أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2016
1348
التاريخ: 26-10-2016
1832
التاريخ: 13-1-2017
4496
التاريخ: 24-10-2016
1383
|
آشور بتشديد الشين إقليم كبير متسع من آسية تعرف ناحيته اليوم بكردستان، وهو كريم البقعة غاية في الخصب يخترقه أنهار أربعة كبيرة أحدها نهر دجلة، وليس في ذلك الإقليم أحسن منظرًا منه ولا أقوى اندفاعًا ولا أكثر سرعة في سيره يضاهي الفرات، وبعده نهر أربيس ونهر غرغوس ونهر ،زابيس، ويتخلل هذا الإقليم جبال متشعبة وأودية كثيرة كانت مشحونة بالبساتين الأنيقة والجنات النضيرة، إلا أن أكثرها اليوم قد عاد قفرا غامرا، وكان لآشور من المدن الكبيرة والقلاع الحريزة والضياع الخصيبة شيء كثير جدا، وكانت في أول أمرها ضيقة البقعة قليلة العمران وفيما ذكره موسى النبي - عليه السلام - ما يُستفاد منه أن حدَّها الغربي لم يكن يتجاوز دجلة، وليس في كلامه ما يدل على أنها كانت مملكة في ذلك العهد، ولكنها عقيب ذلك أخذت تتوسع بكثرة الأبنية والسكان ومد العمارة، حتى بلغ طولها خمسمائة ميل في عرض نصفها فيما يقال على التقريب، فتكون مساحة أرضها ما ينيف على مائة ألف ميل مربع. وقد خبط المتقدمون في الكلام على آشور خبطًا عجيبًا لا يكاد يتخلص منه تحقيق تاريخها، وأغرب ما هنالك أن ديودورس لم يفرق بين آشور وسورية؛ لأنه يقول في بعض كلامه عن هذه المملكة ما معناه أن نينوس رام أن يخلد لنفسه ذكرًا ويصنع ما يعقبه فخره، فأخذ في بناء مدينة كبيرة في سورية يقر فيها سرير ملكه ويجعلها مباءة له ولأعقابه، بحيث لا يكون لها شبيه ولا يُتخيَّل بناء مثلها على ممر الأحقاب. فحشد إليه العملة والصناع من طوائف شتى وبنى أُسس المدينة على شكل مستطيل، ثم حوطها أكثر ما بلغ طوله 150 استادة وأقل ما كان عرضه 90 إستادة، فيكون طول السور أربعمائة وثمانين إستادة، وكان ارتفاعه مائة قدم وثخنه بحيث تجري عليه ثلاث من العجلات صفًا واحدًا، وابتنى على السور بروجًا تبلغ ألفًا وخمسمائة عدا، وهي تعلو السور بمائة قدم وارتفاعها من الأرض مائتا قدم قال ولما أتم نينوس هذه المباني ودعا الناس لسكنى المدينة سماها نينوى باسمه، والتقى فيها خلا الآشوريين وهم أعيان المدينة أمم وقبائل شتى تتباين مذهبًا ومشرباً ، وما لبثت المدينة إلا يسيرًا حتى صارت من أشهر المدن انتهى ببعض اختصار. وقال هيرودوطس في وصفه لآشور: إنها تشتمل على كثير من المدن الكبيرة، وإن أعظم تلك المدن مدينة بابل، وقد اتخذها ملوك البلاد عاصمة لهم منذ خراب مدينة نينوى. .ا.هـ. فعدَّ بابل من جملة مدن، آشور، وإجماع المحققين على خلافه، ثم ذكر أن بابل إنما اتَّخِذَت مباءة للملوك منذ خراب نينوى، والذي نعلمه أن غير واحد من ملوك الكلدان في بابل وملوك آشور في نينوى كانوا متعاصرين في آن واحد. وأول من ذكر آشور على حقيقتها بطليموس الفلكي المشهور وهو من أعلام القرن الثاني للميلاد. قال: يحدها شمالا القسم المحاذي لجبل نيوانا من أرمينية الكبرى، وغربا بعض ما بين النهرين وهو الجهة التي تُسقى بماء دجلة، وجنوبًا مملكة شوشانة، وشرقا مملكة مادي وفيها ثلاثة أنهر تنتهي إلى دجلة بعد أن تسقي معظم أراضيها وهي ليكوس وكابروس وغرغوس. قال: وتقسم آشور إلى عدة أقسام : أحدها أرهباخينس ثم أبولونياتس وموقعها بين سيتاكينا وبلاد الغراميين، ويليها بلاد السمباطيين ثم بلاد الغراميين، وفي جنوبي إذيابينة كلكينيكي ويليها إقليم إربلة، وقد ذكر كثيرًا من مدنها بأسمائها مع تعیین درجات طولها وعرضها كنينوس ومردة وإكتزيفون وغوغاملة وأوزابا وسيتاكي وغومارا وأبولونيا وأسوخيس وغيرها ، وجملة ما عدده منها أربع وثلاثون مدينة تختلف عظمة واتساعا ، لكنه لم يذكر بينها راسن ولا أولمبيس ولا مسفيليا، وقد كُنَّ من أشهر المدائن في تلك الناحية، فالظاهر أنه اقتصر على ذكر المدن التي عاينها بنفسه؛ لأن هذه كانت في عهده قد صارت إلى تمام الخراب ولم تبق لها الأيام أثرًا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|