمد على ارض الواقع وتحقق المطلوب ما لم تتحصن بالرصيد المعنوي لان الغرائز المودعة في النفس البشرية تشكل ضغطاً كبيراً على الاخلاق وقد تصطدم معها واساس هذا الرصيد المعنوي هو ايمان الانسان بالإسلام الحقيقي الذي يؤمن له القدرة والمناعة في مقاومة غرائزه، واحاسيسه ورؤاه الباطلة.

جاء في كتاب (رسالة الأخلاق) كلمة الناشر ما نصه:

(... اذا عرفنا ان الانسان يعيش باستعداداته النفسية في كل لحظة من حياته، وان العقل الذي يضيء صعيد حياة الانسان من الممكن ان يُخرج الغرائز الاصلية التي هي المصدر لحركة الانسانية، عن ان تكون وسائل تنفيذ ليكون انحرافها محدداً مدار نفوذ العقل.

واذا عرفنا مدى المسؤولية الكبرى التي يتحملها الاخلاقيون في قيادة احاسيسهم، وعواطفهم، والآخرين، إذا عرفنا كل ذلك، انكشف لنا الدور المهم للأخلاق في الحياة، كما اتضح لنا بعدها ان التربية من دون رصيد معنوي، لا تستطيع ان تدفع مصادمات الغرائز للأخلاق ومن هنا وجب التحصن المعنوي الذي يتوفر عن طريق الترجمة العملية لِما يؤمن به الانسان من مبادئ... ورأس كل المبادئ هو الإيمان الديني الحقيقي الذي يؤمن للإنسان القدرة والمناعة في مقاومة الغرائز والأحاسيس)(1).

يتضح مما تقدم، ان هناك علاقة وثيقة بين الاخلاق الكريمة والتربية الصحيحة المحصنة بمبادئ الدين الحنيف، وعليه يجب على كل من يتعهد امر التربية السليمة الخالية من الشذوذ والاخطار للأطفال وغيرهم، ان يضع نصب عينيه، الخلق الكريم المعضود بالرصيد المعنوي القائم على اساس ديني، حتى لا يسقط صريعا في الضغط الشديد للميول والاهواء من جهة ولكي يحقق المأمول والمرجو من جهوده التربوية ويقطف ثمارها النافعة من تطور، وتغيير نحو الأفضل.

____________

1- رسالة الأخلاق للسيد مجتبى الموسوي اللاري.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.