المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

بدء الوحي وأول ما أنزل
16-5-2021
قراءة القرآن المجيد.
2023-04-11
ولاية يوسف بن عبد الرحمن الفهري بالأندلس
27-5-2017
مرض الرشاشيات الذي يصيب الدجاج (Aspergillosis)
15-9-2021
معاملة الإخوة
2-2-2018
النشاط البشري لتركيا
2024-09-05


تفسير الاية ( 159-162) من سورة البقرة  
  
4315   06:33 مساءً   التاريخ: 14-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الباء / سورة البقرة /


قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [البقرة: 159 - 162].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآيات (1) :

حث الله سبحانه على إظهار الحق وبيانه ونهى عن إخفائه وكتمانه فقال {إن الذين يكتمون} أي يخفون {ما أنزلنا من البينات} أي من الحجج المنزلة في الكتب {والهدى} أي الدلائل فالأول علوم الشرع والثاني أدلة العقل فعم بالوعيد في كتمان جميعها وقيل أراد بالبينات الحجج الدالة على نبوته ( عليه السلام ) وبالهدى ما يؤديه إلى الخلق من الشرائع وقيل البينات والهدى هي الأدلة وهما بمعنى واحد وإنما كرر لاختلاف لفظيهما {من بعد ما بيناه للناس في الكتاب} يعني في التوراة والإنجيل من صفته (عليه السلام) ومن الأحكام وقيل في الكتب المنزلة من عند الله وقيل أراد بقوله {ما أنزلنا من البينات} الكتب المتقدمة وبالكتاب القرآن.

 {أولئك يلعنهم الله} أي يبعدهم من رحمته بإيجاب العقوبة لأنه لا يجوز لهن من لا يستحق العقوبة {ويلعنهم اللاعنون} قيل الملائكة والمؤمنون عن قتادة والربيع وهو الصحيح لقوله سبحانه {عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} وقيل دواب الأرض وهوامها تقول منعنا القطر بمعاصي بني آدم عن مجاهد وعكرمة وقيل كل شيء سوى الثقلين الجن والإنس عن ابن عباس وقيل إذا تلا عن الرجلان رجعت اللعنة على المستحق لها فإن لم يستحقها واحد منهما رجعت على اليهود الذين كتموا ما أنزل الله عن ابن مسعود .

فإن قيل: كيف يصح ذلك على قول من قال المراد باللاعنين البهائم وهذا الجمع لا يكون إلا للعقلاء قيل لما أضيف إليها فعل ما يعقل عوملت معاملة من يعقل كقوله سبحانه والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين وإنما أضيف اللعن إلى من لا يعقل لأن الله يلهمهم اللعن عليهم لما في ذلك من الزجر عن المعاصي لأن الناس إذا علموا أنهم إذا عملوا هذه المعاصي استحقوا اللعن حتى أنه يلعنهم الدواب والهوام كان لهم في ذلك أبلغ الزجر وقيل إنما يكون ذلك في الآخرة يكمل الله عقولها فتلعنهم وفي هذه الآية دلالة على أن كتمان الحق مع الحاجة إلى إظهاره من أعظم الكبائر وأن من كتم شيئا من علوم الدين وفعل مثل فعلهم فهو مثلهم في عظم الجرم ويلزمه كما لزمهم الوعيد وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار وفيها أيضا دلالة على وجوب الدعاء إلى التوحيد والعدل لأن في كتاب الله تعالى ما يدل عليهما تأكيدا لما في العقول من الأدلة .

وقوله : {إِلا الَّذِينَ تَابُوا وأَصلَحُوا وبَيَّنُوا فَأُولَئك أَتُوب عَلَيهِمْ وأَنَا التَّوَّاب الرَّحِيمُ}

استثنى الله سبحانه في هذه الآية من تاب وأصلح وبين من جملة من استحق اللعنة فقال {إلا الذين تابوا} أي ندموا على ما قدموا {وأصلحوا}  نياتهم فيما يستقبل من الأوقات {وبينوا} اختلف فيه فقال أكثر المفسرين بينوا ما كتموه من البشارة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقيل بينوا التوبة وإصلاح السريرة بالإظهار لذلك فإن من ارتكب المعصية سرا كفاه التوبة سرا ومن أظهر المعصية يجب عليه أن يظهر التوبة وقيل بينوا التوبة بإخلاص العمل.

 {فأولئك أتوب عليهم} أي أقبل والأصل في أتوب أفعل التوبة إلا أنه لما وصل بحرف الإضافة دل على أن معناه أقبل التوبة إنما كان لفظه مشتركا بين فاعل التوبة والقابل لها للترغيب في صفة التوبة إذ وصف بها القابل لها وهو الله عز اسمه وذلك من إنعام الله على عباده لئلا يتوهم بما فيها من الدلالة على مفارقة الذنب أن الوصف بها عيب فلذلك جعلت في أعلى صفات المدح .

{وأنا التواب} هذه اللفظة للمبالغة إما لكثرة ما يقبل التوبة وإما لأنه لا يرد تائبا منيبا أصلا ووصفه سبحانه نفسه بالرحيم عقيب قوله {التواب} يدل على أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل من الله سبحانه ورحمة من جهته على ما قاله أصحابنا وأنه غير واجب عقلا على ما يذهب إليه المعتزلة فإن قالوا قد يكون الفعل الواجب نعمة إذا كان منعما بسببه كالثواب والعوض لما كان منعما بالتكليف وبالآلام التي تستحق بها الأعواض جاز أن يطلق عليها اسم النعمة فالجواب أن ذلك إنما قلناه في الثواب والعوض ضرورة ولا ضرورة هاهنا تدعو إلى ارتكابه .

وقوله : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ومَاتُوا وهُمْ كُفَّارٌ أُولَئك عَلَيهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ والملائكة والنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161) خَلِدِينَ فِيهَا لا يخَفَّف عَنهُمُ الْعَذَاب ولا هُمْ يُنظرُونَ}

لما بين سبحانه حال من كتم الحق وحال من تاب منهم عقبه بحال من يموت من غير توبة منهم أومن الكفار جميعا فقال {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار} أي ماتوا مصرين على الكفر وإنما قال {وماتوا وهم كفار} مع أن كل كافر ملعون في حال كفره ليصير الوعيد فيه غير مشروط لأن بالموت يفوت التلافي بالتوبة فلذلك شرط سبحانه وبين أن الكفار لم يموتوا على كفرهم لم تكن هذه حالهم وقيل إن هذا الشرط إنما هو في خلود اللعنة لهم كقوله {خالدين فيها}.

 {أولئك عليهم لعنة الله} أي إبعاده من رحمته وعقابه {والملائكة والناس أجمعين} فإن قيل كيف قال {والناس أجمعين} وفي الناس من لا يلعن الكافر فالجواب من وجوه ( أحدها ) أن كل أحد من الناس يلعن الكافر أما في الدنيا وأما في الآخرة أوفيهما جميعا كما قال ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا عن أبي العالية و( ثانيها ) أنه أراد به المؤمنين كأنه لم يعتد بغيرهم كما يقال المؤمنون هم الناس عن قتادة والربيع و( ثالثها ) أنه لا يمتنع أحد من لعن الظالمين فيدخل في ذلك الكافر لأنه ظالم عن السدي واللعنة إنما تكون من الناس على وجه الدعاء ومن الله على وجه الحكم وقوله {خالدين فيها} أي دائمين فيها أي في تلك اللعنة عن الزجاج والجبائي وقيل في النار لأنه كالمذكور لشهرته في حال المعذبين ولأن اللعن إبعاد من الرحمة وإيجاب للعقاب والعقاب يكون في النار وأما الخلود في اللعنة فيحتمل أمرين ( أحدهما ) الاستحقاق للعنة بمعنى أنها تحق عليهم أبدا ( والثاني ) في عاقبة اللعنة وهي النار التي لا تفنى أبدا وقوله {لا يخفف عنهم العذاب} أي يكون عذابهم على وتيرة واحدة فلا يخفف أحيانا ويشتد أحيانا {ولا هم ينظرون} أي لا يمهلون للاعتذار كما قال سبحانه ولا يؤذن لهم فيعتذرون قطعا لطمعهم في التوبة عن أبي العالية وقيل معناه لا يؤخر العذاب عنهم بل عذابهم حاضر .

________________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص446-450.

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير  هذه الآيات (1) :

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ والْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ ويَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }.

ظاهر هذه الآية انها مستأنفة لا ترتبط بما قبلها . . ومحصل المراد منها ان كل من علم بحكم من أحكام الدين الذي جاء بيانه في كتاب اللَّه ، أوفي سنة رسول اللَّه ، أوفي حكم العقل وكتمه فهو ملعون عند اللَّه وأهل السماء والأرض . . وقد أشار اللَّه إلى حكم العقل بلفظه

{الهدى} . . قال صاحب مجمع البيان : البينات هي الأدلة الشرعية ، والهدى الدلائل العقلية . .

ولا يختص اللعن على الكتمان بأهل الكتاب فقط ، بل يشمل كل من كتم الحق ، لأمور :

1 - ان اللفظ لم يقيد بشيء .

2 – لو افترض ان مورد نزول الآية ما فعله أهل الكتاب من تحريف التوراة والإنجيل فان المورد لا يخصص الوارد على حد تعبير الفقهاء ، وهم يعنون بذلك ان الحادثة الخاصة لا تقتضي تخصيص اللفظ العام .

3 - قد ثبت في علم الأصول ان ترتب الحكم على الوصف مشعر بأن الوصف علة له ، وقد ترتبت اللعنة هنا على الكتمان من حيث هو، فيكون عاما لكل كتمان .

وجاء في الحديث : من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار . . واتفق الفقهاء كلمة واحدة على أن تعليم الجاهل احكام دينه الضرورية واجب كفاية على كل عارف بها ، فان فعل البعض سقط عن الكل ، وان ترك الكل استحقوا جميعا العقاب .

ومعنى اللعن من اللَّه سبحانه طرد الملعون من رحمته ، ومعناه من الملائكة والناس الدعاء عليه بالطرد من رحمة اللَّه .

قبح العقاب بلا بيان :

ان مسؤولية البالغ العاقل أمام اللَّه سبحانه تقاس بوصول التكليف إليه ، ومعرفته به ، ولا أثر لمجرد التكليف في نفسه ، ولبيانه إذا لم يصل إلى المكلف . . فان عدم وصول البيان تماما كعدمه من الأساس . . أجل ، يجب على المكلف أن يبحث وينقب عن البيان ودليل الحكم في مظان وجوده ، ويسأل عنه أهل الاختصاص في الدين والشرع . . ولا يجوز له أن يقصر ويهمل ، ثم يعتذر بالجهل ، لأن المقصر تماما كالعامد ، بل هو هو، لأنه تعمد عدم البحث والدرس . . فإذا

بحث مجدا ، ولم يظفر بشيء فهو غير مسؤول ، حتى ولوكان البيان موجودا في الواقع .

وهذه الحقيقة من أولى البديهيات العقلية ، وأي عاقل يعاتب غيره على أمر يجهله من غير تقصير ! وقد أجمع الفقهاء كلمة واحدة على هذا المبدأ ، وأقره الشرع في العديد من الآيات والروايات ، فمن الآيات ما نحن بصددها : {مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ} . والآية 15 من الاسراء : {وما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} . ومن الروايات قول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله وسلم ) : {رفع عن أمتي ما لا يعلمون} وسنعود إلى الموضوع كلما وصلنا إلى آية تشعر به .

{إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأَصْلَحُوا وبَيَّنُوا}  . أي ان الذين يكتمون الحق ملعونون إلا من تاب وندم على ما فرط ، وأصلح سريرته بالإخلاص في توبته عازما على عدم العودة إلى المعصية ، وان يبين صراحة ما كان قد كتمه من قبل . . فان مجرد ندم السارق لا يكفي في توبته ما لم يرجع الحق إلى أهله .

{فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}  . التواب من صفات اللَّه تعالى ، ومعناه القابل توبة من تاب ، وهو مبالغة في القبول ، واقترن الرحيم بالتواب للتنبيه على ان السبب في قبول التوبة عمن أساء هو رحمته تعالى بعباده .

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وماتُوا وهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ والْمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ} . حتى من كفر باللَّه وجحده يقبل اللَّه توبته إذا تاب وأناب ، ويغفر له ، ويرحمه ، ولا يعذب إلا من مات مصرا على الكفر والمعصية ، لأنه ، والحال هذه ، مستحق للعنة أهل السماء والأرض .

وتسأل : كيف قال اللَّه سبحانه : والناس أجمعين ، مع العلم بأن في الناس من لا يلعن الكافر ، بخاصة أهل دينه الذين هم على شاكلته ؟ .

الجواب : ان القصد من قوله : {والْمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ان من مات على الكفر هو أهل ومحل للعنة أهل الأرض والسماء ، سواء ألعنوه بالفعل أم لم يلعنوه ، حتى ولو كانوا كفارا مثله فهو أهل للعنتهم . . وقد جاء في القرآن الكريم ان الكفار غدا يلعن بعضهم بعضا : {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ويَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} [ العنكبوت 25] .

{خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ }. ومعنى الخلود

في اللعنة الخلود في أثرها ، وهو النار ، وقال الرازي : (معنى لا ينظرون انهم إذا استمهلوا لا يمهلون ، وإذا استغاثوا لا يغاثون ، ويقال لهم : اخسأوا ولا تكلمون . . نعوذ باللَّه) .

حكم اللعن في الشريعة :

لعن الغير محرم ، ومن الكبائر ، لأنه أثم وعدوان ، تماما كالتعدي على الأموال ، وفي الحديث : (ان اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت ، فان وجدت مساغا ، وإلا رجعت على صاحبها . . وقد خرج عن هذا المبدأ أصناف أجازت الشريعة لعنهم ، وهم :

1 - الكافر ، والآيات كثيرة في ذلك ، ومنها الآية التي نحن بصددها ، أما الأحاديث فقد تجاوزت حد التواتر ، منها ما جاء في كتاب أحكام القرآن للقاضي أبي بكر المعافري ، فقد ذكر عند تفسير الآية 161 من سورة البقرة ان النبي ( صلى الله عليه واله ) قال : اللهم ان عمرو بن العاص هجاني ، وقد علم اني لست بشاعر ، فلعنه .

2 - الظالم ، مسلما كان ، أو غير مسلم ، لقوله تعالى : {لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} – [الأعراف 43] .

3 - من كذب على اللَّه ورسوله ، قال تعالى : {ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ ويَقُولُ الأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ – [هود 18 ]. . ومن الكذب على اللَّه سبحانه الحكم بغير ما أنزل .

4 - من يسعى في الأرض فسادا .

5 - من يفتن بين الناس ، ويثير النعرات والحزازات .

أما لعن غير هؤلاء فمحلّ إشكال ونظر . . أجل ، من تجاهر بمعصية غير مكترث تجوز غيبته فيما تجاهر به خاصة . . وبديهة ان جواز الغيبة شيء ، وجواز اللعن شيء آخر . . أما ما يستعمله العوام من لعن الحيوان ، وما إليه فهومن اللغو الذي يجمل تركه .

_________________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص246-249.

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآيات (1) :

قوله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى}، الظاهر والله أعلم - أن المراد بالهدى ما تضمنه الدين الإلهي من المعارف والأحكام الذي يهدي تابعيه إلى السعادة، وبالبينات الآيات والحجج التي هي بينات وأدلة وشواهد على الحق الذي هو الهدى، فالبينات في كلامه تعالى وصف خاص بالآيات النازلة، وعلى هذا يكون المراد بالكتمان وهو الإخفاء - أعم من كتمان أصل الآية، وعدم إظهاره للناس، أو كتمان دلالته بالتأويل أو صرف الدلالة بالتوجيه، كما كانت اليهود تصنع ببشارات النبوة ذلك فما يجهله الناس لا يظهرونه لهم، وما يعلم به الناس يؤولونه بصرفه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم).

قوله تعالى: {من بعد ما بيناه للناس}، أفاد أن كتمانهم إنما هو بعد البيان والتبين للناس، لا لهم فقط، وذلك أن التبين لكل شخص شخص من أشخاص الناس أمر لا يحتمله النظام الموجود المعهود في هذا العالم، لا في الوحي فقط، بل في كل إعلام عمومي وتبيين مطلق، بل إنما يكون باتصال الخبر إلى بعض الناس من غير واسطة وإلى بعض آخرين بواسطتهم، بتبليغ الحاضر الغائب، والعالم الجاهل، فالعالم يعد من وسائط البلوغ وأدواته، كاللسان والكلام: فإذا بين الخبر للعالم المأخوذ عليه الميثاق بعلمه مع غيره من المشافهين فقد بين الناس، فكتمان العالم علمه هذا كتمان العلم عن الناس بعد البيان لهم وهو السبب الوحيد الذي عده الله سبحانه سببا لاختلاف الناس في الدين وتفرقهم في سبل الهداية والضلالة، وإلا فالدين فطري تقبله الفطرة وتخضع له القوة المميزة بعد ما بين لها، قال تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30] ، فالدين فطري على الخلقة لا يدفعه الفطرة أبدا لو ظهر لها ظهورا ما بالصفاء من القلب، كما في الأنبياء، أو ببيان قولي، ولا محالة ينتهي هذا الثاني إلى ذلك الأول فافهم ذلك.

ولذلك جمع في الآية بين كون الدين فطريا على الخلقة وبين عدم العلم به فقال: {ِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} ، وقال: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ، وقال تعالى: {وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } [البقرة: 213] ، فأفاد أن الاختلاف فيما يشتمل عليه الكتاب إنما هو ناش عن بغي العلماء الحاملين له، فالاختلافات الدينية والانحراف عن جادة الصواب معلول بغي العلماء بالإخفاء والتأويل والتحريف، وظلمهم، حتى أن الله عرف الظلم بذلك يوم القيامة كما قال: " {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} [الأعراف: 44، 45] والآيات في هذا المعنى كثيرة.

فقد تبين أن الآية مبتنية على الآية أعني، أن قوله تعالى:{ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب} الآية، مبتنية على قوله تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم} الآية، ومشيرة إلى جزاء هذا البغي بذيلها وهو قوله: {أولئك يلعنهم الله} إلخ.

قوله تعالى: {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}، بيان لجزاء بغي الكاتمين لما أنزله الله من الآيات والهدى، وهو اللعن من الله، واللعن من كل لاعن، وقد كرر اللعن لأن اللعن مختلف فإنه من الله التبعيد من الرحمة والسعادة ومن اللاعنين سؤاله من الله، وقد أطلق اللعن منه ومن اللاعنين وأطلق اللاعنين، وهو يدل على توجيه كل اللعن من كل لاعن إليهم والاعتبار يساعد عليه فإن الذي يقصده لاعن بلعنه هو البعد عن السعادة، ولا سعادة بحسب الحقيقة، إلا السعادة الحقيقية الدينية، وهذه السعادة لما كانت مبينة من جانب الله، مقبولة عند الفطرة، فلا يحرم عنها محروم إلا بالرد والجحود، وكل هذا الحرمان إنما هو لمن علم بها وجحدها عن علم دون من لا يعلم بها ولم تبين له، وقد أخذ الميثاق على العلماء أن يبثوا علمهم وينشروا ما عندهم من الآيات والهدى، فإذا كتموه وكفوا عن بثه فقد جحدوه فأولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، ويشهد لما ذكرنا الآية الآتية: إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار - إلى قوله أجمعين الآية فإن الظاهر أن قوله: إن للتعليل أو لتأكيد مضمون هذه الآية، بتكرار ما هو في مضمونها ومعناها وهو قوله: {الذين كفروا وماتوا وهم كفار}.

قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} الآية استثناء من الآية السابقة، والمراد بتقييد توبتهم بالتبين أن يتبين أمرهم ويتظاهروا بالتوبة، ولازم ذلك أن يبينوا ما كتموه للناس وأنهم كانوا كاتمين وإلا فلم يتوبوا بعد لأنهم كاتمون بعد بكتمان أنهم كانوا كاتمين.

قوله تعالى: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار}، كناية عن إصرارهم على كفرهم وعنادهم وتعنتهم في قبول الحق فإن من لا يدين بدين الحق لا لعناد واستكبار بل لعدم تبينه له ليس بكافر بحسب الحقيقة، بل مستضعف، أمره إلى الله، ويشهد بذلك تقييد كفر الكافرين في غالب الآيات والتكذيب وخاصة في آيات هبوط آدم المشتملة على أول تشريع شرع لنوع الإنسان، قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى } [البقرة: 38] إلى قوله - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 39] ، فالمراد بالذين كفروا في الآية هم المكذبون المعاندون - وهم الكاتمون لما أنزل الله - وجازاهم الله تعالى بقوله: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}، وهذا حكم من الله سبحانه أن يلحق بهم كل لعن لعن به ملك من الملائكة أو أحد من الناس جميعا من غير استثناء، فهؤلاء سبيلهم سبيل الشيطان، إذ قال الله سبحانه فيه: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [الحجر: 35] ، فجعل جميع اللعن عليه فهؤلاء - وهم العلماء الكاتمون لعلمهم - شركاء الشيطان في اللعن العام المطلق ونظراؤه فيه، فما أشد لحن هذه الآية وأعظم أمرها! وسيجيء في الكلام على قوله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} [الأنفال: 37] ، ما يتعلق بهذا المقام إن شاء الله العزيز.

قوله تعالى: {خالدين فيها}، أي في اللعنة وقوله: {لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون}، في تبديل السياق بوضع العذاب موضع اللعنة دلالة على أن اللعنة تتبدل عليهم عذابا.

واعلم أن في هذه الآيات موارد من الالتفات، فقد التفت في الآية الأولى من التكلم مع الغير إلى الغيبة في قوله: {أولئك يلعنهم الله}، لأن المقام مقام تشديد السخط، والسخط يشتد إذا عظم اسم من ينسب إليه أو وصفه - ولا أعظم من الله سبحانه - فنسب إليه اللعن ليبلغ في الشدة كل مبلغ، ثم التفت في الآية الثانية من الغيبة إلى التكلم وحده بقوله: {فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم}، للدلالة على كمال الرحمة والرأفة، بإلقاء كل نعت وطرح كل صفة وتصدى الأمر بنفسه تعالى وتقدس، فليست الرأفة والحنان المستفادة من هذه الجملة كالتي يستفاد من قولنا مثلا: فأولئك يتوب الله عليهم أو يتوب ربهم عليهم، ثم التفت في الآية الثالثة من التكلم وحده إلى الغيبة بقوله: {أولئك عليهم لعنة الله}، والوجه فيه نظير ما ذكرناه في الالتفات الواقع في الآية الأولى.

____________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج1 ، ص323-326.

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآيات (1) :

حرمة كتمان الحق

الآية ـ وإن خاطبت كما في أسباب النّزول، علماء اليهود ـ غير محدودة بمخاطبيها، بل تبين حكماً عاماً بشأن كاتمي الحق.

الآية الكريمة تتحدث عن هؤلاء بشدّة وتقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبِيِّنَاتِ وَالْهُدَىْ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتَابِ، أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ}.

فالله سبحانه وعباده الصالحون وملائكته المقربون يلعنون من يكتم الحق، وبعبارة اُخرى، كل أنصار الحق يغضبون على من كتم الحق. وأية خيانة للعالم أكبر من محاولة العلماء كتمان آيات الله المودعة عندهم من أجل مصالحهم الشخصية ولتضليل النّاس.

وعبارة {مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتَابِ} إشارة إلى أن هؤلاء الأفراد يصادرون في الواقع جهود الأنبياء وتضحيات أولياء الله الصالحين، وهو ذنب عظيم.

والفعل (يلعن) تكرر في الآية للتأكيد، واستعمل بصيغة المضارع لبيان استمرار اللعن، ومن هنا فإنّ لعنة الله ولعنة اللاعنين تلاحق هؤلاء الكاتمين لآيات الله باستمرار، وذلك أقسى صور العقاب.

«البينات» و«الهدى» لهما معنى واسع يشمل كل وسائل الهداية والتوعية والإيقاظ وإنقاذ النّاس.

ولما كان القرآن كتاب هداية، فإنه لا يغلق منافذ الأمل والتوبة أمام الأفراد، ولا يقطع أملهم في العودة مهما ارتكسوا في الذنوب، لذلك تبين الآية التالية طريق النجاة من هذا الذنب الكبير وتقول: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَابُ الرَّحِيمُ}.

عبارة {أنَا التَّوَابُ الرَّحِيمُ} جاءت بعد عبارة {فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} للدلالة على كثرة محبة الله، وسبق عطفه على عباده التائبين. فيقول سبحانه لهؤلاء: إن تبتم، أي عدتم إلى نشر الحقائق، فأنا أعود أيضاً إلى إغداق الرحمة والمواهب عليكم.

ومن الملفت للنظر، أن الله لم يقل أنه يقبل التوبة ممن تاب، بل يقول: من تاب فأنا أيضاً أتوب عليه، والفرق في التعبيرين واضح، فالثاني فيه من التودّد والتحنن وإغداق اللطف ما لا يمكن وصفه.

ثم استعمال الضمير (أنا) في هذا الموضع يستهدف نوعاً من التودّد وبيان الارتباط المباشر بين المتكلم والسّامع وخاصة اذا قال عظيم من العظماء: «أنا أتكفل لك بالعمل الفلاني» حيث يختلف عما لو قال: «سنقوم نحن بانجاز العمل» فالمحبّة الكامنة في الاسلوب الاول غير خافية على أحد.

وكلمة «توّاب» صيغة مبالغة تبعث الأمل في نفوس المذنبين وتمزق أستار اليأس، عن سماء أرواحهم خاصة وأنها اقترنت بكلمة (رحيم) التي تشير إلى الرحمة الالهية الخاصة.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ والملائكة وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161) خَلِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَهُمْ يُنظَرُونَ}

أَلَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ كُفّارٌ:

تحدثت الآيات السابقة عن نتيجة كتمان الحقائق، وهذه الآيات تكمل الموضوع السابق، وتتناول جزاء الذين يواصلون طريق الكفر والكتمان والعناد إلى آخر عمرهم.

تقول الآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الله وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ}.

هؤلاء أيضاً مثل كاتمي الحق، مستحقون للعنة الله والملائكة وجميع النّاس، مع اختلاف هو أن هؤلاء المصرّين على الكفر حتى نهاية حياتهم لا رجعة لهم طبعاً ولا توبة.

ثم تقول الآية التالية إن هؤلاء الكفار المصرّين على كفرهم حتى اللحظات الأخيرة من حياتهم: {خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ}.

_____________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص378-382.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .