أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2015
1619
التاريخ: 6-11-2014
1901
التاريخ: 12-7-2016
1676
التاريخ: 2024-10-25
205
|
المؤلف
: د. عدنان الشريف.
الكتاب
: من علم الفلك القرآني , ص 82-87.
_____________________________
بعد
الانفجار الكبير الذي حصل في الكتلة البدائية الأولى التي انبثق منها الكون منذ
ستة عشر مليار سنة تقريبا ، توسع الكون فنشأت سحب غازيّة متناثرة لا حصر لها هي
السّدم ( جمع سديم ). وفي سحابة منها ذات حجم هائل ودوران سريع حول نفسها ، ومع
مرور مليارات السنين ، تكثفت في وسط السحابة الجزيئات البدائية التي تتألف منها (
البروتون ـ النترون ـ الإلكترون ـ ومضاداتها ) ، فنشأ من هذا التكثف ضغط هائل رفع
الحرارة في وسط السحابة إلى ملايين الدرجات المئوية. وبفعل الحرارة الهائلة هذه
اتحدت جزيئات المادة فيما بينها فألّفت نواة ثم ذرّة غاز الهيدروجين ، ثم اتحدت
أربع ذرات من غاز الهيدروجين فأعطت ذرة من غاز الهيليوم. ومن هذا التحول خرج ضوء
الشمس المؤلف من جزيئات من المادة اسمها الفوتون ( Photons
) التي نشأت نتيجة اتحاد وانعدام جزيئات المادة مع {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} [النبأ : 13]
كيف ولدت الشمس
منذ خمسة مليارات سنة تقريبا ومن وسط سحابة كونية هائلة الحجم سريعة الدوران حول نفسها تكثفت الجزيئات التي تتألف منها بفعل الضغط الهائل الناتج عن دوران السحابة حول نفسها ثم ارتفعت الحرارة في وسط السحابة إلى عشرات الملايين ، فاتحدت جزيئات المادة وتحوّلت إلى نوى غاز الهيدروجين ، ثم اتحدت أربع نوى من غاز الهيدروجين فأعطت نواة غاز الهاليوم ، ومن هذا التحول الاندماجي النووي نشأ ضوء الشمس وبقية النجوم التي تشبهها { وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح : 16]
قبل أن يعرف العلم في القرن التاسع عشر أن الشمس جرم مستقلّ يستمدّ ضياءه من ذاته ، وأن القمر جرم بارد يستمدّ نوره من الشمس ، أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلمية في الآية الكريمة أعلاه ، وفي قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا } [يونس : 5]
والصورة
(1) التي أخذت للشمس بالأشعة المجهولة تبين كيف جعلها سراجا وهّاجا : {وَجَعَلْنَا
سِرَاجًا وَهَّاجًا } [النبأ : 13].
أما
الصورة (2) فتبين الوجه المنير للقمر كما يبدو نتيجة انعكاس ضوء الشمس على سطحه تحت
الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والأشعة المجهولة وأشعة غاما وموجات الراديو
والموجات الصغيرة. نلاحظ هنا عمق البعد العلمي القرآني الذي فرّق بين أشعة الشمس
وقد وصفها التنزيل بالضياء ، وأشعة القمر وقد وصفها بالنور : {هُوَ
الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا } [يونس : 5].
فالنور الذي يأتي من القمر ما هو إلا انعكاس لأشعة الشمس المرئية المتساقطة على سطحه.
أما ضوء الشمس فهو مؤلف من أشعة مرئية وغير مرئية ، إلا أن الإنسان استطاع أن يدرس
الأشعة غير المرئية ويستعملها بواسطة آلات التصوير بالأشعة المجهولة التي يستخدمها
الطب اليوم في تصوير مختلف أعضاء الجسم ، وآلات التصوير بالأشعة ما تحت الحمراء
وما فوق البنفسجية التي يستعملها علماء الفلك والفيزياء والأحياء.
وهكذا
، وعلى ضوء هذا الشرح المبسط جدّا للشمس وضحاها ، والذي هو في مستوى أكثرية
المؤمنين ، تتبين الأبعاد العلمية لقسم المولى بالشمس وضوئها ، فيرتفع المؤمن
بعيدا في أجواء العظمة الإلهية في الخلق عند ما يتلو في صلاته وقرآنه : (
وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) بدل
أن يردد يوميّا هذه الآيات من دون أن يدرك بعدها العلمي. وبعد أن درسنا خلال سنوات
وفي أحدث المراجع العلمية ممّ تتألف الشمس ، وكيف تعمل ، وممّ يتأتّى ويتألف ضحاها
، تفتحت أمامنا آفاق علمية قرآنية لدى تلاوتنا في صلاتنا لآية الشمس والضحى
فأحببنا أن نشارك المؤمن فيها ، والله وراء القصد.
ملاحظة
سورة
الشمس هي السورة الوحيدة في كتاب الله الكريم التي أقسم فيها المولى بأحد عشر قسما
متتاليا : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ
إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ
إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ
إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ
وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ
وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ
وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس : 1 - 7] ،
وجعل جواب آيات القسم هذه التأكيد بأن الإنسان مخيّر بين الفجور والتقوى وتزكية
نفسه أو تدنيس نفسه بالمعاصي : ( فَأَلْهَمَها ) (
أي عرّفها ) {فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس : 8 - 10].
ومع ذلك فلم يتنبه بعض الباحثين في الإسلاميات إلى هذه السورة الكريمة ، فتساءلوا
عن الجبر والاختيار في الإسلام مع أن الموضوع محسوم منذ التنزيل بأن الإنسان مخير
بين التقوى والفجور.
أضدادها
( أي من البروتون مع البروتون المضاد والنترون مع النترون المضاد ). هكذا ولدت
الشمس وبقية النجوم في السحابات الكونية ، كما يقول علماء الفلك والفيزياء النووية
اليوم. وهذا التفسير العلمي لمولد الشمس يقع أيضا تحت مفهوم الآية الكريمة التي
تطرقت إلى خلق السماوات والأرض في قوله تعالى : { أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا } [الأنبياء :
30] ، ذلك أن الغيمة التي ولدت فيها الشمس تأتّت من فتق الكتلة البدائية
الأولى التي كانت في البدء مجموعة معها ( راجع فصل نشأة الكون ).
إن
ضوء الشمس اليوم ناشئ عن تحول غاز الهيدروجين إلى غاز الهيليوم في قلب الشمس بفعل
الحرارة الهائلة في مركزها والتي تصل إلى خمسة عشر مليون درجة مئوية ، أما على
أطرافها فتصل الحرارة إلى ستة آلاف درجة مئوية ، ذلك أن شعاع قرص الشمس ، أي
المسافة بين مركزها وأطرافها ، يقدّر بسبعمائة ألف كلم ( 000 ، 700 ) تقريبا ، أي
مائة مرة أكبر من شعاع الأرض. ويقدّر العلماء أن الشمس ، كمعمل حراري هائل ، تعطي
في الثانية من الضوء ما يعادل الرقم 9 ، 3* 26 ـ 10 من الطاقة بوحدة « جول » ( Joule
) وهذا الضوء متأتّ من تحويلها في كل ثانية لستمائة مليون طن من غاز الهيدروجين
إلى 596 مليون طن من غاز الهيليوم ـ كما أسلفنا ـ علما أن الشمس قد ولدت منذ أربعة
مليارات سنة ونيف ، وأن فيها من الوقود ما يكفي لخمسة مليارات سنة أيضا. ويحاول
الإنسان منذ ثلاثين سنة أن يسيطر على الطاقة الاندماجية الكامنة في تحوّل غاز
الهيدروجين إلى غاز الهيليوم كما هي الحال في الشمس ، إلا أنه لم يصل بعد حتى الآن
، وإذا توصل إلى شيء ما في هذا المجال فإن كوبا من مياه البحر يكفي لإنارة مدينة
نيويورك في يوم إن استطاع الإنسان السيطرة على الطاقة الاندماجية الكامنة في ذرات
غاز الهيدروجين الموجودة في كوب الماء.
أما ضوء الشمس فيتألف من موجات إشعاعية مرئية هي الأشعة البيضاء المؤلفة من مختلف ألوان قوس قزح ( الأحمر ـ البرتقالي ـ الأصفر ـ الأخضر ـ الأزرق ـ النيلي ـ البنفسجي ) ، وموجات أشعة غير مرئية كالأشعة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|