أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2018
4885
التاريخ: 2023-07-24
1051
التاريخ: 26-10-2016
1196
التاريخ: 25-10-2016
1526
|
اصبحت الدولة الاشورية في هذا العصر في مركز الصدارة بين دول وممالك الشرق القديم، سواء من حيث الازدهار الحضاري والاقتصادي او القوة العسكرية التي برز تأثيرها على الدور السياسي الذي لعبته في المنطقة باسرها(1). وبسبب تغاير طبيعة الاحداث التأريخية وتطور الدولة الاشورية في هذا العصر فقد دأب الباحثون على تقسيمه الى دورين متميزين، قامت في كل منهما امبراطورية كبرى، هما الامبراطورية الاولى التي وضع اسسها ادد-نيراري الثاني (911-891 ق.م) وحكم فيها تسعة ملوك، فيما شغلت الامبراطورية الثانية البقية من التاريخ الاشوري اي من عام 745 ق.م الى 612 ق.م واشهر من حكم فيها ملوك السلالة السرجونية(2).
نشأت المشاكل والصعوبات القاسية التي تعرض لها الاشوريون في هذا العصر عن وجود حشد كبير من الدويلات الارامية في بلاد الشام واعالي ما بين النهرين يضاف الى ذلك ما احدثته القبائل الكلدية الآرامية في بلاد بابل من وضع سياسي غير مستقر في داخل البلاد طوال عصر الامبراطورية الاشورية الثانية، ويبدو ان الاراميين قد أخذو على عاتقهم مسؤولية مقاومة الدولة الاشورية في داخل البلاد وخارجها وهي المسؤولية التي اضطلع بها الحثيون والكاشيون في العصر الاشوري الوسيط(3).
ويمكن القول ان النزاع ما بين الاشوريين والآراميين قد انتقل في هذا العصر الى بلاد الشام اذ اسس الاراميون دويلات مهمة قاست من حملات الاشوريين اشد الضغط مما كان من الاسباب المهمة في عدم تمكن الآراميين من انشاء دولة كبرى معظمة في بلاد الشام(4). لقد تكررت الحملات الاشورية على تلك البلاد وخصوصاً على مناطق الجبال اللبنانية منها حيث كان يتوفر الخشب وهو المادة الرئيسية لأغراض البناء وبخاصة بناء القصور والمعابد التي اكثر الاشوريين من تشييدها مثلما اكثروا من تعمير المدن، كذلك كانوا يطلبون بعض الصناعات المشهورة في بلاد الشام ومنها صناعة السفن والقوارب وصناعة الأثاث الخشبي ومنه ما جاء مطعماً بالعاج فقد كان الصناع الفينيقيون من اشهر الفنانين في الحفر على العاج وتؤكد لنا كثرة القطع العاجية المكتشفة في كالخ (نمرود) والتي نجد قسماً منها في القاعات الاشورية من المتحف العراقي على مدى استفادة الاشوريين من تجارتهم الخارجية مع سوريا سواء في جلب هذه الصناعات او جلب العمال والمادة الاولية منها ثم صناعتها في المدن الاشورية(5).
لهذا فقد كان جل اهتمام الملوك الاشوريين في هذه المرحلة كسر الطوق الارامي وابعاد خطرهم من بلاد آشور ومطاردتهم ودفعهم باتجاه الاراضي السورية للسيطرة على معاقلهم(6) وكان من نتيجة هذا الامتداد الاشوري الى تلك المناطق ان احتكوا بمصالح مصر التي اصبحت احد اعداء الدولة الاشورية(7) فقد نشأ صراع وتنافس بينهما تطور في المراحل اللاحقة من هذا العصر باتجاه فتح مصر نفسها في عصر السلالة السرجونية.
ان تألق الاشوريين في هذا العصر يرجع لعدة اسباب منها ان الدول الاخرى في الشرق القديم انذاك كانت دولاً ضعيفة لا تضارع قوتهم المتعاظمة(8). فقد زالت الدولة الحثية من الوجود وزال تأثيرها السياسي والعسكري منذ القرن الثاني عشر ق.م، أما الأمبراطورية المصرية فقد انهكتها الخلافات الداخلية والحروب الخارجية مع الدولة الحثية فانكمشت الى داخل حدودها، غير انها ظلت تلعب دور المحرض للدويلات السورية والمملكتين العبرانيتين الشمالية والجنوبية ضد النفوذ الاشوري الذي كان يهدد مصالحها التجارية. أما بلاد بابل فبعد انتهاء النفوذ الكاشي فيها تعاقب على حكمها عدد من السلالات المحلية الضعيفة التي لم تقوَ على مجابهة الدولة الاشورية حتى وقعت أخيراً تحت سيطرتها(9). يضاف الى ذلك انتشار استعمال معدن الحديد في الشرق القديم واستغلاله من قبل الاشوريين في تكوين اضخم جهاز حربي عرفه العالم القديم وتسليح جيشهم الكبير(10) به.
________
(1) سليمان، عامر، الجيش والسلاح، ج1، ص 253.
(2) باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص499.
(3) فرحان، وليد محمد صالح، العلاقات السياسية للدولة الآشورية، ص 120.
(4) باقر، طه، مقدمة...، ج 2، ص 270.
(5) الهاشمي، رضا جواد، "التجارة"، حضارة العراق، ج1، (بغداد، 1985)، ص 205.
(6) عبد الله، محمد صبحي، العلاقات العراقية المصرية في العصور القديمة، ص 125.
(7) اوبنهايم، ليو، بلاد ما بين النهرين، ص 211.
(8) باقر، طه، مقدمة...، ج 1، ص 500.
(9) باقر، طه وآخرون، تاريخ العراق القديم، ج 1، ص 229.
(10) باقر، طه، مقدمة...، ج 1، 500.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|