المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

How Can You Tell Which Electrons are π Electrons?
23-8-2019
Khinchin,s Constant Continued Fraction
6-5-2020
الانزيمات النادرة Rare Cutter Enzymes
1-11-2019
عدم التفكيك بين العلم والثقافه
23-9-2019
مفهوم اللون في اللغة والاصطلاح
2024-06-05
هجرات النبي (ص)
1-6-2021


السيطرة على النفس  
  
2379   01:31 مساءً   التاريخ: 30-1-2017
المؤلف : مؤسسة الرسالة
الكتاب أو المصدر : دور العقيدة في بناء الانسان
الجزء والصفحة : ص79-81
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-07 722
التاريخ: 14-4-2016 2353
التاريخ: 2023-06-01 1002
التاريخ: 2024-06-02 664

منهج العقيدة في تربية النَّفس، أنّها تدعو إلى عدم كبت رغباتها لأنّ الكبت يقتُل حيويتها، ويُبدد طاقتها، فلا تعمل ولا تنتج، وفي الوقت ذاته لا تشجع العقيدة على إطلاق رغباتها بلا ضوابط ، بل تحثُّ على اتّباع سياسة حكيمة معها ، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (سياسة النفس أفضل سياسة) (1).

وعملية السيطرة على النفس تتحقق من خلال ضبط رغباتها وتوجيه نزواتها نحو الاعتدال، وتتحقق أيضا من خلال محاسبتها، قال الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): (ليس مِنَّا من لم يحاسب نفسه في كلِّ يوم، فإن عمل حسنة استزاد اللّه تعالى، وإن عمل سيئة استغفر اللّه تعالى منها وتاب إليه) (2).

ولا بدَّ من الإشارة إلى أنّ العقيدة لا تحبذ اتّباع الوسائل الملتوية من أجل السيطرة على النفس، فعن طلحة قال : انطلق رجل ذات يوم فنزع ثيابه وتمرّغ في الرمضاء، وكان يقول لنفسه: ذوقي، وعذاب جهنّم أشد حرّا ، أجيفة باللّيل بطّالة بالنّهار؟!

قال : فبينما هو كذلك إذ أبصره النبيَّ (صلى الله عليه واله) في ظل شجرة فأتاه ، فقال : غلبتني نفسي ، فقال له النبيَّ (صلى الله عليه واله): (ألم يكن لك بدٌّ من الذي صنعته؟) (3).

من هذا التوجه النبوي، نجد أنّه في الوقت الذي تشجّع فيه العقيدة كلّ محاولة صادقة من الإنسان للسيطرة على نفسه، نجد أيضا أنّها لا تُحبّذ اتّباع الأساليب غير العقلانية للسيطرة على النفس، فالنفس تحتاج إلى صبر وسياسة طويلة ورياضة خاصة لتقلع عن ضراوة عاداتها، كتلك الرياضة التي أقسم أمير المؤمنين (عليه السلام) على اتّباعها مع نفسه: (... وأيم اللّه ـ يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه ـ لأروضنَّ نفسي رياضة تَهشُ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما ، وتقنع بالملح مأدوما... (4).

وإنّ الإنسان ليقف مبهورا أمام قدرة الإمام (عليه السلام) في السيطرة على نفسه، رغم أنّ الأموال كانت تجبى إليه من مختلف بلدان الخلافة الإسلامية أيام خلافته، ولقد أبرَّ بقسمه الذي قطعه على نفسه، عن حبة العرني قال : أُتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بخوان فالوذج فوضع بين يديه ونظر إلى صفائه وحسنه فوجئ باصبعه فيه حتى بلغ أسفله ثمَّ سلّها ولم يأخذ منه شيئا، وتلمّظ اصبعه وقال: (إنَّ الحلال طيّب ، وما هو بحرام ، ولكنّي أكره أن أعوّد نفسي ما لم أعوّدها ، ارفعوه عنّي فرفعوه) (5).

وكان (عليه السلام) يجعل جريش الشعير في وعاء ويختم عليه ، فقيل له في ذلك ، فقال (عليه السلام): (أخافُ هذين الولدين أن يجعلا فيه شيئا من زيت أو سمن)(6).

______________

1ـ ميزان الحكمة 10 : 134 عن غرر الحكم.

2ـ أخلاق أهل البيت ، للسيد مهدي الصدر : 351. والحديث في الوافي 3 : 62 عن الكافي.

3ـ المحجة البيضاء ، للمحقق الكاشاني 8 : 68 ـ مؤسسة الاعلمي ط2.

4ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 419.

5ـ وسائل الشيعة 16 : 508 ـ دار احياء التراث العربي.

6ـ وسائل الشيعة 16 : 509.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.